أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة العشرون














المزيد.....

أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة العشرون


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 00:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تعلم متى تتراجع ومتى تتباهى


فى المواضيع الجادة اغمط عباراتك ومع أقلها جدية بالغ فيها


فى مقاله " لماذا أكتب " ؟.


يشرح جورج أوريل أن النثر الجيد مثل إطار نافذة . والعمل الأفضل يشد أنتباه القارى للكلمات الموصوفة دون الزينة التى يضعها الكاتب عليها .


عندما ننظر الى الأفق عبر النافذة لا نلحظ برواز النافذة ، ولكنه يؤطر رؤيتنا تماما كما يؤطرها الكاتب عند قراءتنا لقصته .


هناك نموذجين يتبعهما أكثر الكتاب ، أحدهما يقول : لا تلتفت للكاتب خلف الستارة ، وانظر للعالم .أما الاخر فيقول بلا حياء : انظر إلى وأنا أرقص ، الا تجدنى ذكيا ؟


نظريا هناك أسماء لهذه النماذج ، الأول نسميه " الإغماط " والثانى " المبالغة ".


إليكم هذه الطريقة المعتمدة الفعالة بالنسبة لى : كلما كان الموضوع جادا أو دراميا ، كلما كان على الكاتب الإغماط ، ليحقق تأثيرا تصنعه القصة بنفسها .


أما عندما يكون الموضوع هزليا أو بلا أهمية ، هنا يمكن للكاتب الاستعراض بلغته ومفرداته .


فكر معى فى افتتاحية " هيروشيما " لجون هيرسى :


"فى تمام الساعة الثامنة والربع صباحا بتوقيت اليابان فى اليوم السادس من أغسطس 1945م ، فى اللحظة التى أضاءت فيه القنبلة النووية سماء هيروشيما ، جلست للتو الانسة توشيكو ساساكى ، الكاتبة فى دائرة التوظيف بشركة شرق اٌسيا لصناعات القصدير ، وأدارت رأسها للحديث مع الفتاة الجالسة على المكتب المجاور ".


تبدأ " هيروشيما " التى وصفت بأنها واحدة من أهم الأعمال الأدبية الواقعية فى القرن العشرين ، بمشهد اعتيادى ، عرض للتاريخ والتوقيت ، وموظفتين على وشك أن تتحادثا .


وميض القنبلة النووية يختبىء فى منتصف الجملة .ولأننا نتخيل الرعب الذى تلا هذه اللحظة . خلق اغماط هيرسى قلق الترقب .


هاكم بدء ميكال غيلمو ، أخ القاتل العتيد غارى غيلمو ، سيرته " طلقة فى القلب ":


" لدى قصة أرويها ، قصة جريمة تحكى من قلب المنزل الذى حدثت فيه ، المنزل الذى كبرت فيه ، المنزل الذى بطريقة ما ، لم اتمكن من مغادرته . وإن استطعت يوما وغادرته ، فيجب أن أروى ما أعرفه ، لذلك دعونى أبدأ
أحداث هذه القصة شنيعة ومأسوية .

لكن نثر غيلمور أحادى المقاطع يأتى هزيلا منهكا كزنزاتة محكوم بالإعدام .


قارن هذا الاغماط ببهرجة سول بيت اللغوية ، الذى يصف فيها عمدة نيويورك إد كوخ للاسوشيتيتد برس:


لم تعرف نيويورك شيئا غضا مثله منذ الكبدة المقطعة ، إنه خليط مجازات سياسية ونقائص ، يتعذر كبته، صريح، عفوى ، مرح ، حاد الطباع ، مستقل ، عديم الجاذبية ، دميم ، يفتقر الى للاناقة ، لكنه بشكل عام ذا شخصية متميزة ، رجل يعيش سلاما مع نفسه فى مكان مضطرب .


عمدة على رأس بابل الأمريكية بقليل من الحبور " .


نشر بيت الاستعراضى المتكلف كرقصة متواضعة ، كبقعة مياه فوارة على بنطالك ، كما العمدة الذى يتحدث عنه .


ومع أن السياسات المدنية موضوع جاد إلا أن السياق هنا أتاح لبيت المساحة لكتابة هذا النقد المسرحى .


يستطيع الكاتب المسرحى المتمرس الوصول بكتاباته الى الصفحة الأولى ، هكذا تخبرنا آنا كويندلن .


الصحفى بيل نوتنغهام ، وجد ذلك عندما أسندت له مهمة تغطية مسابقة التهجئة فى صحيفة بطرسبرج تايمز المحلية ليكتب :


" لاين بوى ، طفل الثالثة عشرة يهجىء بمهارة ، كما هى مهارة بيلى ذا كد ، فى التصويب بالأسلحة النارية ، بكل برودة أعصاب ودقة " .


لفهم الفرق بين الإغماط والمبالغة ، تأمل الفرق السينمائى بين فيلمين ، لستيفن سبيلبرغ .


فى فيلم " قائمة شندلر " ، يوقظ سبيلبرغ أهوال الهولوكوست بدلا من نقل التفاصيل .


فى فيلم بالأبيض والأسود يجعلنا نتابع مسيرة طفلة يهودية فى معطف أحمر إلى الموت .


بينما فى فيلمه الآخر " إنقاذ الجندى ريان " يظهر لنا بشاعة الحرب على شواطىء فرنسا خلال إنزال النورماندى ، أشلاء متناثرة وشرايين تتفجر .
وكل ذلك بالألوان .

أنا شخصيا ، أفضل التوجه المتحفظ ، حيث يترك الفنان مساحة لخيالنا .


تقول الروائية المخضرمة إلمور ليونارد " إذا بدا وكأنه كتابة ، فإننى أعيد كتابته ".

والى الأداة الواحد والعشرون فى المقال القادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة التاسعة عشرة
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثامنة عشرة
- كتابة وجنس
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السابعة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة السادسة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الخامسة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الرابعة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الثالثة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الثانية عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الحادية عشرة
- وعكة صحية
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة العاشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الاداة التاسعة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثامنة
- عريس سحليه
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة السابعة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة السادسة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الخامسة
- صبى الصفارة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة العشرون