أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - أميركا لَم تُهزَم مِن قبلِ طالبان.














المزيد.....

أميركا لَم تُهزَم مِن قبلِ طالبان.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7047 - 2021 / 10 / 14 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أميركا هُزِمَت في أفغانستان" .
هذا ما قالتهُ كُل تلكَ الجماهير المُتعطِّشة للنّصرِ على أميركا، دونما أن تُفكِّر بتحرُّكاتِ طالبان الحقيقيّة، ودونما أن تُعطي أيّ أهتمامٍ لكُلّ تلكَ المُباحثات التي جرَت بينَ الطرفينِ - أميركا وطالبان- على الأراضي القطريّة، ودونما أن تقِف عند كُلّ تلكَ التّعاقُدات والتّحالفات بينَ الدُّول العالميّة، التي أفضَت إلى أن تقوم أميركا باتّخاذِ قرار الانسِحاب مِن الأراضي الأفغانيّة، والذي سيتّبعهُ الإنسحاب، أو تقليصِ الوجودِ العسكريّ على الأراضي العراقيّة بشكلٍ خاص، والشّرقِ الأوسط بشكلٍ عام ؛ وذلكَ لإدراكهِا بأنَّ التّواجُد العسكريّ ما عادَ يُجدي نفعًا لها، وأنَّهُ باتَ عبئًا ثقيلًا على أكتافِ الإدارة الاميركيّة، وبالإمكانِ استبدالهِ بخُططٍ سياسيّة، تكون بتكلُفةٍ أقَل مِن التّكلفة العسكريّة.

حتى وإن كانَ هذا الأمِر تشوبهُ شوائب متنوِّعة، إلّا أنَّني، ربَّما، اتَّفق مَع مَن يقولونَ بأنَّ الصّراع العسكريّ قَد قادَ إلى نتيجةٍ مؤدّاها انسحاب "أميركا " مِن أفغانستان، ولكن، هُناكَ ثمَّة حُروب أُخرى قِد بدأت بالإشتِعال ؛ ومِن أهمّها الحُروب الاقتصاديّة، والحِصار السياسيّ الذي مورِسَ ويُمارَس على أفغانستان، الذي كانَ وسيكون أكثَر إيلامًا على الأفغانيينَ مِن أيّ شيءٍ آخر، وعلى هذا، هُناك العديد مِن الشّواهِد التاريخيّة، التي لا يسَع المجال لذكرها هُنا .

لذا، وبإعتقاديَ الشّخصيّ، فإنَّ أميركا لَم تُهزَم، وأنّ ما تقوم بهِ، هو أمرٌ لا تقومُ بهِ إلّا لإيمانها بأنَّ النظام العالميّ الجديد، يُحتِّم عليها أن تقومَ بمثلِ هذه التحرُّكات، التي يَحسبها البَعض ذكيَّة، والبعِض الآخر يحسبها ضُعفًا وهوانًا على أميركا، وأن تعملَ جاهدةً على إعادة ترتيب بيتها الدَّاخلي، الذي سيمكِّنها مِن إعادة فرض قوّتها التي بدأت بعض الدُّول التي تُصارعها على زعامة العالَم، تعمَل على زعّزعتها ؛ بل وإضّعافها.

