أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - محاكمة أبي الميت















المزيد.....

محاكمة أبي الميت


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 09:25
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كنت أتوق منذ زمن بعيد أن أحاكمك و أنت على قيد الحياة و لكن ما العمل!! لقد منعني خوفي منك على إجتزاز عنقي لأني أعلم جيدا بأن تحت جلدك داعشي ينتظر من يوقظه.
هذا الداعشي الذي يعشعش في تلافيف دماغك و خلايا جسدك لم يكن ينتظر إلا أن تٌهيئ له الظروف المباشرة لإجتزاز عنقي.
أريد أن أتحدث إليك الآن و أنت في قبرك و دون حراك كي أخبرك عن مدى الرعب والهلع و الفزع الذي كنت أحس به تجاهك يا أبي.
لقد كنت تظن بأن صوتي عورة و جسدي عورة و روحي عورة و إنسانيتي عورة لدرجة أنك كنت تحبس عني الهواء و الشمس و اللعب و الغناء و الإستمتاع بالموسيقا و مخالطة صديقاتي ...حتى الضحكة...فقد كنت تظن ضحكتي فُجرا و فسوقا!!فكنت
أخشى حتى الضحك أمامك!!
لقد كنت تود وأدي و التخلص مني و أنا على قيد الحياة. لا لذنب إرتكبته أو جناية أعاقب عليها! كنت تود الخلاص مني فقط لأنني أنثى!
من علًمك كل هذا الكره و البغض لبناتك يا أبي؟
من علٌمك إغتيال إنسانيتي و دفن روحي يا أبي؟
من علًمك أن تغتال مني الحياة أيها القابع في قبرك!
أذكر ذات يوم كنت فيه طفلة لم تتجاوز الحادية عشر من عمرها أنني مررت صدفة أمامك:::حين كنت تصلي::: و فجأة قطعت صلاتك و إنهرت علي بالضرب المبرح و كان الغضب يتطاير من عينيك الزرقاوين و أنت تصرخ بجنون...لقد نجستي
صلاتي!!!
و حين إنتهيت من ضربي أعدت وضوئك ثانية ...كي تصلي من جديد!
حينها إرتعبت من ربك و إلهك الذي تسجد له....هذا الرب الذي أفهمك بأنني أنجس و أقطع صلاتك كشيئ قذر يا أبي!
لقد أصبحت أكره ربك الذي تصلي له من كل قلبي.
من هو هذا الإله العاتي الظالم الفاجر القاسي المنتقم الجبار الذي حركك بجنون كي تضربني و كأنك تضرب شيطانا؟؟

هلهل صور لك ربك في لحظتك تلك بأن طفلتك الصغيرة هي الشيطان الرجيم الذي تستعيذ به عند كل صلاة؟؟

يا لقسوة و فظاعة إلهك هذا!!
لدي الجرأة أن أقول لك الآن بأني أكره إلهك....و لكني لا أستطيع أن أكرهك أنت.
منذ ذاك الحين قام بيني و بينك جدارا صلبا لأني كنت أخشاك و أرتعب منك فأنت يا أبي تشبه إلهك....هكذا و بكل بساطة أقولها لك الآن...أنا أكره إلهك.
و حينها قررت أن ربك السادي و السايكوباتي لا يلزمني و لا أطيق وجوده في حياتي كلها حتى لو كان الثمن روحي ذاتها.

لقد كنت تعبد و تصلي لصنم قاس ...جلف..لئيم...إنه رب ضد الحياة و التناغم و النمو و الإزدهار.
إنه إله الموت و القحط ...إله ضد طبيعة الإنسان والحيوان و الحجر.
حين كبرت قليلا و أصبحت في سن المراهقة إبتدأ لدي هوس بأن أنتظر ذهابك من منزلنا كي أبحبش و أفتش في مكتبتك عن الكتب التي كنت تقدسها و تقرأها...فكان ما وقع عليه نظري مرعبا و عنيفا لأن كل كتبك كانت هي كتب النافق إبن تيمية
( أسكنه الله فسيح جهنمه) و كتب أخرى لإبن قيم الجوزبة ( لا أعرف كثيرا عن هذا العرص !!) و أخرى تتحدث عن عذاب القبر!! و قرآن ( غير كريم) و أحاديث نبوية ( ليست شريفة) و زبالات أخرى عن تفاسير القرآن كانت مكتبتك تعج بها.
حينها عرفت أنك تستمد كل إجرامك بحقنا نحن الإناث يقبع بين دفتي كتبك القذرة.
فقد علمتك هذه الكتب البائسة بأن المرأة تنجس الصلاة تماما كالكلب و الحمار!!!!
( في الحقيقة لا أعرف سببا مقنعا لرسول الإسلام ببغضه و كرهه لتلك الحيوانات الأليفة!!! فأنا أحب الكلاب و لدي أربعة من كلاب الجيرمان شيبرد يحرسون مزرعتي و يعشقونني لدرجة الموت في سبيلي.)
لقد حرق دينك يا أبي البشر و الحيوان و الحجر.
أذكر فيما أذكر بأنك كنت تراقب جسدي الذي يشتد عوده بعينين تقدح شررا و غضبا لدرجة أنك أمرتني ( بالحجاب) حتى داخل جدران منزلنا الكئيب.
هل كنت تخشى فورة جسدي يا أبي؟؟؟
هل كنت ترى في جسدي مشروع فتنة قادمة ؟؟
أظن أنك كنت تظن بأن الشيطان يقبع في جسدي كما علمك الهالك إبن تيمية.
أو ربما كنت تظن أن جسدي قادرا على فتنتك!!
لا أدري...أقولها لك بصدق و حرية الآن.
حرية إغتصبتها غصبا عنك و عن ربك يا بابا.
حرية دفعت و ما زلت أدفع ثمنها لغاية يومنا هذا.
لكن الثمن الذي أدفعه الآن هو أقل تكلفة من ظلمك و كرهك و حقدك على كل نساء الأرض.
ليست النساء بآلات و روبوتات لشبق محمدك يا بابا.
ليست النساء بأشياء تتخلصون منها يا رجال خير أمة أخرجت للناس.
الحق الحق أقول لكم بأنكم شر أمة أخرجت للناس و البشر و الحيوان و الحجر.
إنكم أمة هي شر البلية متكبلون بأصفادكم و جنازيركم و كرهكم للبشرية جمعاء و بأنكم ستنقرضون بعد حين من الزمن لأن عوامل فنائكم موجودة و تتغلغل في جيناتكم الدموية كابر عن كابر.
لقد قال لنا الظلاميون: ( إذكروا محاسن موتاكم)!!!
و لكني أقولها و رغما عن جميع الظلاميون: ( إذكروا مساوئ موتاكم).
فذكرنا لمساوءكم ستعلم الأجيال القادمة بأن لا يسكتوا عن القهر و الظلم و الإستبداد الذي تمارسونه بأريحية و ضمير ميت على كل من يقع تحت سطوتكم.
البارحة حلمت بك يا أبي....لقد كان حلما غامضا جدا و خلاصته بأنك قد حفرت قبرا كي تدفنني!! و صحوت الآن و أنا أتساءل: هل تريد دفني حتى بعد موتك؟؟
كان حلما و كأنه حقيقة!!!
أنا لم أرتكب جرما ولم أسرق...لم أزني...لم أتاجر بدم البرئ...لم أرمي زجاجة بلاستيك في البحر...لم أغوي رجلا و أسرقه من إمرأته...لم أشهد شهادة زور....لم أترفع عن إغاثة ملهوف أو إطعام جائع...لم أحجر على حرية إنسان...لم أقتل روحا..
لم أتاجر بحريق وطن...لم أشتهي رجلا غير زوجي...لم أقتلع زهرة من مكانها...لم أشارك في خراب بيت....لم أغل يدي عن مساعدة فقير...لم أؤذي حتى نملة أو صرصار...لم أؤيد طاغية....لم أرتكب إثما...سوى إنتزاع حريتي منك هذا إذا كنت تعتقد
أن الحرية إثم كبير.
سامحني يا أبي إذا ما إنتزعت حريتي غصبا عنك أنت و صاحبك الهالك إبن تيمية.
سامحني إذا كانت الحرية تهمة و جرما.
فقد تعلمت بأن الحربة تؤخذ و لا تعطى.
فسامحني إن قلت لك بأن الحرية هي القيمة الوجودية الوحيدة التي ينبغي لي القتال من أجلها و إنتزاعها من بين أنياب المجرمين و قتلة الناس.
سامحني إن قلت لك بأني قد قررت محاكمتك علنا و جهرة فطالما كان الستر و السر قناع تتقنعون به من أجل إستمراركم في إغتصاب حرياتنا و إنسانيتنا.
( إذكروا مساوئ موتاكم )
هذا هو شعاري الآن بأن أحاكمك و أنت في قبرك....فلن أدعك تنقبر بسلام مالم أفضح كل ممارساتك التي أساءت لإنسانيتي وطفولتي و شبابي.
فأنت يا والدي ستقبع في محكمة الضمير فأنا أيضا أود أن أرتاح من جروحي التي ما زالت تنزف بسببك أنت.
أنا ما زلت أتألم و لن ينتهي ألمي مالم أحاكمك يا بابا.
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الإطمئنان العالمي
- نساء في مواجهة الموت 1
- رسالة أنثى مسلمة لرب المسلمين (( 2))
- رسالة أنثى مسلمة لرب المسلمين
- رسالة الى صديقي سمير علي
- كورونا و ميلاد الإنسان الجديد
- الله ...حيث يجب أن يكون إفتراضيا
- رسالة عاجلة لحاكم ولاية فكتوريا دانيال أندروز المحترم: ليس ب ...
- إعلان صادم...من الله
- ما هذا الحزن..الذي يلف العالم!؟
- كورونا...عدالة كونية!!
- جعلوني ملحدة!!
- رسالة خضراء لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي..سلام الأقوياء
- أين الوصايا العشر..لزعمائنا العرب!
- رسالة خضراء ل المحترم..سيادة الرئيس م السيسي
- الحب....ما زال موجودا
- الرابح..سيأخذ كل شيئ
- رسالة خاصة ل محمد ح.
- طلب صداقة للمستر عبد الفتاح السيسي
- لما يخشى الرجل العربي من الحب؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - محاكمة أبي الميت