أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمران مختار حاضري - بعض أوجه الثقافة الأدبية و ثقافة الشتيمة في ميزان العقل...!















المزيد.....

بعض أوجه الثقافة الأدبية و ثقافة الشتيمة في ميزان العقل...!


عمران مختار حاضري

الحوار المتمدن-العدد: 7040 - 2021 / 10 / 7 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض أوجه الثقافة الأدبية و ثقافة الشتيمة في ميزان العقل ... !
*متى العبور من ثقافة الشتيمة إلى ثقافة النقد العقلاني ...

*الأدب بصفة عامة قيمة مضافة إلى حيوات الشعوب و رافد من روافد نهوضها...
لعله من الخطأ الظنّ بأنّ الأدب يصقل الذائقة ويغذّي القلب فحسب، بل هو يصقل عقلك وقلبك وحسك ولغتك وإنسانك الكامن فيك، والعقل نفسه مفهوم أوسع مما نظن، وعلينا التخلص من تلك النظرة الأحادية التي تحصر العقل في الذهن...!
وربما هذا ما ذهب إليه الفيلسوف كانط حول ماهية العقل ...!
فالتوجه الصادق عقل، والحس المرهف عقل، والبداهة النافذة عقل، والنفاذ إلى الخطاب من وراء الألفاظ عقل، و الكتابة عقل و السعي إلى تحقيق الذات عقل و الإنتصار للذات الإنسانية الراقية المحمولة بقيم الحرية والعدالة و المساواة عقل... والامتلاء بالخشية و الخوف و الحذر عقل، واستشراف المستقبل عقل، ونبذ القهر عقل، والحياء عقل، و التعامل الإنساني القيمي عقل... والتفاني في طلب العلم عقل... و النضال من أجل الأفضل عقل... و نقد جور الحكام عقل و التحفظ على مخاطر الاستبداد عقل... ! و الإنتصار للحقيقة عقل...!
وفي الأدب ستجد جميع ذلك وغيره،لأنه قيم حيّة تتحرك وتسند عقلك بالتفكير السليم و المنطق السوي... و كسب ملكة الجمالية و الإبداع...!
وما الأدب في شموله و تنوعه إلا حياة مضافة إلى حيوات الشعوب ...!
فالادب محاكاة جزء من الواقع سردا أو تخيلا ، نثرا أو شعرا أو فكراً أو سياسة... و الأهم أنه يضع المتلقي في لحظة انفعالية و حالة من التفاعل و يفتح مساحة من التفكير و المساءلة العقلانية الجمالية و تناولها بالنقد الاءبداعي خارج الابتذال و التسطيح و التنمر و بخس المجهود و التحقير و الشتيمة...!

* لكن في المقابل و في سياق آخر، هناك نقيض لهكذا مزايا أخلاقية و عقلانية وملكات ذهنية راقية كما شيوع ثقافة الشتيمة التي أصبحت حالة تدميرية في عالم القيم والتي تنتعش عادة في مناخات الاستبداد و تهدد المجتمع بفقدان الاحترام كقيمة أساسية من قيمه الكلية ، تعكس هشاشة التعليم و التربية و قيم المواطنة المتساوية كما تعكس اخلاق القطيع و سيكولوجية الاغتراب...! *الشتيمة هي قلة حياء و قلة أدب... الشتيمة عدوان بقصد الايذاء و تجسيد صارخ لانحطاط القيم الإنسانية المعيارية و شيوع لقلة الحياء الأخلاقي المواطني و فقر معرفي و نفي للعقل و الحرية و إعلان عجز ، خاصةً لما يكون ضحيتها المختلف في الرأي و الأخطر عندما تكرس كسلوك واعي للتعاطي مع المختلف فكرياً أو سياسياً...!!! حيث تتبدى في ظل العجز و الضحالة الفكرية كخطاب عدواني يعبر عن أحقاد دفينة تمنع أي فرصة للحوار العقلاني الموضوعي حيث يتحول الاختلاف إلى معركة عصبية خاوية من الاصغاء إلى صوت العقل يستخدم فيها سلاح الكلام القبيح و التحقير و التحريض و التعريض و يرتفع منسوب الشتيمة و الكذب ليكتسح عدة فضاءات و مجالات التواصل الاجتماعي... خاصةً في ظل انقسام الشارع التونسي كما النخب في الآونة الأخيرة على خلفية صراع ثنائية "مع" أو "ضد " تمشي الرئيس سعيد الشعبوي المحافظ حيث وصل الأمر ببعض ممن احترفوا الشتم إلى استهداف رمز من رموز اليسار الوطني المناضل و التحريض عليه (المناضل حمه الهمامي) الذي تعرض إلى حملة تشويهية و تكفيرية ممنهجة منذ الحقبة البورقيبية مروراً بحقبة بن علي و فترة حكم حركة النهضة الإخوانية و توابعها و ها هو اليوم يتعرض إلى نفس الحملة الممنهجة من أنصار الرئيس سعيد ...! و هو المشهود له برمزيته و تضحياته الجسيمة و دماثة أخلاقه و صموده طيلة ما يقارب نصف قرن قضى منها قرابة عشر سنوات في المعتقلات و نفس المدة أو أكثر في السرية و الملاحقة... و هو الذي صهرته الحياة النضالية و جعلت منه المناضل الجسور الذي لا يساوم و لا يتراجع تحت أي ظرف... فالاعتداء عليه و تخوينه و التحريض عليه يتجاوز شخص حمه الهمامي و هو إلى حد كبير اعتداء على الجسم اليساري و التوجه اليساري و بخس لنضالاته و تضحياته عبر أجيال... و ركل لروح اليسار التقدمي الوطني المناضل بصفة عامة...! ذنبه أنه يمارس قناعاته بحرية و شجاعة و مناهض لكافة أشكال القهر السياسي و الاجتماعي و ضد كافة مظاهر الاستلاب ربما أيضاً فضلا عن كونه المناضل السياسي هو المثقف الملتزم/ المشتبك ، المثقف الإشكالي الذي يطرح الإشكالات و الأسئلة الحارقة و يملك القدرة على قراءة الواقع و استشرافه بأدوات تحليل علمية ( له قرابة15 كتابا في مجالات سياسية/ثقافية متنوعة) و ربما ايضا هو متعمق في موضوعات الحرية كشعار و مفهوم و تجربة...و تناولها في إطارها التاريخي و في سياقها العربي و التونسي تحديداً و التعمق في مفارقات مفهومها، مفارقات تقود حتما إلى الوعي بمنزلقات تشخيصها في تونس و في علاقة بنظامها و كذلك في علاقة بالشعبوية المجالسية المحافظة...و أن الحرية تبقى موضوع نقاش بوصفها نابعة من ضرورة حياتية... و مهما تنوعت صور الحرية يبقى البحث فيها و التمسك بها رغم محدوديتها على راس جدول الأعمال لأن الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية و التي بفضلها يتم الحرص على توفير شرطها الاجتماعي حيث يكون النضال من أجل الحرية جنبا إلى جنب مع الديموقراطية الاجتماعية الشعبية في كافة مفرداتها بافق اشتراكي... لهذه العوامل و غيرها يتحتم التأمل في الدوافع الذاتية و الموضوعية لتلمس موقف حمه الهمامي في التعبير عن الرأي النقدي و التنبيه من مخاطر الحكم الفردي المطلق بعد 25 جويلية و تحديدا حول مشروع الرئيس سعيد الشعبوي المحافظ...! و التأكيد على تجنب المبايعة العاطفية للأشخاص و الاصطفافات اللامبدءية الهلامية في المفاضلة بين السيء و الأقل رداءة و اصطفاء " الأصلح" من داخل نفس المنظومة النيوليبرالية التبعية و أن ما يجري هو ثورة مضادة داخل الثورة المضادة و ليس تصحيحا لمسار الثورة وهو صراع أجنحة داخل المنظومة نفسها و تغيير سيطرة حركة النهضة الإخوانية المهترئة آلتي حكمت لمدة عشر سنوات سوداء حيث الفشل و الفساد و الإرهاب و اختراق الجهاز الأمني و التسفير إلى القتال و الاغتيالات السياسية فضلا عن التفقير الممنهج و التجويع و تفاقم التطبيع... و تعويضه بسيطرة قيس سعيد ، و أن مشروعه لا يشكل بديلا طبقيا و لا سياسياً عن حركة النهضة و توابعها من بقايا المنظومة القديمة المرسكلة... و لا يتجاوز تقليم الأظافر و بعض الإجراءات الترقيعية و السقوف المنخفضة...! بالتالي الحد الأدنى من التفكير و الموضوعية يقتضي من "النخب" خارج المبايعة العاطفية للأنصار ، محاولة فهم الموقف بشكل إبداعي، بدل العصبية العنيفة و التعاطي مع الاختلاف بخطاب عاطفي، شتائمي غير مسبوق ينم عن انحدار أخلاقي و فقر معرفي و تعبير عن حالة نفسية عصبية خاوية من العقل عنيفة تصل حد السادية الكلامية حيث تحول البعض إلى حالة "رعاعية" نازعا عن جسده شوكة "السياسي" أو "المثقف" المختلف ... و الحقيقة أن إنتشار هذا النمط من الخطاب الاستعداءي دون تمييز بين الجلاد و الضحية ،بين من حكم في عشرية سوداء و بين من عارض حكم الإخوان و شركائهم ،بين اليميني النيوليبرالي التبعي و بين اليساري التقدمي الوطني الناهض الديموقراطي الشعبي ...! حيث يتم وضعهم هكذا انسجاماً مع أهازيج العاطفة الجياشة، كلهم في سلة واحدة قصديا يميناً أو يسارا دون أي فرز يذكر...!!!
* بالمحصلة و أمام دقة المرحلة و في ظل استفحال ظاهرة الشتيمة و الكذب و الانقسامات السياسية و بوادر الاحتراب المجتمعي... ليس ثمة من خيار أمام الأطياف التقدمية الوطنية الناهضة و الديموقراطية الثورية المنتصرة لتصحيح مسار الثورة و الشعب و انتظاراته و الوطن و سيادته فعلياً غير تجاوز العفوية و الشخوص و الانتظارية و التنادي و التشاور اليوم و ليس غدا من أجل بلورة خط ثالث مستقل تماماً عن بقايا منظومة الإخوان و شركائهم من بقايا المنظومة القديمة المرسكلة و الشعبوية المحافظة الناشئة التي تعبد الطريق نحو الحكم الفردي المطلق... و توحيد الطاقات الذاتية على قاعدة التجميع النوعي مهما كان العدد، الغير مفتون بسحر العدد الكمي و متحرر من غثاءية القطيع... وصياغة أرضية نقيضة لكافة الخيارات القديمة المتازمة و نقيضة لكافة تمثلاتها و تعبيراتها السياسية و رسم التكتيكات المناسبة في ضوء استراتيجية واضحة المعالم تهدف إلى إنجاز التغيير الجذري المنشود شعبيا على قاعدة عدم العودة إلى ما قبل 25 جويلية 2021 و عدم العودة إلى ما قبل 14 جانفي 2011 تحت شعار :شغل+ حرية+ كرامة وطنية... الصخرة التي تتحطم عليها كافة مكونات المنظومة النيوليبرالية التبعية الرثة و كافة اقطابها من رواد الاسلام السياسي الإخواني كما رواد الحداثة الشكلانية الزائفة كما الشعبوية المحافظة الناشئة بقيادة قيس سعيد الذي جمع كل السلطات بيديه و أقحم المؤسسة العسكرية و أستمر في نفس الخيارات القديمة المتازمة التي ثار ضدها الشعب... كلهم نيوليبرالون تبعيون مهما احتدت صراعاتهم و مهما اختلفت زوايا النظر ... ! و بالتالي بلورة بديل ديموقراطي شعبي إجتماعي يعتمد الاقتصادالمنتج فلاحة و صناعة قادر على إنتاج الثروة و القيمة المضافة... يتخطى المنوال التنموي التبعي الريعي الخدمي البنكي المتخلف و النمط الإقتصادي المهيمن في المجتمع على درب التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي بأفقة لااشتراكي ...

* عيوب الجسم يمكن أن يسترها متر قماش، لكن عيوب العقل يكشفها أول نقاش...!
* متى العبور من ثقافة الشتيمة إلى ثقافة النقد ... فكلما ارتقى الإنسان بعقله كلما تراجعت عصبيته و انتماءاته الضيقة للدين و العرق و القبائل السياسية و سيكولوجية القطيع المستلب المتسلي بحشيش الصبر و هلامية الخطب.!

عمران حاضري
3/10/2021



#عمران_مختار_حاضري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصافحة إلى العقول الراقية على إيقاع صراع الأجنحة داخل المنظو ...
- خاطرة حول التبعية...
- قيس سعيد نظرة أخرى...!
- حول مطالبة حركة النهضة الإخوانية بتفعيل ما يسمى ب صندوق الكر ...
- حول المؤتمر النقابي -الاستثنائي- الأخير للاتحاد العام التونس ...
- جريمة سجن أبو غريب تحصل في تونس على قارعة الطريق...!
- صندوق النقد الدولي و منظومة الكوميسيون المالي الجديد التبعية ...
- الإغريق و حصان طروادة و العرب و حصان/ صندوق النقد الدولي...!
- خاطرة بمناسبة العيد العالمي للعمال...
- رواد الاسلام السياسي/الإخواني كما رواد الحداثة الاستهلاكية ا ...
- ... إنهم ينحرون الوطن على مذبح توسيع دائرة شهوات السلطة و ال ...
- خاطرة حول شعار -الأصالة والمعاصرة- ... !
- تونس ليست للبيع ... !
- بعض من ملامح الوضع التونسي في ميزان كورونا الاسلام السياسي و ...
- مسار التطبيع يتفاقم في تونس... !
- الأزمة أزمة خيارات و ما يجري بين الرئيس قيس سعيد و الغنوشي ه ...
- الحب في ميزان الثقافة الاستهلاكية...!
- في ذكرى اغتيال الشهيد شكري بلعيد : شهيد الثورة و الوطن ... ش ...
- من أجل تذكية الصراع الاجتماعي و التنبه إلى تلاشي الحراك الشع ...
- دولة البوليس لن تعود... !


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمران مختار حاضري - بعض أوجه الثقافة الأدبية و ثقافة الشتيمة في ميزان العقل...!