أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - التحليل السياسى الحديث- روبرت دال -2















المزيد.....

التحليل السياسى الحديث- روبرت دال -2


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 04:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة والاقتصاد

التحليل السياسى يتعامل مع القوة او الحكم او السلطة ، اما الاقتصاد فيهتم بالموارد النادرة ، او بانتاج او توزيع السلع والخدمات ورجل الاقتصاد وعالم السايسة قد يدرسان نفس الموضوع ولكن رجل الاقتصاد سيكون مهتما بالمشكلات المتعلقة بالندرة او باستخدام المواد .

عالم السياسة سوف يتعامل مع المشاكل المرتبطة بعلاقات القوة او الحكم او السياسة .

النظم السياسية والنظم الاقتصادية
الجوانبا السياسية لاى مؤسسة ليست هى بذاتها الجوانب الاقتصادية ، تاريخيا نجد ان مصطلحى الديمقراطية والدكتاتورية يشيران الى الانظمة السياسية .

فى حين ان مصطلحى الرأسمالية والاشتراكية يشيران الى المؤسسات الاقتصادية .

التعريفات التالية تعتبر دقيقة :
الديمقراطية هى نظام سياسى يقتسم فيه المواطنون البالغون فرص المشاركة فى صنع القرارات .

الديكتاتورية هى نظام سياسى تنحصر فيه فرص المشاركة فى القرارات بين القلة .

الرأسمالية هى نظام اقتصادى تضطلع فيه الشركات الممولكة ملكية خاصة بمعظم الانشطة الاقتصادية الكبرى .

الاشتراكية هى نظام اقتصادى تقوم فيه المنظمات التى تملكها الدولة او المجتمع بمعظم الانشطة .

كل زوج من هذه المصطلحات السابقة يعنى ضمنا وجود ثنائية فالعديد من الانظمة السياسية هى فى الواقع ليست ديمقراطية تماما ولا ديكتاتورية تماما ايضا .

وفى العديد من الدول هناك تداخلا كثيفا بين العمليات الحكومية والخاصة وفى عالم الواقع نجد ان السيلسة والاقتصاد يتدخلان بشدة .
ولكن برغم هذا التداخل وربما بسببه يثبت وجوب تمييز بعض جوانب الحياة بوصفها اقتصادية وبعضها بوصفها سياسية وان ذلك امر مثمر من الناحية الفكرية .

النظم والنظم الفرعية
يمكن اعتبار اى مجموعة من العناصر تتفاعل مع بعضها البعض على اى صورة من الصور بمثابة نظام ، فريق كورة سلطة تشريعية ، حزب سياسى الخ

هناك اربعة اشياء تنطبق على اى نظام
الاول ان طريقة تسمية شيىء ما نظام هى طريقة للنظر الى اشياء محسوسة لاغراض التحليل ، مثال الدورة الدموية، للحيونات الثديية ، بناء الشخصية عند الانسان .

الثانى ان تحديد ماذا يقع داخل النظام ، او ماذا يقع خارجه قد يكون سهلا للغاية ، مثل النظام الشمسى او المحكمة العليا الامريكية.

ولكن قد يكون فى غاية الصعوبة اذا تصورنا مثال الحزبين الجمهورى والديمقراطى الامريكيين ، هل ندخل كل الاعضاء المسجلين وغير المسجلين ، ام ندخل المصوتين بصفة منتظمة ؟
الثالث ان النظام قد يكون عنصرا فى نظام اخر ، او حتى نظام فرعى ، فالارض هى نظام فرعى لمجموعتنا الشمسية والتى هى نظام فرعى لمجرتنا والتى هى نظام فرعى للكون كله .

ايضا مثال اخر لجنة العلاقات الخارجية نظام فرعى لمجلس الشيوخ الذى هو نظام فرعى للكونجرس وهكذا .

الرابع ان الشيىء او الشخص قد يكون نظاما فرعيا لنظامين مختلفين او اكثر ، ولا يتداخلان الا جزئيا ، استاذ الجامعة قد يكون عضوا نشيطا فى الرابطة الامريكية لاساتذة الجامعات ، وفى الحزب الديمقراطى ، كذا فى رابطة الاباء والمعلمين .

ومن المفيد ابقاء هذه الملاحظات حاضرة فى الذهن عند اعتبار الاختلاف بين النظام السياسى والنظام الاجتماعى .

