أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - التوهان الفكري لاحزاب الاسلام السياسي














المزيد.....

التوهان الفكري لاحزاب الاسلام السياسي


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 25 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية لابد من الاشارة الى حقيقة ثابتة ان احزاب الاسلام السياسي ليست رديفة للاسلام ولا يمكن لمناهجها ان تختزل الدين بكونها مستوحات من احكام الشريعة بالتأويل والاستدلال لان اغلب تلك المناهج افكار لأحزاب اتخذت من المذاهب ايدولوجية سياسية سواء كانت سنية او شيعية .. وكذلك المتأسلمين انهم سياسيين تقمصوا هيئة رجال الدين ونصبوا انفسهم اوصياء على البلاد والعباد ليتخذوا من الاسلام غطاء لمآرب سياسية لا تمت للدين بصلة .. حيث هناك مدرستين في الاسلام السياسي هما المدرسة الشيعية والمدرسة السنية، الاولى اعتمدت تأويل فتاوى المراجع كونها احكام شرعية .. والثانية اعتمدت اجتهاد فقه العلماء كونه مستنبط من الدين، والطرفين هم اشخاص مجتهدين فتواهم او فقهم ليس حكم شرعي ملزم، لان اغلب تصرفاتهم اصبحت لا تختلف عن ما كان يفعله رجال الدين في اوربا ايام العصور الوسطى كأنهم ظل الله في الارض لهذا اراد كهنة الاسلام السياسي اضفاء صفة القداسة على انفسهم وعلى ما يصدر عنهم من اقوال او افعال لكي تصبح آرائهم السياسية احكام شرعية واجبة الطاعة كونها نابعة من أسس العقيدة، وان من يخالفها يخرج من الدين والملة لان الراد عليهم راداً على الله .. وهنا يكمن اللبس والتوهان الفكري في احزاب الاسلام السياسي بسبب التداخل ما بين المنهج الديني النابع من القران والسنة ومنهج الاسلام السياسي النابع من فكر المتأسلمين من الشيعة والسنة الذين يسخرون الدين لأجندات سياسية من خلال تأويل الايات القرآنية بما ينفع اجنداتهم وتسخيرها من اجل مصالح فئوية او شخصية لذلك حينما ننتقد الاسلام السياسي لا يعني اننا ننتقد الدين، بل ننتقد الاحزاب التي تعمل على تسخير الدين لأجندات لا تمت للاسلام بصلة .. وننتقد المتأسلمين لان اغلب تصرفاتهم فيها اساءة للاسلام بالشكل الذي لا يختلف بالمحصلة عن نهج وسلوك القوى المعادية للاسلام لان خطورة هؤلاء تكمن في تخريب الاسلام من الداخل والقيام بتشتيت امر المسلمين الى فرق وطوائف متناحرة هذا سني وهذا شيعي وهذا سلفي وهذا اخواني حتى باتت الفوضى تسود مجتمعاتنا بسبب تلك الافكار المتشددة التي ادت الى العنف وتكفير الاخر فضلا عن تسويق الجهل والبدع والخرافات والتخلف واذكاء قصص تاريخية مفبركة واعتماد الاساطير الموروثة التي ادت الى تكريس الفتن والصراعات، حتى اصبح الاسلام السياسي السني مرادف للارهاب والاسلام السياسي الشيعي مرادف للثأر والانتقام علاوة على الجهل والخرافات مما جعلوا الكثير من الناس ينفرون من الاسلام ضناً ان المشكلة في الاسلام وليس في احزاب الاسلام السياسي ولكن سرعان ما انكشف زيف هؤلاء المغالين وبانت حقيقة مناهجهم التي لا تبني دول ولا تؤسس اوطان لهذا بدأ يتوالى سقوطهم كما حدث في مصر من قبل، واليوم في تونس والمغرب وايضاً المظاهرات التشرينيية في العراق، وكذلك ردود افعال الشعوب الايرانية في رفض سياسة ملالي طهران التي اسست الى الفرقة والخلاف بين المسلمين واصبحت تشكل اكثر خطورة على الاسلام من اصحاب الايدولوجيات العلمانية التي يتهمونها بالكفر والالحاد ويعتبرونها معادية للاسلام والتي كانت رائجة في القرن الماضي كالشيوعية والقومية دون الادراك ان السياسة في عالم اليوم ليست ايدولوجيات وعقائد يراد فرضها على الناس بالقوة لقبول فكر معين مستنبط من مذاهب دينية او بالخداع لشحذ الولاءات كونه مقدس .. او افكار اممية مستوردة لتحقيق احلام وردية غير قابلة للتحقيق .. او إيحاءات قومية نابعة من فلسفة سياسية ادت الى صراعات وانقلابات عسكرية .. وانما السياسة في عالم اليوم، بناء، وتعليم، ومدارس، وجامعات، ومراكز بحوث، وصحة ومستشفيات، وطرق، وجسور، وفرص عمل، ورفاهية، وعوائد مالية يفترض ان تكون هي المعيار في أي انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كما تفعل الدول المتقدمة ليتسنى اختيار من هو الاصلح الذي يقدم خدمات للشعب من اجل حياة حرة كريمة وليس بما يُؤْمِن به من افكار وعقائد وأوهام مبنية على الشعوذة والدجل، لان المتاجرين بالاديان والمذاهب تسيطر على عقولهم عقد الماضي واساطير التاريخ التي لم تعد تنفع مع تطور الوعي الجمعي عند الشعوب لانهم غير قادرين على النظر الى الامام والبحث عن مستقبل مشرق للاجيال القادمة .



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفائز من يعدل بين الزوجتين
- ليست طعنة في الظهر وانما صفعة في الوجه
- اذا خدعتني مرة فالعيب فيك واذا خدعتني مرتين فالعيب بي
- هل سيدرك شيعة العراق اكاذيب ماكرون
- ومضات سريعة على مسرحية مؤتمر اليوم الواحد في بغداد
- مؤتمر اليوم الواحد وحلم الغد المشرق
- ما الغاية من مؤتمر الاضداد في بغداد
- تداعيات الانسحاب الامريكي من افغانستان وتأثيرها على مباحثات ...
- من قتل سيدنا الحسين
- اذا غلّقت الابواب اين المفر
- هل ستكون ايران في ورطة عند استحواذ طالبان على الحكم في افغان ...
- احالة البشير للمحكمة الدولية انتهاك لسيادة السودان
- هل ستقضي الانتفاضة في ايران على مشروع الاسلام السياسي
- وهم الانتخابات وحلم التغيير
- الى متى تستمر ضربات الجزاء خارج الشباك بين امريكا وايران
- قراءة موضوعية حول اعترافات قاتل الهاشمي
- كفى استهتار ومساومة بارواح الناس لاغراض الانتخابات
- قراءة متأنية لمجرى الاحداث بعد سيطرة طالبان على افغانستان
- هل سيتم احتلال موقع سد النهضة من قبل مصر والسودان
- لماذا ترد الميليشات الموالية لايران على الضربات الامريكية ول ...


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - التوهان الفكري لاحزاب الاسلام السياسي