أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الاول: مقال وترجمة ميشيل ايكم مونتين















المزيد.....

روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الاول: مقال وترجمة ميشيل ايكم مونتين


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6653 - 2020 / 8 / 21 - 15:31
المحور: الادب والفن
    


يونس شاهين
من أجمل كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب، روائع المقال وهو كتاب صدر عام 1985 تاليف هوستن بيترسون وترجمة يونس شاهين ، وهو كتاب يستهويك قراءته اكثر من مرة ، لانه تضمن مجموعة منتقاة من المقالات اختارها الكاتب بعناية لعدد من الادباء والكتاب والفلاسفة العالميين ممن تركوا علامات بارزة فى الفن والثقافة ، والاروع ان المؤلف صدر لكل مقال بترجمة موجزة عن كل كاتب واهم اعمالة ، لنتعرف على كوكبة من اساطين الكتابة فى العالم ، ولقد رأيت ان اعيد نشر كل المقالات ولكن بتصرف بسيط ويمكن للقارىء متابعتها من مصدرها اذا استهوته ، ولكن ترجمة كل كاتب اتيت بها كاملة ، وقبل ان نبدأ فى تناول الكتاب ومقالاته وكتابه ،اسمحوا لنا ان نحيى المؤلف العظيم هوستن بيترسون ، والمترجم يونس شاهين ، الذى تحسب من فرط جزالة الترجمة ورقتها انه صدرها بلغة كتابها ، والى الكتاب الجميل والذى نبدأه بترجمة المؤلف لابى المقال كما ميشيل ايكم دى مونتينى

كان ميشيل ايكم دى مونتينى 1533- 1592 الابن الثالث لرجل غنى من اصحاب الاراضى فى جاسكونيا ، وكان اجداده قد حصلوا على ثروتهم من التجارة فى سمك الرنجة المملح ، وكطفل فى عصر النهضة ، كان غالبا ما يصحو من النوم على صوت الموسيقى ، وكان غارقا الى اذنيه فى اللغة اللاتينية، فى البيت الذى يعيش فيه ، ولكنه مع ذلك ذهب الى المدارس كغيره ودرس القانون ، وحين بلغ الثامنة والثلاثين بعد وفاة ابيه ، اعتزل ممارسة القانون ، وتولى شئون المزرعة التى ورثها عن ابيه قريبا من بوردو ، وفى العام التالى 1571 اخذ يدون بعض الملاحظات على الكتب التى كان يقرأها ، وكانت فرنسا حينئذ بلدا مزقته الخلافات الدينية والحروب الاهلية ، وحين بلغ الخامسة والاربعين اصيب باول نوبة مريعة من اصابات حصى المثانة التى ظلت تعذبه طول حياته ، وفى عام 1580 نشر له الكتاب الاول والثانى عن المقال وقوبل فى التو بنجاح كبير

وفى الاثنى عشر عاما التى بقيت لمونتينى فى حياته ، كان يمت لحاشية الملك ببعض الصلة وكان يقوم ببعض الرحلات ، ثم انه شغل منصب عمدة بوردو لفترتين متتابعتين كل منهما عامان ، ولكن الجزء المهم من حياته كان يعيشه فى مكتبته التى كانت فى برج يطل على مزرعته ، حيث راجع مقالاته القديمة واعد مجموعة ثالثة منها ، وقد قال فى كتابه الثالث ( صفحة 37 ) ان غايتى ان ابين تطور ارائى واعرضها ليرى الناس كل جزء منها فى صورته الاصيلة ، وقد نمت مقالاته وصارت اكثر طولا وثراء وعمقا من كتاب الى اخر
ولذلك فانى اقدم هنا مقالا كاملا من اروع مقالاته فى كتابه الثالث بدلا من مقالاته الاخرى الاكثر شيوعا عن ، اكلة لحوم البشر ، وعن التعليم فى كتابه الاول

وانه ليبدوا اكثر من مصادفة ان اربعة مؤلفين على الاقل فى هذه المجموعة وهم، هازلت ، ايمرسون، سانت بيف ، فرجينيا ولف ، قد كتبوا عن مونتينى ، ابى المقال بما ينم عن حبهم له ، وقد قال ليون سترتشى ، وهو ناقد مدقق لايلقى القول على عواهنه ، ان مونتينى يملك تلك الملكة العظيمة التى يستولى بها على حواسنا ، اكثر مما يملكها رجل اخر ، قبله او بعده ، الا وهى قدرته على الحديث الطويل يرسله كالمناجاة ، عن طريق الكلمة المكتوبة
مونتينى
عن فن الحديث
جرت عادة العدالة عندنا على انزال العقاب بفريق من الناس ، تحذيرا لغيرهم ، وكما قال افلاطون انه لغباء ان ننزل العقاب باحد لانه اقترف ذنبا لان ما وقع فات وانتهى ولا حيلة لنا فيه ، ولكننا ننزل العقاب بالمذنبين حتى لايعودوا ثانية الى السير فى الطريق المعوج ، وحتى لا يحذو احد حذوهم

