أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عادل صوما - الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس















المزيد.....

الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 21:54
المحور: المجتمع المدني
    


في الوقت الذي بدأت فيه الحضارة العلمانية تستوعب الهجمة الشرسة التي تريد تقويضها، مستغلة الديموقراطية والايمان بتعددية المجتمع، وأخذت هذه الحضارة تبحث عن "عقيدة مدنية" تحمي "مواطنيها" من العودة إلى عصور سفك دماء الأحياء، بسبب موروثات ماورائية منذ أكثر من عشر ألاف سنة تتعارض مع العلوم الحديثة والتاريخ والجغرافيا، وحتى حقوق المواطن ومفهوم المواطنة والدولة والانتماء، عُرض فيلم وثائقي بعنوان "فرانشيسكو" في "مهرجان روما السينمائي"، تناول أراء البابا فرنسيس من الأزمات الراهنة في العالم، وفي أحد مشاهد الفيلم قال: "يحقّ للمثليين أن يكونوا ضمن عائلة. إنهم أبناء الله. ولديهم الحق أن ينتموا لعائلاتهم. لا يمكن طرد أحد من العائلة أو جعل حياته بائسة لسبب مماثل. يجب أن تكون هناك تشريعات لشراكات مدنية، وبذلك يحظون بتغطية القانون".
كإنسان يعيش عصره ويؤمن بحرية الاخرين، انحاز إلى أي قانون يحمي المثليين من التمييز في الوظائف والاعتداء عليهم لأسباب دينية وأتقبّل علاقاتهم رغم نفوري العقلي منها.
معاشرتهم مقبولة مدنياً أما زواجهم رسمياً وتبنيهم أطفال يحملون أسماءهم، كما يقول البابا، فسيفتح الباب أمام تحطم المجتمعات، خصوصا الغربية، على المدى الطويل، وزيادة عددهم عوضاً عن بقاء نسبة المثليين في المجتمعات كما هي.
ماذا تنتظر من طفلة تسأل والدتها: ماما لماذا كل العائلات في بنايتنا تتكون من رجل وامرأة وأولاد، بينما عائلتنا تتكون من امرأتين وأنا؟ (وهذا الامر ليس سطرا في مقال لكنني سمعته بنفسي)
هذه البنت وأمثالها سيكن مثليات بدون أي شك، والامر نفسه مع الصبيان، فكل ما يحيط بطفولتهم وسيشكل كينونتهم يدفعهم إلى هذا الاتجاه، فهم سيذهبون مع زوجات أمهاتن أو أزواج أبائهم إلى مقاهي وكنائس* ومجتمعات المثليين، ناهيك على التلقين المريب اليومي في مدارس وجامعات الغرب الذي بدأ يزرع فكرة طبيعية وتقبّل وجود زوجين مثليين مع أولاد في عقول التلامذة.
هل يُعقل أن البابا لم يعرف أن نسبة زواج المثليين لم ترتفع في أميركا بالنسبة الكبيرة التي توقعها الناس بعد السماح بهذا الزواج، والأمر نفسه في أوروبا كما قال أصدقاء لي؟ ما يعني أن المتعة الشخصية وعدم تحمّل المسؤولية واستحالة ديمومة أي علاقة مثلية، لم يزالوا دعائم علاقات المثليين، فلماذا يسعى البابا فرنسيس شفيع المثليين إلى دعم فكرة ستدمر المجتمعات العلمانية، وهي ضمناً وحتى الآن تمثل الثقافة المسيحية التي تعلمنت ورفضت نفوذ الكنيسة السياسي وأعطت ما لقيصر لقيصر؟
العقيدة والتعاليم
ما تقدم كان على مستوى المجتمع وطبيعة تعريف الزواج قانونياً بأنه ارتباط بين رجل وامرأة (حتى اليوم)، لكن ماذا على مستوى الكاثوليكية التي تميّز بين العقيدة الثابتة، والتعاليم القابلة للتغيير؟
يهتمّ "مجمع العقيدة والإيمان"، بالحفاظ على العقيدة الثابتة و"حمايتها من الهرطقة"، والمقصود بالعقيدة الإيمان المسيحي الأساسي، ومن أركانه التي لا تمسّ: أسرار الكنيسة، ومنها المعمودية والزواج والكهنوت، أمّا التعاليم، فقد تتغير حسب العصر، كما حدث في موقف الكنيسة من قضايا مثل الحريات الدينية، وتحديد النسل، وبعض الاختبارات الطبيّة، والعلوم على أنواعها، حتى الإقرار بخلاص أتباع الأديان الأخرى ودخولهم إلى الجنة الذي اعتُمد في المجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1962.
الجدوى القاتلة
