أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - -انقلاب- السودان، باق ومستمر!















المزيد.....



-انقلاب- السودان، باق ومستمر!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 7064 - 2021 / 11 / 1 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك اخطر على الثورة، من تضليلها!
طبعاً، لايعبر مضمون "العنوان" عن امنياتى، ولكنه يعبر عن حقائق وليس عن امنيات .. رغم كل التضحيات النبيلة الجسيمة التى تقدمها شعوب العالم عبر التارخ، من اجل الحرية والعدالة، الا انه فى كثير من الاحيان تنتصر قوى الاستبداد والاستغلال، وفى بعض الحالات، تكون النتيجة، فقط، تحسين شروط الاستغلال والاستبداد، على مدار تاريخ البشرية، لم تنتصر ثورة بعد، مازال امامنا طريق طويل، علينا ان نقطعه.
هل يمكن لمرشح رئاسى وهو فى السلطة، يحصل على 70 مليون صوت، ان يسقط فى الانتخابات؟!، انها قوة حكام العالم، بقيادة امريكية، انها القوة التى قررت هزيمة ترامب اياً كانت قوته، ان اى رئيس او رئيس وزراء، حتى لو كان نتنياهو، شديد القوة، هو مجرد موظف بدرجة رئيس او رئيس وزراء، يعمل وفقاً للمسارات المحددة لمصالح هذه القوى، انها القوى التى تحدد مسار الديمقراطية البرلمانية الغربية، انها القوى "الفوق ديمقراطية".

الديمقراطية الحقيقية، و"العلاج بالصدمة الاقتصادية" الحقيقية، لا يجتمعان!
لقد شكلت الديمقراطية عائقاً امام التطبيق الكامل لسياسات "النيوليبرالية" الاقتصادية، "العلاج بالصدمة الاقتصادية" الحقيقية، نتيجة لقدرة الناس على المقاومة فى ظل النظام الديمقراطى، وكان ريجان فى امريكا وساركوزى فى فرنسا امثلة على ذلك، وواجه مطلقو السوق الحرة ضغطاً شعبياً واضطروا، كالعادة، الى تعديل خططهم الاصلية وتطبيعها، بقبولهم اجراء تطبيقات تدريجية بدل الانقلاب الكامل "الصدمة"، اى انه فى حين ان نموذج ميلتون فريدمان، مؤسس "مدرسة شيكاغو" الاقتصادية، "النيوليبرالية" الاقتصادية، "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، نموذج يمكن تطبيقه بشكل جزئى فى ظل نظام ديمقراطى، فان الشروط القاهرة، "القمع"، مطلوبة لتطبيق رؤية فريدمان الحقيقية، هذه الشروط التى تحتاج الى سلطة مركزية قوية، ببساطة، يمكن ان يحققها الحكم العسكرى بسهولة.
بعد ان فشل فريدمان، فى تطبيق نظريته كاملة فى بريطانيا فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، ذهب فريدمان وبعض صبيان "مدرسة شيكاغو" الى امريكا اللاتينية لتطبيقها على حقيقتها، وعمل مستشاراً لبيونيشى غداة انقلابه فى تشيلى، نصح فريدمان وقتها بينوشى بفرض تحول خاطف فى النظام الاقتصادى، يتلخص فى ثلاثة اجراءات اقتصادية رئيسية، الخصخصة - الحد من دور الحكومة - الوقف الحاد للانفاق الاجتماعى، والتى اسماها "العلاج بالصدمة الاقتصادية" او "العلاج بالصدمة"، (وهى نفسها العلامة التجارية لصندوق النقد الدولى الذى يطبقها حتى اليوم)، لقد تنبأ فريدمان بان سرعة هذه التحولات الاقتصادية وفجائيتها، ستسهل عملية "التكيف" عند الشعب، ولان الشعب لن يقبل ان تطبق عليه هذه الاجراءات العنيفة "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، فلابد ان يترافق معها "صدمة امنية" وغطاء سياسى واعلامى، مواكب.
