أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - جِنّ ، دراما عن العمى والبصيرة في أحد عشر مشهداً..















المزيد.....



جِنّ ، دراما عن العمى والبصيرة في أحد عشر مشهداً..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


" جِـنّ "، دراما عن العمى والبصيرة في أحد عشر مشهداً. التأليف المسرحي: حكمت الحاج. عن رواية "Djinn"، Novel by، Alain Robbe-Grillet, 1982, Translated by Yvonne Lenard and WWells
قامت بنقل النص من العربية الفصحى إلى العامية التونسية: د. زينب بن ضياف.
الشخصيات: (حسب الظهور على المسرح)
الرجل: في الثلاثينات من عمره. أشقر بعينين زرقاوين. مدرس لغة إنجليزية في إحدى المدارس الباريسية. هو سيمون لوكور، لكنه يُعْرَفُ أيضاً على أنه جان وأيضا بوريس يلتسين. جاسوس وعضو جديد في منظمة إرهابية.
الشبح: هي "جِنْ" وهي جَـيـْن. فتاة طويلة شقراء وجذابة.
اللعبة (مانيكان نسائي): هي "جِنْ" وهي جَـيـْن. فتاة طويلة شقراء وجذابة.
لورا: هي "جِنْ" وهي جَـيـْن وهي الشبح. فتاة طويلة شقراء وجذابة. أمريكية من بوسطن.
النادل الأول: شاب في العشرينات من عمره.
الفتاة: في العشرينات من عمرها.
الطفلة: في السابعة من عمرها. وأحيناً في السابعة عشرة.
الطفل: في العاشرة من عمره. وأحياناً في العشرين من عمره.
الطالبة: تدرس في كلية الطب. فتاة معقدة وتضع نظارات طبية على عينيها.
جون: الطفل، الصبيّ.
ماري: الطفلة.
جَـيـْن: هي "جِنْ". فتاة طويلة شقراء وجذابة.
النادل الثاني: شاب في العشرينات من عمره.
العجوز: هي، أو هو، جان، البحار العجوز، الأب الغائب، النادلة.
الصبيّ: هو جون. الطفل.

المشهد الأول
المكان: مخزن مهجور. الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساءاً. لقد حلَّ الظلام تقريبا. صوت قطرات ماء تتساقط من حنفية قريبة. آلات قديمة. هياكل معدنية يعلوها الصدأ. الغبار في كل مكان. يدخل الرجل. وخلال الضوء الخافت يميز شبحا واقفا في المنتصف بلا حراك، واضعا يديه في جيبي معطفه، يلبس نظارة سوداء.

الرجل: نتصور إنتي سي جون؟
الشبح: ....
الرجل: أنا بوريس. جيت بعد ما شفت الإشهار.
الشبح: ...
الرجل: يعيشك، سألتكَ انتي سي جون؟
الشبح:(ينطق أخيرا) مش جون. أنا جَـيـْن. أنا من أمريكيا.
(يفاجأ الرجل بأنه يتحدث إلى فتاة)
الشبح: (مواصلا حديثه) يقلقك كان تخدم عند مرا؟
الرجل: بالطبيعة لا، سيدي.
الشبح: هاك تعيطلي "يا سيدي"، وانتي تعرف لي أنا مانيش راجل.
الرجل: ايه، ايه صحيح، أما خاطر هوما لي قالوا راهو...
الشبح: تي باهي برك، إنس الحكاية.
الرجل: هكا والا هكا، ما عندك في الهم ما تختار.
(صمت)
الشبح: انتي راجل مزيان، تبارك الله. أما ماكش فرنساوي. ونحنا كنا نحبوا على فرنساوي، والخدمة هاذي لازمها واحد فرنساوي، مالا كيفاه بعثوك؟
الرجل: أنا فرنساوي من الفوق لللوطا. وننفع للخدم الكل. ما فما حتى شي يصعب علي. كان تحب نوريك راهو.
الشبح: موش هذا لي قصدتو أنا.
الرجل: ومالا شنوا تقصد؟
الشبح: لازم الحكاية تتعدى عليهم. نقصد، انتي تعديها عليهم، هوما.
الرجل: قاعد تستعمل، سامحني، نقصد، قاعدة تستعمل في الكلمة وكأنك تقصد نتحيل مثلا. حسب ما نعرف راهو التحيل ما يمشيش مع واحد بمخو.
الشبح: يعيشك، ماكش هوني باش تقريني شنوا يتقال وشنوا ما يتقالش. ماكش تشوف اللي قاعد تضيع في الوقت؟
الرجل: باهي. مالا نتفاهموا، باش نقولوا، اللي لازم أنا نتعدى عليهم. مش هذا لس قاعد، سامحني نقصد، قاعدة تقول فيه بالضبط؟
الشبح: ايه حاجة كيما هكا.
الرجل: حمدولا يا ربي.
الشبح: (تتفرس فيه) انتي أطول من اللازم، يظهرلي.
الرجل: مانيش غول، عاد.
الشبح: ترى اقربلي شوية.
(لا يبدي الرجل حراكا)
الشبح: (بنفاذ صبر) شبيك؟ تحرك!
الرجل: (معتذرا) باهي باهي. هاني نتحرك.
(يصبح لصقها، بعد أن تقدم إليها بضع خطوات. يمد يديه يتحسسها. يمسك بصدرها. إنها الآن امرأة حقيقية بالنسبة إليه، وليست شبحا ملتبسا على الإدراك).
الشبح: هيا مدَّ يدك ومسني. مس. شدني. شد. كان تحب هكا.
(هنا يجب أن يكتشف الرجل بأن ما يلمسه بكل استثارة ما هو إلا لعبة عرض أزياء "مانيكان" كاملة، سرعان ما يتساقط عنها كل ما كان يواريها من الملابس. وبطبيعة الحال فإن اللعبة لن تتحدث إليه، بل إن صوتها سيخرج من سماعة منصوبة في مكان ما في المخزن. مما سيولد لدى الرجل إحساسا شديدا بالمراقبة).
المانيكان: ما تمسش. ابعد. (تشير إلى ما بين فخذيها) قنبلة غاديكا.
الرجل: سامحني. أنا بهيم برشا. سامحني يعيشك.
المانيكان: اييه، هكا نحبك. لازم ديما تحترمني وتقدرني. ما فماش تطييح قدر. واضح؟
الرجل: اه مالا نلعبوا؟
المانيكان: معاش تحكي هكا. تقززني كي تتكلم نعيفك. قداكش لصقة.. أوووف!
الرجل: لازمني نمشي؟
المانيكان: (بسخرية) هووو هووه.. ما تنجمش. فات الفوت توا. قاعدين يعسوا على الباب البراني.
الرجل: مالا، شنوا نعمل؟
المانيكان: في الحالة هاذي لازم نوريك "لـــورا" لكلها. آهي. عندها السلاح زادا.
(تتحول المانيكان إلى فتاة تحمل بندقية آلية من نوع كلاشينيكوف، وتلف حول نفسها حزاما ناسفا).
لورا: (مسددةً السلاح نحو الرجل) عالسلامة. شنوا حوالك؟
الرجل: (يشعر بالتهديد، فلا يملك جوابا)
لورا (تشعر بأنها قد أخافته فتبعد عنه سلاحها) نشالله تستانس بيا. احنا ملزوزين نردوا بالنا ونحلوا عينينا كي نخدموا. لازمنا نردوا بالنا من العدو. وزادا لازمنا نثبتوا العباد لي معانا أصحابنا بالرسمي والا لا.
الرجل: (متلعثما) لحقيقة...
لورا: خدمتنا لازمها السكات. وفيها برشا خطر. وانتي باش تعاونا. باش نعطيوك معلومات خاصة برشا، أما ماذا بينا - في لول على الأقل- لي ما نقولولكش على الخدمة متاعك شنوا نحبوا منها بالضبط، وما نقولولكش على الجماعة متاعنا شنية خدمتها. وهذا بالطبيعة باش ناخذوا احتياطاتنا.
الرجل: وكان نقول لا ما نحبش نخدم معاكم هكا؟
لورا: يا روحي. فما حاجة قاعد تخمم فيها، وتحب تخبيها. هيا قول. قول فيسع. ما تضيعلناش الوقت.
الرجل: ايه بالحق. أما هي حاجة مش تابعة الخدمة.
لورا: هذاكا شنوا يظهرلك، أما الحقيقة، لي تخمم فيه الكل مربوط بخدمتك معانا. هيا قلي في شنوا تخمم؟ شنوا لي شاغلك ومخليك دايخ؟
الرجل: (مستغربا) هاك وليت طفلة فينو، تقول ما مدخلك شي في السلاح!
لورا: (تقترب منه وتحاول أن تغويه) توا باش تقلي شنوا لي قاعد تخمم فيه. هاه..
الرجل: (مستسلما) آه يعيشك.. يفضلك.. برشا هكا.. أنا الحقيقة كنت نخمم في الجنس. في العرك متاع آدم وحواء. الذكر والأنثى. نخمم في الجنس. ايه نعم. الجنسُ، موش هو الماكينة لي تمشي في الدنيا، وقاعدة تقدم بيها القدام؟
لورا: (بصوت خافت وهي تدخل معه في إثارة جنسية لا يقاومهاتخم فيها برشا الحكايات هاذي؟ كنت نسخايلك تعملها مش تخمم فيها؟ وبشنوا ينفعك التخمام فيها؟ علاش ما نعملوهاش في عوض ما نخمموا فيها والا نخمموا فيه؟

(يتلاشى صوتها تدريجيا، ويحل الظلام).

المشهد الثاني
في الكافتيريا. الرجل يجلس إلى إحدى الطاولات، بينما ثمة فتاة تجلس إلى طاولة في زاوية أخرى وتضع نظارات طبية على عينيها وترتدي سترة حمراء، وهي مستغرقة في قراءة كتاب ضخم. إنها طالبة في كلية الطب، معقدة ومجتهدة ولا تهتم بالجنس. يدخل النادل الأول ويقترب من الرجل.

النادل الأول: شنوا نجيبلك، سيدي؟
الرجل: قهوة عربي يعيشك.
النادل الأول: تحبش حاجة أخرى مع القهوة؟ عندنا لي تحب عليه لكل.
الرجل: لا. قهوة اكاهو.
النادل الأول: باهي بابا. قهوة اكاهو. وكيفاه تشربها قهوتك؟ كيفاه تحبها؟ حلوة؟ مرة؟ ناقصة سكر؟
الرجل: (مفكرا للحظة) أأأأ مرة، والا.. ناقصة سكر. ايه، ناقصة سكر. اعملها ناقصة سكر.
النادل الأول: كيما تحب، بابا.
(يخرج النادل)
الفتاة: (تخاطب الرجل على حين غرة) توا السبعة ودرج. باش تبطا على الرونديفو متاعك.
الرجل: (وكأنه يتوقع الخطاب، ينظر بشكل خاطف إلى ساعته)
الفتاة: مثبتة؟
الرجل: (ينظر إلى الفتاة والذهول على وجهه)
الفتاة: عندك رونديفو السبعة وربع بالضبط، في المحطة. شبيك؟
الرجل: (بصوت يريده مهموسا) انتي تخدم معانا؟
الفتاة: أوووه.. قداكش مسطك؟
الرجل: انتي صاحبة جَـيـْن؟
الفتاة: انتي تحكي برشا.
الرجل: تي سيب الكتاب متاع وذني هذا وأحكي معايا.
الفتاة: الثنية لي باش توصلك فيسع، هي ثالث دورة على اليمين، كي تمشي طول طول في الشارع هذا.
الرجل: يعيشك en tout cas. (ينهض ويتجه لدفع الحساب، ويخرج)
الفتاة: de rien. (تغلق كتابها الضخم، وتضعه فوق المنضدة)

