خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 02:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المؤكد ان الديمقراطية بما تعنيه من الاحتكام الى صندوق الانتخابات لتحديد من يتولى سلطة الحكم ، هى اعظم نظام وصلت له البشرية حتى الان.
والبديل الاخر هو صندوق الذخيرة وحمل السلاح بين المتنازعين ،لتكون الغلبة لمن يقتل الاخر ويتولى سلطة الحكم .
ولكن الديمقراطية الان وعلى الاخص الديمقراطية الامريكية هى بعافية، وما حدث فى الولايات المتحدة الامريكية من اقتحام المتظاهرون لمبنى الكابيتول " الكونجرس الامريكى " لمنع النواب من التصديق على فوز بايدن وخسارة ترامب .هو اية ذلك .
هناك من يرى ان ماحدث فى الكونجرس الامريكى هو دليل على قوة الديمقراطية الامريكية ، وانه ابان العلل فى الاداء الديمقراطى الامريكى تمهيدا لاصلاحه ، ولايعنى ما حدث ضعف الديمقراطية الامريكية بل انها تصحح نفسها بنفسها .
وهناك من يرى عكس ذلك تماما ، ويؤكد ان ما حدث فى الكونجرس الامريكى كارثة بكل المقاييس ، وانه ضرب الديمقراطية فى مقتل واثبت انها هشة ولا قواعد لها فى الوعى الامريكى.
ترى اين الحقيقة فى كل ذلك ، وما دلالة ما حدث فى مبنى الكابتول ، وهل الديمقراطية الامريكية على الاقل على شفا الانهيار ، وان ماتنبأ به الكاتب الفرنسى الكسيس دو توكفيل فى كتابه الشهير " الديمقراطية الامريكية "1835- 1840 من ضمان الخلود للديمقراطية انتهى بعد اقل من مائة وثمانون عاما .
ولكن علينا ان نلاحظ ان العوامل التى اشار اليها الكسيس دو توكفيل والتى تضمن نجاح الديمقراطية الامريكية ، مثل غياب مؤسسة عسكرية ضخمة ، ووجود مساواة فى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، ونظام اقتصادى زراعى مزدهر .
نقول ان هذه العوامل لم تعد موجودة على الاطلاق فى امريكا الان ، فنحن امام الة عسكرية امريكية جبارة تجوب ارجاء العالم ، ووضع اقتصادى مريع تنهار فيه المؤسسات، وعلى راسها الصحة امام جائحة مثل كورونا ، وتفاوت طبقى رهيب يضرب المجتمع الامريكى ، فضلا عن تنامى الصراعات بين البيض وغيرهم.
ترى ما مستقبل الديمقراطية الامريكية ، وهل هى على شفا الانهيار ، ممهدة السبيل لتشقق المجتمع الامريكى وتشرزمه ، بل وافول الحلم الامريكى الى الابد ،
هذا هو موضوع مقالنا القادم
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