خلال السنين الخمس والاربعين الماضية، لتطبيق "العلاج بالصدمة"، مارست ابشع انتهاكات حقوق الانسان فى هذه الحقبة من انظمة مناهضة للديمقراطية، كى تمهد لـ"اصلاحات" جذرية تحرر السوق. ففى الارجنتين، فى فترة السبعينيات، شكل "الاختفاء" المفاجئ لثلاثين الف شخص، كان معظمهم من الناشيطين اليساريين، على يد الطغمة العسكرية، جزءاً لا يتجز من عملية فرض سياسات "مدرسة شيكاغو" على البلد، كما اعمال الرعب التى لازمت النوع نفسه من التحول الاقتصادى فى تشيلى وفى الصين عام 1989، كانت الصدمة الناجمة عن مجزرة ساحة تيانامين وما اعقبها من اعتقال عشرات الالاف، هما اللذان حررا ايدى الحزب الشيوعى كى يحول معظم البلاد الى منطقة تصدير واسعة النطاق اكتظت بالعمال الذين غلبهم الرعب الشديد فمنعهم من المطالبة بحقوقهم، وفى روسيا عام 1993، كان قرار يلتسن ارسال دبابات تقصف مبنى البرلمان وحجز قادة المعارضة، هو الذى مهد الطريق امام الخصخصة الجنونية، الى انتجت الاقلية الحاكمة "الاوليغارشيا" الفاسدة، فى اكبر الاراضى مساحة التى استعمرت مؤخراً – روسيا والصين -، ولايزال يدر الارباح الكثيرة بفضل قيادة، يدها من حديد، والمستمرة حتى يومنا هذا.
رغم ان "مدرسة شيكاغو"، قد غزت العالم كله، الا انها لم تطبق كاملة فى بلدها الاصلى الولايات المتحدة الا بعد 11 سبتمبر 2001، الا انها احتفظت بنظام الرعاية الاجتماعية، والضمان الاجتماعى، والمدارس الرسمية، حيث حافظ الاهالى على "ارتباطهم اللاعقلانى بالنظام الاشتراكى"!، على حد تعبير فريدمان. استعانت ادارة بوش، فى سبيل تحفيز انطلاقة وحدة "رأسمالية الكوارث"، اعلى مراحل "النيوليبرالية" الاقتصادية، بدون طرح الموضوع على الشعب، استعان بشركات خاصة اجنبية كى تتولى الوظائف الحكومية الحساسة والاساسية، لقد تحول دور الحكومة الى دور الرأسمالى المستثمر الذى يؤمن المال الكافى، من الميزانية الفيدرالية، ميزانية المواطن الامريكى دافع الضرائب، لتأسيس هذه الوحدة، ويحول الحكومة الى اكبر زبون يحتاج لخدمات هذه الشركات الخاصة العملاقة، من الامثلة، فى عام 2003، سلمت الحكومة الامريكية 3512 عقداً لشركات كى تتولى انجاز مهام امنية، وفى 6 اشهر من عام 2006، اصدرت وزارة الامن القومى اكثر من 115000 من تلك العقود. ان قيمة "صناعة حماية الامن القومى" على الصعيد العالمى – كانت لا تذكر قبل 11 سبتمبر 2001 – باتت قطاعاً تبلغ ميزانيته 200 بليون دولار، وفى 2006، وبلغ معدل انفاق الاسرة على الامن القومى 545 دولار امريكى.
كانت بدايات المساعدات الانسانية واعادة الاعمار فى العراق، لكنها باتت تشكل اليوم توجهاً عالمياً جديداً، بغض النظر عما اذا كان الدمار نتيجة لحرب اجهاضية، كالتى شنتها اسرائيل على لبنان فى 2006، او نتيجة لاعصار او تسونامى او حرائق كبيرة، وبسبب التغير المناخى تزايد تدفق كوارث طبيعية جديدة، وباتت الاستجابة للحالات الطارئة تشكل بكل بساطة سوقاً ناشئة جديدة، سوق "رأسمالية الكوارث"، وباتت مخصخصة بشكل كامل. شهدت العراق فى شهر اكتوبر 2006، مقتل 3709 مدنى، وعادت الحرب على العراق لشركة "هاليبررتون" – التى كان مديرها السابق ديك تشينى – عادت على تلك الشركة وحدها بعشرين بليون دولار.
