أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الأحمقرور














المزيد.....

الأحمقرور


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 22:27
المحور: كتابات ساخرة
    


الدكتاتور شخصية إنتهازية مستبدة لديها إحساس مفرط بالذات، ولذلك تسعى دائما لاستغلال الآخرين بكافة الطرق، وإذا وصلت هذه الشخصية لسلطة الحكم يعمل صاحبها على سلب شعبه حقهم في التفكير والرأي، ويستخدم تقنية التهديد أو البطش لتنفيذ ما يمليه عليهم من أفكار وأوامر ونواهي يعتبرها غير قابلة للمناقشة، لأنه الوحيد الذي يفهم وما يفهمه يصل إلى درجة الوحي أحياناً، ومن أجل ذلك يعمل على إنكار الوقائع وتكذيب تاريخ كل من جاء قبله، ورمي الناس بالجهل، وإذلال خصومه والتخلص منهم بالسجن أو الاغتيالات المُدبرة، وقد يهدد أو يتورط بإبادة جماعية، من أجل فناء جيل لن يورِّث أفكاره لجيل آخر، كما يعمل على تفريغ جماعته من أي بديل حالي أو مستقبلي، ومن ثمة يصبح هو الخيار الوحيد ورمز اليوم والمستقبل والخلود والطوطم، ورغم كل هذ الصفات تجده صاحب ميول للخنوع التام للأقوى، لكنه يستخدم غيره ليعترض على أعماله شفاهياً وليس فعلياً.
رجب أردوغان أحد مستبدي العصر ومتنمريه الذي تنطبق عليه مقدمة المقال كلها، وهو شخصية سوداوية متزمتة تحتاج إلى دراسة سلوكية بدءاً من تأثره المُفرط بإسم عائلته أردوغان (الذي وُلد رجلا باللغة التركية) حتى حلمه بأن يكون أعلى حضرة أقدس، همايون السُلطان خان المُعظَّم، باديشاه، عاهل آل عثمان، سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين، متوّج الملوك، ظل الله في الأرضين، وخادم الحرميّن الشريفيّن، وقيصر الروم وأمير المدائن الثلاث مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس.
كل ما يفعله أردوغان يؤكد هوسه لإستعادة عظمة إمبراطورية والدفاع عن كل مساوئها وتكذيب كل ما يقال عن جرائمها. إمبراطورية زالت وتركت المسلمين متخلفين لا يدركون ما يحدث في العالم، بعد أكثر من أربعمائة سنة من حكم ديكتاتوري ظلامي استعمل الخوازيق والإبادة الجماعية وسرقة الممتلكات والعقول من البلاد التي استعمرتها وأرسلتها إلى الآستانة.
تخلّف مُذّل جعل أهالي القاهرة يواجهون مدافع نابليون بالدعاء "اللهم يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف"، حسب ما قال المؤرخ الجبرتي.
تكذيب وتسفيه
تكذيب وقائع التاريخ وتسفيهها هي محور السطور التالية، وهي موروث عقائدي ورثه أدروغان، وبهذا الأفيون المتوارث في الجينات من مئات السنين، يرفض أي حاكم تركي الاعتراف بما ارتكبه السلطان عبد الحميد الثاني من مجازر بحق الشعب الأرمني، الذي قُتل ما يقارب مليون منهم وفقاً لعدة مؤرخين على رأسهم أرنولد توينبي، بعدما ادّعت الدولة العثمانية أن روسيا أثارت الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية، وزعمت الدولة العثمانية حينها، وهو ما لم يقله أي مؤرخ، أن هذه الجماعات حاولت اغتيال السلطان عام 1905، لكن الوقائع تقول أن حكومة جمعية "الاتحاد والترقي" استخدمت على نحوٍ منهجي الوضع العسكري الطارئ للحرب العالمية الأولى لتفعيل سياسة سكانية على المدى الطويل، تهدف إلى تعزيز العناصر التركية المسلمة في الأناضول على حساب السكان المسيحيين الأرمن والآشوريين، ووفق توينبي، سعي النظام العثماني إلى ترسيخ مكانته وقت الحرب والتمويل لتتريك وأسلمة الأناضول، بمصادرة أصول وممتلكات الأرمن المقتولين أو المرّحَلين، وكان إعادة توزيع ممتلكات الأرمن أو سرقتها دافعا لكثير من العصابات وقطاع الطرق والصعاليك والمرتزقة للمشاركة في الهجوم على الأرمن وقتلهم واغتصاب نساءهم.
اعترفت خلال هذه السنوات 29 دولة في العالم بالمجازر التي حدثت للأرمن، وانضمت الولايات المتحدة إليها منذ أسابيع واعترفت بحدوث احدى أكبر عمليات الاجرام "الموثقة" في القرن العشرين في تقارير سفراء وصور صحافيين ألمان، وبشهادات الأرمن الذين تمكنوا من الحياة بعد دفعهم في "مسيرات موت" الى الصحراء ليصلوا منها الى سورية ولبنان والأردن ومصر.
وصف وزير خارجية تركيا بكل صفاقة قرار مجلس النواب الأميركي الذي صدّق عليه الرئيس بايدن بشأن قضية الأرمن بأنه "قرار مخز" من قبل أشخاص يستغلون التاريخ في السياسة، وأضاف في نهاية انكاره وتسفيهه للوقائع أن القرار "لاغ وباطل". موروث أفيوني غريب لا مثيل له بين كل البشر سوى في فئة واحدة فقط.
المؤكد أن وزير الخاريجة قرأ فقط ما أملاه عليه سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، الذي أرسل له الرئيس ترامب في التاسع من تشرين الأول الماضي رسالة توضح معرفة ترامب بهوس أدروغان فقد كتب له: "لا تكن أحمقا"، ودعاه إلى عدم مهاجمة الأراضي السورية، لكن إردوغان كان "أحمقا" وهاجم بقواته شمال سورية، لأنه مغرور ومسكون بوهم امبراطورية ذهبت.
أردوغان سجين مثلث الحماقة والغرور والتنمّر، وكأي مستفيد من الاسلام سياسياً يهاجم ويهادن ويمارس الخداع والخنوع باسم الدين، في مناورات سياسية وضيعة جداً لا رؤية فيها أو إلهام للأجيال أو حتى منفعة لبلده.

*الأحمقرور تركيبة مكونة من أحمق ومغرور



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (4)
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (3)
- أرشيف برنامج -رحلة في الذاكرة-
- قانون صامويل باتي وأعراف العشائر
- تجديد الخطاب الديني أم السياسي؟
- نائب ما قبل عصر البرلمانات
- الباقي من الزمن ثمانون سنة
- شكراً يا يسوع المسيح
- موقف سياسي أم خلفية دينية؟
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (2)
- الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس
- خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا
- خلية في منظومة الشيزوفرانيا
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني
- رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!
- الضحك دواء بدون أعراض جانبية
- أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه
- إسلام القرآن وإسلام العصر الأموي
- رواية إحداثيات خطوط الكف
- سلامة المجتمعات من الانهيار


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الأحمقرور