(ظلام)

المشهد الثالث
الرجل: (لنفسه) زعما شنوا الـ but منها خدمتي؟ ماني فاهم شي؟ زعما لازمني نعس على واحد من اللي مسافرين واكاهو؟ (يــُخرج صورة فوتوغرافية من جيبه ويحدق فيها مليا). هوني عندي، وbase باش نطلعو فيسع. أما تظهرلي حكايتها فارغة الخدمة هاذي؟ كنت نستخايل باش يعطوني خدمة تمشي مع جوي. أما نعس على واحد باش يهبط من التران متاع السبعة وربع، وبعد نتبعو للوتيل لي باش يقعد فيه، ماهيش حاجة كبيرة برشا. موش هكا؟
(يمشي الرجل وهو يتكلم مع نفسه، فيبرز أمامه شيء. إنه شخص يركض وسرعان ما يقع. ينتبه الرجل ويتوقف. ثمة شخص ممدد على بطنه، ولا تصدر عنه أية حركة. إنه جثة هامدة. يتقدم الرجل نحو الجثة وينحني عليها بحذر. يقلبها، فيكتشف أنه طفل. الرجل يحمل الطفل بين يديه ويمضي به إلى حيث يتصور انه المكان الذي قد جاء منه الطفل قبل أن يموت. وما المكان سوى غرفة فيها منضدة كبيرة من الخشب الأبيض. هنالك أيضا عدة مقاعد غير متجانسة الأشكال. سرير حديدي قديم. مجموعة من حقائب السفر مفتوحة الأغطية. الرجل يضع الطفل بكل رقة على السرير. يصرخ الرجل ليعرف هل أن أحدا ما هناك. تظهر طفلة عند الباب. تتقدم نحو السرير وتغطي الطفل الراقد بشرشف أبيض، وتضع على صدره صليبا خشبيا.
الرجل: عالسلامة. أمك هوني؟
الطفلة: أمي؟
الرجل: خوك طاح كي كان يجري فـي...
الطفلة: مالا هاك هذي (تضرب الرجل بالصليب على رأسه فيسقط على الأرض مغشيا عليه. تعيد الطفلة الصليب إلى مكانه فوق صدر الطفل الراقد. ثم تذهب وتأتي بشمعدان نحاسي فيه ثلاث شمعات مطفأة. تضع الشمعدان فوق المنضدة، ثم تشعل الشمعات بعود ثقاب).
(بعد ثوانٍ يفيق الرجل من إغمائه]
الرجل: وينو التلفون؟ يعيشك، لازم نكلموا l’ambulance. بالكشي خوك باش يموت.
الطفلة: جون ماهوش خويا. وl’ambulance ما عندها ما باش تعمل، على خاطر جون باش يبدا مات.
الرجل: وهو اسمو جون؟
الطفلة: أي بالطبيعة، مالا شنوا تحب نسموه؟
الرجل: وهو موش خوك؟
الطفلة: راهو مات مالبارح.
الرجل: شنوا قلت؟ كيفاه مات مالبارح؟
الطفلة: كي نموتوا، نموتوا فرد مرة. كي نموتوا نموتوا ديما.
الرجل: اما، الكلام هذا ما يمشيش مع جون؟
الطفلة: يمشي مع كل عبد، كيما يمشي مع جون.
الرجل: وهو ديما يموت؟
الطفلة: ايه. الأيامات هاذوما ديما يموت. وساعات، يقعد برشا أيانات ماغير ما يموت، وبعد يموت هكاكا ديما.
الرجل: غريبة! ويقعد برشا؟
الطفلة: ساعة. دقيقة. ميات عام. ما نعرش. ماعنديش منقالة باش نحسب الوقت.
الرجل: ويقوم وحدو من الموت؟ نقصد، انتي تعاونو؟
الطفلة: ساعات يرجع وحدو. والأكثرية، كي نغسلو وجهو. انتي تعرفها هذيكا الـمَـسْحَة لخرة عالعينين.
الرجل: لا. الحقيقة، ما نعرفهاش.
الطفلة: مالا باش راجل كبير انتي؟ بالزهر هكاكا؟
الرجل: وكيفاه انتي زادا تتكلم كي الكبار؟ بالزهر هكاكا؟
الطفلة: انتي تعاود في كلامي وما تحلش لا تلعب ولا تتعب.
الرجل: قاعد نتفرج في الحالة لي نحنا فيها، آكاهو.
الطفلة: (تذهب لتنام جنب الطفل في السرير) كي يموت، نرقد بحذاه، ونمشيوا مع بعضنا للجنة.
الرجل: وأمك وينها؟
الطفلة: مشات.
الرجل: وقتاش ترجع؟
الطفلة: موش باش ترجع.
الرجل: وبوك؟
الطفلة: مات.
الرجل: وقداش من مرة مات بوك؟
الطفلة: (يتغير صوتها) شبيك ياخي مهبول؟ كي العباد يموتوا، يموتوا مرة وحدة. حتى الصغار يعرفوه الشي هذا. شبيك يا راجل؟
الرجل: باهي باهي.. أما، وين تسكنوا، نقصد انتي وخوك؟
الطفلة: قتلك، جون ماهوش خويا. راجلي.
الرجل: وتسكنوا هوني في الدار هاذي؟
الطفلة: نسكنوا وين ما نحبوا.
الرجل: ما نعرش علاه مشى في بالي لي هو خوك؟
الطفلة: كان تحب تشوف تصويرتو، آهيكا، معلقة غاديكا على الحيط.
الرجل: شكون؟ راجلك؟
الطفلة: لا. تصويرة بابا. (تشير إلى صورة على الحائط)
الرجل: (يتفرس في الصورة) كان يخدم في البحر؟
الطفلة: اي.
الرجل: ومات في البحر؟
الطفلة: غرق في البحر.
الرجل: (يقرأ شيئا ما تحت الصورة) إلى ماري وجون، من أبيهما المحب. (يستدير نحو الطفلة) انتي اسمك ماري؟
الطفلة: بالطبيعة. مالا شنوا تحبو يكون اسمي؟
الرجل: خممت بالك يطلع جَـيـْن، مثلا؟
الطفلة: وانتي؟ موش اسمك "سيمون"؟ "سيمون لوكور"؟
الرجل: سيمون لوكور؟ انتي طفلة موش نرمال.
الطفلة: فما جواب بإسمك يا سي سيمون. لوج ورا التصويرة، تو تلقاه مخبي غاديكا بالقدا، يستنى فيك.
الرجل: (يتوجه إلى مكان الصورة) يظهرلي الجواب ما عندوش برشا مللي تحط هوني. (يأخذ الرسالة بين يديه ويقلبها ويقرأ فيها) إلى السيد بوريس؟ (يلتفت إلى الطفلة مندهشاً) شنوا هذا؟ موش ليا. الجواب هذا موش ليا.
الطفلة: هذاكا هو اسمك الحركي السري في المنظمة. وليت يعرفوك توا يا رفيق. (تخاطب الطفل الراقد إلى جانبها) جون! يزي يا جون. تنجم تقوم توا. C’est bon لقى الجواب. (الطفل والطفلة ينهضان من رقدتهما على السرير ويقبلان ويحتضنان بعضهما البعض بشبق جنسي).
الطفل والطفلة: (بصوت واحد وعالٍ) انتي وليت بونا توا.
الطفلة: أنا ماري لوكور.
الطفل: وأنا جون لوكور.
الرجل: (يفتح الرسالة ويقرأ) لم يكن موضوع قطار الساعة السابعة والربع سوى خدعة صغيرة لكي نبدد الشكوك. أما مهمتك الحقيقية فإنها ستبدأ من هنا تماما.. والآن، لقد تعرفت على طفليك اللذين سيرافقانك حيثما يجب عليك أن تذهب. حظا سعيدا. الإمضاء: المخلص لك دوما، جون. (يرمي بالرسالة إلى المقعد المجاور، ويردد مع نفسه: جون؟ جان؟ جين؟ جن؟ يا ربي.. راسي باش يطرشق!).
الطفل: أنا جيعان.. جيعان.. واحد يتعب بالمنجد كي يقعد ميت الوقت هذا الكل.
الطفلة: يزي.. هيا نمشيوا لكلنا. هيا. معادش عندنا برشا وقت.
الرجل: وين باش نمشيوا؟
الطفلة: للrestaurant بالطبيعة.
الرجل: وجون باش يجي معانا زادا؟
الطفلة: يظهر فيك نسيت الجواب شنوا فيه؟
الطفل: (متدخلا) احنا معاك وين ما تمشي.
الرجل: باش تسكر الباب وتطفي الضو، وإلا لا؟
الطفلة: ما عليكش، ما دام جوزيف وجانيت هوني.
الرجل: وشكون هاذوما زادا؟ جو.. جوزيف، و. جا.. جانيت؟
الطفلة: حاجة غريبة؟ توا بالرسمي ما تعرش جووووزيف وجاااااانيت؟ (تقلده في طريقة نطقه للاسمين بتمديد الحروف)
الطفل: أنا جعت برشا جعت برشا.
الرجل: مالا فيسع. راهو جاع برشا، جاع برشا.
الطفلة: ايه. على خاطر وقت عشاه توا. لازمو ياكل والا باش يموت مرة أخرى.
الرجل: (وهُم يهمُّون بالخروج جميعا) ماري.. انجم نسألك حاجة؟
الطفلة: بالطبيعة. تفضل.
الرجل: قداش عمرك؟
الطفلة: عمري؟ عمري أنا؟ وانتي لاباس تسأل في مرا على عمرها؟ انتي ماكش متربي يل سيد؟
(تضحك. ثم يغادرون المكان جميعا)

