أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عادل صوما - الناجحون في الفشل














المزيد.....

الناجحون في الفشل


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 06:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


Prosperity to peace أو السلام من أجل الازدهار، هو عنوان مشروع الرئيس ترمب الاقتصادي لحل معضلة مخلفات مشاكل الاساطير التي لقنوها للناس على أنها سماويات، لكن المستفيدين من تسويقها أطلقوا عليها صفقة القرن، ورفضوها قبل نشرها رسميا، كما أطلق بعض منظّري مقاهي السياسة العربية عليها "صفعة القرن" وكأن عبد الناصر بعدم تقديره للظروف الدولية لم يوجه صفعة للمسلمين سنة 1967، أو لم يبلغ بعض الأشقاء العرب غولدا مايير بموعد حرب أكتوبر سنة 1973.
جذور الصراع
الصراع اليهودي/الفلسطيني بدأ قبل الاسلام، فاليهود جاوءا إلى أرض كنعان بناء على أوامر إلهية وردت في القرآن أيضا، ثم جاء الفلسطينون بعدهم بقرنين على الأقل من جزيرة كريت وحل جزء منهم في مصر والجزء الآخر في أرض كنعان، وطردت مصر الفرعونية الفلسطينيين الذين حلوا فيها بسبب مشاكلهم على أرضها، فرحلوا وانضموا إلى بقية الفلسطينيين الموجودين في أرض كنعان، ودخلوا طرفاً في نزاعات عشيرتهم مع اليهود على موارد المياه والكلأ، وبما أن فكرة الحق الإلهي في تمّلك أرض كنعان لم تكن واردة في الفكر الفلسطيني، دخل اليهود وحدهم في صراعات مع الامبراطوريات الكبرى التي حكمت حوض البحر المتوسط طلباً لإستقلالهم، ووصلت آمال اليهود إلى ذروتها مع المسيح الذي إعتقدوا أنه سيكون مخلصهم من الاحتلال الروماني، لكنه خيّب أمالهم بإعلانه أنه جاء ليخلص روح الانسان، وطلب صراحة وبدون مواربة اعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وانتهت الفتن والثورات اليهودية ضد الامبراطورية الرومانية بتدمير هيكل اليهود المقدس، وطردهم إلى الشتات وتسمية المكان بأرض الفلسطينيين.
منذ ذلك الوقت كان الحلم اليهودي هو العودة إلى أرض الميعاد أو الأرض المقدسة، إلى أن عادوا فعلا سنة 1948 كدولة وليس مجتمعات تنتشر هنا وهناك، وكان أمرا طبيعيا أن يطلقوا على دولتهم أرض إسرائيل وليس أرض الفلسطينيين، وتجدد الصراع بعد حوالي 2000 سنة بين الشعبين دينيا وعلى السيادة وليس على المياه والكلأ هذه المرة، فالشعبان يتمسكان بحقوقهما الدينية التي تديرها السياسة، واتكل الفلسطينيون في صراعهم على العرب المسلمين خصوصا دول الجوار، وانتهت المواجهة بخسائر للاطراف العربية، لكن "قضية فلسطين" تحولت إلى شعار أي ثورة بعد 1952 ليعطيها شرعيتها "الدينية" حتى تستقر وتستمر سياسيا، لأن الأزمة تشمل ضمنا ما يُعتبر مقدسات المسملين، وعندما سُمح للفلسطينيين بالعمل العسكري تحت بند المقاومة، كان أول ما فعلوه محاولة السيطرة على الدول التي تأويهم كلاجئين مثل الاردن ولبنان، على أساس أن نظمها الاستعمارية هي التي تعيق تحرير فلسطين، وفشلت هذه المحاولات.
الواقعية والشعارات
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أداره اليهود بكل واقعية حسب الظروف والوقت والامكانيات، بينما أداره الفلسطينيون والمسلمون بشعارات قوية في القلوب مُخيبة في الواقع لأنها ترفضه، وأدت سيكولوجية رفض الواقع والتمسك بالشعارات إلى رفض تقسيم الارض بين شعبها الموجود وشعبها الذي جاء بعد غياب لأكثر من الفي سنة، ومن ينظر إلى خريطة فلسطين سنة 1948 يدرك تماما أن إسرائيل هي الدولة التي كانت تشبه بقع الجبنة السويسرية، وتوالت عملية توريث التمسك بالشعارات ورفض الواقع في كامب ديفيد سنة 1979، حين كان يمكن للفلسطينيين التفاوض على أرض خالية، وكامب ديفيد الثانية في عهد كلينتون، حين تم التفاوض على أرض عليها مستوطنات يهودية، إلى أن تحولت اراضي الفلسطينيين بسبب التهويد وبناء المستوطنات إلى ما يشبه بقع الجبنة السويسرية التي تربطها طرق مُقترحة وليست حقيقية.
انهزم الفلسطينيون وخسروا أرضهم. وحتى هذه الهزيمة الواقعية لا يعترفون بها، ويفضلون سماع شعارات مثل المقاومة والجهاد والتحرير من النهر إلى البحر، وهي شعارات فارغة من أي محتوى واقعي لأن أصحابها لا يملكون القوة.
كانت كل الحلول التي بُحثت حتى عهد الرئيس ترمب سياسية، ولم تقدم للفلسطينيين سوى حكماً ذاتياً على فتات ما بقى من الارض، لكن خطة ترامب تميزت بالجانب الاقتصادي لترفع مستوى معيشة المواطن الفلسطيني أمام واقع بائس لا يمكن تجاهله جعله مقهورا، ووعد مستثمرون كبار بانشاء مشاريع في الاراضي الفلسطينية المتبقية، كما تعهدت دول بالاشتراك في هذه الخطة الاقتصادية الطموحة، من أجل التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، لكن كل هذه الامور الواقعية قوبلت بالرفض وتفضيل الشعارات عليها، ليظل الزعيم زعيما والمواطن مقهورا، أو حسب ما قال ياسر عرفات من على شرفته وهو محاصر: أنتم شهداء ..أنتم شهداء.. أنتم شهداء.
اليابان وفسلطين
وقعت اليابان على وثيقة استسلام مهينة بعد الحرب العالمية الثانية، وكان الدافع في عقل اليابانيين "السلام من أجل الازدهار الياباني" ما زال النصر مستحيل التحقيق، وبعد عقود من الاعتراف بالواقع والبدء بما هو متاح وتفضيله على الشعارات، بدأت اليابان تحتل دول العالم واقتصاداتها بشركات عملاقة تحميها التقنية العالية لا الجيوش.
ماذا كان حدث لو تصرف إمبراطور اليابان المُقدس سنة 1948 بطريقة أمين الحسيني وياسر عرفات ومحمود عباس أو قادة حماس؟
الفلسطينيون انهزموا تماما وخسروا أراضيهم مثلما انهزمت دولا كثيرة، ولن تفلح الأساطير الدينية في صنع مستقبل أفضل أو اقتصاد أو دولة أو إزدهار على البقية المتبقية من أراضيهم، لسكان مأزومين شبه عاطلين عن العمل ولا أمل لهم سوى بطلب الشهادة للذهاب إلى الجنة أو الهجرة إلى بلد يقبلهم، بينما لا حل واقعياً لهم سوى بالتفاهم مع اليهود بدون شعارات لا توّصل لسلام أو تربّح معركة أو تُرجع أرض.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشك في بقاء المسيحية حيّة في الشرق الاوسط
- -مدرسة المشاغبين- ثمرة عصر الارتجال
- صندوق الاسلام وصندوق الانسان
- -غَزَل البنات- أيقونة مصر والمتمصرين
- قبل تحوّل أوروبا لعشوائيات إرهابية
- أيهما كان الأسبق: عبد الناصر أم الخوميني؟
- بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين
- سبعون سنة أخرى من التعاسة
- كوميديا سياسية سوداء
- عقيدة مكة وإيديولوجية يثرب
- الرئيس ماكرون اكتشف النفتالين
- لبنانيون في المنسى
- -التنوير- هو المُبشر وليس الوافدين
- فرمان الخليفة أردوغان الأول
- رسالة سفاح نيوزيلند إلى العلمانيين والمتزمتين (2)
- رسالة سفاح نيوزيلند إلى العلمانيين والمتزمتين (1)
- لماذا لا يطلق السيسي وبوتفليقة لحيتيهما؟
- مطلوب سحب صفة الانسانية مع الجنسية
- رواية -عواصم السماء-
- كل سنة وأبطال العلمانية بخير


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عادل صوما - الناجحون في الفشل