أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - لماذا لا يطلق السيسي وبوتفليقة لحيتيهما؟














المزيد.....

لماذا لا يطلق السيسي وبوتفليقة لحيتيهما؟


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 22:01
المحور: كتابات ساخرة
    


معظم سكان العالم الناطقين بالعربية وبعثاته* في دول الغرب أصيبوا بانفصام الشخصية، الذي أصبح واضحاً في مسلمات كثيرة أهمها ما يحدث في مصر والجزائر اليوم. فرغم أن معظم المسلمين يؤمنون بشكل أو بآخر بنظام الخلافة وتطبيق الشريعة، إلا أنهم ضد تعديل الدستور المصري ل"تمكين" الرئيس السيسي من الحكم لإثنتى عشر سنة أخرى، والشوارع في الجزائر باتت تغلي ضد الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة.
انا حقيقة لا أفهم كيف يؤمن معظم المسلمين بنظام الخلافة ويقفون ضد حكم رؤسائهم مدى الحياة، بينما جوهر نظام الخلافة أن يحكم الخليفة أو أمير المؤمنين حتى يقبضه الله أو يُغتال.
الامر واضح جدا منذ الخليفة الاول حتى ظهور وسقوط الاستعمار/ الخلافة التركية، فكل الولاة والملوك والسلاطين الذين حكموا المسلمين تحت تلك الامبراطورية حكموا مدى الحياة أو خلعهم الباب العالي. ومنذ عصر الثورات من الاستعمار الغربي كان العرب يُستفتون على رئيس بدون منافس، وطالما صوتوا لانتخاب رئيس مدى الحياة وأكثرهم شهرة عبد الناصر. لماذا طبّلوا وزمّروا لعبد الناصر وتمنوا عليه أن يحكمهم مدى الحياة وهتفوا ضد السيسي؟!
السبب هو الافكار التنويرية التي انتشرت بسبب الوعي وتطور المجتمعات، ومنها الدولة والمواطن والانتخاب، يؤمن بها المسلم العالِم والحاكم ليستخدمها لمصالحه ويصل بها للحكم، لكن العقل الاسلامي الجمعي المصاب بانفصام الشخصية لا يدرك مرض انفصام الايمان بالشيء وعكسه في الوقت نفسه الذي أصابه.
يذهب المسلم إلى الغرب هرباً من بيئته التي لا تقدم له ما يؤهله ليعيش بكرامة، لكنه يعتبر أن الغرب كافر، رغم أن الغرب أهله ليعيش بكرامة ومواطن له كافة الحقوق. يؤمن عقل المسلم بالخلافة ويطالب بانتخاب الرؤساء. قد يكون قائل: الرئيس غير الخليفة. حسناً، نظام الخلافة نفسه فقد أركانه وأولها أن يكون الخليفة من قبيلة قريش، ورغم أن المنابر تتجاهل هذا الركن، لم يزل المتمسكون بها يفعلون ذلك لمصلحتهم السياسية فقط، فهل ستكون التسمية هي المشكلة؟
يؤمن المسلم بالشريعة ويطالب بتطبيق سيادة القانون، بل يقول بالانفصام نفسه: الشريعة هي القانون؟ يؤمن بالحرام ويتاجر في المخدرات وتبييض المال والدعارة. يرتدي الحجاب والنقاب ويطيل اللحى وترتفع نسبة التحرش بالنساء والشذوذ الجنسي. ينادي بعدم شرعية الفوائد وترتفع نسبة الاختلاسات وسرقة المال العام. يقتل المثليين أو يحاكمهم في الشرق الاوسط، ويتعاون معهم في الغرب لأن قتلهم أو محاكمتهم ضد حقوق الانسان. يؤمن بحقوق الانسان في المحافل الدولية، ويعتبرها بين أمة الاسلام أفكاراً علمانية هدّامة. لا يأكل لحم الخنزير ويقبل بصمام قلب الخنزير في جسمه عندما يصاب أحد صمامات قلبه بعطب.
يتحدث الداعية صالح المغامسي في اطروحاته (المنفتحة) التي تستند إلى العقل، ويقول في إحداها على قناة “MBC” أن طول آدم عنما نزل من الجنة إلى الارض كان ثلاثين متراً. أين العقل هنا؟
تذهب المسلمة البريطانية لتحارب في صفوف تنظيم الدولة بعد مبايعة الخليفة البغدادي على الخلافة، وتعود إلى لندن لوضع مولودها ليكتسب الجنسية البريطانية رغم ما لقنّوها عن بريطانيا.
عقيدة جيش مصر اليوم، وهو أكبر الجيوش العربية، هي الدين الاسلامي، بعد عصر كان يقال فيه للجندي في أول يوم لتجنيده: ضع كرامتك ودينك في محفظة، فكرامتك طوال خدمتك هي كرامة جيش مصر وقرآنك أو إنجيلك هو "دفترالكتيبة". وأصبح الرئيس السيسي يبدأ خطاباته بالبسملة كاملة، بعد رؤساء كانوا يقولون فقط "بسم الله". والمادة الثانية في الدستور تنص على أن مصدر التشريع هو القرآن، ما يعني أن مصر دولة دينية، فلماذا لا يطلق السيسي لحيته ويسمي نفسه أمير المؤمنين، كي يرتاح الشارع ولا يعترض على حكمه مدى الحياة؟ ولماذا لا يفعل بوتفليقة الامر نفسه؟ بل لماذا لا يفعل كل الرؤساء المسلمين ذلك ليرتاح الشارع المصاب بانفصام الشخصية، ويحكمون هم مدى الحياة بدون معارضة أو مظاهرات؟
بصراحة أكثر، لماذا يحاولون التزلف إلى الغرب بالشكليات التي يتمسكون بها في المحافل الدولية، لكن العمق يختلف كثيرا عن الظاهر، ما يخلق المشاكل لهم ولسكان الكوكب.