النظم السياسية والنظم الاجتماعية
ماهو المجتمع الديمقراطى ؟ المجتمع الحر ؟ المجتمع الاشتراكى ؟ المجتمع السلطوى؟ المجتمع الدولى ؟ كيف يتميز النظام السياسى عن النظام الاجتماعى ؟
الاجابة عن مثل هذه الاسئلة صعبة ، لان مصطلحى مجتمع ونظام اجتماعى يستخدمان بطريقة فضفاضة حتى من قبل علماء الاجتماع .

مصطلح اجتماعى مصطلح احتوائى وشامل ، فالعلاقات الاقتصادية والسياسية انما هى انواع من العلاقات الاجتماعية .

تالكوت بارسونز احد علماء الاجتماع الامريكيين عرف النظام الاجتماعى بثلاث خصائص :-

الاول تعامل شخصين او اكثر
الثانى ان ياخذوا فى اعتبارهم عند تحركهم كيف يمكن ان يتصرف الاخرون .

الثالث واحيانا ما يعملون معا سعيا نحو اهداف مشتركة ، ووفقا لاستخدام بارسونز فالنظام السياسى وكذا النظام الاقتصادى هما جزءان او جانبان او نظامان فرعيان للنظام الاجتماعى .

وهكذا المجتمع الديمقراطى يمكن تعريفه بانه نظام لا يقتصر على النظم الفرعية السياسية الديمقراطية فحسب ، ولكنه يتضمن نظم اخرى تنزع نحو الديمقراطية ، الاسرة والمدارس وغيرها
على النقيض المجتمع السلطوى يشتمل على انظمة فرعية متعددة مثل الاسرة والكنائس والمدارس وغيرها ، وكلها تعمل على تعزيز العمليات السياسية السلطوية ولنستعرض مثالين :

فى كتابه الشهير ( الديمقراطية فى امريكا ) وضع الكاتب الشهير الكسس توكفيل قائمة بالاسباب التى تنزع نحو الحفاظ على الديمقراطية الامريكية ، مثل غياب مؤسسة عسكرية ضخمة ، المساواة فى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، نظام اقتصادى زراعى مزدهر ، اخلاق الامريكيين ومعتقداتهم الدينية .

وعلى عكس ذلك كان العديد من المراقبين ينظرون بتشاؤم نحو احتمالات قيام ديمقراطية فى المانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، لوجود نمط قوى من قوى التسلط والاذعان فى الاسرة والمدارس والكنائس ومجالات العمل المختلفة ،ولكن وللغريب حدثت الديمقراطية فى المانيا لاتجاه المؤسسات السابقة نحو تقليص الطابع السلطوى .

ملحوظة منى وحتى الان مازالت شروط الديمقراطية الامريكية قائمة ماعدا تضخم المؤسسة العسكرية الامريكية اللافت للنظر فى امريكا وازدياد نسبة الفوارق الهائلة بين طبقات المجتمع الامريكى ، ولعل الفترة التى تولى فيها ترامب كانت اوضح مثال على الخطورة المحدقة بالديمقراطية الامريكية .

ويتلاحظ ان بايدن يعمل الان وبصورة حثيثة على تقديم الخدمات الاجتماعية للمجتمع الامريكى فى مسعى لتقليل الفوارق الاجتماعية ، ولا ندرى ما سيكون عليه تصرفه حيال الانفاق العسكرى الامريكى المرعب .
انتهت الملحوظة

الحكومة والدولة

عندما يضحى النظام السياسى معقدا ومستقرا ، فان الادوار السياسية تنمو ، وهذه الادوار السياسية ماهى الا المناصب .

مجموع المناصب فى النظام السياسى يشكل حكومة هذا النظام ، شاغلى المناصب او الادوار يفترض الا تتغير ادوارهم بتغيير الاشخاص .

ولكن الواقع ان هذا يحدث دائما وقد يكون التغيير جذريا ، مثلا جيفرسون وجاكسون ولينكولن ، مارس كلا منهم دوره بطريقة اوسع مما كان فى عهد سابقية

ملحوظة منى ترامب ايضا مارس دورا اوسع كثيرا من سابقية واكثر اختلافا وتصادمية مع المؤسسات الامريكية .
تمت الملحوطة
وان كانت هناك حدود للمدى الذى يرغي فيه الرئيس ، وهى حقيقة جسدها الرئيس جونسون عندما قرر فى عام 1968 عدم ترشيح نفسه مرة اخرى للرئاسة مبررا ذلك بانه لم يعد يستطع ان يلعب الدور الرئاسى بالطريقة
التى يؤمن بان المنصب يتطلبها