نحن لا نقوم اعوجاج رجل بشنقه ، بل نفعل ذلك لجعله عبرة للاخرين ، انى انحو هذا النحو، فاخطائى احيانا هى بعض طبيعتى التى لا خلاص منها ، وان ربما افدت الناس بطريقة عكسية بنشرها لجعلهم يتجنبون افعالى.
وقد يوجد من الناس من هم على مثالى ، من الذين يتعلمون دروسهم من تجنب اخطاء الخير اكثر من تعلمهم من التشبه بهم ،وهذا ما كان يعنيه الاب كاتو حين قال ان العقلاء يتعلمون من الحمقى ، اكثر مما يتعلم الحمقى من العقلاء ، وكذلك ذلك العازف القديم على العود الذى يحدثنا عنه بوذانيوس، انه كان يرسل تلاميذه ليستمعوا الى العزف الردىء لرجل يعيش على الجانب المقابل للطريق ، حتى يتعلموا الاشمئزاز من نشازه وعباراته الموسيقية السقيمة
وفى كل يوم ، اجد فى التصرف الاحمق لرجل اخر ، نوعا من اللوم والتحذير لى ،فمن طبيعة الاشياء التى نضيق بها ، ان تؤثر فينا وتحفزنا اكثر من الاشياء التى تسرنا .
ان خير مران للعقل واجداه فى رأىى هو الحديث ، وهو عندى احب متعة فى الحياة واذا اضررت للاختيار بين فقدان البصر بدلا من فقدان السمع والكلام لما ترددت فى فقدان البصر.
ان دراسة الكتب عمل هزيل سقيم لا دفء فيه، على عكس الحديث الذى تجد فيه الرياضة والثقافة الذهنية .
ان عقولنا تقوى بالاتصال بالعقول الراقية المرتبة ،الاراء التى تخالف ارائى، لا تغضبنى بل على العكس تحفزنى وتنشط عقلى .
اذا حدث ان عارضنى شخص فانه لا يثير غضبى ويثير انتباهى ، وانا القاه فى منتصف الطريق ان كان ينصحنى ، اظهار الحق هو ما يجب ان يكون هدفنا المشترك .
اننى احى الصدق وارحب به ، ايا كان مصدره ، وانى لاستسلم له عن طيب خاطر، استسلام المقهور فى اللحظة التى اراه فيها فى طريقه الى من بعيد.
وانى ارحب بالنقد لكتاباتى اذا كان هذا النقد لايشبه الطريقة التى يخاطب بها المدرس تلاميذه فى الفصل.وكثيرا ما غيرت فى كتاباتى ربما لاشجعهم على الحرية فى نقدى، ولو كان ذلك على حسابى .

والحق اننى افضل صحبة من يوجه لى الضربات على صحبة اولئك الذين يخشوننى ، ان رضاك بصحبة من يعجبون بك وينزلون عند ارادتك هو شيىء ضار عديم الطعم ، ولقد نصح انتيسينس اولاده ، الا يشعروا بالجميل نحو من يمدحهم او يقربوه منهم .
ولكننى اطلب النظام فى النقاش ، النظام الذى نفتقده فى مناقشاتنا ، لتسير المناشة فى طبيعتها ولا تخرج عن الموضوع الاصيل ، وليتكلم كل شخص فى دوره وينتظر حتى يتم الاخر كلامه ليفهم بعضهم بعضا .
ان مهاترتنا يجب منعها ومعاقبتها بالقانون كغيرها من جرائم الكلمة المنطوقة ،لذلك يحرم افلاطون فى جمهوريته المناقشة على الحمقى وغير المهذبيين .

انى احب العلم وامجده اذا احسن استعماله، ولكنى اكره فيه ، اولئك الذين يجعلون منه اساسا لقيمتهم وامتيازتهم ، اولئك الذين يلجأون لذاكرتهم بدلا من ذكائهم محتمين بظل غيرهم كما يقول سينكا.
وفى بلادى وفى عصرى ، كثيرا ما يصلح العلم الجيوب ، ولكنه قل ان يفعل ذلك بالنفوس ، فان سقط نوره على عقل جامد بليد ، فانه كمادة فجة غير مهضومة يزيد من جموده ويلادته ، وان سقط نوره على عقل ذكى ، فانه ينقيه ويصفيه ، ويتسامى به الى حد الشفافية.
فى اعتقادى ان سقراط فى اعمال افلاطون كان يناقش من اجل المناقشين اكثر مما يناقش من اجل المناقشة.

