أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدبولى - مع أمريكا ذلك أفضل جدا ،،














المزيد.....

مع أمريكا ذلك أفضل جدا ،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 01:59
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد سقوط وسائل التواصل الإجتماعى ، والارتباك الذى حدث على مستوى العالم ، ظهرت بعض الدعوات الساذجة التى توصى بإنشاء بدائل عالمية ومحلية منافسة لوسائل التواصل الأمريكية ، وذلك لكى نحقق الإستقلال الإفتراضى وننعم بالحرية الوطنية العميقة المستقرة التى لا يغلبها غلاب ، ولا يوقعها ويوقفها عطل مفاجئ ؟
ورغم موقفى العدائى الحانق ضد الغرب بأسره ، والناتج عن قباحة الممارسات الامريكية خصوصا، نتيجة ازدواجية معاييرها تجاه قضايانا بالمقارنة بالقضايا العالمية الأخرى ، الا اننى فزعت عندما تصورت الانهيار النهائى والتام لوسائل التواصل الامريكية ، وإنتابنى هلع من مجرد إفتراض فتح حساب تواصلى بوسائل بديلة تحل محل الوسائل الأمريكية ، وازداد ذلك الهلع وإكلحت الأمور أمامى عندما مرت البدائل المقترحة فى مخيلتى ، وأحسست بأننى فى نعمة كبرى ستزول ، خاصة اذا كان البديل أوروبيا أو روسيا أو صينيا أو سعوديا أو تركيا أو إيرانيا أو هنديا أو حتى صنع فى مصر ؟

ففى أوروبا وهى الأقرب للولايات المتحدة وسياستها ، لن تنعم بحرية توازى ما يتيحه لنا مارك رغم سماجته، واذا اشتركنا فى فيس بوك تابع للاتحاد الاوروبى فاننا سنصطدم بلائحة ممنوعات تفوق مثيلتها الأمريكية، وستضاف اليها محرمات نقد لانتهازية ماكرون السياسية وعنصريته البغيضة ، كذلك سيحظر حتى نهاية عمره من يحاول المس بقداسة الرسومات الدينامركية ، أو يصطدم بوساخة الممنوعات الحضارية المقدسة ، فقد تجد نفسك ممنوعا من الاحتفال بعيد الاضحى حماية لحقوق الحيوانات ، أو مضطرا لمطالعة صور يومية على صفحتك الخاصة لخنازير حالمة تنعم بالأوحال المقدسة ولا تستطيع حذفها ؟

أما إذا وقعنا تحت رحمة وسيلة روسية أو صينية ، فوقتها ستجد منعا تاما عن الكلام فى السياسة بشكل حر مطلق ، لكن الامر سوف يقتصر على السماح بنقد وشتم وشرشحة السياسات الأمريكية والأوروبية ، بالاضافة الى الكثير من البوستات البروباجاندية لتى تشيد بالنظامين السياسيين هناك، وستستمتع حضرتك بصور الزعيم الخالد بوتين وحده ، ومرفق بها اخبار الكنيسة الروسية، وبطولات أشاوس الجيش السورى المناضل مع اخوانه الروس والإيرانيين وإنتصارهم المظفر على الارهاب، أو ستتكحل عيناك بصور الزعماء الإستثنائيين من قادة الحزب الشيوعى الصينى وعلى رأسهم الحكيم شي جين بينغ ، والرفيق كيم ايل سونغ ، والزعيم ماو تسى تونج ومع كل صورة لهؤلاء الرفاق ستلبس فى اعلان تسويقى عن المنتجات الصينية الرديئة ، بالاضافة الى بوستات طويلة عن الإرهاب الإيجورى الإسلامى وعن حكمة بوذا وكونفوشيوس وراما !! ومن يخالف او يعترض او يعلق ناقدا أو رافضا ،سيتم حظره نهائيا هو وجميع أصدقائه على الصفحة وكذلك اقاربه حتى الدرجة الخمسمائة ؟ ولن يقتصر الامر عند ذلك بل سيلحق المسكين بالطبيب الصيني لي وينليانغ، الذي كان أول مَن نبه إلى خطورة فيروس كورونا، و تجرأ و نشر على صفحته تحذير عند بداية تفشى وباء كورونا بمدينة ووهان ؟

أما إذا كانت المملكة العربية السعودية هى التى ستهيمن على وسائل التواصل ، فإن جيوشها الإليكترونية ستسيطر تماما على الإتجاه العام لتلك الوسائل، وستتركز البوستات على تمجيد الأمراء واولياء النعم وعلى الدعوات لهم بطول العمر والتوفيق والسداد، وكذلك الاشادة بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة فى قيادة العالم ، وستنهمر البوستات التى تساعد على الدروشة والتوهان ، كما سيتم حظر الصفحات التى تنشر بوستات تحتوى على كلمات مغرضة ، مثل الحرية والديموقراطية وجمال أو خاشقجى؟ كما سيتم تجريم انتقاد كافة الدول( الصديقة )، وسيكون المتاح سياسيا فقط هو انتقاد ايران وافغانستان وتركيا والشيوعية والاخوان؟

اما تركيا فانها ستسمح بممارسة الحريات بشكل موسع حتى يخرج كل عضو التحق بوسائلها ما عنده بكل حرية ، وينعم بالحق المطلق فى نقد ما يراه سياسيا واجتماعيا، بل وسيتم السماح بصفحات تؤيد المقاومة العنيفة ، ثم رويدا رويدا تبدأ السلطات هناك بمساومة منافسيها على المستوى الدولى والإقليمى بما لديها من ادوات إفتراضية ، لكى تحقق من خلال تلك المساومة مصالح الشعب التركى ؟

اما فى ايران فان المسموح به سيتركز فقط على مالا يخالف تعليمات مجلس أو جهاز تشخيص مصلحة النظام ، فما تسمح به رئاسة المجلس هو الذى سيتم السماح بنشره ، وما يحرمه هو الذى سيتم حذفه ، وبالتالى سيستغرق الأمر أسابيع بأكملها حتى تتمكن حضرتك من نشر بوست واحد ، نتيجة مراجعته لدى عمامات وشخوص جهاز مصلحة التشخيص ؟ وعليك فى النهاية تجنب انتقاد ممارسات وسياسات الدول الصديقة مثل روسيا وسورية وبورما وأرمينيا ، لكنك بالطبع ستستمتع هناك بميزة كبرى وحرية مطلقة وهى إنتقاد وحتى التطاول على أسيادنا ابو بكر وعثمان والسيدة عائشة رضى الله عنهم جميعا ؟

وبالنسبة للهند فيكفيك غما أن يتم تجريم وصفك لأى حمار مما تراهم أمامك أوتتعامل معهم على صفحتك او خارجها بأنه بقرة ! وستزداد حسرة عندما تتبدل أمامك الثوابت فتكتحل عيناك صباح مساء بالآلهة راما والحاج الدلاى لاما واخبار حزب بهاراتيا جاناتا ،،

لكن أعظم الكرب، وأمر المصائب وأفظعها ، سيكون إذا ما أستتبت الأمور وترعرعت لوسيلة تواصلية مصرية ، فحينها سننعم جميعا بثقافة الإند أوف تكست العريضة القفا ، وبسماجة وضحالة روايات أسر الإسطول السادس ، وسنستمتع معا بكلمات وحكم المفكرين العظام للمرحلة ، وستنجلى أمامنا شجاعة ضرب ميكروفونات الجزيرة ثم الجلوس مع أمرائها ، وسينتهى الأمر بأننا سنؤكد بأنفسنا ان تيران وصنافير سعودية ، وأن نهر النيل عمره ما عداش على مصر ، وأن الصهاينة هم أخوالنا وأعمامنا كمان ، وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان ياولدى !!



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع أمريكا ومارك، أفضل جدا ،،
- من أبطال نصر إكتوبر، الشهيد إبراهيم عبد التواب
- حرب عولمية ؟
- ومن الذى يعتذر للدكتور جمال حمدان؟
- عبد الناصر مدين لوالداى بإعتذار !
- رجال المرحلة !!
- الذكرى الحادية والخمسون ،
- المناضلة الفلسطينية خالدة جرار
- الإنشاءات العملاقة، والحرية
- المشير طنطاوى
- ماجور سد النهضة ؟
- الأمور المنطقية فى مسألة التمييز؟
- كوارث الثورة الإيرانية ؟
- الجماهيريةالعربية التونسية الشعبية الإشتراكيةالعظمى
- وفاة الدولة ؟
- كيف يتغلب حزب العدالة والتنميةعلى أزمته الكارثية
- مأساة المقاوم الحزين ؟
- فيوتشر وطن لكرة القدم !
- هزيمة مدوية !!
- كارثة إضطهاد اللاعب المصرى شيكابالا


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدبولى - مع أمريكا ذلك أفضل جدا ،،