أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - العدالة














المزيد.....

العدالة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 09:41
المحور: المجتمع المدني
    


تطبيق العدالة في سورية يشبه مضغ العلكة ، ففي بعض الأحيان نبصق العلكة ، لنستبدلها بأخرى ، وبين العلكة الأولى و الثانية نفقد توازننا ، فتكون أحكامنا بمزاج العلك .
نعيش في بلد متطور يستعمل الطائرات المسيّرة كالطائرات الورقية ، يراقبها ، لكن ليس بالضرورة أن تنجح الطائرة دائماً في الوصول إلى هدفها، هناك طائرات أخرى ، و أوقات أخرى. فلتصادر الأردن طائرة مع المخدرات الثمينة لكننا لن نتوقف .
يقال أن القاضي العادل ، و المفتي العادل أرادا أن يردعوا أبناء السّاحل عن الجريمة ، وقاموا بشنق أربعة وعشرين شخصاً حتى الموت بتهمة التسبب بالحرائق . أحد القتلى يشبه أبي ، و آخر يشبه جارنا أبو علي . هؤلاء الفقراء الذين شنقوا كانوا يقومون بتقليد فصلي من أجل صنع الفحم وبيعه ، فالحياة ضيقة، و العوائل كبيرة، ومصدر الربح قليل .
حتى تصبح قاضياً في سورية عليك أن تدفع ثمن المنصب ، و قد كان ثمن المنصب حتى عام 2000 لا يتجاوز في بعض الأحيان 400 ألف ليرة سوريّة ،يستدينها من حظي بالمفتاح ، و يعوضها بأقل من عام.، لكن هناك بعض القضاة وصلوا إلى المنصب بجهودهم الشخصية أي واسطة أمنية كبيرة أو واسطة أسدية ، أو مخلوفية .
عندما أنشأ القضاة السوريون منظمة :" القضاة السوريين الأحرار ". أرسل لي أحد القضاة من تركيا طلب صداقة ، وكنت أعرفه شخصياً ، وفي مرة كنت أترافع أمامه في قضية فأحسست نفسي أنني في حظيرة فقد كان أحد أقاربنا وسيطاً عند القاضي ، وهذا القريب كان موصوفاً من قبل العائلة بأنه مختل .
أحياناً وكما قال أحدهم عندما ناقشته: من أين له ذلك؟ قال لي: الرزق بيد الله ، الله وسّع رزقه فأصبح متعهد بناء وقاض في نفس الوقت ، آمنت بقول صديقي ، و أسرعت في الذهاب إليه عن طريق وساطة كي يبيعنا شقة من أجل ابنتي بالأقساط . لم ننجح في شراء الشّقة لأن القاضي العادل قال: هم أغنياء ، فليدفعوا الثمن كاملاً!
هذا القاضي العادل يعيش في تركيا، وقد حصل على الجنسية التركية ، رغم أن جذوره كرديه ، لكنه كان مستعرباُ هو ومجموعة من أقاربه ، و اليوم بعض أقاربه في أوربا عاد إلى كرديته، فالاستعراب هنا لا يطعم الخبز.
أرسل لي المحامون الأحرار للانضمام لهم ، كنت أعرف بعضهم ، لكن بالصدفة رأيت أحدهم على اليوتيوب ، وهو له مركز هام، ومستفيد حالياً ، تعاطفت معه عندما بكى وشرح ظروف سجنه ، لكنني نهضت واقفة مستغربة عندما قال أنهم شطبوا اسمه من المحاماة رغم ذلك ترافع في المحكمة وتحداهم. لا. أيها البطل . لن يمرّ الأمر عليّ ، فعندما طالبت بتقاعد زوجي الذي عمل 35 سنة في المهنة شحطوني ، وعندما استدعوني لشطب قيدي كنت أمامهم كالصرصور . أين أنت أيها العظيم؟ هذه سورية الأسد !
لدي متلازمة لم يكشف عنها بعد هي متلازمة الشك بكل أمر سوري ، فعلى سبيل المثال عندما أقرأ على بروفايل أحدهم على الفيس أنه خريج كلية الفنون الجميلة يتبادر إلى ذهني فوراً : كم دفع ياترى؟ هل قبل بالواسطة ، أم بالدفع . أحياناً أريد أن أقضي على سوء نيتي ولا أستطيع .
أعود إلى قصّة المحامي البطل ، الذي يموّله الاتحاد الأوروبي ، و هو نشيط جداً ولديه فريق ، ويسجل على بروفايله القضايا الدولية التي ربحها . لو كان هذا المحامي قد دافع عن ال24 مشنوقاً حتى الموت لكان فك سجنهم، فهو على حد تعبيره قادر أن يرافع حتى عندما يشطب اسمه . . هناك متلازمتان في سورية الأولى تخص " الببوكين " الضعفاء مثلي ، وهي متلازمة الشّك ، والثانية متلازمة البالون ، حيث ينتفخ البعض كالبالون ، وهاتان المتلازمتان في ازدياد عن طريق العدوى ، حتى أن 24 شخصاً قتلوا كي لا ينشروا العدوى .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات غير مترابطة
- لغة الصمت
- بيع الجنس الشّرعي
- نساء أمل -10-
- قادمة من الأساطير
- نساء أمل -9-
- تداعيات في يوم خريفي
- كسرة خبز
- الهولوكست
- عالمي الرّوحي
- نساء أمل -8-
- أسيء الظن بالانتخابات العربية
- أهلاً بدموزي
- جائزة نوبل للآداب 2021
- نساء أمل -7-
- وثائق باندور تمر مرور الكرام
- كوابيس سورية
- نساء أمل -6-
- حوار مع فلاديمير ميلوف
- نساء أمل -5-


المزيد.....




- ديمقراطيون يحذرون عناصر أمن مؤسسة غزة الإنسانية GHF من ارتكا ...
- 71 شهيدا بغزة منذ الفجر وسط تحذيرات أممية من تجاوز عتبة المج ...
- شهداء الجوع في غزة.. ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية ...
- الأونروا: 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة خارج غزة
- تفاعل واسع على مواقع التواصل مع الحكم بإعدام نجل الرئيس اليم ...
- استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتدهور الوضع الإنساني ...
- ارتفاع عدد وفيات المجاعة في غزة إلى 162 شهيدًا مع تسجيل ثلاث ...
- غزة : الأمم المتحدة تؤكد ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق الب ...
- هيومن رايتس ووتش: إسرائيل ترتكب -جرائم حرب- في نظامها لتوزيع ...
- الأمم المتحدة: استشهاد 1373 فلسطينيا أثناء انتظارهم المساعدا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - العدالة