أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل صوما - سادة الكوكب الجدد















المزيد.....

سادة الكوكب الجدد


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7019 - 2021 / 9 / 14 - 08:28
المحور: حقوق الانسان
    


دول الغرب تحاول، تحت ستار الحرية والتقدم وقبول التعددية، فرض ترويج اختيار الأطفال لجنسهم على أنه حق من حقوق الانسان.
الامر واضح للغاية في مدارس وجامعات الولايات المتحدة التي بدأت إلزام، بغض النظر عن تخصص الطالب، تدريس مواد سيكولوجية تروّج لفكرة اختيار الأطفال لجنسهم وتقبِّل وتشجيع المثلية، كما منح الرئيس السابق حسين أوباما المثليين العسكريين الذي يتزوجون الحقوق نفسها التي يحصل عليها رجل وامرأة يتزوجان، ووصل الأمر في السياق نفسه، بالترويج لفكرة مثلية المسيح بواسطة كنائس المثليين، وهو أمر لم يقله أعداؤه المعاصرون له الذين روجوا كذبة تقول أن العذراء كانت عشيقة ضابط روماني، بينما مثليته يروجها أتباعه غير المعاصرين له، وتقوم عليها عقيدة كنائس المثليين وتبشر بالاقنوم المثلي،"مسيحهم" الذي لم تعرفه البشرية من أكثر من ألفي سنة.
حسب ما أقرأ وأسمع، ترغب سلطات ولاية نيو ساوث ويلز في استراليا، السماح للأطفال باختيار جنسهم بشكل مستقل في عمر الثالثة، ومثل هذه التوجهات موجودة في الدنمارك واسكتلندا وبريطانيا وبعض ولايات أميركا.
حقوق الانسان
لم تكتف ثقافة الغرب غير المدركة أو المدركة لعواقب ما تنفذه في دولها، وبدأت تحاول تسويقه في دول شرق أوسطية عن طريق التلويح المُبطن بوقف معوناتها، أو الايعاز لجمعيات حقوق الانسان بالتركيز على ملفات حقوق الانسان التي يعتقد الغرب أن بعض الدول تتجاهلها، وكان رد مصر، على سبيل المثال، عن ملف حقوق الانسان الذي تصرّ أوروبا عليه، نابع من ثقافة مصر وتراثها، إذا قال مساعد زير الخارجية السابق جمال بيومي: "أوروبا تطالب مصر بمسائل غريبة عن المجتمع، مثل إلغاء عقوبة الإعدام، وإلغاء تعدد الزوجات، وحرية العلاقات الجنسية المثلية"، وأوضح أن "إلغاء عقوبة الإعدام تشجيع لجريمة الأخذ بالثأر، وتعدد الزوجات أكثر صدقاً واحتراماً من ثقافة تسمح بالعِشرة بدون زواج وإنتاج أبناء غير شرعيين"، وشدد على "ثقافتنا وعقائدنا لا تقر ولا تحترم العلاقات المثلية".
لماذا يُرغمون مجتمعات غيرهم، علاوة على الانسان في بلادهم، على تقبل أفكار عليها تحفظ ولم تثبت نجاحها حتى في دول الغرب.
اختيار الجنس
تفرض بعض دول الغرب الآن أمرا على سكانها هو القيام بأمر غير طبيعي وغير مسبوق في تاريخ الانسان العاقل هو اختيار الجنس.
كيف يمكن لرجل ذي عضو ذكري اختيار دور امرأة، وكيف يمكن لامرأة بدون عضو ذكري اختيار دور رجل.
إذا وصلت الامور لهذا الحد عند انسان لا يعرف من هو بيولوجياً، فالحل عند العلم وليس في النظريات المريبة، أمّا فرضها على كل الناس فأمر غير علمي أو اخلاقي، وهو اختيار لم ترده لنا أمنّا الأرض أو أبونا الكون حين خلقونا عبر ملايين السنين بالشكل الذي نحن عليه اليوم، وبعد كل هذه التطورات الكونية فينا، نجد من يفرض على المجتمعات خصوصاً المراهقين مفهوماً شاذاً لموضوع الانتماء الجنسي، من خلال دور العلم ومراكز البحث ووسائل التواصل الاجتماعي المجانية، لأسباب بدأت تتضح أغراض مجانيتها.
