أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين أبو ميزر - قراءة في رواية اليافعين -أنا من الديار المقدسة-














المزيد.....

قراءة في رواية اليافعين -أنا من الديار المقدسة-


عزالدين أبو ميزر

الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


صدرت عام 2020 رواية اليافعين "أنا من الديار المقدسة" للأديب المقدسي جميل السلحوت عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأول لوحة للفنان التشكيلي طالب الدويك ومنتجها وأخرجها شربل الياس في 62 صفحة من الحجم المتوسط.
أجزم أنه لا يختلف أحد معي من قراء كتابات جميل السلحوت بأن من يبدأ بقراءة أول صفحة يتملكه شعور الرغبة، وتأسر نظره الكلمات التي على السطور بجمالها الأخاذ، فتدفعه بجاذب يصعب تفسيره الى إتمام ما بدأ بقراءته حتى النهاية دفعة واحدة، إلا إن كان عدد الصفحات كبيرا فيتعب البعض ولا يمل، ولا يجذب القارىء بديع اللغة ولا بلاغتها ولا الاستعارات ولا التفنن في صياغة الجمل، فاللغة بليغة هي ببساطتها ومباشرتها في إيصال ما يريده الكاتب بيسر وجلاء ووضوح دون إبهام أو غموض يجعلك في حيرة أو تخمين، والتشويق ظاهر في الأسلوب السهل الممتنع والذي هو هبة من الله هُذب وصُقل بكثرة القراءة والاطلاع حتى عاد شرابا زلالا مستساغا لكل شارب.
والأجمل من كل ذلك ما يظهره كاتبنا من سعة معرفية، فلا يذكر عالما إلا ويعطينا نبذة عنه، ولا معلما من المعالم التاريخية أو الوقائع الأثرية إلا ويتحفنا بمعلومات صحيحة عنه، تثبت شيئا وتدحض آخر، مستهدفا أن يضع النقاط على الحروف في صدق المعلومة قدر الاستطاعة ويبقى فوق كل ذي علم عليم.
الرواية للفتيان وبدأها بسؤال عادي يُسأل كل يوم آلاف المرّات وعند كل تعارف في أنحاء المعمورة، ولا يسبب مشكلة ولا حرجا. ولكن شيخنا جعل عقدة الرواية في السؤال وجعل من الجواب معضلة، جعل منهما رواية جميلة رائعة تستحق القراءة والإشادة بها لغة وأسلوبا وسردا يستمتع به القارىء أيّما استمتاع. لأن السؤال بمكان معين ودولة معينة والجواب يخص أقواما آخرين لعبت السياسة والقوة والجبروت والاستهانة والتخاذل والخيانات في تشويه صورة الحقيقة الناصعة، فبدت على غير ما هي حقيقة عليه، وكانت سببا في ظهور هذه الرواية التي نتحدث عنها.
الرواية رواية وطنية سياسية تاريخية فلسطينية بالخصوص، تثقيفية توجيهية تصحيحية لمفاهيم مغلوطة، والغلط فيها متعمد ومقصود في التعمية وقلب الحقائق والادعاء الكاذب، يدعم كل ذاك ماكنة رهيبة من الإعلام المغرض والقوة الغاشمة في إثبات ما يدحضه التاريخ والجغرافيا، وتثبت عكسه الوقائع الثابتة التي لا يمكن العبث بها ولا تزويرها بأي حال من الأحوال بالعموم.
أعتبر من وجهة نظري فوق ذلك أن هذا النوع من الكتابة هو جهاد ونضال وصمود ومقاومة وإثبات ذات، كثيرون يحاولون طمسها وتذويبها وحتى محوها من الوجود لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا بشتى الطرق والأساليب المشروعة، وحتى غير المشروعة والمحرمة دوليا وإنسانيا وعرفا وقانونا. ولن يكون لهم ما يريدون، ما دام هناك مخلصون وأحرار مؤمنون بأن الحق حق والباطل باطل مهما دار الزمن وتداولت الأيام.
كعادتي أعطي وجهة نظري في العمل الذي أقرأه كقارىء وليس كناقد متخصص، وبصورة عامة ولا أهتم إلا بالتفاصيل التي تستوجب الالتفات إليها لأجملها في وجهة نظري في العمل. فالتفاصيل أغلبها يراها المشاهدون على شاشات التلفاز وفي الصحف، ولكن المهم هي وجهة نظر المشاهد أو القارىء عما يرى ويقرأ، ولذلك أيضا كانت هذه الرواية.
شهادتي في كاتبنا ربما تكون مجروحة بعض الشيء؛ لأني من محبيه ومحبي قراءة ما يكتب أدبيا وسياسيا ومعلوماتيا ومقالا، وإن كنت أختلف معه أحيانا والاختلاف لا يفسد في الود قضية.
وختاما فإنني أرى كاتبنا في هذه الرواية الرائعة والجميلة فارسا مغوارا ومقاتلا شرسا مع صدق في التوجه وأمانة في تسجيل الأهداف دون مراوغة أو تضليل.



#عزالدين_أبو_ميزر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيموت بحسرته هُبَل
- هَلْ مِن قَدَرِ اللهِ مَفَرّ
- زهرة عمري-قصيدة
- وحدي البحّار
- قراءة في قصة الأطفال (قراءة من وراء الزجاج )
- رواية اليتيمة وحقوق المرأة
- الشّعبُ اليَومَ لَهُ الكِلمَة-قصيدة
- يا شعبا حمل أمانته
- الوعد الحق دنا
- شربة ماء
- الفرج قريب
- ملحمة: بشرى النصر
- لَا تَخشَ ضَيَاعََا-قصيدة
- الحواس العشر-قصيدة
- الثمانون-قصيدة
- وَإنَّهَا عَن قَرِيبٍ تُنْشَرُ الصُّحُفُ.....
- أنتِ لي قدر
- أن كاذب إن قلت لا
- شوق وحنين
- أعود إليك


المزيد.....




- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين أبو ميزر - قراءة في رواية اليافعين -أنا من الديار المقدسة-