أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمران مختار حاضري - جريمة سجن أبو غريب تحصل في تونس على قارعة الطريق...!















المزيد.....

جريمة سجن أبو غريب تحصل في تونس على قارعة الطريق...!


عمران مختار حاضري

الحوار المتمدن-العدد: 6925 - 2021 / 6 / 11 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جريمة سجن أبو غريب تحصل في تونس على قارعة الطريق ...!

* لن تفلح منظومة الحكم العدوانية التبعية الرثة مهما بلغت درجة قمعها في إخماد الاحتجاجات و لن يتركهم الشعب ينحرون الوطن و يقتلون أحلامه و يبيعون مقدراته و ينتهكون سيادته على مذبح توسيع دائرة شهوات السلطة ...

*جريمة سجن أبو غريب البشعة تتكرر في تونس يوم 9 جوان الجاري في شارع عمومي ببشاعة اكثر حدة، ينفذها بوليس منظومة الحكم العدوانية بقيادة رئيس الحكومة المشيشي المعتصم بحبل الغنوشي، مدعوماً بحزامه السياسي الإخواني و الحداثوي المشوه الزائف رسخ مسارا قمعيا متواصلا منذ إسقاط رأس الديكتاتورية إلى الآن، أحلام العودة إلى مربع القمع و دولة البوليس و البلطجة و استعراض للهمجية و البربرية من أجل بث الرعب و إشاعة الخوف بين صفوف المحتجين...و ذلك تزامنا مع بداية احتجاجات على خلفية الزيادات المشطة الأخيرة في بعض المواد الأساسية ضمن حزمة الإجراءات الكارثية التي اتفقت بشأنها منظومة الحكم النيوليبرالية التبعية مع صندوق النقد الدولي... و تحديداً اثر الاحتجاجات التي اندلعت بين يومي8 و 9 جوان الجاري في حي شعبي مفقر بضاحية السيجومي على خلفية وفاة الشاب أحمد عمر بعد تعرضه للتعذيب حسب تصريحات عائلته بمركز البوليس بالمكان حيث لم تكتف أجهزة البوليس بالملاحقات و المداهمات و الإيقافات بل تعدتها لتقوم بتعنيف و سحل و تعرية شاب من كافة ملابسه كليا في الشارع و اقتياده عاريا تماماً على مرأى من المواطنين بدم بارد ...! أثناء مشاركته في جنازة الفقيد الشهيد ...
* و ربما بات ملحا، ما يمكن استخلاصه من هذه الجريمة اللانسانية البشعة و الحاطة من الكرامة البشرية أن هذه العملية هي في الحقيقة صورة تستبطن صورا عديدة أخرى في المشهد السياسي الراهن و تعد بمثابة سحل و تعرية لعموم الشعب و هي أيضاً كشف و تعرية ل :
*أقطاب الحكم بمختلف مكوناته و أن صراعهم لا مصلحة فيه للشعب و انتظاراته و الوطن و سيادته و أنهم يلتقون جميعاً في نحر الوطن و بيع مقدراته و رهن قراره السيادي إلى الأجنبي و قمع المحتجين، على مذبح توسيع دائرة شهوات السلطة... و تعرية ما يسمى بمسار " الإنتقال الديموقراطي" المشوه أصلا و تعرية لهشاشة الدستور الجديد في ظل التغييب القصدي لمحكمة دستورية...! و تعرية لكمية الحقد الاجتماعي الطبقي للطغمة الكمبرادورية الرثة و مختلف تعبيراتها السياسية في الحكم و خارجه و امعانها في نفس الخيارات القديمة المتازمة و ما تبعها من تقشف و تفقير و تجويع ممنهج و ذبح المقدرة الشرائية للمواطنين و تحويلهم إلى مجرد متسولين نسقيين ... و هي تعرية لهشاشة و ضبابية أوهام و ضبابية شعارات الدولة"المدنية" في ظل التبعية... و تعرية لهشاشة منجز الحرية النسبي و المحدود في غياب توفر شرطها الاجتماعي و ما تعنيه من التكافؤ و المساواة و التوزيع العادل للثروة و الرعاية الصحية و الاجتماعية التي جرى و يجري تفكيكها و تدميرها قصديا لفائدة لوبيات الاستثمار الخاص ... و تعرية لمسار التسويات و المبادرات الحوارية و الحلول الترقيعية و السقوف المنخفضة... و تعرية لهشاشة البديل الحداثي الديموقراطي الحقيقي و انحدار منسوب الاخلاق السياسية و إنتشار ثقافة التنمر و الشتيمة و التكلس و الهزيمة بدل النقد البناء و المبدئية و الموضوعية و العقلانية العلمية و شيوع الأخلاق الغامرة بالمحبة و الاحترام و الصدق ... و هو ما عمق من جرح التشظي و التشتت في صفوف اليسار بصفة عامة و الذي في غالبيته "تلبرل" و انخرط في "ديموقراطية السوق" بكل شراهة و نزع عن جسده الشوكة الثورية و أصبح يكتفي باللعب في المربع المسموح به في اللعبة الديمقراطية الليبرالية الشكلية في ظل انحساره في الجانب السياسي و إهمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي و الثقافي و ظل جله يعاني الانفصام بين الخطاب و الممارسة و عدم القدرة على كسب تحدي الإنتشار و تكوين قاعدة شعبية قادرة على منازلة مكونات المنظومة العدوانية الغنائمية المتهالكة الفاقدة لكافة أسباب البقاء إقتصاديا و سياسياً و اجتماعيا و أخلاقيا... و عدم توحيد الطاقات الذاتية و صياغة التكتيكات المناسبة في ضوء استراتيجية واضحة المعالم تهدف إلى إنجاز التغيير الجذري المنشود شعبيا... و هي تعرية إعلام مضلل مبلد و مسطح للذوق و ملوث للوعي يسعى جاهداً إلى بث روح الخنوع و عبثية محاولة إقناع المواطنين و الشباب المحتجين الذين تحركهم أوضاعهم المعيشية المزرية "بطمانينة البؤس والحرمان و اكراهات الواقع" ، بدل الاحتجاج و مغامرة العدالة و الرفاهية و "عسل الخضوع" للواقع البائس بدل حنظل الحرية...!
* لكن رغم هذا و ذاك لن يكون هناك إستقرار يذكر و لن يهدأ الشعب إلا بتحقيق مطالبه الاقتصادية والاجتماعية أساساً...!
و ما لم يدركه أغبياء الحكم الذين تستحي الكلمات من ذكر أسمائهم أن الثورة لم تنته بل بدأت للتو طالما أن أسباب إندلاعها قائمة بل تفاقمت و لن يبتلعها الصندوق الملوث بالمال الفاسد و الإعلام الموجه و المنصات الالكترونية الإشهارية المشبوهة...و لن تفلح حكومة المشيشي/الغنوشي و توابعها في إخماد الانفجار الشعبي الذي ستفجره الميزانية التقشفية و شروط صندوق النقد الدولي و الجهات المانحة و أزمة الكورونا و تداعياتها الكارثية، مهما بلغت درجة القمع و السحل و الترهيب... لأن الشعب الذي تلذذ طعم الحرية و كسر أغلال الخوف لن يعود إلى الخنوع المتدثر بتوظيف فقه الآيات و البلطجة البوليسية على طريقة الكيان الصهيوني كما طريقة بول بريمر أثناء إحتلال العراق...!
* وراء كل سلطة غبية فاشلة سياسيين يرتدون عباءة الدين و حداثويين مزيفين واعلاما مضللا وتعليما فاسدا واعوانا طيعين وعقلية تسلطية متكلسة مفلسة ومكابرة... !
ويتصدر مشهد الغباء السياسي الغباء البوليسي الذي لا يعرف الا لغة القمع و التهديد و الملاحقة و فبركة القضايا و السحل و التنكيل بالمتظاهرين و المحتجين بذريعة "تطبيق التعليمات" ... ! فالسلطة المستبدة أو التواقة إلى الاستبداد، تجمع عادة بين الغباء والتسلط والميل الى العنف وترى في القمع منقذا لها وضامنا لاستمرارها و لاستمرار مصالحها و مصالح اللوبيات الداعمة لها ...!
* هذا المشهد الأخير هو سحل و تعرية للضمير الشعبي و الإنساني القيمي و هو حلقة من سلسلة دأبت على ترسيخها الحكومات العدوانية المتعاقبة طالما أنها تدرك مسبقاً أن الاحتجاجات عفوية و مشتتة و غير منظمة و غير ممركزة على ضوء برنامج متفق عليه و بخاصةً في ظل تراجع الدور الريادي التقليدي لبعض المنظمات الوازنة كحاضنة للحراك الاحتجاجي... لنتجاوز الشخوص و الانتظارية و التردد و الموسمية ولتتوحد الأطياف المدنية و السياسية و النقابية التقدمية الوطنية الناهضة المنتصرة للشعب و انتظاراته و للوطن و سيادته و تتجاوز التشتت و الاوهام و ضبابية الدولة المدنية التبعية و توحد طاقاتها الذاتية و تواصل المشوار النضالي بكافة الأشكال النضالية و في مقدمتها النزول إلى الشارع و تستعد فكريا وسياسيا و تنظيميا إلى توجيه طاقة الاحتجاجات التي بدأت في التشكل صوب التغيير الجذري المنشود شعبيا الذي يطال كلية المنظومة العدوانية الحاكمة بمختلف مكوناتها الإخوانية و الحداثوية الاستهلاكية الزائفة كما الشعبوية المحافظة... لأن بقائهم في الحكم لا يعني سوى إضافة سنوات جديدة إلى عمر الاستبداد و انتهاك السيادة و مزيداً من القهر الإذلال...

