عمران مختار حاضري
الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 20:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خاطرة حول شعار" الأصالة والمعاصرة"...!
باعتقادي المتواضع أن الأمة العربية أنتجت فلاسفة أو متفلسفة و مفكرين لكن لم تحصل قطيعة مع التراث باتجاه حداثة حقة تكون العمدة فيها على الحرية و العقل تمكن من رؤية حداثية متطورة منفتحة و متحررة من المكبلات و القيود و ثقافة " الأمر و النهي" و الأزمة البنيوية للعقل العربي بصورة عامة... حيث سيطرت الحداثة الاستهلاكية الاداتية الزائفة الباهتة تحت شعار المواءمة بين "الأصالة والمعاصرة" و هو ما أنتج حداثة مشوهة و مدنية تبعية مشوهة و دولة مشوهة و اقتصاد تبعي ريعي خدمي مشوه و منوال تنموي كمبرادوري مشوه لا يصنع تنمية غير التخلف و الاءفقار و ديموقراطية شكلية ضبابية غير منسجمة تفتقد إلى شرطها الاجتماعي و مناهج تعليميه سطحية متخلفة على العصر يطغى عليها التلقين و " الوقف" و تغييب عناصر الدربة على التفكير ... و لم تتم عملية التحديث و العلمنة و غدا الموروث الهووي يسيطر على كافة مفردات الحياة و انتشرت ظاهرة الإسلام السياسي و التوظيف الديني لحصد المنافع و المغانم الدنيوية في غياب تنظيم الفضاء الديني و فصله عن السياسي ... و لقد تناول بالبحث عدة مفكرين عرب بطرق و منهجيات مختلفة، أزمة الحداثة و أزمة الفكر العربي المعاصر أمثال حسين مروة و مهدي عامل و سمير أمين و هشام شرابي و طيب تيزيني و جلال العظم و عبدالله العروي و الجابري و أمين العالم و غازي الصوراني و هشام غصيب و غيرهم من زوايا مختلفة و رؤى متباينة في بعض الأحيان ...! مجتمعاتنا العربية لا تفكر و ليست لها أفكارا معروضة للنقاش، فكل شيء فيها" مقدس" أو شبه مقدس" ... ! و ظلت مجتمعاتنا تعيش نوعاً من " الانتهازية الحضارية" حيث لا فقط لا نصنع حداثة حقة بحكم التبعية و التي هي في جوهرها تتماهى مع طروحات ما بعد الحداثة التي اعتمد منظروا الغرب الإمبريالي أمثال : صمويل هانغنتغتون و هاريسون و غيرهما اعتماداً على الفيلسوف نيتشة في القرن التاسع عشر و هايديغير في القرن العشرين اللذان ناقضا الحداثة و قيمها باعتبارها " استبداد العقل على الطبيعة..." ! بل توجد أطياف و شرائح واسعة تعيش الماضي في الحاضر و تستعدي العقل و التفكير و تشجب الحداثة و بنفس الوقت تقبل بكل شراهة على منتوجات و ثمار الحداثة في مجالات عديدة... !
* كم نحن بحاجة إلى مجتمعات تفكر و تنتج مفكرين عقلانيين و مثقفين تقدميين و ثوريين و حداثيين حقيقيين يعلون من قيمة العقل و الفلسفة المادية و العقلانية العلمية... فكلما ارتقى الإنسان بعقله كلما تراجعت انتماءاته الضيقة إلى الدين و القبيلة و العرق و أصبح أقرب إلى القيم الإنسانية الراقية حيث يصنف الناس بحسب سلوكياتهم السوية و مواقفهم المنتصرة للذات الإنسانية المحمولة بقيم الحرية والعدالة و المساواة و الحب و الجمال و الإبداع... بوجه كافة أشكال الظلامية و العدمية و الإستبداد و التخلف و الحيف الاجتماعي...
عمران حاضري
19/4/2021
#عمران_مختار_حاضري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