(ظلام)

المشهد الرابع
يتكرر منظر المشهد الثاني في الكافتيريا. الفتاة، طالبة الطب نفسها، وبنفس ملابسها. تنهض عندما ترى الثلاثة، الرجل والطفل والطفلة، يدخلون. تغلق كتابها وتحمل أغراضها وتـهمُّ بالخروج.

الطفلة: (وهي تدخل) محلاه الطقس.
الطالبة: (وهي تخرج) النسمة تهبل.
(تتقابل الطالبة والطفلة وتتوقفان وجهاً لوجهٍ للحظات. تنظران لبعضهما البعض، ثم تفترقان. يجلس الرجل والطفل والطفلة، إلى طاولة واحدة. يدخل النادل الثاني).
النادل الثاني: مرحبا تفضلوا. شنوا تحبوا نجيبلكم.
الرجل: خلي نشوفوا شنوا يحبوا الساعة.
الطفل: نحب بيتزا مارغريتا.
الطفلة: أطلب حاجة أخرى. يخدموها بالجراثيم هوني.
الطفل: أما أنا نحب بيتزا مارغريتا.
الرجل: خليه ياكل لي يحب عليه. وانتي شنوا تحب؟
الطفلة: (توجه خطابها إلى النادل مباشرة) جيبلنا، أنا وخويا، jus d’orange. والمسيو (وتشير إلى الرجل) جيبلو كاس تاي قوي. المسيو جاي من روسيا.
النادل الثاني: حاضر مادام. (يخرج).
الرجل: علاه قتلو راني روسي؟
الطفلة: انتي روسي خاطر اسمك بوريس. لازمك تشرب التاي كيما بوريس يلتسين.
الطفل: هههههههه.
الرجل: أما موش معقول هكا راهو؟
الطفلة: شفتو الserveur بالقدا؟
الرجل: وعلاه لازمني نشوفو بالقدا؟
الطفلة: ما لاحظت شي؟
الرجل: لا.
الطفلة: ما لاحظتش لي هو يشبه ببراجل لي في التصويرة لي في الدار؟ هذاكا البحار الذي غرق وهو يخدم؟
الرجل: آآآه، ايه، صحيح. تفكرت. ايه. في الدار. وهو توفى بالحق؟
الطفلة: ايه. غرق في البحر.
الرجل: مالا اش يعمل هوني؟
الطفلة: يجي هوني، نقصد، الروح متاعو تجي هوني باش تسربي العباد. كان يخدم هوني سنين، قبل ما يموت.
الرجل: ايه يظهر عليه. نفهم فيك بالباهي.
الطفلة: بالحق؟
(صمت)
(يظهر النادل الثاني وهو يحمل الطلبات. إنه لا يشبه صورة البحار إطلاقا)
الطفلة: (للنادل) شكرا.
(ينشغل الجميع بتنظيم الطلبات على المائدة)
الطفلة: (للنادل مرة أخرى) غدوا باش تتعدالكم أمي، وهي باش تخلص الحسبة متاعنا.
النادل الثاني: يعيشك، يا مدام يا مزيانة. (ينحني ويخرج).
الرجل: أما كيفاه العبد هذا قبل ما يموت كان يخدم serveur في المقهى هاذي، وهو normalement كان يخدم بحار نهار الكل في البحر؟
الطفلة: على خاطر هذاكا الكل كان بالطبيعة يصير كي يبدى في كونجي. والحقيقة هو كان يجي هوني باش يشوف صاحيتو حتى هي كانت تخدم هوني. وكان يلبس كيف الserveur باش ما يشك فيه حد. الحب، كيما تشوف، يخلي العبد يعمل برشا حوايج حلوة.
الرجل: وصاحبتو شنوا صارلها؟
الطفلة: كي سمعت يسه مات، قتلت روحها كلات صحن البيتزا لي عاملينها بالجراثيم.
الرجل: الجراثيم؟
الطفلة: اشرب قهوتك باش تبرد. اشرب يا سي بوريس يلتسين. (تضحك).
الطفل: ههههههههه.

(ظلام)
المشهد الخامس
نفس المنظر في المشهد السابق. الطفل والطفلة نراهما وقد كبرا، وأصبحا الآن، جون وماري. الرجل يشرب قهوته.

جون: جعت أنا. نحب بيتزا بالفورماج والزيتون.
ماري: أطلب حاجة اخرى يا جون. فهمتك ترا قداه من مرة أما انتي ما تحبش تفهم.
الرجل: هذا هو لي نسمي فيه "الفولكلور متاعكم". (يضحك)
ماري: (متذمرة) حكاية متاع حياة والا موت، وحتى حد ما يحب يفهم.
جون: ما فماش علاه تخاف. البيتزا بالفورماج والزيتون juste باش تسخني.
الرجل: الكلام هذا قولو لاختك. بالنسبة ليا، أنا ما يهمنيش كان ناكل وإلا لا.
ماري: كيفاه ما يهمكش؟ مش رفاق أحنا؟ ما تتصورش لي العدو الي باش يجي لجون ينجم يزيك انتي زادا؟
الرجل: أما هذيا حكاية أخرى.
ماري: اه بالطبيعة، العباد المهاف كيفك ديما يلقاو كيفاه يجاوبوا ماغير ما يحصلوا.
جون: كاني في لخر مانيش باش ناكل البيتزا بالفورماج والزيتون، على خاطرها مسخة، مالا هكاكا لازمنا نمشيوا. فما شكون يستنى فينا من مبكري.
ماري: هيا مالا خلي نمشيوا. (تـهمُّ بالنهوض)
الرجل: (يمسك بيدها) لحظة بربي يعيشك. نحب نعرف شنيا الحكاية قبل ما نمشيوا.
ماري: باهي مالا، توا نقلك عالprogramme .
جون: أما الprogramme نعرفوه.
الرجل: أما ميسالش كان نتفكروه كان ما عندكش مانع.
ماري: قبل، لازمني نرجع للدار.
جون: للدار؟ ها ها ها ها
ماري: باش نخدم .
جون: خدمة في الرذيلة.
ماري: ونعمل شوية تليفونات.
جون: تليفونات مشبوهة.
ماري: ونحكي مع شوية عباد.
جون: حديث متاع كذب وتلفيق.
ماري: وانتي خويا باش يهزك لإجتماع سري، باش يعطوك تعليمات جديدة. وما يلزمكش تعرفها وين البلاصة متاع الاجتماع هذا، أما كيفاه؟
جون: بالحق عزيزتي، كيفاه باش نخبيوا عليه بلاصة الاجتماع؟
ماري: قبل كانوا يجيبوا عصابة يغطيوا بيها العينين، هكا (تجرب مع الرجل عملية شد الأعين بقطعة قماش) ريت؟ أما نحنا طلعنا فازة جديدة.
الرجل: وشنيا الفازة هذيا؟
ماري: باش تلبس كيما راجل أعمى. باش تلبس lunettes كحلا لكل، وتشد في يدك العصا البيضا، بالطبيعة.
الرجل: أنا بالشوي بالشوي قاعد نشوف الي الخدمة في المنظمات السرية كيما هكا فيها برشا حاجات غريبة، أكثر ملي تصورت.
جون: وزيد ساعات باش تلقى التفدليك والجو.
الرجل: بالحق؟
ماري: هيا يا جون، جيب شنوا لازم.
(يذهب جون إلى زاوية في المكان ليحضر العصا البيضاء والنظارة السوداء ويعود ليسلمهما إلى الرجل، الذي سرعان ما يتعامل معهما بخفةِ ورشاقةِ وكأنه قد تَعوّدَ عليهما منذ أزمان)
ماري: كل شي مريقل؟
الرجل: أي فيبالي.
ماري: قداش من مرة قتلك في الخدمة متاعنا عمرنا ما نقولوا كلام كيما هكا. كلمة فيبالي تنساها معانا. على خاطرها من البقية متاع حاجاتك القديمة. معانا لازم تقول: أنا متأكد من الحاجة هذيكا. فهمت؟
جون: يا جماعة يا جماعة، ما فماش علاه هذا الكل توا، معاش عندنا برشا وقت.
(يدخل النادل الأول)
النادل الأول: الحسبة يعيشكم.
جون: عندكم بيتزا بالفورماج والزيتون؟
ماري: شنوا حوال العايلة؟ باش تطلوا علينا على قريب؟
جون: سمعت بيكم تخدموا البيتزا مارغريتا بالطريقة الإيطالية.
ماري: موش مشروط البيتزا تبدا إيطالية.
النادل: اي صحيح مادام. أحنا نخدموا في بيتزا وطنية عللخر.
ماري: (إلى جون) ريت؟ قالك بيتزا وطنية!
جون: أما انا ما قصدتش هكا؟
الرجل: وشكون يعرف عليك شنوا كنت تقصد؟
النادل الأول: الحسبة يعيشكم.
ماري: ماني قتلك أمي باش تجي وتخلص على كل شي.
الرجل: ميسالش كان نخلص أنا؟
ماري: قتلك اسكت. علاه ما تسكتش؟
الرجل: سامحني. أما شنوا تحبني نعمل، الحب أعمى. (يضحك)
ماري: أعمى. أعمى. الحب أعمى. ايه، ايه.
الرجل: الحبُّ عَمَىً، والظلامُ بـَصيـرَةٌ.

(ظلام)

المشهد السادس
إضاءة خافتة جدا، ولا شيء على المسرح يحدد نوع المكان.

الرجل: (يضحك) وشنوا نعرف آخر؟
جون: علاه تضحك؟
الرجل: علاه! ما تضحكش الحالة لي احنا فيها؟
جون: الحب يخلي العبد يعمل برشا حاجات.
الرجل: بربي ما تتمسخرش عليا. انتي تعاودلي في كلامي لي قلتو قبيليكة.
جون: لا لا بالكل.
الرجل: مالا آش جاب كلامي لكلامك؟
جون: كيفاه؟ كلامي وكلامك مربوطين ببعضهم. الحب أعمى. هذي حاجة بديهية. وهكا وإلا هكا، ما يجيش نضحكوا. شي يسخف كي يبدا الواحد أعمى.
الرجل : مالا، حسب كلامك، الحب حاجة حزينة؟
جون: هاك انتي طلعت تفهم في علم المنطق.
الرجل: حاجة تابعة الـــ maths، pas plus .
(صمت قصير)
جون: (مستأنفاً) الحب حزين.
الرجل: (معقباً بشكل آلي) الحب أعمى.
جون: أنت حزين.
الرجل: أنا أعمى.
جون: الحب أعمى.
الرجل: الحب حزين.
جون: أنت تحب.
الرجل: أنت حزين.
الرجل: أنا أحب.
جون: إذن، أنت أعمى.

(ظلام)

المشهد السابع
من الآن فصاعدا سيكون الرجل أعمى. وعلى الممثل الذي سيقوم بدور الرجل أن يلبس نظارة معتمة فعلا، ويجب ألا يرى شيئا على الإطلاق. المكان هو نفس المنظر في المشهد الأول، المخزن المهجور. "الرجل" و"جون"، واقفان، بينما "جين" تتكلم، وكأنها تخطب في حشد من الناس.

جين: أنا لميتكم هوني يا جماعة على خاطر فما حاجات لازم نوضحهالكم. الإيديولوجيا متاع منظمتنا السرية العالمية ساهلة برشا. جا الوقت لي باش نتحرروا فيه من الماكينات، على خاطرها هي لي مستعبدتنا، هي ومش أي حاجة أخرى. العباد فيبالهم لي الماكينات تخدم فيهم، أما الحقيقة هوما لي يخدموا فيها. الماكينة ولت بالشوي بالشوي تحكم فينا، وأحنا نسمعوا في كلامها. المخ متاع العبد معاش عندو حتى دور. أما لازمنا نحكيوا بصراحة، الحكم متاع الماكينة هو لي خلى الرأسمالية الغربية تقوم، والبيروقراطية السوفيتية زادا، موش العكس. أحنا ولينا خداما ماشيين ونقضيوا على رواحنا باش نربحوا العركة الكبيرة. الماكينة تعس عليكم. ما تخافوش منها. الماكينة تحب على وقتكم لكل. ما تخلوهاش تهزو. الماكينة فيبالها هي خير من الإنسان. ما تخيروهاش عليه.
الرجل : لا حياة لمن تنادي. ما سمعتش بيه المثل هذا قبل؟
جين: (تصرخ بانفعال) اسكت اسكت. قداش من مرة نقلك باش تسكت؟
جون: توا باش انسكتو بهاذي. (يأتي جون بمطرقة كبيرة ويهوي بها على رأس الرجل فيسقط الأخير على الأرض مغشياً عليه).

(ظلام)

المشهد الثامن
نفس المنظر في المشهد الثالث. الرجل الآن مـُمدد على السرير ويستقر على صدره صليب خشبي. جيـن ممدة على الأرض وإلى جانبها بركة من الدماء.

الرجل: (يجلس على السرير) آه، يا ربي. أنا وين؟ قداش الوقت تو؟ وقتاش مت؟ زعما مت عندي برشا؟ كاني مت عندي برشا.. معنهاها فاتني الـــــ rendez vous في المحطة، متاع السبعة وربع؟ يا ربي. أنا وين؟ وشكون ها المرا الميتة عاللوطا بحذايا؟ (يعود إلى النوم).

