أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 5














المزيد.....

# من أرشيفي القديم # 5


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7057 - 2021 / 10 / 25 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


أول قصة كتبتها سنة 1977 وأنا في عمر 17 سنة, ونشرت في مجلة (الثقافة) العدد (5) 1987

(سيناريو الاغتصاب)
توطئة .
تظهر على الشاشة هذه الكلمات بالتدريج ...
(يقدر عدد الرقيق الذين وصلوا الى الولايات المتحدة الأميركية قسرا عام 1808 بربع مليون شخص معظمهم من القارة الأفريقية السوداء , وفي عام 1863 اصدر الرئيس الأمريكي ابراهم لنكولن قراره التاريخي الجريء بتحرير العبيد وإلغاء قانون الرق فأحدث هياجا واسع
النطاق وفي عام 1865 تم اغتيال لنكولن)
لقطة عامة متوسطة:
غابة واسعة بأحراشها وأدغالها وأغصان أشجارها المتشابكة تمتد على مد البصر وكأن لا نهاية لها , الظلام يزحف زويدا رويدا .
لقطة قصيرة متوسطة:
زنوج يقرعون الطبول, زنجيات يرقصن على ايقاع الطبول, الأجساد تهتز تتلوى تتوثب تتمازج جسدا واحدا أسود .
لقطتان قصيرتان متداخلتان:
1- أطفال بأعمار مختلفة مستغرقين في نوم عميق .
2- بعض الزنوج من الرجال والنساء يشوون حيوانا مسلوخا على نار .
لقطة قريبة:
فتاة زنجية مستلقية بنشوة واسترخاء تحتضن فتى زنجيا يحاول استمالتها ويبدو مهتاجا.
لقطة طويلة شاملة:
عصبة من الرجال البيض بسراويل قصيرة ملونة وقمصان فضفاضة يدهمون الغابة مشرعين بنادقهم نحو الزنوج في حالة تأهب واستعداد للهجوم, الرعب يخيم على وجوه الزنوج , يهمس أحدهم ...
- لقد عادوا ثانية يا للعار.
يستل الزنجي نفسه خفية من حضن الزنجية التي تمسك به وكأنها لا تريد أن يبتعد عنها, ينهض ويركض بأقصى سرعة متجاهلا صراخ البيض وضجيجهم.
- هرب يا مستر جاك.
- اقتله يا جاك.
- لا تدعه يهرب اقتله ...
يصوب جاك بندقيته نحو الزنجي ويرديه قتيلا.
لقطة قصيرة قريبة:
أطفال يزحفون بعيدا, وأخرون يبكون ويختبئون, نساء مذعورات.
لقطة شاملة:
يختلط الصراخ بالعويل بالنشيج بأصوات عصابة مستر جاك.
- بوركت مستر جاك.
- جاك صياد ماهر.
- اهنئك على دقة تصويبك.
يلعلع صوت مستر جاك بفخر ومباهاة :
- الوغد يريد أن يهرب.
ثم يردف بصوت آمر.
- هيا يا رجال شدوا وثاقهم, ماذا تنتظرون ؟
يتسأل أحد رجاله ...
- والأطفال ؟
يجيبه مقهقها ...
- دعهم يكبرون, سنصطادهم في الجولات القادمة.
لقطة شاملة متوسطة:
على ضفاف الساحل تحتشد طوابير من الزنوج مربوطين بالحبال, كل فرد منهم ينتظر دوره ليكوى بختم النار لصالح شركة جاك لتجارة العبيد.
رائحة شواء اللحم البشري تزكم الأنوف, يبدو ذلك جليا على وجوه رجال جاك وهم يسدون أنوفهم بأيديهم وبالمناديل, بينما مستر جاك يتفحص بضاعته من الزنوج بإمعان واحدا اثر الأخر مثل جنرال عسكري يتفقد جنده, يرفع ذراع هذا ويضغط على صدر ذاك ويرفس الأخر ثم يتحسس بطن زنجية حامل ويبتسم, يتوقف بغتة عند الزنجية التي قتل رفيقها في اللقطة السابقة, يرفع رأسها بيده يحدق في عينيها, يقرص خدها بمكر واشتهاء ويقهقه بصوت عال, الرجل ذو الختم الناري يتقدم منها ليختم كتفها لكن جاك يمنعه ويهمس في اذنه بضع كلمات فيحني رأسه متفهما ويواصل عمله.
لقطة طويلة في عرض البحر:
تبحر السفينة المكتظة بالزنوج من الساحل متجهة صوب أمريكا جاك مستلق في مقصورته وبجانبه تجلس الزنجية يمسك بيده كأس خمر وباليد الأخرى يمسد شعرها الأجعد الفاحم , الزنجية ترمقه بغضب, تنزل يده من على رأسها وتبصق فيها باستياء, يضحك جاك ويقول :
- منذ زمن طويل وأنا أشتغل في هذه المهنة لكنني لم أر زنجية بجمالك؟
ترمقه ثانية بامتعاض بالرغم من انها لا تفقه من كلامه شيئا, يداعبها بلطف ويسترسل :
- تأكدي أنك جميلة جدا وأنا معجب بجمالك, ولا تنسي أنني هنا سيد الجميع تتعالى أصوات الزنوج على ظهر السفينة وتختلط بصفير السياط الحاد وزمجرة رجال جاك الذي يذهب اليهم صارخا :
- ما هذه الضوضاء؟ ما بهم الكلاب؟
يجيبه أحد رجاله :
- هذا الزنجي يسعل وينفث الدم.
- الكلب مصاب بالسل, ارموه في البحر والا سيعدي الجميع .
يتقابل اثنان من رجاله ويحملان الزنجي ويرميانه في جوف البحر
يتساءل أحد الرجال ...
- إن أغلب هؤلاء مصاب بالجدري والزحار, ومنهم من أصيب بدوار البحر والنسوة يأكلن الطين انتحارا, هذا يعني إننا سنفقد قرابة مئتي عبد, يا مستر جاك .
- ويبقى لنا الثلاثمائة, أذن لم نخسر شيئا, إننا في غاية النجاح يا غبي .
قطع : تظهر هذه العبارة على الشاشة ...
(عملت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على منع تجارة العبيد وتحريمها, وفي أحدى الرحلات البحرية حين شعر مستر جاك بالخطر وأن سفينته محاصرة من قبل مفارز الشرطة البحرية, أمر رجاله برمي جميع الزنوج في جوف البحر ليكونوا طعاما للأسماك والحيتان)
لقطة لمستر جاك في مؤتمر صحفي:
في الحقيقة أن الزنوج هم من سلالة القرود ولهذا يتصرفون كما الحيوانات, أنهم أقل منا عقلا, لا يصلحون الا للحمل والعمل في الحقول والمزارع, علينا نحن البيض أن نروضهم وندربهم ونجعل منهم بشرا في خدمة البشرية .... تصفيق.
لقطة زووم لجاك :
وجه أبيض يميل الى الحمرة, وأنف طويل, ولحية شقراء, وشعر مسترسل تحت قبعة, وعينان زرقاوان, وغليون ودخان.
لقطة زووم للزنجية:
وجه أسود كما الليل, وشفتان غليظتان, وأنف قصير أفطس, وشعر أجعد فاحم, وعينان مغرورقتان بالدموع والفزع.
لقطة قصيرة متوسطة:
غرفة, سرير, جهاز حاكي وموسيقى, قنينة خمر, قطع لحم وفواكه, وجسد أسود عار مكوم على الأرض, وجاك كما طاووس يتبختر بغليونه في أرجاء الغرفة .
لقطة قصيرة جدا:
جاك يرفع الزنجية من الأرض, ويرميها على السرير, ثم يقفز عليها كما ذئب جائع يمسك بشاة برية.
لقطة الختام:
جاك نائم, الزنجية مكومة على السرير, جاك يشخر, الزنجية تبكي وتنزل من السرير, تمسك بقنينة الخمر الفارغة لتهشم الرأس النائم, وهي ترى في المرآة المقابلة جسدا أسود مبللا منتهكا, تقذف بالقنينة بحنق وقهر صوب المرآة لتهشمها وتختفي صورتها تماما.
صلاح زنكنه 1977



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشأن الثقافي 2
- # من أرشيقي القديم # 3
- # من أرشيفي القديم # 2
- # من أرشيفي القديم # 1
- تغريدات ساخنة 5
- هؤلاء علموني
- أسماء وعلامات
- في استذكار أحمد يعقوب
- الوقوف على ساق واحدة / رواية عراقية جديدة
- في هجاء الثقافة والمثقف
- الإسلام .. بين الخرافة والخداع والأوهام
- الخليل ابراهيم .. رحلة في جوهر الديانات الثلاث
- سماحيات 23
- مغالطات النقد الترقيعي
- # تشابه العبرية والعربية #
- سماحيات 22
- مفارقات الترجمة الحرفية
- تغريدات فيسبوكية 5
- الفرعون أم فراعنة ؟
- # تناص حد التطابق بين سورة الفاتحة ودعاء سرياني #


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 5