أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة















المزيد.....

ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 23:40
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كن عدوانيا سلبيا

استخدم المبنى للمجهول لاظهار " ضحية " الفعل

اذن ، فالنصيحة المعيارية الذهبية للكتابة ، هى ، استخدم المبنى للمعلوم ، لقد قيلت هذه الكلمات الثلاث فى عدد لانهائى من ورش الكتابة ، بيقين راسخ ، كما لوكانت ايات مقدسة ، ولكن هل هى كذلك ؟

راجع الفقرة السابقة ، فى الجملة الاولى استخدمت صيغة من صيغ فعل الكينونة ، وفى الجملة التالية ، استخدمت صيغة المبنى للمجهول فى جملة " لقد قيلت " وفى الجملة الاخيرة ، اعود لاستخدام صيغة اخرى من صيغ فعل الكينونة .
ما احاو لتوضيحة ، هو انك تستطيع ان تكتب نثرا مقبولا ، بين الفينة والاخرى ، من دون استخدام الفعل المبنى للمعلوم .

لماذا اذن تهمنا صيغة الفعل ؟ انه مهم بسبب التأثيرات المختلفة للفعل المبنى للمجهول والفعل المبنى للمعلوم وفعل الكينونة ، على كلا من القارىء والمستمع .

سوف استدعى هنا جون شيتانبك ، مرة ثانية ، لشرح هذه المقابلة الحقيقية التى حدثت فى نورث داكوتا ( التشديد لى ):

" لقد رايت لتوى رجلا يتكىء على سياج من الاسلاك الشائكة المضاعفة ، لم تكن الاسلاك مثبتة على اعمدة ، بل على اطراف شجر معوجة عالقة بالارض ، ارتدى الرجل قبعة داكنة وسروال جينز وسترة طويلة بزرقة شاحبة خفت لونها عند الكوعين والركبيتين ، كانت عيناه الشاخبتان مزينتين بوهج الشمس ، وشفتاه مقشرتين مثل جلد افعى .

وقد اتكأت بندقية من عيار 22 ملم الى السور بجواره ، واستلقت على الارض كومة صغيرة من الشعر والريش – ارانب وطيور صغيرة ، توقفت لاتحدث اليه ، ورأيت عيناه تمسان " روسناتى " وتغرقان فى التفاصيل ، ثم تعودان الى محجريهما ، ووجدت انه ليس لدى ما اقوله له ..... لذا ، وببساطة شديدة ، اخذ كلا منا يتامل الاخر بحسرة " ( من رواية ، اسفار تشارلى )

لقد احصيت 13 فعلا فى الفقرة السابقة ، اثنى عشر منها مبنية للمعلوم ، وواحدا فقط مبنيا للمجهول .

هذه نسبة ستثير اعجاب جورج اوريل ،ان تتابع الفعال المبنية للمعلوم يرفع من حرارة المشهد ، على الرغم من محدودية احداثه ، والفعل المبنى للمعلوم يكشف عن الفاعل وما فعل ، يرى المؤلف رجلا ، الرجل يرتدى قبعة ، المؤلف يتوقف لكى يتحدث اليه ، ثم يتامل كلا منهما الاخر بحسرة ، وحتى الجمادات ادت بعض الافعال ، فالبندقية تتكىء الى السور ، والحيوانات الميتة تستلقى على الارض .

فى غمرة كل هذه الفعال النشيطة ، نجد فعلا واحدا رائعا مبنيا للمجهول ( كانت عيناه الشاحبتان مزينتين بوهج الشمس ).

ان الشكل يتبع الوظيفة ، والعينان ، فى الحياة الواقعية ، تلقيتا الفعل من الشمس ، وعليه فقد تلقى المفعول به الحدث من الفعل .

هذه هى اداة الكتابة : استخدام المبنى للمجهول لجذب الانتباه الى من يتلقى الفعل .

عندما وصف كاتب العمود الصحفى ، جيف الدر ، انقراض احدى الفصائل الامريكية" الحمام الزاجل " فى صحيفة تشارلوت اوبزرفر ، فقد استخدم المبنى للمجهول لكى يرسم الطيور كضحايا :

" لقد ازيلت كثير من اعشاش الطيور عن الاشجار ، وشحنت الى السوق فى عربة قطار تلو عربة قطار ... وخلال جيل انسانى واحد ، اهلك اكثر طيور امريكا الاصلية وفرة " الطيور لم تفعل شيئا بل فعل بها .

الكتاب الافضل يتخذون الخيارات الافضل بين المبنى للمعلوم والمبنى للمجهول ، بعد فقرات قليلة من الفقرة المذكورة اعلاه ، كتب شتانيبك " كتنت الليلة محملة بالنذر " كان بقوسع شيتانبك ان يكتب " النبوءات حملت الليلة " ولكن ، فى هذه الحالة ، لن يكون صيغة استخدام المبنى للمعلوم عادلا لكل من " اللبلة " و" النذر " للمعنى وموسيقى الجملة .