عمران حاضري
11/6/2021



#عمران_مختار_حاضري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق النقد الدولي و منظومة الكوميسيون المالي الجديد التبعية ...
- الإغريق و حصان طروادة و العرب و حصان/ صندوق النقد الدولي...!
- خاطرة بمناسبة العيد العالمي للعمال...
- رواد الاسلام السياسي/الإخواني كما رواد الحداثة الاستهلاكية ا ...
- ... إنهم ينحرون الوطن على مذبح توسيع دائرة شهوات السلطة و ال ...
- خاطرة حول شعار -الأصالة والمعاصرة- ... !
- تونس ليست للبيع ... !
- بعض من ملامح الوضع التونسي في ميزان كورونا الاسلام السياسي و ...
- مسار التطبيع يتفاقم في تونس... !
- الأزمة أزمة خيارات و ما يجري بين الرئيس قيس سعيد و الغنوشي ه ...
- الحب في ميزان الثقافة الاستهلاكية...!
- في ذكرى اغتيال الشهيد شكري بلعيد : شهيد الثورة و الوطن ... ش ...
- من أجل تذكية الصراع الاجتماعي و التنبه إلى تلاشي الحراك الشع ...
- دولة البوليس لن تعود... !
- ملاحظات على هامش دعوة بعض قيادات حركة النهضة الاسلاموية مليش ...
- منظومة الحكم في مأزق حقيقي أمام تنامي الغضب الشعبي و توسع رق ...
- بالأمس كان الشعب يريد اسقاط النظام... أما اليوم فالنظام أصبح ...
- الشعب يريد اسقاط النظام...! لكن هل يعرف الشعب ماذا يريد و هل ...
- على هامش اللقاء الحواري مع المناضل حمه الهمامي الذي اثثته قن ...
- بمناسبة مرور عشر سنوات على إندلاع الثورة في تونس : الثورة مس ...


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمران مختار حاضري - جريمة سجن أبو غريب تحصل في تونس على قارعة الطريق...!