أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزان الحسيني - الاستشفاء بالفن وسيلة للنضال














المزيد.....

الاستشفاء بالفن وسيلة للنضال


رزان الحسيني
كاتبة ادبية وشعرية، ومترجمة.


الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 17:37
المحور: الادب والفن
    


"القيام برسم لوحة هو عبارة عن قلب يخبر قلباً أخر أين وجد طريق الخلاص" هكذا يلخّص الفنان العظيم فرانشيسكو غويا رحلة فنّه السوداوي، الذي ما انفك يحدّثنا عن مشاعر غويا الشخصية. كما أن رفيقه بالمبدأ "فان گوخ" يُشاركهُ رأيه حين قال: "إن الوقت الوحيد الذي أحس فيه أنني حيٌ هو عندما أرسم" والكثير من قصصٍ أُخرى للفنانين على مر العصور تشترك بفقرة واحدة مهمة: إن الفن وسيلة لعلاج الروح.
ليس مهماً نجاحها فعلاً، في الحقيقة إن العلاج بالفن والأدب والموسيقى -رغم أنه يُعد علاجاً مُثبتاً ومُتبّعاً بأساليب علمية منظمة- فإنه يظل نوعاً ما دواءً طبياً وعلاجاً كمثلِ بقية العلاجات، ونتيجة العلاج لم ولن تكون واحدة، لأنها تتبعُ حالة المريض نفسه. لكنّه يعدّ مضاداً قوياً للأمراض النفسية، والانهيارات العصبية، والافكار الخطيرة التي تدفع بالمرء إلى التوتر والقلق اللانهائي. لأنه يولّد للإنسان دافعاً بالاستمرار، والنضال، والمقاومة.. وما يحتاجه المرء أكثر من غايةٍ لحياته؟

لقد أُثبت علمياً بأن الإمساك بالفرشة والبدء برسمٍ -عشوائيٍّ كان أم مخطط- ينقلُ ما يدور برأس الرسام من أفكار وما يعتمل بداخلهِ من مشاعر، لذلك فالعملية تُساعده مرّتين، مرةً حين ينطلق حرّاً بالتحدث مع اللوحة دون عبئ التحدث مع الآخرين، ومرةً حين يكتشف الآخرين أو الأطباء عوالم رأسه فيتعرّفون على كيفية التصرّف معه. وكذا ينطبق الحال على الموسيقى، والأدب..
كثيرٌ منّا من يلجئ للموسيقى بأنواعها لأنها تُشعرنا بأنها خُلِقت لنا، لتواسينا وتُربت على أكتافنا، لتُبكينا حين نحتاج بكاء أنفسنا، وتُسكننا حين تعصف الرياح بنوافذنا.. ونحن نُميل إلى كل ذلك دون أن نُدرك عملية الاستشفاء التي نُجريها على ذواتنا، نتبع فطرتنا العلاجية في البحث عن الأصوات المُثيرة للسكينة، والحركات المادية بأيدينا أو أعيُننا أو حتى أرجلنا بالرقص، تلك التي تعمل على فتح مقبض أبواب داخلنا ببطءٍ لنواجه ما هو خلفها. نبحثُ عن القصص المُشابهة لقصصنا، ولحيواتٍ أُخرى نتمنى عيشها، وتفاسير شعورنا وتحليلها، فنجد ضالّتنا بالأدب.. مُتناسين بهِ آلامنا ومعاناتنا الشخصية، ونغرقُ فيه غرقاً لذيذاً، حتى يغدو لعيشنا هدفاً واضحَ المعالم.

إن الفن مرآة الطبيعة، والطبيعة كثيرة التنوع والألوان، وكذا مرآتها الفن، فجبالهُ الألوان، وغيومه الكتب، وسماءها الشعر، وبِحارها الموسيقى والأنغام، وأوديتها الصور والسينما.. وما بين المرآة وانعكاسها جسرٌ صغيرٌ يُدعى الإنسان، يعمل على نقل دواخله وما يختاره من الطبيعة إلى المرآة، ومن المرآة إلى الطبيعة. لأن الروح تأنسُ بالعزلة، لكنّها من الحين إلى الآخر تستبدُّ بها الحاجة إلى كتفٍ آخر تستندُ عليه، ورفيقٍ تفيض الروح بجانبه، وما أفضل للمرء رفيقٌ سوى نفسه؟

لذلك فالفن والكُتب والموسيقى، ما هنّ سوى أدوات لرسمِ لوحةٍ أكبر، وصُنع مضادات حيوية خاصة لكل فرد تُساعدنا على اجتراع مرارة الواقع، بل وعلى خلقِ واقعٍ جديد نُغرق به أنفسنا رويداً رويداً، برضا وهدوء.

9/21



#رزان_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزرق للذكر والزهري للأنثى
- حارس سطح العالم والأدب الصافع
- ثماني محاولات للّحاق بسيلڤيا بلاث
- حين تخلّى الملاك الحارس عن حراسته
- ثمانِ محاولات للّحاق بسيلڤيا بلاث
- أهمية النقاش في تنمية الوعي
- هل الكاتب مؤلفٌ أم المؤلف كاتب؟
- المبادئ، بلانك أم عامل X؟
- من -أوديب ملكاً- إلى -الشماعية- هل أثّر فقدان المسرح على الذ ...
- حَبلُ ثقاب
- عِشتار العصرِ الحديث
- 8 آذار للاحتجاج ام للابتهاج؟
- عيد الجيش العراقي ويتامى الحروب
- يعاملون المُدمن كما لو كان مُصاباً بالإنفولنزا
- حقوق الإنسان/ حقوق البشريّة علينا
- في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة/ لولا مرض هوكينغ لما أص ...
- القرنفل التشرينيّ الثائر
- ثورة القرنفل التشريني
- سومريّة
- من قال أنّك في العشرين من عمرك؟


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزان الحسيني - الاستشفاء بالفن وسيلة للنضال