فى كتابه " تعليم المقهورين " استخدم المعلم البرازيلى باولو فريرى الفرق بين الافعال المبنية للمجهول والافعال المبنية للمعلوم لتحدى النظام التعليمى الذى يضع سلطة المدرسين فوق احتياجات الطلبة ، النظام التعليمى القمعى ، كم يحاجج هو النظام الذى فيه
المدرس يدرس والتلاميذ يدرسون

المدرس يفكر والتلاميذ يفكر بهم

المدرس يعاقب والتلاميذ يعاقبون

بعبارة اخرى ، النظام القمعى هو النظام الذى يكون فيه المدرس فاعلا والتلميذ مفعولا به .

يمكن لفعل قوى مبنى للمعلوم ان يضيف بهدا للغمامة التى يثيرها استخدام فعل الكينونة استخدام فعل الكينونة ، يقدم كل من سترنك ووايت مثالا خلابا على ذلك

" كانت اوراق الشجر تغطى الارض " تصبح " غطت اوراق الشجر الارض " جملة من اربع كلمات تتفوق على كلمة من سبع كلمات

فى كلية الدراسات العليا ، ساعدنى دون فراى على ان افهم كيف ذبلت عباراتى تحت ثقل افعال المبنى للمجهول والكينونة ....

جملة تلو جملة ، وفقرة تلو فقرة ، تبدأ من المثير للاهتمام ان نلاحظ ان " او " هناك تلك المناسبات عندما " مراوغات منمقة تولدت من السعى لنيل درجة متقدمة .

غير ان هناك استخدامات لطيفة لفعل الكينونة ، كما بينت ديانى ايكرمان فى تعريف احد الفروق بين الرجال والنساء :

" الغرض من الطقوس بالنسبة الى الرجال ، هو تعلم قوانين السلطة والمنافسة ..والغرض من الطقوس بالنسبة الى النساء ، هو تعلم صنع الروابط الانسانية .

انهن يكن غالبا اكثر حميمية وهشاشة مع بعضهن البعض ، مما هن عليه مع الرجال ، والاعتناء بنساء اخريات يعلمهن الاعتناء بانفسهن .

من خلال هذه الطرق الرسمية ، يروض النساء والرجال حياتهم العاطفية .

غير ان استراتيجياتهم ( تكون ) مختلفة، ومسارتهم البيولوجية ( تكون ) مختلفة .

ان حيمنه يحتاج الى التنقل ، وبويضتها تحتاج الى الاستقرار ، وانه لمن المزهل ان يستمرا معا بسعادة على الاطلاق

( من كتاب " التاريخ الطبيعى للحب ")

يروض ، هو فعل معلوم قوى ، وكذلك فعل يحتاج _ تحتاج ، فى عبارة الحيمن والبويضة ، غير ان الكاتب غالبا ما يستخدم فعل الكينونة ، او ما كنا نسميه يوما ما ، باريحية – افعال الوصل ، لنسبغ عليه شيئا من الروابط الفكرية الجريئة ،
والان هاك هاتين الاداتين المبدأيتين :

الاقعال المبنية للمعلوم ، تحرك الفعل وتكشف الفاعل .

الافعال المبنية للمجهول ، تسلط الضوء على متلقى الفعل ، الضحية .

فعل الكينونة يربط بين الكلمة والافكار.

هذه ليست خيارات جمالية فقط ، بل يمكن ان تكون اخلاقية وسياسية ايضا .

فى مقالته " السياسة واللغة الانجليزية " يشرح جورج اوريل العلاقة بين التعسف اللغوى والتعسف السياسى ، كيف يستخدم القادة الفاسدون المبنى للمجهول ليضيفوا الغموض على الحقائق الشنيعة ، وليخفوا مسؤليتهم عن افعالهم .
تجدهم يثقولون " ينبغى الاعتراف الان " وبعد مراجعة التقارير ، بان هناك اخطاء ارتكبت ، وذلك بدلا من قول ": لقد قرأت التقرير ، واعترف باننى قد ارتكبت خطأ"

هاك اداة للحياة ، اعتذر دائما بصيغة المبنى للمعلوم .

ملحوظة توضح هذه الفقرة توظيف افعال الكيونونة to be

فى اللغة الانجليزية ، فى الجملة العربية نستخدم اسماء الضمائر ( هو هى هم )

والى الاداة الخامسة فى المقال القادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الاداة الثالثة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الاداة الثانية
- ثورة يوليو - 1952 - الحلم والمأساة
- ايامك التى تمر ليست مجرد بروفة- انا كويندلن
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الاولى
- من دفتر الذاكرة (2)
- من دفتر الذاكرة (1)
- صحتك فى رجليك
- مصر وسد النهضة الاثيوبى
- غادة البنك
- من الذاكرة الشخصية
- اللص الخائف
- القاضى الباكى
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال - الفصل الثانى -3
- حكاية شمس الدين
- حلم وواقع
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال -2
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال 1
- وانت ميت ولا عايش
- النسيان


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة