أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن مدبولى - عبد الناصر مدين لوالداى بإعتذار !














المزيد.....

عبد الناصر مدين لوالداى بإعتذار !


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 03:32
المحور: سيرة ذاتية
    


بمناسبة ذكرى عبد الناصر ، والإشتراكية والعدالة الإجتماعية، ورغم إننى لست من أنصار ذكر سير الآباء والأمهات على الفيس، وأفضل أن يكون الدعاء لهما بالعمل الصالح وبالدعوات الخالصة المباشرة من الإبناء إلى المولى سبحانه وتعالى دون إعلان ، كذلك ارى انه لا داعى لذكر المآثر والتفضيلات لأى منهما علنا ، لكنى مع ذلك مضطر لذكر قصة سريعة تخص والداى عليهما رحمة الله تعالى ، لإنها ترتبط مباشرة بالعدالة الإجتماعية وتطبيقها فى عصر عبد الناصر ،
فالوالد كان مجرد عامل زراعى باليومية ، بمعنى انه لم يكن يمتلك أرضا زراعية لا بالوراثة ، ولا عن طريق ما سمى بالإصلاح الزراعى ، ويفترض ان ثورة 23 يوليو قامت من أجل إنصافه هو وأمثاله كفلاح بسيط، لكن الواقع ان عمله اليومى كان يوفر له دخلا يكاد أن يسد رمقنا (بالتيلة ) مع توفير و ادخار أقل القليل لمواجهة عاديات الزمان، لكن من عبقرية المصريين البسطاء أن تلك المدخرات القليلة وفرت للسيد الوالد وبتعاون وثيق من السيدة الوالدة مبلغا يكفى لسداد مقدم ثمن لقطعة ارض بناء مساحتها 100متر فى مدينة بولاق الدكرور ، على أن يدفع باقى ثمنها بأقساط شهرية بسيطة، وبالتالى بدأ الوالدان رحلة بناء منزل يضم الأسرة التى تضم الوالد والوالدة والأبناء وعمتى وجدتى وابن عمتى ، وبعد معاناة شديدة تحقق الحلم الكبير ، وعشنا هانئين فى الدور الأول للبيت الصغير ، لكن السيدة الوالدة وكانت صاحبة عقل راجح بدأت تفكر فى استثمار الدور الثانى وبنائه لكى نؤجره مقابل مبلغ يعيننا على مواجهة مصروفاتنا التى تتصاعد مع مرور الزمن، كذلك لايجاد دخل فى حال مرض الوالد او اصيب بمكروه ، لانه لا تامينات ولا معاشات ولا اصلاح زراعى ولا إشتراكية ولا صور مع الزعيم كما ينشر البعض كل ثلاثة أشهر كمقرر دراسى للمن على فقراء المصريين ، وبالفعل تم استكمال شقة بالدور الثانى وتم عرضها للإيجار ، حيث جاء أحد السكان وكان موظف حكومى ، ووافق على قيمة الاجرة المحددة للشقة وكانت حوالى جنيهان ، ومضت الامور وبدات السيدة الوالدة تفكر فى الادخار مرة اخرى لبناء شقة اضافية ، لكن فجأة حدث أمر جلل لم يتوقعه أحد منا ، إذ أن الساكن المحترم وبعد مرور اكثر من عام ورغم العشرة والعيش والملح ، لجأ الى ما كان يطلق عليه وقتها " لجنة تقدير الإيجارات" وحضرت اللجنة وخفضت القيمة الايجارية من جنيهان إلى أقل من جنيه على ما أتذكر ؟
المهم علم والدى( العامل الزراعى البسيط باليومية ) انه يمكنه الطعن على تقدير اللجنة ، فذهب وقدم طلبا فاعطوا له ميعادا لمقابلة البيه بتاع اللجنة !
وفى الميعاد وكنت يومها فى الثانية ابتدائى اصطحبنى السيد الوالد لمكتب الباشا الاشتراكى ، ونظرا لبساطة والدى وعدم امتلاكه ساعة اعتمد على مواعيد القطارات التى تمر بجوار سكك حديد مدينة بولاق الدكرور حيث نقيم ، وكان مكتب تلك اللجنة قريبا منا ، فذهبنا متأخرين قليلا حسبما فهمت، فإذا بالبيه الاشتراكى يوبخ والدى بشدة ( ذكرنى بما عاناه والد نجيب سرور) ويوجه له الاهانات رغم ان الوالد مجرد عامل يومية بسيط والامر واضح من بطاقته العائلية ومن ملابسه ، ومن موضوع( القضية )وهو المنزل المتواضع وليس مقاول او رجل اعمال او اقطاعى ؟
ورغم ان والدى كان الاكبر سنا الا ان رجل التطبيق الاشتراكى أمر والدى بالذهاب واستئجار تاكسى للذهاب لاعادة المعاينة ، ثم قام وركب هو ووالدى والمستأجر الموظف، ورغم ان والدى هو الذى كان سيحاسب التاكسى بصفته الاقطاعى البورجوازى، الا ان الباشا الكلب القذر مثل اسياده، وبخنى شخصيا وامرنى بان اعود للمنزل على قدمى لان التاكسى لن يسعنا جميعا،رغم اننى لم أكن اتجاوز السابعة أو الثامنة وقتها ؟
ولكم ان تعلموا إنه بعد كل تلك الإهانات تم رفض الطعن واجبر الوالد على قبول الاجرة الشهرية وقدرها أقل من جنيه مصرى للشقة ؟

والجدير بالذكر انه اثناء بناء شقة الدور الثانى تلك ، وككل منازل المناطق الشعبية كان يتم تشوين الرمال والمستلزمات امام المنزل ، إلا أننا فوجئنا فى احد الايام باستدعاء من الشرطة باسم السيدة الوالدة التى كانت تشرف على عمليات البناء نظرا لصغر اعمارى انا واخوتى ، ونظرا لان الوالد يعمل باليومية كما ذكرت وبالتالى فهو غير متواجد ،فتم كتابة المخالفة باسم الوالدة عند مرور رجال (الدولة )بحجة تراكم مواد البناء فى منطقة عشوائية كبولاق الدكرور ؟ المهم ذهبت كعادتى برفقة السيدة الوالدة للقسم لانهم اجبرونا على الذهاب الفورى قبل حضور الوالد، ولما قابلنا بهوات شرطة الاشتراكية اذا بهم يهددوننا بدفع قيمة الغرامة عشرة جنيهات( تساوى أجرة سنة كاملة للبيت وفقا لتقدير لجنتهم) وإلا فسيتم إحتجاز الوالدة وسجنها ؟
واخبرنى احدهم بان اترك السيدة الوالدة واذهب لأتصرف فى الغرامة وانا طفل( لا راح ولا جه) ولا اعلم حتى كيفية العودة للمنزل ؟
ولولا ان ابن عمتى وكان اكبر سنا قد لحق بنا وقابلنى على باب القسم وعلم بالأمر فتصرف وسدد الغرامة وأنقذ الموقف؟

إن اعتذار عبد الناصر نفسه أو حتى عائلته بأكملها ، لا يكفى لمحو كل ذلك العار وتلك الاهانات التى رأيتها بام عينى تلحق بوالداى بلا ذنب سوى أنهما حاولا التخطيط لمواجهة تقلبات الزمن وغدره وعجز نظام يدعى العدالة الاجتماعية على توفير ضمان اجتماعى لهما ولابنائهما فى حال وقوع مكروه لعائل الأسرة ؟

أعلم ان احدهم سيتحدث عن اننى تعلمت ودرست بفضل عبد الناصر ، وانه لولا مجانية التعليم ما كنت استطعت الان ان اكتب هذه الكلمات ، ولهؤلاء رد بسيط جدا وهو ان عبد الناصر ورفاقه أنفسهم تعلموا ودخلوا القوات المسلحة بدون وساطة فى عصر الملك وبفضله ( بنفس القياس) ومع ذلك لم تحل تلك المميزات التى نالوها فى عصر الملكية ، من انتقادهم لتلك المرحلة ورفضها ومهاجمة رموزها ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال المرحلة !!
- الذكرى الحادية والخمسون ،
- المناضلة الفلسطينية خالدة جرار
- الإنشاءات العملاقة، والحرية
- المشير طنطاوى
- ماجور سد النهضة ؟
- الأمور المنطقية فى مسألة التمييز؟
- كوارث الثورة الإيرانية ؟
- الجماهيريةالعربية التونسية الشعبية الإشتراكيةالعظمى
- وفاة الدولة ؟
- كيف يتغلب حزب العدالة والتنميةعلى أزمته الكارثية
- مأساة المقاوم الحزين ؟
- فيوتشر وطن لكرة القدم !
- هزيمة مدوية !!
- كارثة إضطهاد اللاعب المصرى شيكابالا
- مأساة الدمية أمل السورية!!
- التاريخ المصرى للتعاون ؟
- الإيدز السياسى ؟
- أسباب الخنوع للإستبداد من وجهة نظر لابواسيه والكواكبى
- حذف خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى فى مصر


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن مدبولى - عبد الناصر مدين لوالداى بإعتذار !