أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا














المزيد.....

خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 03:44
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ إسبوعين تحدثتُ عن انفصام الشخصية الذي يعانيه طارق رمضان أهم دعاة أوروبا، ويتمثّل بوضوح في التناقض بين ما يبشر به وبين أفعاله، وهو تناقض لا علاقة له بالاسباب الفسيولوجية التي تؤدي إلى انفصام الشخصية، بل إلى إسلوب حياة المدرسة الفكرية التي تخرج فيها رمضان.
واليوم جاء دور بن لادن كخلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا، فقد كان من بين الأشياء التي صادرتها القوات الأميركية الخاصة التي اقتحمت المجمع السكني الذي كان يتحصن به عقب مقتله، كنز من المعلومات والوثائق، لكن المفاجأة كانت وجود كميات كبيرة من الصور والافلام الإباحية على حاسوب شيخ الاسلام الشخصي وأقراص مدمجة يحتفظ بها في غرفته الخاصة، والفرق بين رمضان ولادن هو البيئة المنفتحة التي سهلّت للأول التحرش الجنسي، بينما عاش الثاني في بيئة منغلقة جعلته يدمن مشاهدة الأفلام الإباحية في عزلة وحدته كرجل مطلوب من جهات مختلفة.
أنا لم أستوعب ما قالته صحيفة"Daily Mail" البريطانية عن بن لادن "شخص يقدّر السرية، ولذلك فإن الكشف الجديد سيشكل قمة الإحراج له، فهو يكشف التناقض بين الصورة المعروفة عنه وتلك الخفية".
ما كان بحوزة بن لادن لن يسبب حرجاً له فالموتى لا يشعرون، ولن يسبب حرجاً حتى لأي تابع لتنظيمه، لأنهم يملكون عشرات التفسيرات والتبريرات المُسبقة لمثل هذا التصرف، وكلها مبنية على الخوف على الأرزاق أو الاعناق.
معلومات قديمة
وردت معلومات الإباحيات عن شيخ الاسلام، عندما نشرتها وكالة "رويترز" نقلا عن مسؤولين أميركيين عقب تصفيته، ثم وضُعت في فيلم وثائقي صدر حديثاً عن قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، أعدّه محلل شؤون الأمن القومي في شبكة "سي أن أن" بيتر بيرغن، أول صحافي غربي التقى بن لادن سنة 1997، ومن تبريرات وجود صور وأفلام إباحية في حوزة مؤسس القاعدة التي وردت في الفيلم، أن أسامة بن لادن "ربما يكون قد تواصل مع أتباعه الإرهابيين عبر رسائل مُشفرّة في مقاطع فيديو إباحية".
أما بيرغن فقد قال إن المعلومات الواردة في ملفات أسامة بن لادن الرقمية "تركت وراءها بصمة لرجل معقد، مسؤول عن قتل الآلاف من الناس". وحسب الفيلم الوثائقي كان بن لادن يخشى استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة لإصدار تعليمات إلى عناصره، لأن التشفير الموجود على الرسائل لا يمكن الوثوق به، فلذلك اعتمد على الإفلام الإباحية لاتصاله مع العالم الخارجي أو عبر أشخاص كان يثق بهم".
فوق الشهبات
التفسير غير مقنع وغير واقعي، وهو فرضية مستحيلة لا تزعج المريدين والاتباع، لكنها في عمقها تتناقض مع الحديث وتعاليم الاسلام، لأن سيناريوهات أي فيلم إباحي محدودة وهي ممارسة الجنس بالفم أو بالشكل الطبيعي أو من الخلف أو بين أكثر من شخصين أو بين مثليين أو مثليات، فما هي الرسائل المُشفرة المتعددة المتنوعة التي يُمكن أن تُرسل من خلال هذه السيناريوهات، ومنها الاغتيال والتفجير والخطف وتهريب السلاح وتبييض الاموال وتجارة الأفيون والتعامل مع الأسرى أو إعدامهم ونسف جوامع الشيعة وكنائس المسيحيين وتصفية من يريد الخروج عن التنظيم؟
