أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - مطلوب سحب صفة الانسانية مع الجنسية














المزيد.....

مطلوب سحب صفة الانسانية مع الجنسية


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 22:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصفت شميمة بيغوم، الداعشية التي فرت من لندن للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سورية، قرار سحب الجنسية البريطانية منها بأنه "قرار غير عادل". وقالت الفتاة ذات التسعة عشر خريفاً في مقابلة تلفزيونية مع قناة "أي تي في" أن قرار وزارة الداخلية البريطانية "حطّم قلبها"، لكنها ستحاول الحصول على جنسية زوجها الهولندي، الذي جندته فاكتسب دينها. وقد رد متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية على مسألة تحطّم قلبها بقوله "إن الوزارة لا تعلق على حالات فردية، "لكن قرار سحب الجنسية استند إلى أدلة، ولم يُتخذ باستخفاف"، وأضاف: "في الأيام القليلة الماضية، أوضح وزير الداخلية موقفه الذي يتضمن أن أمن وسلامة الناس الذين يعيشون هنا في بريطانيا لهما الأولوية".
القانون والشريعة
بعد سحب جنسية شميمة بأيام، قال الرئيس دونالد ترامب: إن المرأة التي غادرت الولايات المتحدة لتعمل في الدعاية لتنظيم الدولة الإسلامية، لن يُسمح لها بالعودة إلى البلاد. وكتب على موقعه في توتير أنه "أعطى التعليمات إلى وزير الخارجية، مايك بومبيو، بعدم السماح لهدى مثنى بالعودة إلى الولايات المتحدة". وقد اندهشت هدى من قرار الرئيس الاميركي، وستلجأ مثل أختها الداعشية شميمة إلى المحاكم.
ثم حذت السعودية حذو القرارات نفسها، وأكّدت جريدة "أم القرى" نقلاً عن "وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية" أنه "صدر أمر ملكي بشأن الموافقة على إسقاط الجنسية السعودية عن حمزة أسامة محمد بن لادن من السجلات الرسمية" بتاريخ 22 شباط/فبراير.
ما يلفت الانتباه في الحالات الثلاثة هو تصريح شميمة وهدى للإعلام بأنهما سيقاضيان بريطانيا وأميركا لاسترداد جنسيتيهما مرة ثانية، بينما لم يعلّق المراهق قائد القاعدة بالوراثة على القرار الملكي، وكأن الطعن فقط يجوزعلى دول يحكمها القانون ولا يجوز على مملكة تحكمها الشريعة، فالمستفيدون من الاسلام سياسياً كدأبهم يستفيدون من "العلمانية والدولة والديموقراطية" في الحصول على مبتغاهم، لكنهم يكفرون في الوقت نفسه هذه المنظومات، التي تسمح لهم بمقاضاتها، وهذا بيت القصيد الذي يجب أن يجد القيمون على الدول العلمانية حل له.
الدولة والوطن
لا يوجد مفهوم للوطن في الفقه الاسلامي، ونجد في مواقعهم ما يطلقون عليه المجتمع، وهنا قبس مما كتبوا: "يُطلق مصطلح المجتمع على مجموعة الناس الذين يعيشون على شكل جماعة منظمة تحكمها مجموعة من القوانين والأعراف والتقاليد الخاصة، بحيث يشتركون في البقعة الجغرافيّة، والاعتقادات، والدين، أمّا المجتمع المسلم فهو المجتمع الذي يحمل خصائص تميّزه عن باقي المجتمعات الأخرى، وحينما نتحدث عن المجتمع المسلم لا نقصد مجتمعاتنا الحالية التي انسلخت عن هويتها وحضارتها ودينها".
الامر يعني بدون مواربة مفهوم "الأمة الاسلامية"، و"الخلافة" التي ترعاها، وهو المفهوم الذي يريدون به إسقاط الدول القومية في أي دولة حلوا فيها. هذا المفهوم وُجد في وقت كان يُقال فيه "موطن الإبل" حيث الكلآ والمرعى في الصحراء والانسان ينتمي إلى قبيلة، بينما الامبراطورية الرومانية المعاصرة للمفهوم نفسه كانت تُطلق "المواطن" على رعاياها.
ورغم تطور النظم السياسية والمدن وحتى مجتمع الصحراء، لم يزل المستفيدون من الاسلام سياسياً يتمسكون بهذا المفهوم، بدءا من سلطنة بروناي حتى الامبراطورية الاميركية حيث يوجد "أمة الاسلام".
مفهوم الدولة الذي يتمسك به ظاهرياً المستفيدون من الاسلام سياسياً، لا وجود له إطلاقاً وفق الفقه الاسلامي، لأن هذا المفهوم علماني صرف ولا شأن له بأي كتاب في الادبيات الابراهيمية. وما يُكتب عنه في أدبياتهم مجرد سفسطة وأكاذيب وتلفيقات للدخول في المنتديات الدولية بصفة حديثة تواكب العصر، لهدم الدول والمنتديات في نهاية المطاف، لأن ما يريدوه حقيقة هو جواز سفر "دولة" يتيح لهم التجوال في أوروبا وباقي دول العالم، لبث الكراهية والعنصرية وازدراء الآخر وتكفيره وتمكين عدم التوافق في النفوس.
إذا كان المستفيد من الاسلام سياسياً من أمثال شميمة وهدى وحتى طارق رمضان حفيد مؤسس "الاخوان المسلمون" ومحمد مهدي عاكف صاحب "حديث طز في مصر" وراشد الغنوشي لا يعترفون بوجود دول مثل مصر أو سورية أو الجزائر أو تونس، فيكف يقتنع أي رئيس دولة غربية بأنهم يؤمنون بوجود دولته؟ وإلى متى يستمر التكاذب وحماية من لا يستحقون وفتح الحدود لمن لا يؤمن بالدولة؟
في اللغة الانكليزية يطلقون المفترس predator على من يغتصب فتاة بدون إرادتها لأنه ببساطة فقد صفة الانسانية وأصبح وحشاً، فهل يأتي يوم تسحب فيه الدول صفة الانسانية علاوة على الجنسية عن أعدائها الذين يريدون اغتصاب جنسياتها لمأربهم ولهدمها؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -عواصم السماء-
- كل سنة وأبطال العلمانية بخير
- القتيل الأغلى سنة 2018
- قتلنا الفرعون.. اهرب بارك الله فيك!
- التستر على القاتل نفاقاً
- حرب نصف الألفية الاولى
- رسالة إلى حامد عبد الصمد
- ما المانع أن يكون مسلماً كاهنا؟!
- الملاك الذي طار من البلكون
- كتاب -امام العرش مرة أخرى-
- الخطر ليس في تآكل الديموقراطية بل زوال التنوير
- نظرية الثقب الاسود الدينية
- مانديلا: وقائع وراء الاسطورة
- العقوبات بأثر رجعي ومفعول ابدي
- الدعوات لم تشفع لخير الفرق
- -عوالم خفية- وراء صناعة الفساد
- ولهم في علمانية أوروبا مآرب أخرى
- إقامة جهادي وترانزيت طفل
- دموع محي إسماعيل
- مطربة ورسالة وبتر ثقافي


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - مطلوب سحب صفة الانسانية مع الجنسية