ان الدنيا ما هى الا مدرسة للبحث ، وليست المسالة هى من يصيب الهدف برمحه ، ولكن من الذى يؤدى السباق على خير وجه ، فقد لا يقل الذى ينطق بالصدق حماقة عن الذى ينطق بالكذب ، لان ما يعنينا هو طريقة الحديث لا مادته ، ان من طبيعتى ان احترم الشكل احترامى للمضمون ، وان احترم المحامى احترامى للقضية ، كما امرنا السيادس ان نفعل .
ان رائحة بئر الفضلات فى بيت كل امرىء تنفذ الى انفه اولا كما قال ايراسموس.

ان اعيننا لا تستطيع ان ترى ما وراءنا ، ونحن نضحك مائة مرة على انفسنا حين نضحك على جيراننا ، ونحن نكره فى الاخريين ، العيوب التى هى اكثر استلفاتا فى انفسنا نحن، ثم نبدى عجبنا بوقاحة عجيبة وعدم تفكير نحسد عليه.
وفى يوم من الايام نصح انتينس الاثنيين ان يستخدموا حميرهم الى جانب خيولهم للعمل فى الحقول ، فاجابه احدهم با ن هذا الحيوان لا يصلح بطبيعته لهذه الخدمة ، فرد عليه قائلا هذا لا يهم ، فيكفى ان تصدروا اوامركم اليه بذلك ، فانتم حين تنصبون اجهل الرجال واقلهم كفاءة قائدا لجيوشكم فى الحرب ، فانه يصبح فى التو ودون استثناء اكثر الرجال استحقاقا لهذ للمنصب ، وذلك بفضل تنصيبكم اياه فقط .

وهذا ينطبق على عادة شعوب كثيرة حين ينصبون الرجل الذى اختاروه من بينهم ملكا عليهم ، فانهم لا يكتفون بتشريفه بالملك ، بل انهم يعبدونه كذلك ، فالمكسيكيون ، حالما ينتهون من الاحتفال بتتويج ملكهم ، لا يجسرون على النظر الى وجهه ، وكانما قد رفعه الملك الى مكانة الالهة .
اننى ضد هذه الطريقة التى اعتاد الناس عليها فى معاملتهم واشك فى قدرة اى رجل اذا رايته محاطا بالثروة ورضى الجماهير ، ومن واجبنا ان نلزم الحذرونفكر جيدا فى قيمة المزايا التى يتمتع بها رجل يستطيع ان يحدد الوقت المناسب لكلامه ، وان يختار نقاط حديثه ، وان يقطع مجرى الحديث او يغيره باشارة بالامر، وان يدفع عن نفسه معارضة الاخرين بحركة من رأسه او ابتسامة على شفتيه ، او حتى بمجرد سكوته وذلك فى حضرة جماعة ترتعش من فرط ما تكنه له من الاحترام والتقدير.
فلا يجب ان نضع فى اعتبارنا قول القائل فحسب ، بل وكذلك ما يفكر فيه ، والاسس التى بنى عليها هذا التفكير كما قال شيشرون

العناد والغضب فى التعصب للرأى هما من اوثق الادلة على الغباء ، فهل رايت اكثر من الحمار ثقة فى نفسه ، او اصرارا على رأيه ، او استخفافا بالغير ، او ظهورا بمظهر المتامل والجدية ؟
احيانا يخطر لى تقييم شخص من الاشخاص ، فاسأله عن مدى رضاه عن عمله وارفض اى عذر من الاعذار الجميلة، كقوله , لقد قمت بهذا العمل من اجل التسلية فقط .
( ان هذا العمل قد جاء من فوق السندان غير كامل ) اوفيد

ان الرجل الذى لايستطيع ان يجزيك على حسن صنيعك ، لايمكن بحال من الاحوال ان يكون صديقك ، يقول شيشرون .

ان المؤرخين الكبار يقمون بتسجيل كل الاحداث المهمة وحتى الشائعات والاراء ، لان عليهم ان ينقلوا الينا معتقدات العامة كما هى ، دون ان يعدلوها ، فالتعديل هو مهمة رجال الدين والفلاسفة الذين يوجهون النفوس والضمائر .
اننى انا وحدى يقول مونتينى اقدم نفسى فى جميع اوضاعى الطبيعية ، واقفا وراقدا، اماما وخلفا ، يمينا وشمالا ، ولست انا وحدى من يحكم عليها
والى المقال القادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية ميراندا
- هل هزيمة يونية 1976 هزيمة لليسار ؟
- حيوية المواطنة
- حلم ولا علم
- القراءة حياة
- الحرب ضد الصين قادمة 2
- العلمانية
- الحرب ضد الصين قادمة
- متلازمة ستوكهلم – فاطمة ناعوت – مثال
- تركيا من صفر مشاكل الى البحث عن المشاكل
- فقم واعتلف تبنا
- العبث
- الشاعر صلاح عبد الصبور فى سطور
- اليتيم والحوار المتمدن
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور ( الخاتمة )
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور (7 )
- كورونا فضحت الكل
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور6
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور 5
- الصبى الوطواط


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الاول: مقال وترجمة ميشيل ايكم مونتين