أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صوما - موقف سياسي أم خلفية دينية؟















المزيد.....

موقف سياسي أم خلفية دينية؟


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6742 - 2020 / 11 / 24 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


عندما رجع الرئيس السادات من زيارة إسرائيل، استقبله أكثر من مليوني مصري في استفتاء مباشر حي على قبول مبادرته التي تتضمن تطبيعاً في الوقت نفسه، ويستحيل أن تجمع أجهزة المخابرات المصرية هذا العدد لتحية موكب الرئيس من المطار إلى بيته كما يقول سماسرة السياسة وحواتها، وإذا جمعتهم يستحيل أن تشتري طبول ومزامير لربعهم، لأن المشاهد التلفزيونية تؤكد وجود طبول ومزامير مع أكثر من ربع مستقبلي الرئيس.
"تعيش يا سادات" .. عنوان أغنية غناها الشيخ سيد مكاوي تحية للرئيس أنور السادات بعدما زار القدس سنة 1977.
كانت أيام
كان هذا سنة 1977 قبل تمّكن تيار المستفيدين من الاسلام سياسيا من وعي ولاوعي المسلمين في أنحاء العالم، خصوصاً المصريين الذين أركز عليهم في هذا المقال.
لم يكن الاعلام يدين ممثلة ظهرت بمايوه بيكيني في فيلم، أو كاتب أو ممثل يقول أنه ملحد، أو أغنية جريئة المعاني مثل "الطشت قال لي" وبعض أغاني أحمد عدوية. كان الموقف السياسي والأغنية والفيلم والرأي الشخصي و الإيمان وعدمه والملابس بعيدة كل البعد عن الحكم الديني.
اليوم تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي إذا ظهرت راقصة بملابس يعتبرها البعض غير لائقة، وتظهر فتاوى تقول أنها ضد القيم الاسلامية، وتهتز مصر لأن المطربة شادية ظهرت في آخر حياتها بدون حجاب، أو ظهرت ممثلة بفستان يبرز مفاتنها، أو غنت مطربة بغنج وأداء أنثوي زائد.
الأعجب من ذلك أن مشهد البار وشرب الخمور والنادي الليلي والراقصة اختفوا من الفيلم المصري، بل أن راقصات إسرائيل طورن فن الرقص وأخذن زمام المبادرة من راقصات مصر (95% منهن روسيات) وأصبحت بعض الراقصات الإسرائيليات يحصدن مائة وأربعين مليون مشاهد على "يوتيوب" نتيجة هذا التطور غير المسبوق، وهو رقم لم يحصل عليه عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب في كل أغانيهم مجتمعة، بل لم تحصل عليه أغنية دينية إسلامية مثل "سلوا قلبي" أو ثلاثية أغاني فيلم "رابعة العدوية" لأم كلثوم، أو "لأجل النبي" لمحمد الكحلاوي.
تمكن الدعاة الذين يستخدمون الإسلام لحكم الناس سياسياً من القلوب والقوى الناعمة في الدول، وما يقولوه أصبح غير قابل للشك أو النقد، ومن يتجرأ ويقول أن هذا الداعية قد كذب أو قال ما قاله بدون ذكر مصادر، تفتح حناجرهم النار عليه ويتهمونه بأنه ازدرى الاسلام. وعلى سبيل المثال، من الكذب الفاضح الذي قاله أحد الدعاة أن ليونيل ميسّي اللاعب المشهور قد أعلن اسلامه. ولا يجرؤ حتى ميسّي نفسه انكار ذلك حتى لا يُتهم بإزدراء الاسلام. كما لا يجرؤ أي طبيب متخصص أن يقول عن داعية أنه قد كذب عندما قال أن صلاة الصبح تمنع الجلطة القلبية، فالجلطة سببها تراكم الكولسترول، وارتفاع نسبة الكولسترول لا علاقة له بأي مواقيت صلاة.
وأصبحت أيام
ليس غريباً في هذه الاجواء التي يخلطوا فيها الإسلام بالطب والسياسة وعلوم الاجتماع وتاريخ الخط العربي وأصول اللغة العربية والفلك والجغرافيا والتاريخ وعلم الاحياء والكيمياء والأدوية، أن تعلن "اللجنة الطارئة للنقابات الفنية المصرية" إيقاف الممثل محمد رمضان عن العمل لحين انتهاء التحقيق، بعدما أصدرت نقابة المهن التمثيلية بياناً صحفياً جاء فيه: "تابع مجلس النقابة في الساعات الأخيرة بكل اهتمام ومسؤولية نابعة من موقف وطني وقومي يمثل جموع الفنانين والمبدعين المصريين ، ما حدث من تصرف فردي لأحد أعضاء النقابة في إحدى التجمعات الفنية بمدينة عربية شقيقة والتقاطه الصور مع فنانين ينتمون للكيان الغاصب".
