خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 22:12
المحور:
الادب والفن
كنت فى البنك فى انتظار دورى لانهاء بعض المعاملات ، وعلى عكس معظم الناس الذين يعبثون فى الموبيلات تزجية للوقت ، فاننى اتامل البشر وربما الحجر .
طال الانتظار وانا انقل البصر من شباك لاخر ، ومن مكتب لاخر ، والموظفين والموظفات ينتقلون كالفراشات . من مكان الى مكان .
والفتيات الموظفات منهم تدق كعوبهن الرشيقة بالاحذية ذات الكعب العالى. ارضية البنك الخشبية ، مرسلة نغمة رقيقة ، فتتطلع الى صويحباتها ، اصحاب السيقان الجميلة ، فاذا هن غزلان من الفتيات الجميلات ، وربما هى عادة البنوك لسحر الرجال واستلاب اموالهن وايداعها لديهم .
طفقت افكر ، كيف يهفو هذا الجسد الفانى الذى ناهز الستين الى هؤلاء الغيد الحسان ، وغبت عن الوجود متخيلا ان اله الجمال قد رق لحالى واومأ الى اجملهن ان تنجز اوراقى و تصحبنى .
ولم ادرى الا وغادة ذات شعر اسود منسدل وعيون فاتنة ، تنهى اوراقى ومعاملاتى ، وتصمم على ان اصحبها على الغذاء ونقضى اليوم سويا ، كنت فى حالة من الذهول ، ماذا افعل بهدية الاله ،وهدايا الملوك لاترد ، ماذا افعل ؟
و الغادة الهيفاء التى معى ليست شوكلا او بسبوسة فتأكل ( بضم التاء). وينتهى الموضوع ، ان لها مطالب .
انها مرأة فاتكة الجمال ، تملك جسدافى فورة الشباب وروحا وثابة ، وانت تملك فقط جسدا فى خريف العمر وروحا وثابة .
اذا هنالك فارقا فى السرعات لايمكن ان يردم، لا بالمال ولا بالجاه .وطارت الغادة الهيفاء . بجناحين وكأن اله الجمال اوحى لها بما يدور فى راسى, وانه لافائدة منى .
وهكذا تبقى الروح الوثابة قلقة حائرة فهى تعيش فى عالم لا يعترف قط بارواح وثابة.، دون جسد فائر .
تذكرت الفنانة اللبنانية صباح ، جميلة الجميلات ، والتى ظلت وهى تقترب من التسعون عاما ، ذات روح وثابة ، وجسدا خائر. يقصر مهما فعلت معه، عن متابعة روحها الثائرة .
هذا النوع من الناس الذى يملك روحا وثابة ، وانا منهم ، يحتاج الى اعادة ضبط ، بحيث يروض روحه الوثابة ، لتتماشى مع جسده الذى يذهب الى الفناء بخطى سريعة ، وعليه ان يبحث لروحه الوثابة ، عن رياضات اخرى ، لا تتطلب حضورا كاملا لجسده الفانى .
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