|
الله ...حيث يجب أن يكون إفتراضيا
ماجدة منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 08:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الله إفتراض: لكنني أريد أن يكون إفتراضكم في حدود مايمكن أن يحيط به الفكر. هل يمكنكم الإحاطة بإله؟ هذ يعني بأن لكم إرادة معرفة الحقيقة و أن يتحول كل شيئ الى مُدرك بالفكر البشري ـ مرئي بالعين البشرية و محسوس بالحواس البشرية !عليكم أن تدفعوا بالتفكير حتى منتهى ما تدركه حواسكم. أما ذاك الذي تدعونه عالما فليكن من إبداعكم أنتم أولا: وليغدو فكركم و صورتكم و إرادتكم كلها شيئا واحدا داخل هذا العالم و الحق اقول لكم : إن ذلك من أجل غبطتكم أيها الساعون الى المعرفة.
و من أين لكم أن تتحملوا عبئ الحياة من دون هذا الأمل ، ايها السالكون و الساعون للمعرفة ؟؟ لا في اللامعقول و الغير مٌدرك ينبغي أن يكون موطن ولادتكم. لكنٌ / و لكي ابوح لكم بكل مافي قلبي أيها الأصدقاء: لو كانت هناك آلهة فكيف يمكنني أن اصبر على أن لا أكون...إلها! إذا: ليس هناك من آلهة لقد توصلت لإستدراج النتيجة، لكن هاهي النتيجة بدورها الآن تسحبني عميقا. الله إفتراض: لكن من يا تٌرى يستطيع أن يتجرع كل معاناة هذا الإفتراض دون أن يموت؟؟؟هل ينبغي أن يٌحرم المبدع من إيمانه و الصقر من التحليق في الأعالي المنذورة لتحليقه!! إن الأعالي منذورة لتحليق الصقور. إن الله بصورته الحالية هو فكرة تجعل كل مستقيم معوجا و كل ما هو ثابت تجعله في حالة دوران . ماذا؟؟ الزمن يضمحل؟ و كل ما هو زائل باطل!!!مثل هذا التفكير دوامة و دوار يتعتعان هيكل الجسد البشري و يصيبان الأمعاء بالغثيان ايضا. الحق الحق أقول لكم: مرض الدوار أسمي مثل هذا الإفتراض.
خبيثا و معاد للإنسان أُسمي هذا كله: كل هذه التعاليم التي تُكرز للواحد و الكامل و الثابت و المكتفي بذاته و الخالد. كُلي ..ثابت...خالد...إنما هو مجرد مثل ليس إلا...و إن الأنبياء و الشعراء ليكذبون كثيرا. لكن أفضل الأمثال ينبغي أن يكون ذاك الذي يتحدث عن الزمن و المصير: مديحا و تبريرا للعابر ينبغي أن يكون. الخلق---- إنه الخلاص الأكبر من الألم و هو ما يجعل الحياة تمضي خفيفة و لكن،، و لكي يكون المبدع مبدعا:: ذاك يتطلب آلاما و تحولات كثيرة. أجل ، لا بد أن يكون في حياتكم كثيرا من مرارة الموت أيها المبدعون فهكذا تكونون المدافعين عن كل ما هو عابر و مبرريه أيضا. أن يكون المبدع هو الطفل الذي سيولد توا فذلك يتطلب منه أن يكون الأم التي تلد و تتوجع من ألم المخاض أيضا. الحق أقول لكم : عبر مائة روح مضيت في طريقي و عبر مائة وجع ولادة و عبر مائة لحظات فراق موجع و وداع مؤثر كنت أرى و أعرف أنها هي تلك اللحظات التي يتفتت بها القلب. لكن ذلك ما تريده إرادتي المبدعة ....إنه قدري و كي أكون أكثر صدقا فإن هذا القدر هو ما تريده...إرادتي الحرة. كل أحاسيسي تتألم و تشعر بنفسها سجينة و لكن إرادتي تظل تأتيني على الدوام مخلٌصا و رسول مسرة. الإرادة تُحرر: ذاك هو مذهب الإرادة و الحرية الحقة : هكذا يعلمكم زرادشت. أنا لا أريد شيئاـ و لا أن أُثمن شيئاـ و لا أن أبدع، ليظل بعيدا عني هذا الإعياء الأكبر. في السعي الى المعرفة أيضا لا أشعر إلا بلذة إرادة ( الإنجاب) و التحول و إذا ما كانت هناك براءة ما في أحكامي فإنما يحصل ذلك لأنها تحمل في صلبها إرادة الإنجاب. بعيدا عن الله و عن كل الآلهة فقد ساقتني تلك الإرادة / و ما كان الذي يمكن أن نُبدع لو كان هناك...آلهة!! لكنها تظل تسوقني مجددا الى البشر ، إرادة الإبداع هذه كما المطرقة تماما حين تندفع الى الصخر. ((إيه يا معشر البشر/ في الحجر يرقد لي تمثال هو صورة الصور....إه...أن ترقد صورتي في أشد الأحجار و الصخور قتامة و كثافة و قبحا!! و الآن : ها هي مطرقتي تضرب بحنق على جدار سجنكم و غلظتكم و ها أنا أطرق على حجارتكم بعناد كي أفتت أصنامكم لشظايا رقيقة ...ملتهبة...مضيئة...مشعة....خفيفة...جامحة...عابرة للقارات...فإن الطاقة البهية للإنسان قد مرٌت بي...فما لي أنا و آلهتكم إذن؟؟ أستاذي سامي لبيب: ليس هناك من آلهة خارجة عن إختراع البشر و قد كتبت لكم هذا المقال عندما منعني أساتذة الحوار المتمدن من التعليق على مقالكم الحالي.
#ماجدة_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة عاجلة لحاكم ولاية فكتوريا دانيال أندروز المحترم: ليس ب
...
-
إعلان صادم...من الله
-
ما هذا الحزن..الذي يلف العالم!؟
-
كورونا...عدالة كونية!!
-
جعلوني ملحدة!!
-
رسالة خضراء لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي..سلام الأقوياء
-
أين الوصايا العشر..لزعمائنا العرب!
-
رسالة خضراء ل المحترم..سيادة الرئيس م السيسي
-
الحب....ما زال موجودا
-
الرابح..سيأخذ كل شيئ
-
رسالة خاصة ل محمد ح.
-
طلب صداقة للمستر عبد الفتاح السيسي
-
لما يخشى الرجل العربي من الحب؟
-
كوكب أستراليا..تاج العدالة ((2))
-
كوكب استراليا..تاج العدالة 1
-
رسائل مفتوحة لجناب حكُام الإمارات العربية المتحدة ((3))
-
صبًح على مصر..بمليون دولار
-
رسائل مفتوحة لجناب حكًام الإمارات العربية المتحدة2
-
رسائل مفتوحة لجناب حكًام الإمارات العربية المتحدة
-
مصر..بعيون عالمية. مرسى مطروح
المزيد.....
-
الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد
...
-
لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا
...
-
تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون
...
-
“عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي
...
-
شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه
...
-
الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام
...
-
طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل
...
-
مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في
...
-
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش
...
-
سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|