أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - هلوين العرب














المزيد.....

هلوين العرب


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7063 - 2021 / 10 / 31 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    


الاحتفال بالخريف ، أو الهلوين الذي تطورت فكرته البسيطة ، فتطوّرت الاحتفالات به مع تطور العالم الاستهلاكي ، حضرت عدة مناسبات للهلوين ، و اليوم أتابع أحفادي وهم يشترون الثياب الخاصة بالهلويين . الأمر ليس خرافة ، بل مناسبة للفرح ، وأنا اليوم أحتفل بالهلويين و أذكر حكايات جدتي حول الغولة التي تخطف الأطفال ، و أسأل إن كانت الغولة هي ليليث البغي المقدس التي تحوّلت من آلهة إلى جنيّة تغري الرّجال ، يقال أنها كانت زوجة آدم الأولى قبل حواء علماً أن حواء ليست زوجته و إنما أخته ، نحبّ الحديث عن أمّنا الغولة ليليث، أو الجميلة ليليث ، أو ليل ، التي هربت من سلطة آدم -حسب الأسطورة- ثم صورتها الأسطورة كمعادية للطبيعة ، و أنتهى بها المطاف إلى شجرة . أسطورة جميلة أسقطت الآلهة ، وحولتها إلى جنية!
نحن العرب ، وجميع الإثنيات الموجودة في الوطن العربي نعشق الآله ، ومن أهم هوايتنا صناعة الآلهة ، ومن ثم قتلها ، وكم أكلنا من الآلهة التي صنعناها بأيدينا من التّمر. لذيذ هو طعم الإله! القصة قديمة حديثة ، وفي برنامج على محطة سويدية تستضيف المشاهير استضافت المحطة خديجة جانكيز خطيبة جمال خاشقجي ، وهي تقول أنها زوجته ، سألها مقدم البرامج : ماذا تفتقدين في جمال ، أجابت: صوته! بدأت فوراً أفكرّ بالهلوين ، و الأشباح، وخيمت روح الرجل على ليلتي .
كان جمال إلهاً تم فرمه ومع أن قضيته بارزة كالشمس إلا أنها غامضة كالأسطورة ، لا شكّ أنّ ماجرى لجمال خاشقجي هو جريمة ، لكن نحن نتبّع الشريعة الإسلامية ، ويحق لولي الدّم قبول الدّية ، وينتهي الأمر ، وكان الأمر منته قبل أن يبدأ .وقد تم ضخ مبالغ مالية كبيرة لأولاده .
كان الخاشقجي أحد الآلهة الذي صنع في دولة خليجية، ومن قتل الإله كان خليجياً، لكن الملفت للنظر هو موقف " الواشنطن بوست ألتي التزمت بتحريك الملف كلما ضخ في رصيدها المال ، وحتى خديجة أصبحت تكتب فيها مع أنها لا تجيد الإنكليزية" هي تقول أنهما تزوجا قبل أسبوعين من مقتله ، وكذلك تقول سيدة مصرية في أمريكا مبرزة وثيقة زواجها ، و الجميع يفتقد جيبه. قد يكون الآن يسكن شجرة صفصاف قرب ليليث بعد أن تحول من إله إلى شبح من أشباح الهلويين.
الإله الثاني الذي أسقطه برلمان افتراضي هو جورج قرداحي ، و الذي يمثل اليسار العربي ، و المقاومة ، ينفخون في رأسه أنّه على قيم ، وسموا في صنعاء شارعاً باسمه ، ربما نسي الإله من صنعه، ولا يخطر له آلة التقطيع التي مرّت على جسد الخاشقجي وحولته إلى شبح يسكن شجرة صفصاف .
عبدت الكثير من آلهة الشعر و الثورات دون أن أدري ماذا فعلوا أو ماذا قالوا .
كانوا يصفقون لهم ، و أحتفي بهم عن بعد ، وكلي حسرة أنني لا أستطيع حضور مناسبة لهم فحفظت شعرهم ، و أقوالهم عن ظهر قلب، كنت أحسدهم كيف استطاعوا الاعتاء بموهبتهم ، و أصلي أمام ذكرهم كآلهة ، وفي ليلة من الليالي أصبت بقولنج معوي فتقيأتهم جميعاً، هم الآن يحومون حول شجرة الصفصاف ليتحولوا إلى أشباح الهلويين.
لازلت أذكر كيف كان أدونيس ضيف المحطات الدّائم ، وكيف قال أن العرب أمة سوف تنقرض بعد خروجه من بيت جلال طالباني ، ثم قتلوا الإله أدونيس .، وقريباً سوف يسكن الصفصافة .

