أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ماجدة منصور - كورونا...عدالة كونية!!















المزيد.....

كورونا...عدالة كونية!!


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 25 - 10:39
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


كورونا..عدالة كونية!!
( هكذا تقضي تعاليمهم: عليك أن تقتل نفسك بنفسك! عليك أن تنجو بنفسك من نفسك!!).
((اللذة خطيئة))_هكذا يقول بعض من دعاة الموت.إذا...لننسحب جانبا و لا نلد ولدا.
أمر مرهق أن يلد المرء ولدا...يقول آخرون: فلما الإنجاب إذا؟ نحن لن ننجب سوى أشقياء و تعساء فما نحن سوى أمواتا / نحمل أمواتا آخرين على أكتافنا.
يقول مصاب بكورونا: لتأخذوا كل ما أملك و لكن أعطوني علاجا يشفيني من هذه الكورونا.
تساءلت بغباء: هل الكورونا مُذكر أم أنثى؟؟
قال لي الكاهن ، و الكلمات تخرج من بين فتحات أسنانه المتآكلة بفعل التعرية: الكورونا أنثى.
الكورونا أنثى تماما ككلمة المصيبة و الفاجعة و النائبة و الضحية...هذه كلها كلمات مؤنثة.
يا للعجب: حتى المصائب كلمات مؤنثة.
في الليلة الفائتة عقدت محادثة طويلة و نقاشات إستمرت طوال ليلتي مع هذه الزائرة الكونية....المعلمة كورونا.
قالت لي: لقد إجتحت عالمكم هذا كي أريكم مدى بؤسكم و جبنكم و فقركم ..أنا هنا كي أُكًسر رؤوس الطغاة و أباطرة الكون...أنا هنا كي أجعلهم يتعرون حتى من ورقة التوت التي أكلها الدود...أنا هنا كي أفضح زيفهم و نفاقهم و كذبهم المستمر و عجزهم
الفاضح....هؤلاء اللذين يتغنون بصواريخهم التي شقُت الفضاء و غواصاتهم التي تقبع في قاع المحيطات و أبحاثهم التي صدعوا الرؤوس بها...إن هؤلاء العتاة لهم عاجزين عن إختراع مصل أو لقاح يقضي على قوتي و طغياني و جبروتي.
بأدب جم و إحترام منقطع النظير أستأذنت ( كورونا) وسألتها بلطف إن كانت تود شرب كأس من النبيذ معي...فالحق الحق أقول لكم: لقد أحببت حديثها ففيه من المنطق و العقل ما يجعل أعظم العقول يخُر ساجدا...عند طرف تاجها...فالكورونا مرصعة بتاج
عزً نظيره في دقة التكوين و مهارة الصنعة.
وافقت السيدة ( كورونا ) على تناول كأس نبيذ معي و بعد أول رشفة ، إنفكت عقدة لسانها و قالت لي و قد إزداد تاجها توهجا و إحمرارا: أليس ترامب....الرئيس الأمريكي المسخرة...و معتوه زمنكم الأغبر هذا... و برأسماليته المتغولة، المتوحشة، الصفيقة،
هو أشد فتكا مني بالشعوب؟؟
أليس أصحاب اللحى و المقامات الدينية هم أكثر فتكا بالعقل و الجسد مني أنا؟؟
أليس الجهل و الفقر و أمراضكم المزمنة و التهجير و التعفيش أشد فتكا بمجتمعاتكم مني أنا؟؟
أليس حكُام سوريا و اليمن و العراق و ليبيا و الخليج و إيران أكثر أذى مني أنا؟؟
أليسم حكام إيران و أذرعها الأخطبوطية أكثر رعبا و نشرا للقتل و الدمار الشامل؟؟
أليست الرأسمالية القذرة ، المتغولة، قد أبادت منكم على مدى عقود ما عجز عنه الطاعون الأسود و التيفوئيد و السل و السارس و الجمرة الخبيثة و السرطانات و و و غيره كثير!!!
أليس (( أسدكم )) قد قتل منكم نصف مليون و هجًر نصف مليون سوري؟؟
أليست الحرب العراقية الإيرانية قد قتلت مليون عراقي و ما زلتم تعانون من تبعات هذه الحرب العبثية حتى بعد أن أصبحت عظام صدام..مكاحل؟؟
و إستطردت زائرتي ( السيدة كورونا ) بشرب مزيد من النبيذ معي....فمن حسن حظي...أنها تتكلم معي وجها لوجه..و تاجها المرصع ببقع حمراء يتوهج على رأسها كلما شربت نبيذا أكثر.
قالت لي : أنا سيدة العدالة الكونية....إنظري حولك فقط كي تدركي صدق قولي،، فأنا لا أفرًق بين غني و فقير...أبيض أم أسود...إمرأة أو رجل...عجوز أم شاب...أفريقي أو بائس أفغاني...ولا أٌفضًل بلدا عن أخرى...فأنا أجتاح كونكم البائس كله...أتجول بحرية
مطلقة دون جواز سفر و تأشيرات دخول و لا أخضع لتفتيش جمركي و أتملق مسؤولا كي يمنحني إذن زيارة....فأنا عزرائيل ملك موتكم القادم...أدخل إليكم دون إستئذان و أختبئ في أجسادكم المتهالكة بفعل فسادكم مدة 14 يوم...ثم أرديكم قتلى و صرعى
ككلاب فاطسة....و محظوظ منكم هو من يحظى بجنازة حتى....فإلى جهنم و بئس المصير...فهذا ما جنته أياديكم، وما جنيت أنا على أحد.
إستطردت قائلة: يكفيني فخرا و عزة و كرامة أنني قد ساويت و عدلت بينكم جميعا....و يلعن أبوكم...كلكن على بعض...قشة لفة.
فجأة إحمرت قرون كورونا و طلبت مزيدا من النبيذ ، ولبت طلبها بكل أدب و طاعة و خضوع...و إستطردت بالكلام قائلة: يكفيني فخرا بأني قد كسرت رؤوس أباطرة المال في العالم كله و حبست عشرات الملايين منكم كفئران و جرذان مسعورة..خائفة
جبانة...لقد علمتكم الأدب و قربتكم من عائلاتكم ولملمتكم من الشوارع و أماكن سهراتكم الماجنة و أقفلت لكم مواخيركم و أماكن تعريصكم و شللت مصانعكم و أفزعت زعمائكم...
صرخت بي السيدة كورونا فجأة: لقد آن الآوان الآن....الآن الآن و ليس غدا ، لعدالة الكون أن تفصح عن نفسها و ما أنا سوى برسولة الكون إليكم كي تتعلموا درسا قاسيا.
أدركت جيدا، في هذه اللحظة الفريدة، بأن السيدة المبجلة كورونا قد أصاب السكر منها مقتلا و تمكن مني الخوف في أن تطلب مزيدا من النبيذ، لكنها فعلت...و أمرتني بمزيد منه.
((قلت في نفسي: لقد أعجبها النبيذ ، بنت الستين كلب.))
و لكني لبيت طلبها....كخادمة أثيوبية و أتيت لها بالمزيد.
قالت لي: إن للكون ناموسه العادل دائما و أبدا و ما أنا سوى برسولة --وما على الرسول إلا البلاغ--.
و ها أنا أبلغكم: سوف ترونني بأسوأ كوابيسكم فما أتيت إلا لأفرغ خزائن أموالكم التي جمعتموها من دماء الشعوب البائسة الفقيرة فأنتم على أعتاب حقبة جديدة من الزمن و سوف يدعوها أحفادكم( حقبة ما قبل الكورونا و حقبة ما بعد الكورونا.

تابعت قائلة: سأظل عصية على اللقاحات الى حين من الزمن و إذا قضيتم عليً فإني سآتيكم متحورة بلباس جديد و تاج أشد فتكا...فأنا الكورونا...سيدة عالمكم....قد سجنتكم في بيوتكم كفئران تجارب...و سوف تزدادون عزلة و تفرقا و توحشا...إني
لأكاد أن أقسم...بأني سأجعلكم تحلمون بعيشة القرود على أغصان شجر غابات أستراليا.
إلتفتت السيدة كورونا صوبي و قد إزداد توهج قرونها...و أصبح شديد الإحمرار...و قالت لي بنبرة الغضب: و أنتي...أنتي يا ماجدة....لو كنتي تؤمنين بالحياة لكنتي أقل تكالبا على اللحظة الآتية و لا بد لكي بأن تعلمي بأنه ليس لديك من محتوى حقيقي
و قيًم كي تواجهي محتواكي الأجوف!!
الأرض تعج بالموت في زمننا هذا و علينا أن نسرع بالرحيل،،هكذا فكرت فإما أن أقتل نفسي بنفسي أو أموت بوحدتي.
فليكن إذا.
ليس لدي مجالات كثيرة للإختيار.
فجأة ...أمسكت بهاتفي و أنا أطلب مركز التطوع للقضاء على كورونا.
أجابني صوت عاملة المركز ببرودة: آسفة....لقد إكتفينا من أعداد المتطوعين!!
لم أدري بنفسي إلا صباحا....نظرت صوب زجاجة النبيذ و رأيتها فارغة....لقد أتت عليها السيدة كورونا بكاملها و غادرتني....حينها سألت نفسي بغباء قائلة: أتمنى أن تزورني كورونا ثانية ففي حديثها صحوة للروح.
هنا أقف
من هناك أمشي
ربما...للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جعلوني ملحدة!!
- رسالة خضراء لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي..سلام الأقوياء
- أين الوصايا العشر..لزعمائنا العرب!
- رسالة خضراء ل المحترم..سيادة الرئيس م السيسي
- الحب....ما زال موجودا
- الرابح..سيأخذ كل شيئ
- رسالة خاصة ل محمد ح.
- طلب صداقة للمستر عبد الفتاح السيسي
- لما يخشى الرجل العربي من الحب؟
- كوكب أستراليا..تاج العدالة ((2))
- كوكب استراليا..تاج العدالة 1
- رسائل مفتوحة لجناب حكُام الإمارات العربية المتحدة ((3))
- صبًح على مصر..بمليون دولار
- رسائل مفتوحة لجناب حكًام الإمارات العربية المتحدة2
- رسائل مفتوحة لجناب حكًام الإمارات العربية المتحدة
- مصر..بعيون عالمية. مرسى مطروح
- مصر..بعيون عالمية
- اللجوء الى مصر
- رسالة إعتذار للشيطان
- وصايا آخر العمر


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ماجدة منصور - كورونا...عدالة كونية!!