وفي سياقِ الحديث عن ما أُسمّيهِ أنا ب"النَّصِر الهَش"، فإنَّ هذا الكلام، قَد كانَ يُردَّد كثيرًا في ستينيّات القرنِ المُنصَرم، وبالتّحديد في وقتِ الإنسحاب الأميركيّ مِن الأراضي الفيتناميّة، وصحيح أنَّ هُناكَ ثمّة اختلاف كبير بينَ طبيعة الحَرب "الفيتناميّة-الأميركيّة"والحَرب "الطالبانيّة-الأميركيّة"، لكن، ما أودُّ قولهُ هُنا، أنّ العقليّة الأميركية لا تنهَزم بالشّعارات والسيطرَة المُقتضَبة، وإن آمنّا بأنّها هُزِمت، لكنّ، علينا أن نؤمِن بأنَّها لا تستَسلِم، وليسَ هُناكَ ما هو أدلُّ على ذلكَ ممّا جرى آنذاك، أي بعد انسحابها مِن الأراضي الفيتناميّة . حيث أنّها وبعدَ عقدٍ مِن الزَّمن، كانَت قَد عادَت بكامِل قوّتها، وباتّزانٍ أكبَر، ممّا مكَّنها مِن إسقاطِ الحُكم "السّنيدي" في نيكاراجو، ثمّ تبعتهُ بإسقاطِ الاتِّحادِ السّوفيتيّ، الدَّاعِم الأوَّل والأخير للفيتناميينَ في حربهم مع الأميركان، بل لَم تكتفِ بهذا، فقامَت بغزوِ غرينادا، وأسقَطَت حكم "نوريغا" في بنَما، وبمُساعدَة الخونَة مِن العرَب وأغنامها في المنطِقة مِن أنظِمة الدُّول العربيّة، أبدَعَت وتفنَّنت بتدميرِ العِراق، ممّا مكّنها مِن نشرِ مُستعمراتها في كافَة جزيرة العرَب .

الخُلاصة: السيطَرة الطالبانيّة وانسحاب القوّات الأميركيّة، وقلبِ الطّاولة على الدُّول المُجاورة لافغانستان، وأهمّها "الصّين، الهِند، إيران، باكستان"، هي أمور لَم تأتِ إلّا عن تخطيطٍ مُسبَق ما بينَ الطرفين، ولا أتَّفق البتّة مَع كُلّ مَن يرى الأمر بأنّهُ نصرٌ طالبانيّ وهزيمة أميركيّة.

‏وإنَّ التحرُّكات السياسيّة، والمؤتَمرات التي تُعقَد في المنطِقة، ليسَت بمُعزَل عن ما حصلَ وسيحصُل في أفغانستان. فهي بمثابَة سكّة جديدة لقطارِ النّظام العالميّ الجديد، الذي صُنِّع داخِل المصانِع الأميركيّة، والذي لَن تكون محطّاته إلّا محطّات أميركيّة بامتياز، يُشرِف عليها ويديرها كُل نظام سياسي في الشرقِ الأتّعَس، كانَ قد نالَ ‏الرضا والقُبول الأميركي، وأعلنَ قُبوله المُطلَق بالمُخططات الأميركية القادِمة للمنطِقة، والتي عمِلت عليها قيادَة البيتِ الأبيَض مِن خلالِ أذّرُعها في المنطقة، وهي الأنظِمة السياسيّة، التي لا تجرؤ على الخُروج مِن عباءة البيض الأبيض، المليئة بالرُّقَع، بفضلِ النزاعات الداخليّة.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعطَّلت مواقِع التّواصُل، فبانَت هشاشتنا.
- عبيدٌ لما صنعناهُ بعقولنا....مواقع التواصُل الاجتماعي
- صيدليّات تبيع الدّاء بدلًا من الدّواء.
- النظام الفارسي والهيمنة على الأراضي العربية
- الحياة الشخصيّة في المُجتمعات الحشريّة
- أيّ عبثٍ تعيشهُ هذه البلاد..!!
- سوريا والخارطة الإقليمية الجديدة
- العرَب، والقيمة المعنويّة لهُم
- مِن خلالِ نحتهِ بالصّخر، يسعى كُلّ فلسطينيٍّ حُر إلى التحرُّ ...
- -الفساد والإفساد الدّيني -
- -لنَنجوا معًا ممّا نحنُ فيه مِن التّديّن الظّاهري-
- :اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-
- النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية
- -حول ملابسات الفهم الدّيني فيما يتعلَّق بحُريّة التعبير -
- صراع الثانوية العامة ما بين الشّعب و وزارة التربية
- البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - أميركا لَم تُهزَم مِن قبلِ طالبان.