أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - ماجور سد النهضة ؟















المزيد.....

ماجور سد النهضة ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا الإستسلام الأعمى والركون الشعبى المذل لمخططات تمرير وإستكمال سد النهضة هو أمر خطير ومفزع ، والأكثر خطورة إنه يتوازى مع نهب ممنهج وجبايات وتنكيل إقتصادى ومعيشى يكاد أن يدمر المجتمع بأسره ،وكذلك مع محاولات مستمرة للعبث بالمقدسات والثوابت الإسلامية؟
بمعنى أن السكون والخرس تجاه التفريط الأحمق فى حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل ليس ثمنا ولا مقابل التمتع برفاهية مفرطة ، ولا هو نتيجة العيش فى بحبوحة ورغد ، كما إنه يتوازى مع تهديدات فعلية للمقدسات الدينية ؟
ورغم تلك المأساة الوطنية التى نعيشها ، و هذا الخنوع المألوف تجاه القضايا المصيرية، مع الإنغماس الأعمى فى التفاهات والتفنن فى تفاصيلها ، إلا إننا لن نمل من تكرار التحذير من الأخطار الهدامة المدمرة التى ستتنتج وتتحقق حتما إن إكتمل بناء سد النهضة ، وهى أخطار قد لا تكون سريعة الوقوع ولن تحدث فى المدى القصير ، لكنها أخطار حتمية وكارثية ومروعة :-

أولا :- خطر إنهيار السد ووقوع دمار شديد فى كل من مصر والسودان ، فتخزين اكثر من أربعة وسبعين إلى تسعين مليارا من المياه على حدود السودان وراء سد ضخم مهما كانت عوامل أمانه ، يؤدى إلى إحتمال قوى لتعرضه للإنهيار فى اى وقت من الاوقات، مما يجعل بلادنا مهددة بالفناء والدمار ، أو على الأقل حدوث خسائر فادحة،( وهو ما تؤكده الأخبار التى أفادت بتدمير جزء من السد نتيجة هطول الأمطار بغزارة إن كانت تلك الأخبار صحيحة ) وبالتالى وفى جميع الأحوال ينبغى ألا يتم السماح بتخزين أكثر من اربعة عشر مليار متر مكعب فقط وراء سد النهضة، حماية للشعبين المصرى والسودانى من غرق مناطق كبيرة فى شمال السودان وجنوب مصر ، وفقدان الكثير من الأرواح و هدم بعض السدود فى البلدين ولو جزئياوتعطيل إمدادات الطاقة ؟

ثانيا :- إنتهاء فكرة الحصة التاريخية المقررة لمصر سنويا من مياه النيل والتى تقدر بحوالى خمسة وخمسين مليار متر مكعب ، وسيتحول نهر النيل ( الأزرق) من نهر دولى عابر للحدود إلى بحيرة أثيوبية خالصة ، وهو أمر يضع مصائرنا فى أيدى الآخرين ؟

ثالثا :-- ستصبح عملية تمرير المياه رهنا بتقلبات السياسة المحلية والإقليمية و الدولية،وأيضا الأحوال السياسية والاقتصادية الداخلية فى أثيوبيا ، وهو ما يعنى انهم فى أى وقت من الاوقات يستطيعون منع تمرير المياه إلينا ، إما بسبب نشوب نزاعات سياسية، أو نتيجة لتحالفات ومصالح متناقضة ؟

رابعا :- سوف لايكون فى عداد المفاجآت وبعد الاطمئنان لعمليات الملء، المتتالية ،و تبريد الإهتمام الوطنى بقضية الإستيلاء على مياه النيل، أن تقوم أثيوبيا بالمطالبة مباشرة بقيمةمالية من مصر، مقابل السماح بكميات المياه المطلوبة،بمعنى إنه عندما يكون المناخ الدولى مناسبا خلال فترة قصيرة ، أو فى الأجل الطويل، فإن إثيوبيا ستطالب حتما بثمن كل لتر مياه سيمر إلى مصر تحديدا، وهو أمر لا تخفيه الأدبيات الإثيوبية سواء فى مؤتمرات رسمية او من خلال الكتابات المنشورة واللقاءات المتلفزة والمذاعة ،

خامسا :- قد لا يمر عام او عامان أو ثلاثة ، ويحدث جفاف فى أثيوبيا وهو أمر معتاد وغير مستبعد،ساعتها ومهما كانت المخطوطات الورقية التى ستزف الينا كإتفاق مزعوم (ملزم ) سيتم إحتجاز المياه نهائيا عنا سواء بحجج فنية،أو من خلال نفس الادعاءات الحالية التى تتحدث عن حق اثيوبيا أولا فى الاستفادة من مياه (نهرها ) الذى تمتلك مقدراته ؟

سادسا :- سيتم تدبير الكثير من المؤامرات بين دولتى المصب مصر والسودان، وفى الغالب فإن السودان سيتم إستخدامه هو الآخر مع دولة جنوب السودان كأداتان لحصار وتجويع وتركيع مصر مستقبلا، مقابل التلويح لهاتين الدولتين ببعض المصالح، وبالتالى سيكون العداء موزعا بين إثيوبيا والسودان وجنوب السودان ، وستبدو مصر وكأنها دولة مارقة معتدية على دول الجوار ، وليست كدولة تم إستلاب حقها فى الحياة ، وقد تحدث معارك دموية بين الأشقاء بديلا عن المعارك الطبيعية ضد الأعداء والمتآمرين ؟

سابعا :- إنتشار البطالة وزيادة معدلات الهجرة والجريمة بسبب زحف الجفاف على مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية التى تحتوى وترعى ملايين الأسر ،،

ثامنا :- فقدان مصر القدرة على الحصول على الفواقد المائية ، بمعنى أن مصر لن تتمكن من الحصول على مياه الفواقد سواء من السودان أو من باقي دول المنابع، مثل أوغندا و جنوب السودان، حيث كان من الممكن أن تعتمد مصر في تنمية مواردها المائية من خارج حدودها على مياه الفواقد ،و هي كميات المياه التي تتسرب من النيل إلى المستنقعات أو إلى باطن الأرض، أو يتم فقدانها عن طريق البخر مثلما يحدث فى مستنقعات" الصدد "بجنوب السودان التي تبتلع من مياة النيل مايقرب من 30 مليار متر مكعب سنويا تضيع بالبحر ويمكن الاستفادة منها ، لكن إنشاء سد النهضة وما تبعه من سياسات ورؤى ، سيجعل باقى الدول تسلك طرقا مماثلة ، تجعلها تبالغ فى الإستفادة بمياهها ومنها مياه الفواقد ،وسيكون موقفها أقوى فى تلك الحالة التى لا تنظمها أية إتفاقيات !!

تاسعا :-إذا لم نستخدم كل ما نملك من أدوات فى المواجهة مع إثيوبيا التى توشك أن تتحكم فى قرارنا وتسيطر على إرادتنا، فسينكشف الأمن القومى المصرى وسيتداعى الشركاء والخصوم للقضاء على ما تبقى لنا من قدرات إستقلالية ،كذلك قد تحدث أزمات ومجاعات كبرى، بعد ان تزيد الفجوة الغذائية بين الطلب والإستهلاك من جانب ، وبين العرض والإنتاج من جانب آخر ؟

عاشرا :- تشجيع دول حوض النيل الأخرى خاصة جنوب السودان على إقامة سدود ومشروعات مماثلة على رافد النيل الأبيض الذى تتدفق منه حوالى 20% من إجمالى المياه الواردة لكل من مصر والسودان ، وبالتالى الوصول الى حالة الجفاف النهائى فى دولتى المصب مصر والسودان ، ووقتها لن تستطيع مصر أن تقاتل القارة الأفريقية بأكملها !!

حادى عشر :- حدوث بعض المخاطر الفنية المحققة التي سوف يسببها سد الألفية (النهضة) والتى يمكن أن تتخلص فيما يلى :-
1- نقص الطمي الذي يساعد في خصوبة الأرض الزراعية.
2- زيادة تصحر الأراضي الزراعية الموجودة و قلة خصوبتها.
3- عجز شديد في توليد الطاقة الكهرباية نتيجة تناقص مخزون السد العالي و خزان أسوان.
4- نقص شديد في الثروة السمكية خصوصا في بحيرة ناصر و التي انخفض منسوبها.
5-إنتشار الجفاف ببحيرة ناصر وفى مجرى النيل داخل مصر نفسها ،وسيشبه الأمر ما وقع فى كينيا والصومال بعد اقامة بعض السدود على منابع انهار محلية تصب فى كل من الدولتين ، حيث وصل الحال إلى إصابة مجرى النهرين بالجفاف الكامل لمصبات تلك الأنهار فى كل من الصومال وكينيا ، وزاد من كارثة العطش والجفاف هناك ؟

فحتى فى حال التوقيع على اتفاقيات جديدة حول مياه النيل ، وحتى لو حددت تلك الإتفاقيات بعض الحصص والالتزامات ، و لو إستمر هطول الأمطار بغزارة لعشرة أعوام متتالية ،فكل ذلك لن يمنع أبدا أو يحد من الآثار المدمرة لذلك السد، ولن يقلل أبدا من المخاطر الوجودية التى تهدد بقاء مصر على المدى المتوسط والطويل ، والمسألة باتت لا تتحمل ما نراه من تهاون وخداع وتجاهل وخنوع ومحاولات وضع الماجور فوق أخبار السد ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمور المنطقية فى مسألة التمييز؟
- كوارث الثورة الإيرانية ؟
- الجماهيريةالعربية التونسية الشعبية الإشتراكيةالعظمى
- وفاة الدولة ؟
- كيف يتغلب حزب العدالة والتنميةعلى أزمته الكارثية
- مأساة المقاوم الحزين ؟
- فيوتشر وطن لكرة القدم !
- هزيمة مدوية !!
- كارثة إضطهاد اللاعب المصرى شيكابالا
- مأساة الدمية أمل السورية!!
- التاريخ المصرى للتعاون ؟
- الإيدز السياسى ؟
- أسباب الخنوع للإستبداد من وجهة نظر لابواسيه والكواكبى
- حذف خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى فى مصر
- فوز الزمالك بالدورى ، الإستثناء الذى يؤكد القاعدة
- النكبة !!
- تهميشات الحوار المتمدن ؟
- الإستقطاب الكارثى ؟
- الفاشيون الجدد !!
- الدور المشبوه لقناة الجزيرة ؟


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - ماجور سد النهضة ؟