الصبى الوطواط

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 23:50
المحور: الادب والفن
    

هو بيت مملوك لى منذ عشرات السنين ،ورثته عن ابواى ، مكون من ستة ادوار ، لم ارد بيعه او تاجير شققه لان لى تجارب مريرة مع المستاجرين ، شغلتنى الحياة عن متابعته سنوات

عن لى فى احد الايام ان اصطحب صديقا ونذهب سويا الى بلدتى البعيدة ، نتفقد البيت ونغير جوا فى مكان بعيد ، وصلنا تقريبا فى منتصف النهار

تجولنا فى طرقات البلدة التى تغيرت كثيرا ، لم اصادف اى شخص اعرفه المسألة كانت غريبة بالنسبة لى ، ذهبنا فى المساء لنبيت ليلتنا فى منزلى فى شقة الدور الارضى ، والذى كنت اوصيت احدى الجارات القديمة بتنظيفها لمبيتنا

تقدمنا ناحية العقار ، لمحت اضواء منبعثة من الطابق الاخير ، قلت لصديقى مدهوشا انظر يبدو ان هناك شخصا ما فى المنزل ، ولم اكد اتم كلمتى حتى انطفأت الانوار تماما واصبح المنزل فى ظلام دامس

تقدمنا نحو المنزل فتحت البوابه الخارجية والتى كان لها صرير مزعج ودلفنا الى المنزل وقبل ان نفتح الشفة ، اذا بنا نسمع اصواتا عالية تتنتهى الينا صادرة من الادوار العليا
التفت الى صديقى مستغربا ، وقلت له يبدوا ان هناك اشخاص يشغلون الدور العلوى

سالنى انت اجرت الشقق الى فوق ؟ اجبته بالنفى ، طلبت منه ان نصعد الى الدور الاخير لنرى من هؤلاء الناس فوافقنى على مضض

صعدنا درجات السلم واذا بنا نلمح وطواط ( خفاش ) كاد ان يصدم بنا ، انتحينا فى زاوية السلم ، ونحن نكاد نموت من الخوف، وقلت له متشجعا قليلا ، يستحيل على الخفاش الاصطدام بالبشر

ولم اكد انتهى من كلمتى حتى راينا الوطواط ينزل الينا من السقف صبى يافع ويقول لنا من انتم ؟ انتوا هنا ليه ؟

تجمد الدم فى عروقنا ووقفنا صامتين ، قال صديقى بعد ان ازدرد ريقه ، انت الى مين ؟ فرد فى هدوء صبيانى عابس نحن انا ابن السكان الى فوق وانطلق طائرا من جديد وطواط على هيئته الاولى
وقفنا زاهلين ونحن نسمع اصوات قهقهات عالية تتنادى الينا من الاعلى

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل