أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن مدن - حركيّو الجزائر














المزيد.....

حركيّو الجزائر


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 20:49
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


مع الفروقات غير القليلة بين الحالين، هناك أوجه شبه بين من يطلق عليهم "الحركيّون" في الجزائر وفرنسا، وبين الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأمريكيّة وقوات حلف الناتو خلال عشرين عاماً من وجود هذه القوات في أفغانستان.

لقد رأى العالم، عبر الشاشات، كيف تدافع الكثير من هؤلاء نحو مطار كابول للفرار بجلودهم بعد سقوط النظام السابق وهيمنة "طالبان" على السلطة في البلاد، مع أن ليس كل من فرّوا من افغانستان كانوا بالضرورة متعاونين مع قوات الناتو، فهناك الكثير من الناس، رجالاً ونساء، سعوا للنجاة من نمط الحياة المتزمت والصارم الذي ستفرضه طالبان في البلاد، خاصة وأن الأفغان خبروا هذا النمط عندما سيطرت طالبان وسواها ممن عرفوا ب"المجاهدين" أول مرة على السلطة هناك.

الحركيّون هم الجزائريون الذين اختاروا الوقوف ضد شعبهم وحركته الوطنيّة سنوات حرب التحرير الوطني من الاستعمار الفرنسي، وفضّلوا الوقوف إلى جانب المستعمر، محاربين معه ضد بني جلدتهم، لذا فهم في نظر أبناء شعبهم "خونة" أو "عملاء" للاستعمار، وحين استقلت الجزائر واضطر الفرنسيون للانسحاب منها، فرّ هؤلاء، بدورهم، إلى فرنسا، ولكنهم لم يلقوا هناك ما كانوا يتوقعونه من احتفاء واحتضان، من باب الوفاء لوقوفهم إلى جانب فرنسا، فتعرضوا للتهميش والإهمال، وربما الإزدراء. من يقف ضد شعبه عليه ألا يتوقع الاحترام حتى من السادة الذين خدمهم.

غالبية هؤلاء توفاهم الله. لقد انقضى نحو ستين عاماً على مغادرة فرنسا للجزائر. لكن لهؤلاء أولاد وبنات واحفاد، ورثوا عن آبائهم الوصمة ذاتها، وظلّ عدم الاعتراف بهم وتهميشهم مستمراً، مع أن غالبية هؤلاء الأولاد والأحفاد ولدوا في فرنسا ويحملون جنسيتها، وقد عاد أمر هؤلاء إلى الصدارة مؤخراً حين أقام الرئيس مانويل ماكرون حفلاً تكريمياً لهم في "الإليزيه" واعلن فيه عن مشروع قانون "تعويض" لهم قبل نهاية العام، وطلب الصفح منهم باسم فرنسا، في إشارة إلى أنّ البلاد أخلّت بواجباتها حيالهم.

فرنسا التي ما مازالت تكابر في الاعتذار للجزائر ولشعبها على ما اقترفته من فظائع هناك، اختارت أن تحتفي بمن خدموها من الجزائريين، لكنه احتفاء براغماتي صرف، فضحته مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف، حين كتبت في تغريدة على "تويتر" معلقة على كلام الرئيس: "سخاء إيمانويل ماكرون الانتخابي لن يصلح عقوداً من الإزدراء".

سندرك أبعاد كلام لوبان بشكل أفضل حين نعلم أن الحركيّين وأسرهم هم اليوم مجموعة تضمّ مئات آلاف الأفراد، ما يعني أنهم كتلة انتخابية يعتدّ بها في فرنسا، وتعبيراً عن غضبهم مما يعانون منه من تهميش، فإنهم أميل للتصويت لليمين المتطرف، واليمين عامة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة لا الغرف المغلقة
- محنة الحريّة في تاريخنا
- عبوديّة الآلة
- محنة الحرية في تاريخنا
- تآكلت الفئات الوسطى فتراجعت ثقافة التنوير
- من وحي انتخابات المغرب
- المهمشون
- شقاء الوعي
- ميكيس ثيودراكيس
- رسائل انفجاري مطار كابول
- تسييس الدين
- عن الدولة الوطنيّة
- ثوابت المثقّف وتحوّلاته
- محنة التنوير
- أمريكا وناقتها في أفغانستان
- على خطى ابن رشد
- في ذكرى سمير أمين
- محنة الطبقة الوسطى في العالم العربي
- التاريخ منطلقًا من الهامش
- وهم الدعم الغربي للتحوّل الديمقراطي


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن مدن - حركيّو الجزائر