*ذكرت كلمة بعثات عن سابق تصوّر وتصميم، لأن المسلم كان حتى سبعينات القرن العشرين يذهب إلى الغرب ليتعلم، ويعود إلى بلاده ويحاول نشر ما رآه ويتمنى وجوده في بلده، من مدارس ومستشفيات وطرق مُعبدّة ونظافة الشوارع وملابس جذابة ومكتبات العامة ومسارح وسينما، وبالحرية والافكار التنويرية يحاول الالتفاف حول نص جاء في عصر قد تغيّر تماما.
بينما يذهب المسلم اليوم ويتلقفه المتزمتون في الغرب برعاية قوانين هذه الدول، ويلقنوه الكراهية وعدم الانتماء وضلال الانخراط في المجتع الكافر. يدفعوه ببساطة إلى بعثة منعزلة تعيش في دول الكفر وتريد هدايتها.
هذا الانفصام الشخصي يحجب عن المسلم العادي سؤال مهم: لماذا تقدم الكفار علمياً وحضارياً؟ الرد جاهز عند العلماء: هذا شأن الدنيا، وهي بالنسبة لنا مجرد محطة للآخرة. أما العلماء فيتجنبون تماما السؤال البسيط جدا الذي سألته صحافية إيطالية للخوميني: لماذا تسب الغرب بينما فرنسا أوتك من نظام الطاغوت، وتجلس على أرائك في إيران مصنوعة في الغرب، وتتحدث في جهاز مصنوع في الغرب، وملابسك نفسها وسيارتك مصنوعين في فرنسا، وتلجأ إلى وسائل إعلام الغرب ومنهم انا لنشر أفكارك؟ قال الخوميني: أسب الغرب بسبب كفره.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب سحب صفة الانسانية مع الجنسية
- رواية -عواصم السماء-
- كل سنة وأبطال العلمانية بخير
- القتيل الأغلى سنة 2018
- قتلنا الفرعون.. اهرب بارك الله فيك!
- التستر على القاتل نفاقاً
- حرب نصف الألفية الاولى
- رسالة إلى حامد عبد الصمد
- ما المانع أن يكون مسلماً كاهنا؟!
- الملاك الذي طار من البلكون
- كتاب -امام العرش مرة أخرى-
- الخطر ليس في تآكل الديموقراطية بل زوال التنوير
- نظرية الثقب الاسود الدينية
- مانديلا: وقائع وراء الاسطورة
- العقوبات بأثر رجعي ومفعول ابدي
- الدعوات لم تشفع لخير الفرق
- -عوالم خفية- وراء صناعة الفساد
- ولهم في علمانية أوروبا مآرب أخرى
- إقامة جهادي وترانزيت طفل
- دموع محي إسماعيل


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - لماذا لا يطلق السيسي وبوتفليقة لحيتيهما؟