أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - العرَب، والقيمة المعنويّة لهُم














المزيد.....

العرَب، والقيمة المعنويّة لهُم


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7012 - 2021 / 9 / 7 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائمًا ما ما أقول، بأنَّهُ يجِب على الحُكام أن يُدرِكوا، بأنَّ هُناك ثمةَ قيمة معنويّة للشّعوبِ التي يتربّعونَ على عرشِ حُكمِها، وأنَّ عليهِم أن يصونوا هذه القيمة مهما كان البؤس والفُقر في بلادِهم، ومهما كانَ الهوان التّاريخي المؤقَّت لبلادِهم.
وأنَّ ما مِن حاكٍم أدركَ هذه القيمة، إلّا وحلَّق ببلادهِ وبشَعبِها فوق السحاب، وبلغَ بهما ما لَم يبّلغهُ أيًّا مِن تلكَ الشّعوب، التي سلَّمَت نفسها للحُكام، وقبِلَت بمَن يحكُمها دونَما أيّ عقدٍ يُحدِّد لهُ طبيعةِ العلاقة بينَ الحاكمِ والحكوم.

لكن، ما كُنتُ أخشى أن أصِل بهِ إلى إيمانٍ، ولو ضعيف، فها أنا اليوم قد وصلتُ لهُ . حيث أنّني آمنتُ بأنَّ ما أقولهُ دائمًا لا يُسقَط على بلادنا العربية ؛ وذلكَ مِن حيث أنّها بلاد لا ترفُض بها الشُّعوب قيمتها تلك، التي يجِب أن تكونَ كعبةً يطوف حولها أيّ حاكمٍ لأيّ بلدٍ عربيّ . فثمّةَ روحٌ وجوديّة للشعبِ، متجذِّرة في أعمقِ أعماقِ الأرض . لكن، العرب ذاتهم يرفضونَ هذه الجُذور، ويسّعونَ لأن يتجرَّدوا منها بأيّ طريقةٍ كانت .

وعليه، فإنَّهُ ما مِن شيءٍ في البلادِ العربيّة يبَّعث الأمَل في داخلِ أبنائها العرب، وليسَ هناكَ ما يجعَل ينابيع التّفاؤل بغدٍ مُشرِق، مُنير، تتدفَّق مِن دواخلِ المواطنينَ العرَب الذين وعلى مدى عُقودٍ طويلة كانوا، وما زالوا، يُعانونَ مِن الجفاف مِن وفي كُلّ شيء.

العَرب، اليوم، ما عادوا قادرينَ على أن يحتَمِلوا أكثَر، كُلّ هذه الأوضاع التي تقضّ مضاجِعهُم، والتي لا تكفّ عن إلتهامِ عقولهم وقُلوبهم، وتجّعلهُم عُراةً مِن كُلّ شيء يُشعِرهُم بالحياة..فنحنُ أُناس ضِعاف، وليسَ كما قرأنا عن أنفُسنا بكُتبِ التّاريخ، التي أرَّخت فترة زمنيّة مُحدَّدة عن العرَب، إذ أنَّ تلكَ الفترة الزمنيّة كانَ لها ظروفها، وكانَ لها حيثيّاتها الخاصّة، التي لا يُمكِن سحبها إلى عالمنا اليوم . وبفضلِ حُكّامنا وأنظِمتنا السياسيّة، وبفضلِ صناعة هالَة قُدسيّة لها، وإلباسها لابسًا كهنوتيًّا ؛ أصبحنا نجُرّ خيباتنا جرّا، بل وأصبحَت ظُهورنا تحفَظ سياطَ الفُقر والعازَة، بسببِ ما جُلِدَت بها، كما أنّنا أصبحنا لا نجّرؤ على الخُروجِ مِن تحتِ وطأة التخلُّف التي كانَ السّبَب بها ؛ أنّنا أقوام تعشَق الخُضوع، وتجِد ذاتها بالإذلال، وتُبّدِع وتبّرُع في وضعِ أعناقها على حبالِ الإعدامِ، إن كانَ هذا يرضي الحاكِم الذي حكمها دونما أيّ دورٍ لها في اختياره.

فكيفَ لنا أن نتخيَّل الأملَ في هذه البلاد، وأن ننظُر للمُستقبَل المُشرِق لكُلّ أبنائها ؛ وكُلّ مَن يقبَع في مراكزِ صُنعِ القرار، لا يتوانونَ عن تقديمِها -أي البلاد- كفريسيةٍ سهلَة لأنيابِ أربابِ الخيانة في عالمنا، ولمخالِب شياطينِ الإنس المُقيمين في واشنطُن.

‏كيفَ لنا أن نرى أنّنا نعيش في أوطانٍ، قيلَ عنها، بأنّها أوطان تكّفَل حريّتنا، ونحنُ نخاف على أنفُسنا مِن القتلِ والإقصاء، لمُجرَّد تصريحٍ بقناعةٍ نقتَنِع بها..؟!
‏ألهذا الحدّ سُخِّفَت فكرَة الوطن في هذه البلاد، حتى باتَت لا تقبَل إلّا بأن نكونَ كُلّنا نفس الفكرِ الذي لا يقبَل بغيرِ الطاعة المُطلَقة، والبقاء تحَت رحمَة ثلّة مُعيّنة، لَم تقدّم شيئًا للبلادِ، على الإطلاق ..!!



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِن خلالِ نحتهِ بالصّخر، يسعى كُلّ فلسطينيٍّ حُر إلى التحرُّ ...
- -الفساد والإفساد الدّيني -
- -لنَنجوا معًا ممّا نحنُ فيه مِن التّديّن الظّاهري-
- :اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-
- النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية
- -حول ملابسات الفهم الدّيني فيما يتعلَّق بحُريّة التعبير -
- صراع الثانوية العامة ما بين الشّعب و وزارة التربية
- البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - العرَب، والقيمة المعنويّة لهُم