لا يقتصر عملنا على صنع آلهتنا ، فمن من الآلهة التي صنعناها هو : " الأمير هاري، وزوجته ميكان " ، و الذي كان زواجهما لا علاقة له بالحبّ ، فقد كان هاري يزور بانتظام جزيرة للمواعدة ، وفيها سماسرة للجنس والزواج . كانت قصة هاري هي قصة حبّ عربية بالمتياز ، وتغزّل العرب بزوجته كثيراً وقد حان اولقت لقتل الإله حيث تتسابق مواقع التواصل على القول أن الأمير هاري مثلي الجنس ، نحن لا ندفع ولا نمنع ، ولا يهمنا الأمر ، لكن القصة غربية حيث كشف بادي ماكجينيس أنه كان يرقص عاري الصدر مع الأمير هاري
ثم قبّله الأمير هاري قبلة جنسية من شفتيه . الأمر عادي ، في هذا المستوى من العلاقت تختلط المثلية بغير المثلية ، وقد حان وقت إرسال قصة الحبّ هذه إلى الصفصافة .
هذا لن يغير حقيقة أن الأمير هاري هو أمير أفلس مالياً وزوجته هي المعيل، ولعبة الكبار غير لعبة الصّغار . يبدو أن لاإله هاري قارب على السّقوط .
بقي بعض الآلهة لم تسقط ، أبرزها بشار الأسد ، ومع استبعاد المؤامرة الكونية و الماسونية ، و الإمبريالية ، ببساطة : نحن لم نسقط الأسد لأنّ الكثير منا يروق له وجود إله. هو سوف يسقط بطلقة من صديق ، لكن حتى الآن تتعزّز صورة الإله فيه. لدرجة أنني صرت أناقش نفسي: ماذا لو كان حقيقة إلهاً؟ ربما لو استمر في الحكم مدة أطول لظهر لي معجزة جعلتني أؤمن به! لكن ليليث خصصت له صفصافة حيث سوف يصبح أحد الأرواح الشريرة .
الآلهة ذوات اللفاحات تسقط واحداً وراء الآخر ، بدأ السّقوط بمارسيل خليفة الذي غنينا معه : " منصب القامة أمشي " وهو في طريقه الآن إلى الصفصافة . لا أقرأ اليوم أبداً ، ولا أرى أنه يجب أن أقرأ فلا شيء جديد ، فالرفاق أنفسهم لم يموتوا، ومع أنه كان لديهم خرف شيخي مبكّر منذ زمن طويل ، لكنّهم صامدون في وجه الكوفيد. و الحكام أنفسهم لا يموتون ، ونحن أنفسنا ندور في فراغ قاتل . سألني ابني مرّة : ماذا أفعل في وقت فراغي ، قلت له مارس هواية ، لكن لا تقرأ الصحف ، ولا تستمع إلى الأخبار . سألتني ابنتي وهي جادة: أرغب أن أعلم ابنتي اللغة العربية. هل يمكن أن أستعين بمنهاج معين؟ قلت لها: سوف أؤلف منهاجاً لابنتك لا يشوه ذهنها . ماذا ينقصني؟ أخذوا فرصنا ، سوف نعوّض. أخذت ابنتي كلامي على محمل الجد، و أنا جادة حقيقة .
كل هلوين و أنتم بخير ، ولتحيا أمنا الغولة، ليليث ، أو ليليتو ، أو ليل ، التي تركت الجنّة لآدم لأنها لم تستطع معاشرة آدم ، فأصبحت جنيّة . . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء أمل -11-
- انتهاء الصلاحية -3-
- -المسامح كريم-
- انتهاء الصلاحية -2-
- قصة هروبي من العالم الافتراضي
- انتهاء الصلاحية -1-
- العمر مزحة
- العدالة
- حكايات غير مترابطة
- لغة الصمت
- بيع الجنس الشّرعي
- نساء أمل -10-
- قادمة من الأساطير
- نساء أمل -9-
- تداعيات في يوم خريفي
- كسرة خبز
- الهولوكست
- عالمي الرّوحي
- نساء أمل -8-
- أسيء الظن بالانتخابات العربية


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - هلوين العرب