أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - وحيدة














المزيد.....

وحيدة


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


عاشت وحيدة ، وماتت وحيدة ، بالمعنى الحقيقى للكلمة ، ماتت وحيدة عن عمر يناهز الستون عاما ، واقاربها فى معظمهم يقول عنها البت وحيدة ، يستكثر عليها بعض اقاربها ، حتى عبارة وحيدة مجردة.

ولدت وحيدة لابويين مستوريين يمتلكان قدرا لا يستهان به من الارض الزراعية ، والتى صارت تباع بالمتر لدخولها كردون المبانى .

ولدت بعيب خلقى فى الفم بحيث كان معوج اشد الاعوجاج ، ولا اعلم ان كان هذا العيب الخلقى كان قابلا للتجميل من عدمه ، ولكن ما اعلمه يقينا انه لا احد ساعد هذه المسكينة على خوض غمار التجربة ، رغم انه لم يكن ليدفع مليما واحدا من جيبه ، ففقد كان القليل من ميراث وحيدا كفيلا بسد كل مصاريف الجراحة التجميلية ان كان لها ان تتم . فمن المؤكد انه خلال العشرون عاما الاخيرة فان جراحات التجميل فى العالم كله ، تقدمت كثيرا

عاشت وحيدة مع اخ لها وزوجته اقرب للخادمة منها الى صاحبة منزل او حتى فرد فى اسرة المنزل ، تنادى الكل بأبلة اواستاذة ممن هم فى حكم اولادها ان كانت قد تزوجت ، والكل يناديها وحيدة ، روحى يا وحيدة تعالى يا وحيدة ، فى مشاوير ومهام لا تنتهى

وما ان انتهت مهامهما فى التربية وحمل الاولاد وتربيتهم وتخرجهم من المدارس والكليات وحتى زواجهم ، حتى غادرها الجميع . وكان شقيقها الذى كانت تعيش فى كنفه قد سبقها الى دار الاخرة
ثم غادرت سيدة المنزل زوجة اخو وحيدة المنزل بل والبلدة كلها وتركت وحيدة وحيدة تماما ، بعد ان نال الزمن من وحيدة ولم تكن قادرة بشكل مناسب على القيام بمهامها الانسانية لنفسها .

وعاشت وحيدة سنوات طوال بعدها لا احد يعلم عنها شيئا ، الا عرضا ، ترى كيف عاشت وحيدة سنواتها الاخيرة بدون معين ولا سند ، كيف كانت تفكر فى سنين عمرها التى ضاعت هباء لا احد يدرى ، حتى انهارت صحتها فجاة .

فانتبهت زوجة اخيها للموقف وحاولت تدارك الامر ، ولكن الوقت كان قد فات بالفعل على انقاذ وحيدة .

سالت احد اقاربها ، لماذا لم تتزوج وحيدة ؟ بالتاكيد كان هناك من يمكن ان يتزوجها ان لم يكن لمظهرها فمالها يشفع لها ، ردت على من سالتها لتقول لقد رفض الجميع ان تتزوج وكانوا يقولون ، ان المتقدم لزواجها لابد ان يكون طامعا فيها .

يا لرهافة احساسهم ، وحنوهم على وحيدة وخشيتهم على مالها ، من ان يناله احد غيرهم ، ومضت السنين بوحيدة حتى نادى المنادى انتقلت الى رحمة الله وحيدة ، وماتت وحيدة ، وحتى العزاء لم يحضره سوى اقل القليل حتى من سوف يرثوا وحيدة لم يحضرو ا الجنازة .

وهكذا عاشت وحيدة ، وماتت وحيدة ، ترى كانت تفكر فى سنواتها الاخيرة او حتى فى ايامها الاخيرة ، انا لم ارها فى الفترات القليلة التى تصادف ان قابلتها ، برمة بحياتها ـ او انها كانت ناقمة ، كانت، بالعكس ، تبادرنى ازيك يا استاذ عامل ايه ؟ بصوت عال و شبه ضاحكة ساخرة ، وكانها تسخر منا ومن حياتها وحياتنا ، التى تروح وتنتهى ، لاسباب غير اسباب وحيدة ولكنها فى كل الاحوال تنتهى .

رحم الله وحيدة التى كان لها من اسمها نصيب كبير ، وعوضها مولاها عن شقاء الحياة التى عاشتها فى الدنيا ، بنعيم مقيم فى الدار الاخرة



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- الساد ...
- هل بددت حياتى ؟
- روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين - المق ...
- جوزيف أديسون
- روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الثالث ...
- روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين - الثا ...
- روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الاول: ...
- حكاية ميراندا
- هل هزيمة يونية 1976 هزيمة لليسار ؟
- حيوية المواطنة
- حلم ولا علم
- القراءة حياة
- الحرب ضد الصين قادمة 2
- العلمانية
- الحرب ضد الصين قادمة
- متلازمة ستوكهلم – فاطمة ناعوت – مثال
- تركيا من صفر مشاكل الى البحث عن المشاكل
- فقم واعتلف تبنا
- العبث
- الشاعر صلاح عبد الصبور فى سطور


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - وحيدة