أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريدة النقاش - حظوظ الاشتراكية














المزيد.....

حظوظ الاشتراكية


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 7034 - 2021 / 9 / 30 - 11:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



شكل سقوط منظومة البلدان الاشتراكية منذ أكثر من ربع قرن ضربة قاصمة لأحلام وطموحات البشرية لبناء عالم قائم علي العدل والمساواة والحرية. وحين السقوط ظن حراس الاستغلال المستفيدون ماديا ومعنويا, سياسيا واقتصاديا من الظلم ظنوا ان الاشتراكية – كيوتوبيا خيالية قد انتهت إلى الأبد وآن لهم أن يهدأوا بثرواتهم ونفوذهم الشامل دون قلق.

ولطالما أفسد التاريخ أحلام الظالمين فبعد سقوط ما وصفتهم حينها “بالبروفة” الأولى لبناء الاشتراكية” توالت الاجتهادات والتجارب التي قامت أساسا على نقد ذاتي قاسٍ وصارم من قبل الاشتراكيين أنفسهم لتجاربهم الأولى متطلعين الي تبين حقيقة الأخطاء الفادحة التي وقعوا فيها والمصائب التي ترتبت على السقوط.

وظن الشامتون بالاشتراكية – حراس العالم القديم- أن الحكم الاشتراكي الذي مثل بالنسبة لهم كابوسا ثقيلا قد انزاح عن كاهلهم إلى الأبد. ونشطت كل أجهزتهم الدعائية والثقافية التي وظفت الدين في هذا السياق بمهارة فائقة حتي قال أحد الباحثين الثقاة إنهم في حقيقة الأمر قد استولوا علي الدين والتفتت القوي التقدمية والاشتراكية – عامة- وان متأخرة- الي حقيقة ان الدين – اي دين- ينطوي علي امكانات كبيرة عبر القراءة والتأويل والمقارنات العلمية لكي يكون سيدا لتطلعات الشعوب للعدالة والمساواة والكرامة الانسانية تطلعا للعيش الكريم, ونشأت في هذا السياق مدارس فكرية, وحركات سياسية- واجتماعية وضعت علي رأس جدول أعمالها مصالحة, الدين والاشتراكية دولا من الخصومة المفتعلة بينهما, وكان من أبرزها لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية.

وتقدم لنا علوم الاقتصاد والاجتماع والنقد الثقافي وعلوم السياسة كل يوم اضافات جديدة في هذا السياق, وذلك عبر التجارب بالغة الثراء والتنوع التي تطلقها الشعوب بصفة دائمة سعيا نحو حلمها لتحقيق العدالة الشاملة, وهي تبدع في هذا السياق في كل المجالات.

وليس غريبا علي أي منها المهارة والقدرة والتفوق العملي والتقني الذي تحظي به القوي المتنفذة والتي غالبا ما تهيمن علي السلطة والثروة طالما بقي المجتمع الانساني منقسما الي طبقات. وذلك هو الجوهر الاولي للصراع القائم في العالم بين الذين يملكون والذين يعملون وهو الصراع الذي لا يكف عن التجلي في اشكال جديدة كل يوم.

ولعلنا نذكر جميعا كيف دقت طبول الابتهاج لدي انهيار منظومة الدول الاشتراكية حتي كتب أحدهم ان الرأسمالية هي نهاية التاريخ, ولكنه عاد بعد ذلك واعتذر قائلا انه كان مخطئا.

وتأكد لنا ان مكر التاريخ أقوى, فسرعان ما اخذت تتوالي جهود الاشتراكيين – بل وأقول إبداعهم حول العالم- خاصة في بلدان ما سمي منذ نصف قرن بالعالم الثالث الذي قدم للبشرية خبرات فذة وثمينة ان في مجال سعيه للتحرر الوطني في مواجهة الاستعمار القديم, او التحرر الاجتماعي والاقتصادي بعد الاستقلال.

وعرفت الجهود النظرية والفكرية لبعض أبرز مفكري بلدان ما سمي بالعالم الثالث إبداعا متنوعا قائما علي اكتشاف خصوصيات هذه البلدان وقضاياها وادراجها – بمفرداتها- في سياق حركة التحرر العالمي التي بلغت أوج ازدهارها بعد الحرب العالمية الثانية, وكانت تلك هي الحقبة المجيدة في التاريخ الحديث لهذه البلدان التي قدمت للعالم خبرات ودروسا ثمينة, ودفعت إلى قمة الحياة الثقافية والفكرية بالمبدعين المميزين الذين خرجوا من أعطافه.

وأصبح العالم الثالث رقما صعبا وحاسما في الصراع العالمي من أجل المستقبل. ففي تربته نبتت أعظم الأعمال الفكرية, ونشأ مثقفون ومفكرون ومبدعون كبار حملوا قضاياه الى العالم, وسعي بعضهم لتخليص شعوبهم من الشعور بالدونية ازاء الغرب المتقدم الذي استعمر بلدانه واستنزف ثرواتها ودفع بها الي هامش التاريخ, والى الفقر والتخلف.

فأين نحن الآن من كل هذا. اظن ان علينا أن لا ننسي ابدا أن مصر هي دولة كبيرة لا فحسب فعدد سكانها وبحارها وبحيراتها, وانما هي أساسا كبيرة بتاريخها الضارب في القدم, وبحضارتها العريقة التي أهلتها لتكون أم العالم, وعلينا أن نكون جديرين بكل هذا في كل وقت.

شعرة هي تلك التي تفصل بين الفخر بحضارتنا وتاريخنا وبين الغرور فوقانا الله هذا الاخير. ولكن علينا أن نتذكر دائما ان لهذا الاعتزاز بالتاريخ والانجاز تبعات ومسئوليات كبيرة طالما ادركها مثقفونا وزعماؤنا عبر العصر الحديث.

ولعل اخطر ما يمكن أن يواجهنا في هذا السياق لا إعادة النظر في افكارنا ورؤانا القديمة- وهو اجراء ضروري للتقدم, ولكن الخطر الحقيقي ان نغفل عن حقيقة ما يتجه اليه العالم, لان ثمن مثل هذه الغفلة باهظ في هذا الزمن.

ادرك المفكر الذي قال بنهاية التاريخ انه كان مخطئا, واخذت الاضافات الفكرية الجديدة تتوالى عبر اجتهادات تستلهم التجارب- خاصة تلك التي يطلقها العالم الثالث وتتلقفها الأحزاب والمؤسسات التقدمية في الغرب.

وأخيرا, وبعد صراع طويل ضد الاستعمار والاستغلال تبين البشر الخاضعون للاستغلال ان الاشتراكية التي بشر بموتها رعاة الاستقلال لا تزال حية ولم تمت كما تمنوا. ويواصل الاشتراكيون عبر العالم ابتكار السبل والطرائق وانتاج الافكار التي تتلاءم مع متغيرات عصرنا المتسارعة. وعلينا نحن التقدميين المصريين والعرب أن يتعلم من تجاربنا وخبراتنا العالم ان ننسج التحالفات ونوحد الجهود في اتجاه هذا الهدف العظيم.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية مجددًا
- نوال السعداوي
- التضامن قيمة عليا
- رد إعتبار للإشتراكية
- نوال السعداوي .. مرة أخري
- الإفراج عن نوال السعداوي
- الدين وحرية التفكير
- بين العظمة والسفالة
- قضية للمناقشة: بين هنتجتون و تشومسكي
- مسودات عن الاشتراكية
- ليس إسلاميًا فقط
- رسالة إلى حسين عبد الرازق من السجن
- العلمانية المفترى عليها
- لماذا تركت الحصان وحيداً ؟
- الدولة والسلفيون
- بعض ملامح تطوير الفكر الاشتراكي منذ ماركس ولينين وحتى الآن
- مخاطر الدولة الأمنية
- الليبرالية تخون نفسها
- عيد الثورة الاشتراكية
- سوف نبتكر الأمل


المزيد.....




- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...


المزيد.....

- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريدة النقاش - حظوظ الاشتراكية