(ظلام)

المشهد التاسع
(في الكافتيريا. الرجل يجلس إلى طاولة. وبدلا من النادل، هناك امرأة عجوز هي التي ستقوم عوضا عنه بخدمة الزبائن).

العجوز: مسيو، شنوا تحب تطلب؟
الرجل: قهوة عربي يعيشك.
العجوز: حاضر مسيو.
الرجل: بربي يعيشك. نحب نسأل على الserveur لي يخدم هوني، وينو اليوم؟
العجوز: أناهو serveur ، مسيو؟
الرجل: الراجل لي يخدم هوني في العادة.
العجوز: سامحني مسيو، أنا لي نخدم هوني، وما عندناش حتى serveur .
الرجل: أما كان هوني البارح. ريتو بعينيا.
العجوز: يا مسيوimpossible، البارح الكونجي متاعنا.
الرجل: يمكن أنا غالط مالا. مش مشكل.
(ينهض من مكانه. فجأة ينتبه إلى صورة البحار، المعلقة على الحائط)
العجوز: هاذيكا تصويرة بوريس، بابا، وهو لابس لبسة البحارة. من روسيا بابا كان.
الرجل: و مات في البحر بوك؟
العجوز: لا اما غرق في البحر.
الرجل: وانتي؟ شنوا اسمك؟
العجوز: اسمي ماري.
الرجل: آه، بالطبيعة بالطبيعة. نسيت.
العجوز: ميسالش يا مسيو. لكلنا ننساو.
الرجل: مالا تعرش شنوا يقصدوا بيه الرقم 1234567؟
العجوز: نتصورو نيمرو تلفون.
الرجل: أنا زادا هذاكا آش كان في بالي. اما لقيتو مكتوب تقريب في كل بلاصة.
العجوز: بالك كود مالا، مسيو؟
الرجل: شنوا تقصد؟
العجوز: علاش ما تقعدش، يا مسيو؟ مش باهية البلاصة؟
الرجل: (يجلس من جديد) جيبلي بيتزا مارغريتا، يعيشك.
العجوز: سامحني مسيو. معاش نخدمو فيها الماكلة هذيا هوني.
الرجل: وعلاه؟
العجوز: على خاطر إيطاليا قلتلنا معاش تسربيوها للكليونات.
الرجل: ياخي تفدلك معايا؟
العجوز: سامحني مسيو. غلطت.
الرجل: باهي. ميسالش. شد اهو خلاصك. أنا ماشي.
العجوز: علاه يا مسيو؟ قلقناك بحاجة؟
الرجل: (متذمرا) يا ربي. تي شنوا هذا؟
العجوز: سامحني با مسيو كان تحليت معاك في الحديث.
الرجل: مش مشكل، كلامك خير من السكات متاعهم.
العجوز: سامحني مسيو مانيش نفهم فيك.
الرجل: خير هكاكا. (يخرج).

(ظلام)

المشهد العاشر
(في الطريق العام، والرجل يلبس النظارة السوداء وبيده عصا العميان البيضاء. فجأة يظهر صبي صغير).

الصبي: تحب نعاونك مسيو؟
الرجل: ايه، ماذا بيا. يعيشك.
(يمسك الصبي بيد الرجل ويقوده)
الصبي: استنى شوية.
الرجل: باهي، هاني نستنى. (يضحك).
الصبي: ما يلزمكش تضحك يا مسيو شي يسخف كي يبدا الواحد أعمى.
الرجل: شنوا اسمك؟
الصبي: اسمي جون.
الرجل: وتسكن في الحومة هاذي يا جون؟
الصبي: لا، نسكن في حومة أخرى.
الرجل: معناها انتي قاعد تدور بعيد على داركم؟
الصبي: ايه صحيح يا مسيو.
الرجل: وين تحب تهزني؟
الصبي: لل la gare متاع التران.
الرجل: وباش تركب في التران؟
الصبي: لا، باش نستنى شكون.
الرجل: ووقتاش يوصل؟
الصبي: التران يوصل السبعة والربع. كان نقصوا قصىة عربي توا نخلطوا في الوقت. هيا نزربوا.
الرجل: توا نرد بالي.
الصبي: توا ندليك قد ما انجم.
الرجل: ما تزربش.
الصبي: كان ما نزربوش موش باش نخلطوا في الوقت. وترصيلنا نضيعوا الراجل لي حاجتنا بيه. وتحبلنا برشا باش نلوجوا عليه في الla gare .
الرجل: المهم ما تزربش.
(يتعثر الصبي فجأة ويسقط على الأرض)
الرجل: (يصرخ) جون. جون. جوووووون.

(ظلام)

المشهد الحادي عشر
المنظر كما في المشهد الثاني. الطفل ممدد على السرير والصليب الخشبي على صدره والطفلة تقف إلى جانب السرير والشمعدان في يدها.

الرجل: تضرب الطفل.
الطفلة: في بالي.
الرجل: انتي أختو؟
الطفلة: اسمي جين. وانتي؟
الرجل: اسمي بوريس. أنا من روسيا.
الطفلة: تعبتك الثنية. موش هكا؟
الرجل: ما تقلقش عليا. قلي ياخي ميت؟
الطفلة: كان عندو برشا مشاكل في الذاكرة متاعو.
الرجل: مشاكل كيما شنوا بالضبط؟
الطفلة: ما نعرش. أما كان يتذكر شنوا لي باش يصيرلو، مثلا، العام الجاي. في مثال، انتي ماك إلا شخصية مش باش يتذكرها في مخو المريض، وكي يقوم، انتي باش تمشي ديراكت من البيت هاذي لي انتي الحقيقة عمرك ما دخلتها.
الرجل: مالا تو نرجع في وقت آخر.
الطفلة: ايه. بالطبيعة.
الرجل: وقتاش؟
الطفلة: ما نجمش نقلك وقتاش بالضبط. أما باش تجي هوني أول مرة في حياتك في وسط الجمعة الجاية.
الرجل: وانتي؟
الطفلة: أنا زادا باش نمشي كي يقوم هو.
الرجل: أما وين باش تمشي؟ باش نقعدوا مع بعضنا؟
الطفلة: لا، خسارة. في قانون التاريخ الحتمي ما تجيش حاجة هكا. انتي باش تمشي للبلاصة لي لازمك تكون فيها في الللحظة هذيا، في التوا متاعك.
الرجل: شنوا تقصد بيها التوا متاعي؟
الطفلة: انتي جيت هوني بالغالط. أما "انتي" الحقيقة بعيد علو هوني ميات ألف كيلوماتر. وحسب ما نشوف، انتي باش تحضر في اجتماع سري وخطير لجماعة إرهابية عاملينو في كاراج مهجور، حاجة كيما هكا.
الرجل : وانتي شنوا باش تعمل؟
الطفلة: أنا الله غالب، باش نبدا مت وقتها، عندي ثلاثة سنين. وهاك تشوف أنا في الوقت لي لازمني نكون فيه في الماضي متاع " جون "، ةانتي هو المستقبل متاعو.
الرجل: ياخي قاعد نحلم انا؟
الطفلة: انتي ما تنجمش تحلم، خاطر انتي يحلموا بيك، كان انجم نقول.
الرجل: (ينتبه إلى الصورة المعلقة على الجدار) كللي شفتها التصويرة هاذيا قبل، هكا وإلا لا؟
الطفلة : ايه.. هذيكا التصويرة متاعك انتي السنين الجاية.
الرجل: مالا، حاى هي تابعة الذاكرة متاع جون لي ماهيش نورمال، وتابعة مستقبلي أنا زادا.
الطفلة: بالطبيعة. كيما أي حاجة أخرى هوني.
الرجل: كان انتي لاموش هكا؟
الطفلة: ايه صحيح على خاطر جون يخلط في الوقت آش خلى الدنيا تدخل بعضها ومعاش تنجم تفهم شي.
الرجل: قتلي قبل شوية لي أنا باش نرجع هوني الأيامات الجاية. علاه؟
الطفلة: باش تجي ومعاك طفل مجروح. والطفل هذا لازمو يكون ولدك.
الرجل: تقصد لي جون هو ولدي؟
الطفلة: باش يبدا ولدك. وباش تبدا عندك طفلة اسمها ماري.
الرجل: انتي تعرف لي هذا ما ينجمش يصير.
الطفلة: انتي تخدم في مخك برشا، وهذي غلطة كبيرة.
الرجل: انتي منين؟
الطفلة: أنا؟ من أمريكيا.
الرجل: وشنوا كنت تعمل في الدنيا؟
الطفلة: كنت ممثلة.
الرجل: وشنوا لي خلى حياتك تولي هكا؟
الطفلة: accident متاع ماكينة. ماكينة مسطكة في معمل قتلتني. هذاكا علاه أنا نحارب في الماكينات لكل.
الرجل: وأنا، كيفاه باش نموت؟
الطفلة: باش تغرق، في البحر.
الرجل: يا ربي، لواش هكا. ما نحبش نموت هكا. ما عندكمش حاجة أخرى انجم نموت بيها؟
الطفلة: شنهو تحب؟ تموت مخنوق مثلا؟
الرجل: لا لا. حتى هذا خايب.
الطفلة: مذبوح بالسكين؟
الرجل: لا لا لا لا لا...
الطفلة: محروق بالنار؟
الرجل: النار.. النار.. أوه.. لا لا
الطفلة: مخوزق ع الخازوق؟
الرجل: لا لا لا لا لا لا لا لا..
الطفلة: (تقود الرجل إلى السرير فيندس فيه برفق. تضع الصليب الخشبي على صدره وتصعد هي بدورها وترقد إلى جانبه)
الطفلة: (تخاطب الجمهور بشكل استعراضي) تصبحوا على خير الناس لكل. إن شالله تفرهدتو الليلة بالخزعبلات متاعنا هذيا. فإلى خزعبلات أخرى نقلكم تصبحوا على ألف خير.

ظلام – النهاية



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا راكب الحمرا..
- *هل ما زال هناك مسرح ملتزم؟
- ضرورة مسرح الحقيقة، ضرورة بريشت..
- قصيدٌ إلى اللُّمِّيْمَة.. المرأة والبحر
- شاعر يعيش اللامعقول مسرحا وحياة..
- مونت دور، قصيدة مترجمة الى اللغة الانكليزية
- أصوات.. مسرحية من دراما اللامعقول
- ما زلتُ أنهضُ.. قصيدة مايا أنجيلو
- فن الرواية والسينما والخيال: مقابلة مع سلمان رشدي
- الملاك عازف الكمنجة
- حول مفهوم -وجهة النظر- في الرواية المعاصرة..
- الرواية الدينية والبديل الشعري عند وليم غولدينغ
- حوار مع الفنانة التشكيلية التونسية عائدة عمار: أفكار لوحاتي ...
- المسرح الآن، أكثر من أي وقت مضى.. بمناسبة يوم المسرح العالمي
- سنتان وثمانية أشهر وثمانية وعشرون ليلة: ألف ليلة وليلة كما ي ...
- سلمان رشدي متحدثا عن الشعر والقصة القصيرة والخيال..
- الثدي المقطوع: فارس اللامعقول يترجل..
- نجيب عياد: نحو هوية عربية للسينما..
- رواية ما بعد الحداثة وتكنيك المرايا المتقابلة: -المرآة والقط ...
- في بنية التفهم الأدبي: الأدب والقراءة والتأويل..


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - جِنّ ، دراما عن العمى والبصيرة في أحد عشر مشهداً..