أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريدة النقاش - الاشتراكية مجددًا














المزيد.....

الاشتراكية مجددًا


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 11:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



قبل أكثر من ربع قرن كتب المفكر “أنور عبدالملك” كتابا مهما بعنوان “ريح الشرق”, تنبأ فيه بصعود “الصين” وأفول المركزية الأوروبية, وكانت المركزية الأوروبية قد سيطرت بأفكارها وممارستها علي الساحة الفكرية العالمية محتمية بالقوة العسكرية والاقتصادية للاستعمار.

وتشكلت تحت عباءة حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار منظومة متكاملة من الأفكار نبعت من ما سمي في ذلك الحين كفاح العالم الثالث للتحرر.

وما لبثت فكرة التحرر أن تجاوزت التخلص من الاستعمار العسكري لتتوالى مفاهيم وأساليب التحرر من الاستغلال الاقتصادي.

وتبارت مدارس الفكر الاشتراكي, متواكبة مع نضال الشعوب المتواصل من أجل الانعتاق من كل أشكال العبودية في انتاج الافكار, وألهمت حركة التحرر الوطني التي انطلقت في كل الدول الخاضعة للاستعمار لتنتج معا منظومات متكاملة وبالغة الثراء من الافكار النظرية والممارسات العملية التي استهدفت جميعا وضع شعار تغيير العالم إلى الأفضل موضع التنفيذ.

وربما كان اهم ما ارتبط بشعار تغيير العالم هو الفكرة القائلة إن الممارسة هي معيار الحقيقة وليس مجرد الأفكار النظرية.

ولطالما توافق المناضلون الاشتراكيون بشكل خاص- علي أن ممارسة الافكار ومدى الاتساق والتوافق بين الأفكار والممارسة أي السلوك بشكل عام هما معياران أساسيان لا فحسب لمدى اقتناع المناضل الاشتراكي بما يدافع عنه, وإنما ايضا لمدى صدق الرسالة التي يبثها هذا الفكر في أوساط الجمهور الواسع الباحث عن تغيير حياته الى الأفضل, فالجماهير تتعلم أيضا من القدوة.

وبرعت القوى الرجعية المتشبثة بالوضع القائم دفاعا عن مصالحها في استخدام الديانات كافة كأسلحة لنقد الاشتراكية ونقضها, بل وتقويضها من الجذور باعتبارها معادية للدين, ودار صراع ضار وممتد في هذا السياق, وفي كل المجالات وبخاصة في مجال الفكر.

ولأن الاهتمام العام ينصب عادة وأساسا علي الصراع السياسي فلم يحظ المجال الفكري بما هو جدير به من الاهتمام والنقاش العام, وظل في الغالب الأعم محصورا في أوساط المثقفين, بينما حظيت “الدعاية” ضد الاشتراكية بالاهتمام الواسع نظرا لبراعة القوى الرجعية والمحافظة التي توفرت لها كل سبل الثراء والتقدم والنفوذ, وفوق كل هذا وذاك وسائل الاعلام الجبارة.

وكان سقوط التجربة الاشتراكية الأولى ضربة قاسية لأحلام الاشتراكيين ونضالهم الممتد في كل أرجاء المعمورة من أجل عالم أفضل.

واشتد عود المفكرين المعادين للاشتراكية حتي أن أحدهم أسس نظريته على أن الرأسمالية هي نهاية التاريخ بعد الانهيار السريع للنظم التي قالت عن نفسها إنها اشتراكية.

ولأن هذا المفكر الرجعي هو أيضا مفكر نزيه, عاد وقال إنه كان مخطئا, وإن التاريخ – على أي حال- هو سيرورة بلا نهاية.

وتوالت علي مدار السنين, وبعد السقوط المأساوي للاشتراكية تجارب الشعوب التي أخذت تربط بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستغلال, وهي ترفض النمذجة اي تقديم شكل واحد معياري لمثل هذا التحرر، لأن الواقع الانساني هو أغني وأعمق من أن يجري حبسه في شكل واحد للتطور.

وهذا تحديدا هو الدرس العميق الذي استوعبته جيدا- بعد عمليات تجريب وتقليد طويلة- كل القوي الاشتراكية على الصعيد العالمي.

ورغم الضربة القاسية التي تلقاها الاشتراكيون في كل مكان بسبب هذا الانهيار الفاجع لدول واحزاب ما كنا قد وصفناه بالمنظومة الاشتراكية, فقد كان التعافي فرض عين, وبدأ هذا التعافي بسلسلة من النقد الذاتي القاسي علي كل الأصعدة, هو التعدد الذي استغرق وقتا وجهدا, ووصل في بعض الاحيان الي ما يمكن ان نسميه بجلد الذات, وهو ما اهدر طاقات وإمكانات هائلة, واعتبره الاشتراكيون- علي أي حال- ثمنا للتعافي.

فماذا بعض التعافي؟

يطرح الاشتراكيون – في كل مكان من العالم- هذا السؤال علي انفسهم وعلي جماهيرهم, وهم ينشطون في جمع الاشلاء وتضميد الجروح, والاهم من كل هذا استعادة الثقة في مشروعهم الذي تلقي أعتي الضربات, وتجديد المشروع ذاته وفقا للمعطيات الجديدة.

ولم يعد مقبولا, ولا مفيدا القول السهل بأن الرأسمالية قد استغرقت قرونا حتي تخرج من براثن العالم القديم, ذلك ان الانسانية التي تتعلم كل يوم من دروس التاريخ لا تقبل الأسر- الي الابد في اغلال العالم القديم حتي لو كان هذا العالم رأسماليا, وثمة نفور انساني وعالمي متزايد مع تقدم العلم والمعرفة – نفور من الاستغلال أيا كان شكله أو مصدره عالميا أو محليا.

كنا نحن الاشتراكيين نردد في زمن الزهو والانتصارات وحين بدا لنا ان التاريخ يواصل الصعود أن الاشتراكية هي مستقبل العالم, فهل يا تري آن الأوان أن نبث الحياة مجددا في شعارناهذا, ونحن نستكشف الطرائق التي تقودنا إليه بعد تضميد الجراح.

دعونا نتمني



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال السعداوي
- التضامن قيمة عليا
- رد إعتبار للإشتراكية
- نوال السعداوي .. مرة أخري
- الإفراج عن نوال السعداوي
- الدين وحرية التفكير
- بين العظمة والسفالة
- قضية للمناقشة: بين هنتجتون و تشومسكي
- مسودات عن الاشتراكية
- ليس إسلاميًا فقط
- رسالة إلى حسين عبد الرازق من السجن
- العلمانية المفترى عليها
- لماذا تركت الحصان وحيداً ؟
- الدولة والسلفيون
- بعض ملامح تطوير الفكر الاشتراكي منذ ماركس ولينين وحتى الآن
- مخاطر الدولة الأمنية
- الليبرالية تخون نفسها
- عيد الثورة الاشتراكية
- سوف نبتكر الأمل
- إنصاف النساء


المزيد.....




- اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بصفقة تباد ...
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ...
- أميركا والبوليساريو.. تقرير يقدم -أدلة حاسمة- لتصنيف الإرهاب ...
- المغرب.. محكمة تبرئ -طبيب الفقراء- من التهمة الثقيلة
- بوتين معجب بجهود ماسك في استكشاف كوكب المريخ ويقارنه برائد ا ...
- مساواة “السما?” (SMAG) و”السمي?” (SMIG) لا تزال حبراً على ور ...
- الدعارة [في معجم النسوية النقدي [*]
- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...


المزيد.....

- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريدة النقاش - الاشتراكية مجددًا