يستحيل أن يكون هذا تقدم، فالتقدم ما قاله أباء النهضة والعقد الاجتماعي وحقوق الانسان، ولم يكن فيه بتاتاً ما نراه عند أصحاب نظريات التقدم وترهات توجهات البيولوجية الجديدة.
رغم تقدمية أباء النهضة والعقد الاجتماعي وحقوق الانسان لم يشيروا من قريب أو بعيد لملف اختيار الأطفال لجنسهم لبداهة الامر، وكانت نتيجة تقدميتهم ما نراه من تمديّن اعتمد على المعايير العلمية الواقعية المحددة له منذ البداية.
هل هذه حرية؟ يبدو الأمر كأنها فوضى تروّج لهدم المجتمعات، والاستفادة والتحريض على المثلية الجنسية، وهي ذات نسبة محدودة، بالشكل العلمي.
خطط منسّقة
بدأ الغرب يقوم باختبارات اختيار الجنس بطريقة هادفة ومنسقة في المدارس وحتى عبر الانترنت، لجعلها أمراً واقعاً عن طريق الايهام والإيحاء وعقاب من يرفضها أو اعتباره غير متحضِّر، بل أصبحنا نرى مفاهيماً سياسية/بيولوجية لبعض المرشحين لرئاسة دول، ورؤساء دول، وإذا كان البعض يعتبر أن أساطير الدين يتم تلقينها والطفل لا يفهم شيئاً في الحياة، ما يخلق انساناً مؤمناً، أو متعصباً يصُعب أن تُزال أو تُصحح المفاهيم التي تعلمها في صغره، سنجد أن قرار اختيار الطفل لجنسه يستخدم التقنية نفسها ونتيجتها أخطر بكثير، فتلقين الدين يخلق انساناً عنده ضمير ولديه أمل في حياة أخرى، أو حتى متزمت يرى أنه الوحيد على حق وأن الله اختاره لنشر هذا الصواب، أمّا عملية اختيار الطفل لجنسه فستخلق انساناً ضائع الهوية البيولوجية، بدعم وسلطة مؤسساتية لا تدرك عواقب ما تفعله، أو تدرك وهدفها هدم الدول وانشاء مجتمعات روبوتية لا هوية أو ثقافة لها.
الآفاق المشرقة للتحرر لم تتدخل بتاتاً منذ عصر النهضة في مسألة اختيار الطفل لجنسه، وهو ما شرّعته ألمانيا التي تطبع ثنائية جنس الطفل على وثيقة ولادته، وتترك له حرية الاختيار حين يبلغ السادسة عشرة، ليختار حينها إن كان يريد أن يبقى على ما هو عليه، أو يختار جنساً مغايراً، كما أن ألمانيا هي أول دولة أوروبية تسمح بتسجيل الأطفال الذين يحملون خصائص جنسية ذكرية وأنثوية في الوقت نفسه، بوصفهم "جنساً ثالثاً" وقد دخل التعديل على قانون الأحوال المدنية حول "الجنس غير المحدد" باقتراح من مجلس الأخلاق الألماني الذي يقدم المشورة للحكومة والبرلمان في القضايا الصعبة من الناحية الأخلاقية، ويسمح القانون الجديد للوالديّن بترك خانة تحديد جنس المولود فارغة في شهادة الولادة، وتهدف هذه الخطوة لتخفيف العبء عن الآباء الذين يضطرون إلى اتخاذ قرار سريع وصعب بإجراء عملية جراحية لتحديد جنس المولود الذي يولد بأعضاء مشتركة أو ثنائية.
بيت القصيد
يصل عدد الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة كما تقول الاحصاءات في ألمانيا إلى نحو 2000 شخص، يعرفون بأنهم "ثنائيو الجنس"، ولديهم خليط من الكروموسومات الذكرية والأنثوية، أو حتى أعضاء جنسية ذات خصائص ذكرية وأنثوية في الوقت نفسه.
هل تدفع ألفا حالة على دولة بكاملها تغيير قانون أحوالها الشخصية، أو أن الامر ترويج لفكرة أخطر هو نشرها في الحضارة الغربية والعالم في ما بعد؟
