أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - مِن خلالِ نحتهِ بالصّخر، يسعى كُلّ فلسطينيٍّ حُر إلى التحرُّر














المزيد.....

مِن خلالِ نحتهِ بالصّخر، يسعى كُلّ فلسطينيٍّ حُر إلى التحرُّر


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 17:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


مجدٌ تلوَ المجدِ يُسطَّر بأيادٍ فلسطينيّة، وآخر هذه الأمجاد، هي عمليّة الهُروب مِن السجنِ الإسرائلي، سجِن "جلبوع"، التي قامَ بها ستّة أسرى يحملونَ فلسطينَ في قُلوبهم، والتي بحسبِ مصادِر إعلاميّة إسرائيليّة، كانَت بأدواتٍ مُتواضِعة جدًّا، لا يَخطُر على بال أيّ أحَد، أنَّ مثل هذه الأدوات ستتمكَّن من حفرِ نفقٍ طويل، والوصل إلى نهايتهِ لكن، هذه العمليّة، قد أثبَتت للعالَم، أجمَع، بأنَّ الأنفاقَ التي يقوم على حفرها الفلسطينيّون، هي أنفاق تختَلف عن كُل تلكَ الأنفاق الأُخرى ؛ إذ أنّها أنفاق فيها مِن الضّوءِ ما يُضيء العالَم بأكمَله.

هذه العمليّة قَد أثبتَت، أيَّما إثبات، بأنَّ الشّعبَ الفلسطينيّ، هو شعبٌ يمِلِك مِن المُقوِّمات والنّفسِ الطّويل، ما يُمكِّناهُ مِن مُقارَعة أعتى جيوشِ العالَم، وأنَّهُ شعبٌ إن لَم ينتَصِر لا يُهزَم، وأنّهُ في سبيلِ نيلِ حُريّتهِ، قادِر على أن ينحتَ بالصّخر، وأن يجعلَ الصّخر أمامَ إرادتهِ سهل الذّوبان، كما لو أنَّه جبل من الثّلجِ سُلِّطَت عليه أشعّة الشَّمس.

إنَّ هذه العمليّة، التي تتبدَّد أمامها كُلّ تلكَ الخيالات الجامِحة، وتَسّقُط فيها كُل تلكَ الأفلام الهوليوديّة في بالوعَة "الإرادة الفلسطينيّة"، تجعلكَ تُدرِك بأنّهُ ما مِن شيءٍ أضّعفَ وما زال يُضعِف الشّعب الفلسطينيّ في موقفهِ الدّوليّ، كما أضّعفتهُ/وما زالَت تُضّعِفهُ تلك العمليّات، التي سُمّيَت زورًا ب"عمليّاتِ السلام" . فهذه العمليّات الغارِقة بوحلِ المصالِح الشخصيّة للقيادات الفلسطينيّة النرجسيّة، كانَت سببًا كبيرًا في تدهورِ أوضاع الشّعب الفلسطينيّ، وجعلهِ وحيدًا في ساحة ‏الصِّراع، مواجِهًا جيش كيانٍ غاصِب، مُنظَّم ومجهّز مِن كُلّ النّواحي.
وعلى الوجهِ الآخر، فإنّ عمليّات السلام هذه، قَد أدَّت إلى إضعاف الموقِف الدّولي، وسحب كُلّ الانتقادات التي كانَت توجّه للغطّرسة الإسرائيليّة، وخنِق كُلّ الصرخات التي كانَت تُرسَل لإسرائيل جراء قذارة تصرُّفاتها.

وإنَّني لأرى، في سياقِ عمليّة "نفق الحٌريّة"، بأنّهُ ليسَ مِن المُهِم أن تعرِف كيفَ تمكّنوا "الأبطال الستّة" مِن تحرير أنفُسهم مِن وراءِ قُضبانِ أكثرِ السجونِ حصانةً في العالَم، ولكِن، المُهِم هو أن تدّخُل في الكثير من تّفاصيلهم الشخصيّة، وأن تعرِف بأنّهُم أصحابَ قصةٍ بطوليّة، وزُعماء نضالٍ ملحميّ، وأنَّهُم في تغلّبهم على احتلالٍ غاشِم ومُتسلِّط ومتجبِّر ومتكبِّر، ترضَخ أمامهُ دول صاحِبة زعامة في المنطقة، أو هكذا تدّعي هي، قد تمكّنوا مِن تسطيرِ أعلى قيمِ المُقاومة، والتحرُّر.