لقد صمم هذا الاقتصاد الجديد، "رأسمالية الكوارث"، كنتيجة لنمط "العلاج بالصدمة" الذى انتهجته ادارة بوش بعد 11 سبتمبر، لكنه اليوم بات موجوداً بمعزل عن ادارة اى رئيس، انه نمط جديد للارباح، صحيح ان الشركات الامريكية هى التى تهيمن على هذه الوحدة، وحدة "رأسمالية الكوارث"، الا ان هذه الوحدة ذات طابع عالمى للشركات العابرة للقوميات؛ فى الواقع ان صفقات هذه الوحدة، هى افضل مما كانت عليه خلال ايام فقاعة الـ"دوت كوم".(1)

سؤال الساعة:
هل تتحقق مصالح حكام العالم، بقيادة امريكية، بديمقراطية فى السودان؟!
فى الثمانينيات كانت امريكا اللاتينية وافريقيا تعانى ازمة دين كبيرة، وهى التى اجبرت القارتين على اختيار حل من اثنين، "اما الخصصة، اما الموت"، وتحت وطأة التضخم وعبء الديون الكبير جعلاها غير قادرة على رفض الطلبات الكثيرة التى ترافقت مع القروض الخارجية، وافقت حكومة القارتين على "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، على امل ان تنجيها تلك المعالجة من كارثة اكبر، الا انه لم يكن تطبيقاً كاملاً للعلاج، كان تطبيقاً تدريجياً، "خصخصة" خجولة كالتى طبقها السادات فى مصر عام 1974. وعندما اراد تنفذيها على شكل "صدمة" بحزمة من القررات الاقتصادية دفعة واحدة، وجه بمظاهرات عارمة شملت كل البلاد من الاسكندرية الى اسوان فى 18 و19 يناير 1977، والتى عرفت بـ"انتفاضة الخبز" .. ان التطبيق الخجول لبرنامج "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، لم يكن ناجماً عن وجود نظام ديمقراطى يسمح للشعب بمقاومة سياسات افقاره، وانما كان ناجماً عن عدم توفر القوة الكافية للحكومة المركزية، لتتمكن من فرض تطبيق النسخة الكاملة للـ"العلاج بالصدمة"، هذه القوة التى يمكن ان يوفرها الحكم العسكرى، فى هذا السياق فقط، يمكن فهم الموقف الدولى الحقيقى، من "الانقلاب" الاخير فى السودان.
ليس امام حكام العالم، بالقيادة الامريكية، سوى نوعان من القوى الموجودة بالفعل على ارض الواقع، التى يمكن ان تحكم الدول المسماة بالجمهوريات فى منطقتى "الشرق الاوسط الكبير، الجديد"، و"القرن الافريقى الكبير، افركانو"، ولان قوى الاسلام السياسى قد سقطت فعلياً فى كل التجارب العربية، مصر، السودان، تونس، المغرب .. فلا يتبقى امامها سوى القوى العسكرية، هكذا ببساطة غير مخلة، فى ضوء فشل كل محاولاتها وضع قوى "مدنية" – مصنعة دولياً "بحطة ايدها"، قادمة على ظهر الدبابات الامريكية - على رأس الحكم، كما التجارب الفاشلة فى العراق، اليمن، ليبيا، افغانستان.

مرحلة جديدة للـ"العلاج بالصدمة" فى شرق افريقيا!
بعد الحرب العالمية الثانية، خرجت اوروبا ضعيفة ومنهكة، وخرجت الولايات المتحدة منتصرة قوية، الا ان الصين ذهبت الى افريقيا لتحل محل بعض مصالح دول الاستعمار الغربى القديم، وعندما افاقت الولايات المتحدة الى الكنز الافريقى، كانت الاستثمارات الصينية في أفريقيا تسجل نمواً 10%، بلغ 2.96 مليار دولار في عام 2020، بنسبة زيادة 9.5 في المائة. وبلغ الاستثمار المباشر غير المالي 2.66 مليار دولار، في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021، لقد تفوقت الصين على الولايات المتحدة في عام 2009 لتصبح أكبر شريك تجاري لإفريقيا. وتم توقيع اتفاقيات التجارة الثنائية بين الصين و40 دولة من القارة. في عام 2000 بلغ حجم التجارة بين الصين وأفريقيا 10 مليارات دولار وبحلول عام 2014 نمت إلى 220 مليار دولار؛ لقد كانت الشركات الصينية المملوكة من قبل الدولة لديها القدرة على الإعراض عن أرباح قصيرة الأمد في سبيل تحقيق مصالح الحكومة الاستراتيجية طويلة الأمد.
ايضاً، الاقتصاد الروسى الذى يمثل فيه قطاعا النفط والغاز 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي، 52٪، وأكثر من 70٪ من إجمالي الصادرات، ولديها أكبر احتياطي غاز طبيعي مؤكد في العالم وتعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي؛ كما أنها ثاني أكبر مصدر للنفط، ولروسيا مشاريع اقتصادية في دول إفريقيا، فى زيمبابوي، أنغولا، أنغولا، زامبيا، موزمبيق، غينيا، الغابون. بالإضافة إلى ذلك، مشاريع أخرى في جنوب إفريقيا، وفي ناميبيا وفي دول غرب إفريقيا، وخاصة في نيجيريا والكاميرون ودول خليج غينيا، وفي بوركينا فاسو.
وفى المجال العسكرى، بلغت قيمة صادرات الأسلحة الروسية 15.7 مليار دولار في عام 2013 - ما يجعلها في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، وهناك عسكريين من 30 دولة أفريقية يدرسون في جامعات وزارة الدفاع الروسية. وتستورد الدول المغاربية مجتمعة 56% من الأسلحة الروسية، كما تستورد خمس دول إفريقية أخرى (نيجيريا، أنغولا، السودان، الكاميرون والسنغال) حوالي 56% مما يستورده هذا الإقليم من الأسلحة. ويعتبر الشرق الاوسط وشرق افريقيا هما مجالان حيويان للاقتصاد الروسى.
بالطبع ليس بمقدور روسيا أن تنافس الولايات المتحدة والصين والدول الأوروبية في مجال توفير السلع والمنتجات لدول إفريقيا، لكنها من ناحية أخرى، تستطيع تزويد المنطقة بالأسلحة مقابل تمرير صفقات وعقد اتفاقيات للتنقيب عن النفط والمعادن ولبناء المفاعلات النووية المدنية.
أدت المواجهة المستمرة مع الغرب بقيادة امريكية، لقناعة متنامية في الصين بأنها أصبحت في حاجة إلى تعميق العلاقات مع الشريك الروسي، وظهر التحدي المزدوج للهيمنة الغربية في عملية "التحلل من الدولار" De-dollarization التي يشرف على تنفيذها بشكل مباشر الرئيسان الصيني والروسي. ويشعر الزعيمان أن الوقت قد حان لإنهاء (أو على أقل تقدير تخفيف) الهيمنة الأمريكية على سوق المال العالمي. كما يعني تقليص التعامل بالدولار بين البلدين حصانة ضد العقوبات الاقتصادية التي تحوَّلت مؤخراً إلى سلاح أمريكي فعال ضد مصالحهما. فخلال الربع الأول من العام الماضي، تراجع حجم التجارة الصينية الروسية بالدولار إلى أقل من 50 بالمئة، وهو أقل نسبة في التاريخ؛ وانسحب التحدي الصيني/الروسي لامريكا وحلفائها على المجال العسكري. حتى وصل الى ان إطلق البلدين دوريات جوية في منطقة غرب المحيط الهادئ وبحر الصين الشرقي ضمت قاذفات ثقيلة، كجزء من مناورات عسكرية سنوية بينهما.
لقد اصبح صراع المصالح بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، على شرق افريقيا، اصبح مركزه الان فى السودان، تحديداً فى "انقلاب" السودان، اصبح بمثابة "المختبر" لصراع المصالح الكبرى فى شرق افريقيا .. فى جلسة مجلس الامن حول السودان صدر بعد ثلاث محاولات، بيان هزيل، لان كلً من الصين وروسيا قد رفضت اعطاء الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، امتياز تحديد مسار الاحداث فى السودان، ومن ثم فى شرق افريقيا، "انقلاب" السودان الذى تحول الى "مختبر" تختبر فيه قوة الاطراف، فى تحديد مسار صراع المصالح الكبرى فى شرق افريقيا، خاصة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، وحتى اوروبا.

"القرن الافريقى الكبير، افريكان"!
تواجه الولايات المتحدة منافسان قويان، وان كان بفارق نسبى كبير بينهما، الصين وروسيا، فى المجال الحيوى للمشروعان الكبيران لها، "الشرق الاوسط الكبير، الجديد"، و"القرن الافريقى الكبير، افريكانو"، ولكن الولايات المتحدة تدخل السباق وهى متقدمة بخطوات على منافسيها، ليس فقط بتفوقها الواضح الاقتصادى والتكنولوجى والعسكرى، وانما ايضا، بامتلاكها لمدير "قائد" تنفيذى اقليمى قوى فى مجال المشروعان، الشرق الاوسط وشرق افريقيا، اسرائيل، وما تحقق من نجاحات فى مجال التطبيع مع العديد من الدول فى نطاق المجالين.
القرن الافريقى جغرافيا،ً هو الجزء الممتد على اليابسة الواقع غرب البحر الأحمر وخليج عدن على شكل قرن، وهي ممرات مائية لها أهميتها التجارية والعسكرية والاستراتيجية، لانها مقابلة لآبار النفط في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، وملاصقة لإقليم البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، الذي يتميز بغنى موارده المائية والنفطية والمعدنية، وتشمل أربع دول هي الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا؛ ومن ثم الصراع الدولي على البحر الأحمر وبناء القواعد العسكرية في المنطقة.
يتسع القرن الافريقى سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً فى المشروع الامريكى "القرن الأفريقي الكبير، افريكانو"، لمواجهة التمدد الصينى والروسى فى شرق افريقيا، ليشمل كينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا؛ وهو الذي يدخل في إطار سياسة الولايات المتحدة لإقامة مشروع فى شرق افريقيا، على غرار مشروعها فى الشمال الشرقى "الشرق الاوسط الكبير، الجديد". فى هذا السياق فقط، سياق هذان المشروعان الكبيران، يمكن وضع الحرب الاانسانية الممتدة فى اليمن، المدعمة بالاساس بقوات البرهان وحميدتى "قوات الدعم السريع"، قادة "الانقلاب"، ويمكن وضع الموقف الدولى من قوى "الانقلاب" العسكرية المؤيدة للتطبيع مع اسرائيل، - بعكس موقف حمدوك، - المنقلب عليه -، الذى كان أحد شروطه للتوقيع الرسمي على اتفاق التطبيع هو مناقشة الموضوع في البرلمان وإقراره رسمياً، فى حين معروف أن الرأي العام السوداني يرفض التطبيع مع إسرائيل -!، وعكس موقف المكون العسكرى، المنفذ النشط لاملاءات صندوق النقد، "العلاج بالصدمة"، وكذلك لا يمكن سوى ان نضع فى نفس السياق، مشروع البنك الدولى "سد النهضة" على الاراضى الاثيوبية، كلها جميعاً يمكن وضعها فى السياق الاستراتيجى للمشروعان الامريكيان الكبيران فى الشرق الاوسط وشرق افريقيا، وكذلك وضع دور اسرائيل اليمينية القوية فى المشروعان، ثم يأتى فى نفس السياق، الوضع المتفرد لمصر كعامل مشترك وحيد، جغرافياً واستراتيجياً، فى المشروعان الكبيران.
ومن الاجراءات الامريكية الكاشفة نجد انه فى أبريل 2021، أعلن وزير الخارجية الأميركي، تعيين جيفري فيلتمان، (يتكلم بالاضافة للانجليزية، الفرنسية والمجرية والعبرية والعربية(.، مبعوثا خاصا إلى دول "القرن الإفريقي" وقال، "يعتبر فيلتمان شخصا مناسبا لتوظيف خبرته في إفريقيا والشرق الأوسط، (لاحظ، افريقيا والشرق الاوسط)، وفي الدبلوماسية متعددة الأطراف، وختم بالقول: "في لحظة التغيير العميق لهذه المنطقة الاستراتيجية، تعد المشاركة الأميركية رفيعة المستوى أمرا حيويا للتخفيف من المخاطر التي يشكلها تصعيد الصراع (لاحظ، تصعيد الصراع) مع توفير الدعم لفرص الإصلاح (يعنى، ما يسمى بـ"الاصلاح الاقتصادى"، اى الخصخصة، اى تسليم السوق الى الشركات الدولية العابرة للقوميات وفى مقدمتها بالطبع الشركات الامريكية) التي تحدث مرة واحدة في الجيل".. وايضاً، فى أبريل 2021 أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ترشيح ماري كاثرين في (بالإضافة إلى لغتها الأم الإنجليزية، تتكلم العربية لفصحى والفرنسية والإيطالية.)، كمساعدة لوزير الخارجية لأفريقيا، وعضو مجلس إدارة مؤسسة التنمية الأفريقية.


حكام العالم ينفقون التريليونات على الاعلام ومراكز الابحاث، لـ"اخفاء الاهداف الحقيقية" لسياساتهم الغير عادلة!
دعك من التصريحات الاعلامية المضللة، وتحليلات مراكز الابحاث التى تمول من نفس حكام العالم، والتى ينفقون عليهما تريليونات الدولارات .. اتمنى ان لا تكون هناك اوهام بان الضغط الغربى عموما والامريكى خاصة، على قيادة "الانقلاب"، هو من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان، انه ليس سوى كونه مجرد جزء من صراعها مع الصين (التى تسيطر على 80% من اقتصاديات دول شرق افريقيا)، وكذلك مع روسيا، وجزئياً، مع بعض دول اوروبا، على خيرات افريقيا "القارة البكر" وثرواتها، ضمن المشروع الامريكى لشرق افريقيا "القرن الافريقى الكببر، افريكانو".
امريكا تعطى الضوء الاخضر للـ"الانقلاب"، واعلاميا،ً ستواصل الإدارة الامريكية الضغط على رعاة "الانقلاب"، للالتزام بمطالب إدارة بايدن الفعلية التى لا تتجاوز: عدم إطلاق النار على المتظاهرين وإطلاق سراح رئيس الحكومة والوزراء المعتقلين والالتزام بتنفيذ الاتفاق الدستوري بقيادة "خلفية" للجيش، من الاخر: امريكا توافق على "انقلاب" السودان المموه، ما المانع من ان يعين البرهان حكومة بملابس مدنية، يختارها ويديرها بنفسه؟!، فمكياج الرئيس الامريكى بايدن لنيولوك "الانقلاب" تحددت ملامحه فى "حث" بايدن لقادة "الانقلاب" العسكريين على عودة المؤسسات المرتبطة بالحكومة الانتقالية. (لاحظ انه يطلب من قادة "الانقلاب" العسكريين، ادارة امور البلاد!، ولاحظ انه فقط "يحث"، مجرد "حث").
لو لم يصدر موقف أميركي واضح وصريح "شكلى" ضد البرهان، ومؤيد للحكومة المدنية، لكان السودانيون وغيرهم سيظنون أن فيلتمان أعطى الضوء الأخضر للبرهان، وإلا لَما تجرّأ على القيام بـ"الانقلاب". ولو لم تعلن بريطانيا موقفاً واضحاً "شكلى" ضدّ البرهان، وتطالبه بتحرير المعتقلين وإعادة الحكومة، برئاسة حمدوك، من أجل ممارسة مُهماتها، لاعتقد السودانيون أن الوزيرة البريطانية فيكي فورد أعطت الضوء الأخضر للبرهان من أجل القيام بـ"الانقلاب". وهكذا.. وفى هذا السياق يمكن فهم ما قد يبدو من تناقض شكلى مع الموقف الاسرائيلى من "الانقلاب".
