لحظات مسافرة

روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 17:29
المحور: الادب والفن
    

كفيف عين الأيام
يبكي من مقل الظلام
ينوس في صحراء تاهت رمالها
ويرسم القمر وجها ..
على رقعة يديه بيديه
الليل يفتح مناخيره
من شبابيك عارية
ليصطاد المارة واحدا تلو الآخر
وفي فم الشارع
جثة ترقن كل الأبجديات
في صحن الأنواء

صم هذه السموات
لن تسمع عويل الأضلع
بين ملعقة فارغة الأحداق
لن تشم رائحة التبغ
من خيم العزاء
تمضي في شواء الليلك
بين أنامل الليل
ومناجل الحصاد تخلع أزرار الياسمين
موت هنا .. موت هناك
من سينظر في عيني الكورونا ..؟
من سيدفع النعش إلى حجرة الأهات ..؟
تمهل ... أيها الوافد إلى سجلات التنجيم
ففي بحة النواح .. أرقام
لم ترقع جدران إضبارة الاستدعاء
ولم تفك طلاسم الفيروس
بين شفاه الأشقياء

بكمُ كل الجبال الراسيات فوق مدننا
حين الموت
لا صدى لعويل النيازك المنشطرة فوق رؤوسنا
لا تكة في سراويل حفاري القبور
حين بزوغ الفجر
لا ارتجاجات لعواء الكلاب
في صمت الأشباح
هنا .. نموت مشيا نحو الغروب
هنا .. نموت زحفا نحو الشروق
هنا .. نضاجع القصيدة في الخنادق
ونسكب فوق أجساد الجنود
ذوائب القصدير
لتسكن الساحات لعلعلة الطلقات
و ..
نركل كرة العمر نحو أفواهنا

لم يبرحوا قبورهم
جلسوا القرفصاء فوق أوتار قيثارة ..
تستغيث من رقصات جنود الله
تحت شظايا خلفاء الله
وتصدح من سرة لقيط الفردوس
قبقبة حجل
يرمي بمنقاره المدمى
رشوة لفرسان التهاليل
المقابر ..
كوردية الوحام
والراحلون إلى حتفهم ..
أنا .. وأنا ..
وكمشة تبغ في غليون بيشمركة
صرخ في الريح ذات حرب
إني هنا .. هنا قدمي المبتور
من رشقات السلاطين

٢٠/١١/٢٠٢١

#روني_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل