أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - نفس المواطن السيء الحظ














المزيد.....

نفس المواطن السيء الحظ


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


) في إحدى محطات المترو صباحا ( … ) البشر يتجمعون ويتزاحمون كالذباب ( … ) لم يستيقظوا بعد من أحلامهم ليلة البارحة ( … ) يسرعون إلى حفرهم ومغاغيرهم التي تعودوا العمل فيها ( … ) المكاتب والمصانع والمحلات الكبيرة والصغيرة الحوانيت والمقاهي والمطاعم والبارات والمخازن ( … ) يواصلون هذه الرحلة لمدة سنوات عديدة قبل أن ينال كل منهم حقه في السرطان وآلزهايمر والكورونا والمياه الزرقاء والآرتروز ( … ) المترو يأتي ليفرغ بعض بضاعته ويأخذ المئات من البشر كل ثلاث دقائق ( … ) أنتظر ( … ) كان جالسا على مقعد بلاستيكي أصفر يحدق في الاعلانات الضخمة التي تزين حوائط النفق ( … ) دعاية لماركة ما لإحدى شركات الطماطم أو المكرونة أو السيارات أو الملابس أو الروائح أو الكتب أو الأفلام ( … ) القائمة لم تنته ( … ) كان يبدو وكأنه يحدث شخصا آخر غير مرئي ( … ) يبدو وحيدا ومتشردا وكأنه لم ينم منذ عدة أسابيع ( … ) وقف على الكرسي البلاستيكي وأخذ يتكلم ( … ) لعله واصل الكلام ( … ) كان يتكلم بلغة تشبه لغة الخطابات السياسية المسرحية ( … ) أيها السادة أيها السادة والسيدات ( … ) ذوي الكروش المنتفخة ( … ) ذوي الكروش المنتفخة نطقها بصوت منخفض نوعا ما ( … ) ايها الشباب والعجائز والكلاب أيضا ولا أنسى الحمام إنني أدعوكم للاستماع إلى ما أقوله لكم إنني أستطيع أن اؤكد بأنكم لا تختلفون بمقدار عقلة اصبع عن اولئك البشر الذين تأكلهم الشمس ويحلمون بالحياة مثلكم في حفر المترو إنكم لا تختلفون عنهم في أيما شيء سوى انكم تمتلكون المترو وتستطيعون الذهاب إلى قبوركم بطريقة أسرع إنني أطلب منكم أن تستمعوا إلى ما أريد قوله إنها قصة قصيرة ليست طويلة إنها تتلخص في جملة واحدة أنا هنا أمامكم في هذا الصباح المشمس وسأموت غدا مثل كلب برصاصة بوليس أو خباز أو حارس ما هذا إذا لم أمت قبل ذلك بفعل النبيذ المغشوش إنني سأحاول أن أستجمع بعض الذكريات القديمة إذا كان ذلك سيجعل القصة أكثر إثارة وتعطيكم الفرصة للهرب من حفرة المترو حتى الحفرة القادمة سأحاول التحدت إليكم بطريقتكم المنظمة الرتيبة عن الحياة سأحدثكم حسب التسلسل المنطقي أعني أولا ولدت مثلكم وثانيا كبرت مثلكم تعلمت الكلام والمشي والأكل والشرب ثالثا وجدت نفسي فجأة في زنزانة مقفولة بالمفاتيح ووجدت نفسي محاطا بالشرطة والحرس ثم فجأة ها أنا أمامكم مرة أخرى أطلب إليكم أن تستمعوا إلى لمجرد قتل الوقت وبعد ذلك يمكنكم الذهاب إلى جهنم بواسطة المترو بطبيعة الحال أو بالقطار ( … ) وأخرج من جيبه قبعة أو طاقية ونزل من الكرسي اخذ يدور حول المواطنين الذين ينتظرون المترو والذين يبدوا عليهم وكأنهم لا يرونه ولايسمعونه (



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة والعبث
- رواية الغريب
- كامو الغريب المنتمي
- شكوى مواطن سيء الحظ
- سعادة سيزيف
- ألبير كامو
- حبوب منع الملل
- كيفية الحياة في عالم يحتضر
- الحياة، حادثة مميتة
- الشاهد
- مسقط الرأس
- بيكيت ونفي العدم
- الزنزانة رقم ٢٢
- ثلاثية بيكيت
- ويتقشر الليل
- بيكيت والنازية
- لماذا كل هذه التفاهة
- صامويل بيكيت
- عقم التفكير السليم
- العدم أفق البشرية وليس نهايتها


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - نفس المواطن السيء الحظ