الامر ببساطة، بعيدا عن فوضى النظريات البيو/اجتماعية والبيو/سياسية التي تسود الغرب، بحاجة إلى دراسة علمية تساعد مَن يجد في جسده أو جسد ابنه أو ابنته أمراً غير طبيعي، لأنه بناء على فوضى تبني حكومة لا تفهم في العلم لنظريات غير علمية وعكس طبيعة الانسان، أشارت وزارة الداخلية الالمانية إلى أن جواز السفر الألماني، الذي يحتوي حالياً على خانتين للجنس، سيحتوي قريباً خانة ثالثة لثنائيي الجنس. ويتوقع انشار هذه الخطوة التقدمية في دول القارة بقوة الدفع الذاتي.
ترويج ممنهج
على الانترنت اليوم اختبارات تجريد إبشتاين وغيره للتوجه الجنسي، وروبرت إبشتاين يُعتبر أحد أبرز علماء نفس البحث الأميركيين، وتم إثبات الاختبار تجريبياً على عينة تقارب 18000 فرداً في أكثر من 40 دولة، ورغم أن معظم الناس يفترضون أن الأشخاص يكونوا إما أسوياء أو مثليين، إلا أن عبقرية إبشتاين ترى التوجه الجنسي في الواقع يقع على متسلسة، ويُظهر اختباره موقع من يجريه على متسلسلة التوجه الجنسي، علاوة على توقع عن مدى مرونة الشخص في التعبير عنه.
هل هناك فائدة من هذا الاختبار أو تفاسير القيام به سوى البلبلة؟ أنا شخصياً أجريت طواعية وبعيدا عن العدد المُشار إليه هذه الاختبار على الانترنت، ورغم انني لم أمارس الجنس مع ذكر، ولم أشاهد أي فيلم إباحي بين ذكريّن، ولم أفكر حتى للحظة في ممارسة الجنس مع أجمل رجل رأيته في حياتي، ولم أبصر نفسي في منام أنني أمارس الجنس مع رجل أو رجل يضاجعني، أظهر الاختبار ميولاً مثلية بنسبة صغيرة في توجهاتي الجنسية نحو الرجال. من أين أتت هذه الميول؟ بلبلة علمية مقصودة ممنهجة.
هناك تطوير مقياس الاستجابة والانجذاب الجنسي لعالم النفس مايكل ستورمز من أجل تجاوز المشكلات المتعلقة باختبار Kinsey Scale Test، الذي وجده كثيرون أنه ثنائي التوجه للغاية في ما يتعلق بالتوجه الجنسي، لأنه يشمل فهماً أكثر عمقاً وأقل سطحية للتوجهات غير الثنائية بالإضافة إلى تقدير حقيقة أن بعض الناس لا جنسيون.
هل هناك بلبلة أكبر من هذا الترف النظري واللغوى لتدمير الانسان العادي وهو أساس المجتمعات والدول؟
سادة الكوكب الجدد القادمون ستكون أهم مواصافاتهم عدم الأخذ بهذه الترهات المقولبة في شكل علمي، وسيكون الايمان بها أعظم عنصر لإنتصار السادة الجدد بدون جيوش أو حروب.
*في المقال القادم عوامل سقوط الغرب



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنا سكران؟
- أنا ومراتي وكورونا
- تجليات علي جمعة لسد النهضة
- برهان الخواقين والأمر الواقع
- التنمّر بالدين والتسوّل بالانسانية
- السيدة التي هزمت الشيخ البذيء
- الأساطير التي ترسم المستقبل
- الأحمقرور
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (4)
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (3)
- أرشيف برنامج -رحلة في الذاكرة-
- قانون صامويل باتي وأعراف العشائر
- تجديد الخطاب الديني أم السياسي؟
- نائب ما قبل عصر البرلمانات
- الباقي من الزمن ثمانون سنة
- شكراً يا يسوع المسيح
- موقف سياسي أم خلفية دينية؟
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (2)
- الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس
- خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل صوما - سادة الكوكب الجدد