كانت العقوبة الامريكية الهزيلة للانقلاب، بتجميد 700 مليون دولار من المساعدات الامريكية للسودان، هى مجرد زر للرماد فى العيون، تجمد ولا تلغى، - لان المجمد يمكن ان يفك! -، اما على الحكم المدنى فالجميع سيرتدى بدل مدنية، وكله سوف يمر، ودائماً يمكن اللجوء الى الاكلشيه المجرب "تصحيح مسار الثورة"!؛ و"عصابة الاربعه" عليها من الخلف، معالجة الامر، الامارات تعوض المجمد واكتر، واسرائيل تعدل المايلة، وتلحلح ازمة العلاقات، والصبيان ساويرس ودحلان مراسيل تنفيذية، (والا، ماذا كان يفعل نجيب ساويرس فى شرق السودان الاسبوع السابق على "الانقلاب"؟! فتحت ستار الاستثمار يتم ايصال الدولارات، ارسلته "عصابة الاربعة" (ساويرس، دحلان، الامارات، اسرائيل)، الى شرق السودان المنشق عن الدولة ويقطع عنها كل الامدادات والتصدير، من الميناء الرئيسى اليها، مما تسبب فى نقص حاد فى المواد الاساسية والغذائية والبترولية، لماذا فى هذا التوقيت؟!، وثالث يوم "الانقلاب" يصل وفد اماراتى الى العاصمة الخرطوم، فى طائرة خاصة مسجلة في الإمارات قدمت من دبي إلى الخرطوم قضت يوما كاملا وغادرت إلى دبي، والطريف، ان مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ماكغورك، عمل عن كثب، مع مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد من أجل التفاوض على عودة رئيس الوزراء حمدوك!.

"انقلاب" السودان، فرصة، لحسم جولة صراع جديدة للمصالح الكبرى، حول سوق شرق افريقيا.
كل المطلوب فقط، من الادارة الجديدة فى السودان، امران اساسيان، اولاً: علاقات طبيعية مع اسرائيل، القائد الميدانى القوى للشرق الاوسط الجديد، وحامى مصالح حكام عالم اليوم، بقيادة امريكية، ومصدر تعويق لاى مشاريع استقلال وطنى فى الشرق الاوسط وافريقيا، بالهاء القوى الوطنية والدينية فى الشرق الاوسط وافريقيا، بصراع دينى مغرض ..
ثانياً: تعديل سياسات السودان الاقتصاية لتتوائم مع السياسات الاقتصادية الدولية المسيطرة، "النيو ليبرالية" الاقتصادية، "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، يعنى تعويم الجنيه والغاء الدعم ورفع يد الدولة تماماً عن السوق، تسعيراً، وانتاجاً، وتملكاً، وهذا كله ما فعله بالفعل المكون العسكرى ضد ارادة قطاع كبير من القوى المدنيه، والذى بدأ منذ اكثر من عام ونصف عندما التقى البرهان بنتنياهو فى اوغندا دون موافقة او علم المجلس السيادى الانتقالى الحاكم. ان الطرف الذى سعى للتطبيع مع اسرائيل، حدد مستقبل الاحداث، هاذان العاملان هما الاهم، واى شئ اخر ممكن ان يمر، رغم كل التصريحات الاعلامية عن الديمقراطية وحقوق الانسان والحكم المدنى.
ليس هناك من هدف للادارة الامريكية، والبنك الدولى، "الادارة المركزية" لحكام العالم، والذى بالمناسبة، علق مساعداته للسودان، - والمعلق يمكن ان يفك! -، (لاحظ الادارة الامريكية "تجمد"، والبنك الدولى "يعلق")، والدول الغربية، كالعادة، تصدر بيانات شجب واستنكار، وقام الاتحاد الأفريقي بـ"تعليق" عضوية السودان بعد "الانقلاب"، ايضاً "تعليق"؛ كل هذه "العقوبات" ينتهى دورها "هدفها" بعد ان تؤدى دورها الاعلامى والبحثى التضليلى، لاخفاء الاهداف الحقيقية للسياسات الدولية، وجانبياً، تحجيم سلوك المنفذين، "المتعاون المحليين والاقليميين"، وضبط ايقاعهم.
لقد عارضت الصين وروسيا فى مجلس الامن، ادانة ماحدث ووصفه بالانقلاب، للحد من تسييس الولايات المتحدة الأمريكية للمؤسسات الدولية وتوظيفها لشرعنة تفاعلاتها السياسية فى شرق افريقيا؛ كذلك لرغبة روسيا في المحافظة على الهياكل القائمة حاليا في الشرق الأوسط وشرق افريقيا، ضد التدخل الخارجي. والواقع أن الدول الافريقية التي تعقد اتفاقات مع الصين وروسيا تستفيد أيضاً من الحماية؛ فمثلاً، هددت الصين، بوصفها عضوا دائماً في مجلس الأمن الدولي، باستعمال حق النقض لمنع عقوبات ضد السودان، على خلفية الأزمة الإنسانية التي يشهدها إقليم دارفور. كما قاومت الصين أيضاً جهود الأمم المتحدة للتحقيق مع روبرت موغابي ومعاقبته بسبب "حملة تطهير" التي دمرت خلالها الشرطة دوراً وأسواقاً، وحرمت نحو 700000 شخص من منازلهم أو وظائفهم. كما شكلت الصين أحد المزودين الرئيسيين لزيمبابوي والسودان وحكومات قمعية أخرى بالطائرات الحربية والمركبات العسكرية والأسلحة.

ان المغزى العميق للموقف الدولى الغربى من الـ"انقلاب" الاحدث فى السودان، يتحدد فى كونه فرصة للاستثمار، من اجل تعظيم استمرار احكام وضبط سيطرتها على الادارة الجديدة فى السودان، داخل الحظيرة الدولية، بقيادة امريكية، تحت الضغط القوى لكل القوى المحلية والاقليمية الرافضة حقيقة للـ"انقلاب"، فتحت الضغط العنيف، يمكن قبول ما لا يمكن قبوله؛ من اجل الحسم النهائى لمعركة السيطرة على سوق شرق افريقيا، فى مواجهة منافسها الشرس، الصين، وكذا روسيا، ولتحقيق هدفها المزدوج، من اجل التقدم خطوة حاسمة، فى اتجاه فرض برنامج النيوليرالية الاقتصادية، "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، وكذا لتحقيق خطوة عملاقة فى المشروعان الكبيران "الشرق الاوسط الكبير، الجديد" فى الشمال الشرقى، و"القرن الافريقى الكبير، افريكانو"، فى الجنوب الشرقى، والاثنان، كحائط صد عملاق وممتد، فى مواجهة استراتيجية مع المنافسان القويان، الصين وروسيا، فى الجنوب الشرقى والشمال الشرقى من المنطقة الجغرافية الاستراتيجية للمشروعان الكبيران.

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام،واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824

المصادر:
(1)"عقيدة الصدمة"، صعود رأسمالية الكوارث، نعومى كلاين.



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبة الاعلام الحديدية؟!
- غروب شمس ابداع الطبقة الوسطى!
- غروب شمس الطبقة الوسطى، وابدعاتها!
- -بدون رقابة- .. وع اللى جرى..؟! (2)
- -ريش- فيلم، -مجازاً-، تسجيلى شديد الرداءة! بعيداً عن الاتهام ...
- لن تنجح ثورة فى وجود الاخوان، ولن تستمر ثورة بدون الاخوان!
- مآزق الثورة السودانية!
- قدر مصر: العامل المشترك بين المشروعان الكبيران، الشرق الاوسط ...
- تكنولوجيا المعلومات، قفزة الى الخلف؟!
- هجمات 11 سبتمبر ومصالح الدولة العميقة الامريكية.(1) رؤية الب ...
- قبل 11 سبتمبر وليس بعده؟!
- هل نجرؤ على الانتصار؟!
- الخروج الامريكى من افغانستان، الوجه الاوضح لتغيير -العقيدة ا ...
- استراتيجية امريكا للخروج من افغانستان، ضرب -غية- عصافير، بحج ...
- المهزوز والنضال بالأجر: -اليتيم التائه- يمسك بيد -بابا بينيت ...
- بعكس ما يرى الدكتور حمزة!
- الى اى مدى -النقد الجرئ-، جرئ؟!
- لماذا؟!
- الخيط الرفيع، بين معارضة النظام، والاضرار بالوطن؟!
- الهبيد (4): الهبيد، لا يكذب فقط، بل ايضاً، يسرق! .. عموماً، ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - -انقلاب- السودان، باق ومستمر!