‏‎مَن حرّروا أنفسهم، اليوم، وكُلّ مَن سيسير على نهجهم، لَم ينتَظروا السُلطة الخائنة كي تُحرِّرهم . فهُم أدركوا حقيقة هذه السُلطة المتعفّنة، وكُلّ تلكَ الفصائل التي تُتاجِر بالقضيّة الفلسطينيّة، وسعوا لكَشف حقيقة كُلّ أولئك الذين لا يخجلونَ مِن إظهارِ الوجه البرغماتيّ لهُم.

مشهَد تخيُّلي لما دارَ بينَ الأبطال، قبلَ هُروبهم مِن السّجن:

"‏نحنُ أبناءُ فلسطينَ التي أُرقَيت بها الدّماء، بكُثرَة، بعدما تكالبَ عليها الجميع، مِن أبناء جلدتها، الذينَ ليسوا هُم أكثَر مِن أدوات يستخدمها الغرب الاستعماريّ الطّامع، والحالِم بسرقَتها مِن أقصاها إلى أقصاها..
نحنُ أبناء البِلاد التي تُخنَق بها حُريّاتنا، وتُقتَل بها ليسَ الأحلام الكبيرة فحسب، بل الصغيرة أيضا...ولِدنا في وسطِ عالمٍ يُحبّ الخُضوع والاستسّلام، لكنّنا نُصِر على حُبّنا للحُريّة، والمُقاومة، ونتشبَّث بكُلّ ما يُشعرنا بأنّ بلادنا تستَحق أن نُقدِّم لها أفضل ما في جُعبَتنا مِن المُقاومة، وأنّها تستَحق أن نُضحّي بدمائنا مِن أجل حُريّتها واستقلالها...

سنخرُج مِن أنفاقِنا المُظلِمة، والتي لنا نُقيم بها الكثير مِن العُقود.. سنخرُج بأنَّنا أدّركنا حقيقة ما يُحاك لنا مِن الخونة ممّا هُم مِن أبناء جلدتنا، وأنَّ الاحتلال باتَ يّدرِك بأنَّ زواله باتَ قريب..
إسرائيل باقية ما بقيَ الخونة والعُملاء والأنذال..لذا، سنخرُج وسنقضّ مضاجِعَ الخونة، واحدًا تلوَ الآخر ؛ لأنّ القضاء على الاحتلال يبدأ مِن هُنا ."

أعتَقد أنّ الأقوالَ التي ذكرتها بالمشّهَد، هي قريبة مِمّا دارَ بينَ "زُعماء نفق الحُريّة" . إذ أنّها أقوال دبّت بهِم العزيمة، وغذّتهم مِن موائدِ الحُريّة، التي لا يجرؤ على الجُلوسِ عليها إلّا مَن آمنَ بأحقيّتهِ بالحُريّة، وأحقيّة بلادهِ بالدّفاعِ عنها، وتقديمِ أثمَن ما يملِك ؛ أملًا بتحريرها، وإخراجها مِن أفواهِ المُستعمِرينَ الأوباش.



الخُلاصة: ‏الحُريّة دائمًا ما يتمّ نحتها بأزاميلِ مجدِ الأبطالِ العظام.
فما قامَ بهِ الأسرى، فجر اليوم، هو ليسَ عملًا يتقبّلهُ مَن تربّى على الخُنوع ؛ لأنّهُ ليسَ مِن صلاحيّات الخانِع أن يتقبَّل مثل هذه الأعمال، أصلًا. إذ أنَّ للحُريّة مدارِك، يصعُب على أربابِ الخنوع أن يدركوها.

‏لستَ بحاجةٍ إلى من يُساندكَ إن كانَت أرضكَ، التي تؤمِن بأحقيّة وجودك عليها، هي السّنَد لكَ. فالأرض التي تُطوِّع نفسها لَك ؛ لأنّها تتلمَّس عطفكَ عليها، وحنيّتكَ عليها، حينما تسّقيها مِن دمائكَ الزكيّة، هي ذخيرتكَ، مصنعكَ الذي لا يتوقَّف عن تزويدكَ بالإصرارِ والعزيمة.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفساد والإفساد الدّيني -
- -لنَنجوا معًا ممّا نحنُ فيه مِن التّديّن الظّاهري-
- :اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-
- النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية
- -حول ملابسات الفهم الدّيني فيما يتعلَّق بحُريّة التعبير -
- صراع الثانوية العامة ما بين الشّعب و وزارة التربية
- البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - مِن خلالِ نحتهِ بالصّخر، يسعى كُلّ فلسطينيٍّ حُر إلى التحرُّر