وتابع البيان: "ومجلس نقابة المهن التمثيلية إذ يتناول تفاصيل هذه الواقعة المثيرة للجدل ليؤكد أولا الدعم التام والكامل لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق والتزام النقابة بالموقف الجمعي للفنانين المصريين وتمسكها الدائم بمواقف وقرارات اتحادات النقابات الفنية المصرية والعربية تجاه مثل هذه التصرفات".
وأضاف البيان: "المجلس في موقفه هذا يدرك تماما الفرق بين المعاهدات الرسمية التي تلتزم بها الحكومات العربية والموقف الشعبي والثقافي والفني من قضية التطبيع ، علما بأن مجلس النقابة يحتفظ بحقه في اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات وقرارات في ضوء اللوائح الداخلية والقوانين المنظمة لعمل النقابة".
استفسارات
ما الداعي لإنشاء "لجنة طارئة للنقابات الفنية المصرية"؟ هل هي قسم من قيادة ميدانية عسكرية أو هيئة ادارة كوارث طبيعية تبحث في شؤون ميدانية طارئة أو زلزال ضرب مدينة مصرية؟ وبما أنها "طارئة" هل ساعدت أي فنان مسّن واجه ظروفاً حرجة وصلت إلى حد تسوّل بعضهم بسبب قلة المدخول؟
واضح جداً أن الموقف ضد محمد رمضان له خلفية دينية، فلماذا لا تلتزم هذه اللجنة بفتاوى شيوخ الاسلام خصوصاً ابن تيمية وتعلن أن الفن بكل صوره حرام وتلغي نفسها؟
ما تأثير صورة جمعت فنان مصري بآخر إسرائيلي على حقوق الفلسطينين؟
لماذا إسرائيل كيان غاصب فقط في أدب المستفيدين من الاسلام سياسياً، مع تجاهل الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي كتب في افتتاحية أول رسالة له لرئيس الوزراء الإسرائيلي "صديقي العظيم"، وتجاهل تركيا التي اغتصبت أراض من دول عربية واغتصبت حق وسيادة الأكراد وتقول بلسان أردوغان أن ليبيا من ممتلكات السلطان العثماني؟
هل أصبح التطبيع مع دولة يختلف عن المعاهدة السياسية؟ هذه كذبة سياسية غير قابلة للهضم دولياً، ولا يعرفها سوى المستفيدين من الاسلام سياسياً، لكنهم يتلقون العلاج في دول الغرب بأجهزة صُنع بعضها في إسرائيل، ناهيك عن الزعماء الفلسطينيين المسلمين الذي تلقوا علاجا في إسرائيل وبعضهم مات في مستشفياتها.
من قال لاتحاد النقابات الفنية في مصر أن كل المصريين ضد التطبيع؟ وماذا عن رجال الأعمال الذين لهم تعاملات وتجارة مع إسرائيل؟
المحصلة
لم تظهر أي فتوى أو إدانة لإعلامي مصري ظهر مع سياسي إسرائيلي قبل اغتيال السادات، ولم يدن الأزهر سيد مكاوي على أغنيته رغم أنه آخر شيخ أزهري ترك دكة قراءة القرآن إلى التلحين، كما لم يدن أحد مليوني مصري هتفوا لمبادرة السادات وتطبيعه، لأن تيار المستفيدين من الاسلام سياسياً لم يكن بالقوة التي نراه اليوم، وبدأت حتى تهز أوروبا وليس محمد رمضان فقط.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (2)
- الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس
- خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا
- خلية في منظومة الشيزوفرانيا
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني
- رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!
- الضحك دواء بدون أعراض جانبية
- أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه
- إسلام القرآن وإسلام العصر الأموي
- رواية إحداثيات خطوط الكف
- سلامة المجتمعات من الانهيار
- رسالة إلى الرئيس ترمب
- الناجحون في الفشل
- الشك في بقاء المسيحية حيّة في الشرق الاوسط
- -مدرسة المشاغبين- ثمرة عصر الارتجال
- صندوق الاسلام وصندوق الانسان
- -غَزَل البنات- أيقونة مصر والمتمصرين
- قبل تحوّل أوروبا لعشوائيات إرهابية
- أيهما كان الأسبق: عبد الناصر أم الخوميني؟
- بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صوما - موقف سياسي أم خلفية دينية؟