هل يمكن أن يُشفّر مشهد امرأة تمص عضو رجل لأي سيناريو جهادي؟ وكيف يمكن تشفير صورة امرأة يضاجعها رجلان لعمل استشهادي؟ وكيف يُمكن تشفير لعق السائل المنوي أو لحس فرج امرأة أو أي وضع جنسي مع عمل في سبيل الله ورسوله، ويريد صاحبه خداع الاستخبارات العاليمة به؟
هل يمكن مثلا تشفير اسقاط برجي التجارة العالمية بممارسة الجنس بشكل جماعي بين مجموعة من الرجال والنساء؟ أو مشهد القذف كخبر وصول مدافع مضادة للطائرات للمجاهدين؟ وهل يمكن تشفير لصق عبوة ناسفة في حاملة طائرات اميركية، بمقطع يمارس فيه رجل الجنس مع امرأة من الخلف؟ وماذا عن ممارسة السحاقيات.. هل تشفير ممارستهن الجنس بعضو بلاستيكي ذكري يعني استعمال حزام ناسف؟ وهل إذا مارسن الجنس بدون القطعة الذكرية البلاستيكية تشفير لممارسة جهاد النكاح؟
فرضيات مستحيلة ويبدو أنها مفصّلة تفصيلا لكي لا تُغضب أناس يضعون زعماءهم وعلماءهم فوق كل الشبهات أو الاعتراضات حتى لو كانوا مدمني مشاهدة افلام إباحية أو متحرشين.
العَالِم بالغيب
كان بن لادن على الأرجح يعاني انفصاما في الشخصية، ورغم زوجاته الخمسة وأطفاله العشرين يبدو أنه كان يعاني حرماناً عاطفياً أيضا حتى وهو في عمر الرابعة والخمسين، وجعله انفصام شخصيته يتغاضى عن فتاوى مشاهدة الأفلام الإباحية التي تُجمع المواقع الاسلامية كافة على أنها "جاءت بويل وخراب على الأسرة المسلمة، وتسببت في حالات كثيرة من الطلاق، وذلك بسبب أن الرجل يستعيض بالحرام عن ما حلله الله عز وجل له". ومَنْ "يفعل هذا ينسى أن الله يراه، وأنه سيُحاسب أمامه يوم القيامة".
تستشهد هذه المواقع بحديث غض النظر عن المحرمات، وتورد للرسول حديث جاء فيه " إنه رأى قوم في ليلة الإسراء والمعراج يأكلون لحم نتن يخرج منه صديد وأمامهم لحم طيب، وعندما سأل جبريل عليه السلام: ما هولاء؟ قال جبريل: هذا الرجل تكون عنده الزوجة الحلال فيتركها ويذهب للحرام".
لم يقل جبريل بجواز مشاهدة الأفلام الإباحية(وهي حرام) للتشفير، رغم أن الذي أرسله يعلم الغيب والمستقبل، والتشفير والبورنو من مفرداتهما اللُغوية.
حرص بن لادن على تطبيق الشريعة لكنه مع جماعته مارسوا التهريب والسرقة وتجارة الأفيون، وحرص على الشادور كزي لنسائه والنساء اللاتي يعشن ضمن مناطق نفوذه لكنه كان يشاهد الأفلام الإباحية. كيف تحكم عليه أيها القارىء؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلية في منظومة الشيزوفرانيا
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني
- رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!
- الضحك دواء بدون أعراض جانبية
- أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه
- إسلام القرآن وإسلام العصر الأموي
- رواية إحداثيات خطوط الكف
- سلامة المجتمعات من الانهيار
- رسالة إلى الرئيس ترمب
- الناجحون في الفشل
- الشك في بقاء المسيحية حيّة في الشرق الاوسط
- -مدرسة المشاغبين- ثمرة عصر الارتجال
- صندوق الاسلام وصندوق الانسان
- -غَزَل البنات- أيقونة مصر والمتمصرين
- قبل تحوّل أوروبا لعشوائيات إرهابية
- أيهما كان الأسبق: عبد الناصر أم الخوميني؟
- بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين
- سبعون سنة أخرى من التعاسة
- كوميديا سياسية سوداء
- عقيدة مكة وإيديولوجية يثرب


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا