أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - التحليل السياسى الحديث- روبرت دال - الفصل الثانى -3















المزيد.....

التحليل السياسى الحديث- روبرت دال - الفصل الثانى -3


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصف النفوذ
عرفنا فى الفصل السابق النظام السياسى بانه اى نمط للعلاقات الانسانية يتسم بالاستمرارية ، ويتضمن الى حد كبير علاقات التحكم او النفوذ او القوة او السلطة ، ولكن ما معنى هذه المصطلحات ؟

سوف نرى ان المقصود بهذه المصطلحات معقد وغامض ، وقد يعنى شيئا وشيئا اخر لدى اناس اخرين ، الناس لا يتفقون على استخدام واحد للعبارة الواحدة وحتى الكتاب يعتبرون النفوذ قد يصبح القوة لدى اخرين .

نماذج من الادنى للاقوى
انعدام القوة
فى استراليا بين عامى 1787- 1868 رحلت بريطانيا مائة وستين الف مذنب الى استراليا ، كانوا يعملون مثل حيونات الجر ، لسحب جذوع الاشجار الضخمة واجسادهم غارقة فى الماء البارد الى نصفها .

كانوا يعملون مقابل رطل من اللحم ربما يكون فاسدا ورطل ونصف من الخبز وبعض الحبوب والسلاطة .

هؤلاء المسجونين عند الدرك الادنى للتحكم فى القوة ( اقصى درجات انعدام القوة )
لابد ان نتاكد انه كان يستحيل على هؤلاء الهرب من واقعهم باى شكل من الاشكال والا كان مصيرة القتل فورا .

مثال اخر
وضع اعلى قليلا فى القوة لعبد فى احد مزراع الجنوب الامريكى فى فترة ما قبل الحرب الاهلية الامريكية ، انت عبد ملك لسيدك يتصرف فيك كيف يشاء ولكن بوصفك عبد فانت اعلى قليلا من الصفر المطلق فى المثال السابق ، لان مالكك له مصلحة فى الابقاء على حياتك لتعمل عنده وربما تتناسل .

مثال اخر
اعلى درجة من المثال السابق ، فلاح من فلاحى العصور الوسطى فى اوربا او الصين او اليابان وربما فى احدى الدول النامية ، فى قرية تبعد عن كل وسائل الموصلات وتنعدم فيها المدارس والخدمات الطبية ,

مثال اخر مختلف
ان تكون مواطن فى دولة حديثة روسيا تحت حكم ستالين او المانيا تحت حكم هتلر ، حيث يمكن ان تتعرض حياتك للخطر نتيجة وشاية او شك لا اساس له .

عندما تفكر فى هذه الاوضاع بين الدرك الادنى للقوة الى الاعلى قليلا الى درجة من التحكم والنفوذ، فى الدول الغير ديمقراطية ، الى التحكم والنفوذ فى دولة ديمقراطية .

والغريب انه حتى فى النظم الشمولية فان القدرة على التحكم لها حدود ، فان ستالين لم يكن يستطيع التحكم فى المناخ واثاره المدمرة ، وفشل فى اجبار الفلاحين الروس على الاذعان تماما له ، حيث فشل النظام الزراعى الروسى فشلا زريعا .

ومثل ستالين هتلر فانه لم يستطع السيطرة على تحركات القوى العظمى الاخرى فى العالم .
ومات تحت الانقاض فى دولته التى دمرتها الحرب وسط اطلال نظام اعلن قبلا انه سيبقى الف عام .

المواطنون من الادنى الى الاقصى
يقع مواطنوا الدول الديمقراطية فى مكان ما بين الدرك الادنى للقوة وزروتها .
هل يمكن لنا ان نصف قوة المواطن فى دولة ديمقراطية ؟

بداية المواطن فى دولة ديمقراطية يتمتع بفرص واسعة ، حيث المشاركة فى الحياة السياسية ، فرص التحكم فى الحكومة ، والتاثير فى المواطنين الاخرين ، فرص الاشتراك فى المنظمات السياسية والدينية ، واخيرا فرص التحكم فى مجال واسع من القرارات المتعلقة بسلوكه الشخصى .

ولكن اى شخص يمكنه بسهولة ان يلحظ ان المواطنين فى الدول الديمقراطية لا يملكون القوة بشكل متساو .

نتحدث عن الراشدين ، ولناخذ مجال العمل مثال .
العمل يستنفذ الجزء الاكبر من الحياة اليومية لمعظم الناس بغض النظر عن الزمان والمكان .

على مدار التاريخ وفى كل انحاء العالم ، التحكم فى مجال العمل ينظم بشكل هيراراكى (ى تسلسل هرمى )

رؤساء ومرؤسين ، ومشرفين وملاحظين وعمال ، اناس يصدرون الاوامر لغيرهم واخرون يتبعون الاوامر .

سئل عامل فى مصنع كيماوبات فى شمال شرق الولايات المتحدة الامريكية هل يسال عن رايه فى ظروف العمل او اى قرار من قراراته ، فاجاب ساخرا نحن نسأل ؟

انهم لا يجدون اى فرق بيننا وبين سيارات النقل ، انهم يريدون ان نؤدى اعمالنا بدون مشاكل ، وان نخرج من الباب بكل هدوء .

المراجعة الاشمل لمواطنى اى دولة ديمقراطية ستظهر تنوعا هائلا فى مدى القدرة على التحكم الذى يمارسه المواطنون المختلفون ازاء المسائل المختلفة فى الاوقات المختلفة وفى ظل الظروف المتغيرة .

اذا حاولنا ان نصف وصفا شافيا شاغلى المناصب عند ذروة القوة فى الدول الديمقراطية فهذا عمل شاق حتى لوتناولنا منصب الرئاسة الامريكية لان قوته منفردة محدودة للغاية بعوامل كثيرة منها، الطبيعة ، المؤسسات المحيطة به ، الاحداث والقوة التى يتمتع بها الاخرون.

لماذا يعتبر تحليل القوة امرا معقدا وليس يسير
هذا يعود لاسباب كثيرة
اولا التوزيع – بمعنى كيف تتوزع القوة بين افراد الجماعة ؟

ثانيا المجموعات
كيف تتوزع القوة بين مجموعات من الناس ( منظمات ، طبقات ، شرائح ، الكونجرس ، الرئاسة --- وهكذا .

ثالثا التراتب
نحن نستطيع ان نقول بكل ثقة ان اغلب الناس لا يكونون فى الحد الادنى للقوة ولا فى ذروة القوة كذلك ، ولكنهم يشغلون مستويات ومحطات بين هذا وذاك.

رابعا القوة الكامنة والقوة المحققة
لايوجد من يملك قوة مطلقة غير محدودة بما فى ذلك زعماء مثل ستالين وهتلر ، لان اى شخص لا يصل ابدا الى ادراك قوته الكامنه ، ربما بسبب مؤسسات او ممارسات ، او حتى قصور ادراكى .

ستالين فشل فى التنبوء برد فعل فلاحى روسيا تجاه سياسات المزارع الجماعية بالقوة ، وكذلك فشل فى التنبأ بالنتائج الكارثية لقتله العديد من اكفا ء ضباط الجيش بتهمة التامر، وايضا فشل فى التنبا بهجوم هتلر وهو الهجوم الذى فجأ ستالين تماما دون ادنى فرصة للاستعداد .

وهكذا لا احد اطلاقا يستطيع تحقيق درجة القوة التى يمكنه الوصول لها نظريا .

خامسا المحيط والمجال
حتى نستطيع ان نصف توزيع القوة فقد نحتاج للاجابة عن السؤال التالى ، التوزيع بالنظر الى من ؟
او بخصوص ماذا ؟
اذا كان بيل مالكا لعبيد كانت لديه قوة عظيمة على التحكم فى عبيده ، ولكن لن تكون له هذه القوة على الملاحظين الذين يعملون عنده ، او على فلاح حر فى ارض قريبة منه ، او على العبيد الموجودين فى مزرعة مالك اخر ، بمعنى مجال قوة الفاعل – ومحيط قوة الفاعل .

سادسا القوة الفردية والقوة الجماعية
مثال صوت مواطن واحد فى انتخابات قومية لا قيمة له ، ولكن اجمالى اصوات الناخبين قد يكون كافيا فى تغيير القادة المنتخبين وكذلك سياساتهم .
وقوة عمال المناجم فى ابلاتشيا المريكية كافراد لا تقارن بقوة الملاك ، ولكن عندما تمت حماية حقوقهم فى ان يتفاوضوا جماعيا مع اصحاب العمل وكونوا نقابة ، اضحوا قوة جماعية هائلة فى حقول الفحم .

سابعا دائرة التحكم
خياران على جدول الاعمال
بمعنى اننا على قدرة تامة فيما نختار من جدول الاعمال الذى يقدم لنا ، ولكننا لا نملك التحكم فى الكيفية التى يتشكل بها جدول الاعمال المقدم لنا .

وايضا البنى المؤسساتية التى نعمل فى ظلها وهى ثابتة تقريبا ، وان كان هناك فى القرن العشرين بعض القادة الذين غيروا البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فى دولهم تغيرا حاسما ، لينين ، ستالين ، ماوتسى تونج .
وكذلك تمت تغيرات حاسمة من قبل قادة منتخبين ديمقراطيا مثل فرانكلين روزفلت ، او قادة الحزب الديمقراطى فى السويد الذين وضعوا حجر الاساس لدولة الرفاهية.

ثامنا الوعى
اخيرا مدى ادراكنا للخيارات المتاحة والنتائج المترتبة على تفضيل هذا الخيار او ذاك ، او حتى ادراكنا لوجود هذه القوة .
فلنتخيل مثلا انه يمكن لمكالمة لعمدة المدينة ان تردم حفرة موجودة فى الشارع ، ولكن ادراكنا قاصر عن تصديق امكانية حدوث ذلك بمكالمة
والى المقال القادم والذى يتناول الفصل الثالث



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية شمس الدين
- حلم وواقع
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال -2
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال 1
- وانت ميت ولا عايش
- النسيان
- الرابع العاشر من ابريل
- قيس سعيد ولغته العربية
- نوال السعداوى
- الانجذاب
- مشاعر حيادية
- فتاة الاحلام
- ودارت الايام
- روعة الجنس
- القتل خارج القانون
- تعاليلى يا بطة
- امى
- مستقبل الديمقراطية الامريكية
- باى باى امريكا
- عبد الحميد الديب - امير الصعاليك


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - التحليل السياسى الحديث- روبرت دال - الفصل الثانى -3