ملحوظة منى ذلك طبعا فى الدول العريقة فى الديمقراطية والتى تملك اجهزة حقيقية ومستقلة ومتصارعة بحيث تحفظ توازن السلطات فى الدولة ، وربما كان السعى لمحاكمة ترامب رغم مغادرة السلطة هو رسالة لكل رئيس امريكى انه ليس مطلق السراح
تمت الملحوظة

لكن كيف تختلف الحكومات
عندما نتحدث عن الحكومة فتعبير الحكومة يبدوا واضحا لكل الناس ، ولكن السؤال ، كيف تختلف حكومة عن اخرى ؟

هناك ثلاث اجابات أ- تسعى الحكومة الى اهداف اسمى من كل الحكومات الاخرى .
هنا سنواجه بثلاث صعوبات

الاولى ان الناس تختلف حول ماهية الاهداف الاسمى
الثانى ان الناس فى كل الاحوال تعتبرها حكومة

الثالث ماذا عن الحكومات الفاسدة ؟ وهل الحكومات الديمقراطية والشمولية تسعى نحو اهداف نبيله ؟

ارسطو اقترح حلا اخر ، قال ان الحكومة هى الهيئة التى تمتلك كل السمات والموارد اللازمة لاقامة حياة صالحة ، والعجيب ان تفسير ارسطو كان بعيدا جدا عن الواقع حتى بمقياس زمانه ، فاثينا كانت مفتقرة لضمان امنها واستقلالها بدون الاعتماد على حلفائها ، وما كان يصدق بالامس يصدق على دول اليوم .

الحكومة هى التى تنجح فى ادعاء ان لها الحق فى الاستخدام المطلق للقوة المادية من اجل تطبيق قواعدها داخل اقليم محدد ، والنظام السياسى يتكون من المقيمين فى هذا الاقليم ، وحكومة الاقليم هى الدولة .

وهذا التعريف يفرض فى الحال ثلاث اسئلة
الاول الا يمكن للافراد الذين ليسوا بموظفين استخدام القوة بطريقة مشروعة ؟

ماذا عن الاباء الذين يصفعون اطفالهم ؟
الاجابة انه بالرغم من ان الحكومة لا تستحوذ على استخدام القوة بصورة مطلقة الا انها تنفرد بالسلطة المطلقة على وضع الحدود التى يمكن ان تستخدم فيها القوة بصورة مشروعة .

وحكومات معظم الدول تسمح للافراد باستخدام القوة فى ظروف معينة ، وبالرغم من حظر انزال عقوبات قاسية بالاطفال ، الا ان معظم الدول تسمح للاباء بصفع اطفالهم ، والملاكمة مسموح بها فى معظم الدول .

الثانى ماذا عن المجرمين الذين لا يقبض عليهم ؟

لا مشكلة لان المحك هو ان حكومة الدولة تنجح فى ادعائها الحق المطلق فى ضبط العنف – والعنف الاجرامى هنا رغم انه موجود الا انه غير مشروع ، والقلة من الناس هى التى تقوم بتحدى سافر لحق الدولة المطلق فى استخدام القوة .

الثالث ماذا عن الاوضاع التى تنتشر فيها اعمال العنف والقوة على نطاق واسع مثلما يحدث فى الحروب الاهلية والثورات ؟

هنا لاتوجد دولة او توجد اكثر من دولة او حكومة على ذات الاقليم ، مع وجود مساحات رمادية لا دولة فيها .
فى هذه الحالة يبدا عدد كبير من الناس فى اقليم معين فى الشك فى ادعاء الحق المطلق فى استخدام القوة او انكار هذا الادعاء ، هنا تواجه الدولة القائمة خطر التحلل .

والى مقال قادم مع الفصل الثانى من فصول الكتاب



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال 1
- وانت ميت ولا عايش
- النسيان
- الرابع العاشر من ابريل
- قيس سعيد ولغته العربية
- نوال السعداوى
- الانجذاب
- مشاعر حيادية
- فتاة الاحلام
- ودارت الايام
- روعة الجنس
- القتل خارج القانون
- تعاليلى يا بطة
- امى
- مستقبل الديمقراطية الامريكية
- باى باى امريكا
- عبد الحميد الديب - امير الصعاليك
- روائع المقال : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- السابع عشر ...
- روائع المقال : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- السادس عشر ...
- روائع المقال : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- االخامس عشر ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - التحليل السياسى الحديث- روبرت دال -2