|
مسقط الرأس
سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)
الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 14:35
المحور:
الادب والفن
) يفتح الباب ويدخل وهو ما يزال يفكر في المطلق والنسبي والنهائي واللانهائي والكائن واللاكائن ( … ) جدار ابيض لامع يواجهني ( … ) ها هو مرة أخرى يواجهني ويعكس الضوء الخفيف الذي يضيء الغرفة ( … ) وتمنى لو ينشق هذا الجدار للحظات حتى يتمكن من رؤية الليل والسماء السوداء والأشجار والأضواء البعيدة والحديقة الصغيرة المغروسة وسط المباني العالية ( … ) الممقعد الاسمنتي البارد والمكسور الحواشي في ركن الحديقة حيث تجلس كل مساء تلك العجوز ( … ) تنظر إلى الاطفال يلعبون وتطعم الحمام ببقايا الخبز اليابس وتحلم بحقول القمح واشجار التين والعنب والبرتقال ( … ) لو ينشق هذا الجدار للحظات لأرى النجوم والسحب المتحركة بصمت وسط الظلمة الحالكة ( … ) ولكن في هذه البقعة من العالم الجدران لا تنشق ولا تتشقق ( … ) إنها مستقرة ( … ) صلبة ( … ) عنيدة ( … ) لاتكف عن محاصرة البشر مثل الجرذان هنا مملكة الجرذان ( … ) من كل جانب وفي كل مكان في كل مكان جدران وجدران وأسوار وأسوار وبوابات وأقفال ( … ) الجدار الآخر على ( … ) يتمنى أن يزداد سمكا ليعزله عن ضجيج الغرفة المجاورة حيث مزيج من الموسيقى الشعبية وصراخ مجموعة من البشر وهم يلعبون الورق ويشربون الشاي حتى ساعة متأخرة من الليل ( … ) ويتشقق رأسي ( … ) تظهر في ذاكرتي صور وكلمات ومواقف بشر يجلسون ويتحركون ويتكلمون ويصرخون ويتظاهرون في أماكن مختلفة ( … ) ربما كنت بينهم ( … ) وربما لم أكن ( … ) بالتأكيد كان بينهم ( … ) صوت ما يسأله عن موقع مربطه الجغرافي في العالم ( … ) فألتفت إليها قائلا دون تفكير أفريقيا أفريقيا هل تعرفين أفريقيا ( … ) ورأيت الأفق فجأة ملونا بلون برتقالي اخآذ كانه حلم ( … ) ثم ينشر أمامه على الطاولة خارطة شمال افريقيا ( … ) قطرات من الحبر تسيل على بقية المناطق المجاورة ( … ) الحبر كان ذات لون أحمر غامق ( … ) ربما لم يكن حبرا ( … ) وربما غمس أصبعه في الدم ليريها موقع مسقط رأسه على الخارطة ( … ) مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس ( … ) مسقط الرأس مسقط الرأس مسقط الرأس ( … ) مسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأس( … ) مسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأسمسقطالرأس ( … ) أود الذهاب إلى شمال أفريقيا لدراسة هندسة المسارح القديمة وزيارة كل المسارح الرومانية واليونانية هناك عند مسقط الرأس ( … ) تختفي الصورة فجأة ( … ) تختفي صورتك وتختفي الإبتسامة ورائحة العطر والكلمات الرقيقة تشبه الهمس ( … ) ويتراءى لي بركان ثائر وسط البحر ( … ) نفس اللون البرتقالي الاخآذ يختلط بامواج البحر الهادرة ( … ) وغرقت أطلانطيس ( … ) أحترقت ( … ) وبعد لحظات أكتشف انه هناك مصباح زيتي عتيق يضيء ( … ) مجرد مصباح ( … ) وينطبق الجدار فجأة ( … ) فجأة كالعادة ( … ) وتظل صورة المصباح تتأرجح للحظات على الجدار الأبيض مصباح زيتي عتيق وربما بركان أو حريق ( … ) وتتسائل وهي تجري وتجري وتجري ملتفتة إلى الوراء من حين لآخر كيف يمكنني أن اهرب من هذا الصوت الذي يلاحقني ( … ) صوت الريح وهي تصفر في الخارج تذكرني بكل المخاوف ( … ) صوت البركان والرعد والعاصفة ( … ) صوت الخطوات الثقيلة ( … ) صوت اللهات ( … )صوت سيارة الجيش في الشارع صوت الشرطي والجندي والعسكري وموظف الجمارك ( … ) كل هؤلاء الرجال الذين يصرخون ويجرون ورائي ( … ) صوت دماغي وهو يتشقق لحظات الخوف المطلق وصوت عظامي وهي تتثاءب في لحظات السأم وأصوات أخرى تنهش ذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذا ذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاذاكرتي (
#سعود_سالم (هاشتاغ)
Saoud_Salem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيكيت ونفي العدم
-
الزنزانة رقم ٢٢
-
ثلاثية بيكيت
-
ويتقشر الليل
-
بيكيت والنازية
-
لماذا كل هذه التفاهة
-
صامويل بيكيت
-
عقم التفكير السليم
-
العدم أفق البشرية وليس نهايتها
-
القلق عند سارتر
-
جنية البحر
-
عن الخوف والقلق وما بينهما
-
تشنجات الحبل المتأرجح
-
الكلمات المفترسة
-
هايدغر والسقوط في تفاهة العالم
-
بين الأسود والأبيض
-
بين فكي القلق
-
صلاة لهُبل
-
مقدمة لمفهوم القلق عند هايدغر
-
بين الفلسفة والعلم
المزيد.....
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
-
رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات
...
-
بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ
...
-
مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل
...
-
الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|