يرى بعض مؤيدي البابا فرنسيس أنّ تعاليمه حول المثليين وشكل الزواج القانوني والعائلة التي تتكون بسببه وغيرها من القضايا التي توصف بأنّها "ليبرالية"، لا تعني أنه مهتم بهذه المواضيع، بل يحاول "التخلّص منها"، لإفساح المجال أمام شؤون تهمّه حقاً، مثل المهاجرين، والعمال، والسجناء، والمشردين، فالبابا فرانسيس يتخذ مواقف ليبرالية لإعطاء الكاثوليكية جدوى خارج دوائر المحافظين، إلا أنّ أولوياته تحديداً في الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة في مساعدة الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومكافحة التغيّر المناخي.
معظم ما يقوله مؤيدو البابا فرنسيس عن أولوياته مجرد أوهام، لأنها من مهام الدولة وليس من مهام الكنيسة، التي تساعد بعض المعوزين لأسباب أخلاقية، أمّا أمور تحقيق العدالة الاجتماعية أو مكافحة تغير المناخ فمجرد تأييد معنوي فقط، لأن الكنيسة لا تملك سلطة الدولة أو دوائرها القانونية والتنفيذية.
أسئلة للبابا
هناك أسئلة لم يسألها أحد حسب ما قرأت في دردشات ( لأنها لا ترقى لحديث صحافي كامل) البابا مع الاعلاميين: لماذا رمى البابا الليبرالي كرة زواج المثليين في ملعب الدول والقانون المدني ولم يتبناها كنسياً؟ كيف سيواجه أي اعتراض أو انشقاق عن موقفه من الطائفة الكاثوليكية؟ لماذا لم يضع ضمن أولوياته صمود المجتمعات الغربية ودعمها في بحثها عن "عقيدة مدنية" أمام الهجمة الراديكالية الشرسة التي تتعرض لها، ويراها بوضوح حتى من نافذته في الفاتيكان؟ هل موقفه في تدمير التعريف القانوني للزواج (بين رجل وامرأة)سيدعم مجتمعات الغرب التي تتآكل في الواقع عددياً؟ هل هناك سطر واحد بين دفتي العهدين القديم والجديد فيه تلميح واحد بتأييد العلاقات المثلية؟ لماذا لا يدعم البابا فرنسيس جهود حكومات الدول الاسلامية الواقعية التي بدأت في خطوات سلام تحاول إنهاء العداء بين اليهود والمسلمين على أساس مديني غير ديني؟
المواقف الليبرالية المطلوبة من رأس الكنيسة الكاثوليكية يجب أن تنصب على تفسير ليبرالي لما يقع ضمن نطاق الانجيل.
أورد مثل واضح على ذلك في قول المسيح "في بيت أبي منازل كثيرة". هذه العبارة اليسوعانية بنى مجمع الفاتيكان سنة 1962 موقفه عليها في دخول غير المسيحيين إلى الجنة بناء على أعمالهم وليس إيمانهم. فمن أين أتى البابا فرنسيس بليبرالية موافقته على زواج المثليين من الانجيل ولماذا لم يعلن قبوله لزواج المثليين داخل الكنيسة الكاثوليكية مازال يتمتع بهذه الجرأة والليبرالية؟
*كنائس المثليين في الولايات المتحدة كثيرة، ولها عقيدة لم ترد في أي أسطورة، وهي غير علمية أيضا، لأن العلم لم يقل أن الانسان في مرحلة ما كان واحداً ذاتي التوالد، ثم أصبح رجلا وأنثى.
حسب معتقدات هذه الكنيسة أن الانسان كان جنساً واحدا ثم صار جنسيّن، وكنيسة المثليين باعترافها بأحادية الجنس البشري، تبارك أي علاقة بين مثليين، وتعتبرها خطوة على طريق اتحاد الجنسيّن في واحد.
هذه الكنيسة تؤمن ضمناً أن المسيح كان مثلياً، وهو أمر لم تلّمح حتى إليه أي أدبية جاءت بعد المسيح، ولم يقلها أعداؤه الذين ينظرون إليه كرجل غامض غير واضح الرؤية.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا
- خلية في منظومة الشيزوفرانيا
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني
- رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!
- الضحك دواء بدون أعراض جانبية
- أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه
- إسلام القرآن وإسلام العصر الأموي
- رواية إحداثيات خطوط الكف
- سلامة المجتمعات من الانهيار
- رسالة إلى الرئيس ترمب
- الناجحون في الفشل
- الشك في بقاء المسيحية حيّة في الشرق الاوسط
- -مدرسة المشاغبين- ثمرة عصر الارتجال
- صندوق الاسلام وصندوق الانسان
- -غَزَل البنات- أيقونة مصر والمتمصرين
- قبل تحوّل أوروبا لعشوائيات إرهابية
- أيهما كان الأسبق: عبد الناصر أم الخوميني؟
- بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين
- سبعون سنة أخرى من التعاسة
- كوميديا سياسية سوداء


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عادل صوما - الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس