أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - اليوم الدولي للتعاون بين دول الجنوب واختلاق العقبات والعراقيل بوجهه















المزيد.....

اليوم الدولي للتعاون بين دول الجنوب واختلاق العقبات والعراقيل بوجهه


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدينا أولويات في إطار ما يجابه شعوبنا من تحديات، ولكننا أيضاً لا يمكن أن نغفل عوامل السير قُدُماً إلى أمام في ضوء الاستراتيجيات التي رسمتها الأمم المتحدة، وما يتطلبه ذلك من مهام تثقيف وتوعية أو حراك تنويري مفترض.. ومن ذلك ما يتعلق بالأيام والأسابيع الدولية التي تقتضي تسليط الضوء على ما ينبغي التركيز عليه من أولوية في ميدان أو حقل من حقول المسيرة البشرية نحو مستقبل أفضل.
ولابد من التذكير في هذا الإطار بيوم الثاني عشر من أيلول سبتمبر بوصفه يوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب على وفق قرارها ذي الرقم (A/RES/58/220). إن اليوم الدولي للتعاون بين دول الجنوب وشعوبها يتضمن مهام دعم البلدان النامية لالتزام مبدأ الاعتماد على الذات عبر تعزيز قدراتها لمعالجة ما يعرضها من مشكلات وعراقيل بمسيرة البناء والتنمية.
ولكننا لا يمكن أن نجد فرص تطور و-أو تقدم حقيقي فاعل إذا ما تركنا تلك البلدان تنشغل بصراعات وأزمات مفتعلة مختلقة تمنعها بالجوهر من ايّ شكل للعمل الجمعي المشترك.. بينما تؤكد التجاريب البشرية ورؤى العقل العلمي أنّ التنمية لا تتم بنضج وسلامة ما لم نوفر لها العمل الجماعي التعاوني القائم على التكمل وتبادل الخبرات وتوفير الإمكانات لحركة البناء..
ومن هنا جاءت مهمة دعم مهام فتح جسور التفاهم والتعاون وتبادل تلك الخبرات وتوفير أرضية لحماية خطوات التطور عبر حشد الموارد التقنية والمعرفية وإعادة رسم استراتيجيات استثمارها الإنمائي بالإفادة من تقاسمها بصورة موضوعية رصينة، تستند للتكامل والتكافل..
لقد سجلت المواثيق التأسيسية لانطلاق احتفاليات الأمم وشعوب الجنوب بهذه المناسبة معاني التعاون المنشودة المستهدفة تلك التي قامت على تعزيز قدرة بلدان الجنوب المتطلعة للنمو الفعلي؛ أقول سجلت: الأهمية الاستثنائية للنهوض بالتنمية (معاً) بما يبدأ أولاً بتشخيص المعضلات ومطالب الحل بتحديد القضايا الرئيسة الأساس للتنمية وبتحليل مفرداتها بقصد صياغة الاستراتيجيات اللازمة لإدارة منظومة العلاقات الاقتصادية بينها، ومن ثمّ فتح الجسور المناسبة للارتقاء بأشكال التعاون المُقتضاة.
إنّ دراسة التحديات التي تجابه عالمنا برمته وجدوى التفاعل والتكامل بخاصة منها هنا ظروف التغيرات المناخية والمؤثرات فيها تتطلب منع انفلات التخطيط بشكل منفصل من أخذ الاعتبارات الضرورية في هذا الميدان..
ومثل هذه الرؤية تدعو فعليا وبوجه عاجل التركيز على النهوض بالدراسات المشتركة لمجموعة دول الجنوب النامية والسعي فعليا عملياً إلى توحيد أو تجميع القدرات المعرفية العلمية المتوافرة لديها لرسم أسس توزيع المهام على المؤسسات القائمة لتضطلع بدراسات بينية مشتركة تلتزم بتوجه رئيس موحد في إشادة النظام الاقتصادي الدولي البديل..
لعل هذي الاستراتيجية هي الضمانة الأكيدة لزيادة التعاون الدولي بمساراته الكمية الجوهرية وتحولها لخدمة مساراته النوعية الكيفية القادرة على استثمار التعاون في تحسين فعالية خلاقة للموارد المكرسة في هذا التعاون الشامل..
إنّ بناء الإنسان وقدراته في امتلاك (العقل العلمي) أو بعبارة أخرى تمكينه من المعارف والعلوم وأحدث تكنولوجيا العصر هو ما يوفرها لشعوب دول الجنوب ويمنها فرص اختزال الزمن الذي فقدته في ظروف تاريخية سابقة.
إن بناء القدرات التكنولوجية الأحدث لن تأتي ما لم تنهض بلدان الجنوب النامية بتحديث مختلف قطاعاتها الاقتصادية المجتمعية سواء منها التقليدية أم الجديدة المستحدثة.. وفي هذا فقط يمكنها توفير فرص صالعمل ومعالجة مشكلات البطالة والفقر من جهة وتحسين الأداء بتحسين ظروف العيش ومنها الصحية والتعليمية؛ بخاصة هنا باستثمار نقل التكنولوجيا والمهارات المناسبة الملائمة لأوضاع تلك البلدان وظروفها ملتفتة بجدية إلى إمكاناتها من موارد وطاقات قادرة على إطلاق أفضل مشروعات التنمية المعتمدة على الذات الجمعي المشترك..
لكننا في سعينا ونحن نحتفل باليوم الدولي للتعاون ندرك مع الأمم المتحدة ما يعترض هذه المهمة النبيلة من عقبات وعراقيل لعل أبرزها تغليب الإرادات السياسية المنقسمة والممزقة بخلفية صراعات ضيقة الأفق تمنع فتح الاتصالات والحوارات الاستراتيجية..
الأنكى أنها تدفع لانشغال بمشروعات تسميها بالاستراتيجية بمستوى هذا البلد أو تلك المجموعة من البلدان بمحيط منقطع الاتصال بمستوى الوجود الجمعي للبلدان النامية!
ولكننا إذ نحتفل اليوم فإنما نسعى إلى خلق عميق الوعي بالعضلات التي تجابه دولنا مجتمعة ما يتطلب التعاون لدراسات مشتركة وخطط شاملة قائمة على التعاون المنشود تقليلا للكلفة بكل معانيها سواء في الحصول على المعارف والخبرات والمهارات أم على نقل التكنولوجيا وصنع أسس معرفية ناجعة لحل التعقيدات التي تجابه مهام التنمية والتقدم.
إن انشغال الحوارات وأشكال الجدل البيزنطي التي تفرضه بعض الأطراف كما يحدث بين اثيوبيا وكل من مصر والسودان أو ما يحدث من قطيعة بين بعض بلدان المنظمة الإقليمية - الجامعة العربية وامتناعها على إقرار ميثاق تطويرها بخاصة منه إهمال تفعيل السوق العربية المشتركة والمؤسسات الاقتصادية المعنية ومشاغلة بلدان عربية بظروف مجابهة التخريب والترهيب الأمني والسياسي عبر اختلاق أجنحة إرهابية للتدخل فيها، بالإشارة إلى ما ترتكبه سلطة الملالي في إيران أو سلطة الأخونة والعثمنة في تركيا؛ إنّ ذلكم وغيره يقف بوجه التعاون بين الدول العربية وشرق الأوسطية ويعرقل تبنيها ما يستثمر طاقاتها الكبيرة المهولة في التنمية..
لابد من السعي لإرادة سياسية نقية من تلك التشوهات وبعيدة عن أضاليل الجذب التي تدعي الانتصار لقضية أو أخرى غير تلك التي تضع شعوب الجنوب ودولها على سكة التعاون الوحيد القادر على توفير فرص التنمية الحقة..
ومن هنا وفي نموذج الدولة العراقية فإن إعادة فتحها الجسور والاتصالات مع محيطها القائم على الانتماء سواء بوجوده العربي أم الإنساني ليؤكد سلامة فك التبعية عن منظومة قيمية لم تكتفي بإلحاق أشد بل أفدح الأضرار به بل وضعته على سكة الانحدار والتفكك الوجودي بارتماء من سطا على إرادة القرار السيادي فيه لمصلحة أو لمآرب أطراف وأجندات غير تلك التي تصب بمصالح الشعب ولا مصالح شعوب المنطقة بوضع بخدمة تلاعبات وصراعات تخص قيادات بلدان في شرقه وشماله فيما قطع الصلة مع عمقه الإقليمي الحقيقي الذي كان ويبقى مصدر وجود قادر على استثمار طاقاته الكبيرة في التنمية وترسيخ السلام واسس التقدم الضامنة لدوره البنيوي في الحفاظ على حماية المناخ والبيئة والإنسان ومصالحه..
إن هذا التوجه هو تأسيس متمسك به الشعب العراقي بتنوعاته وهو ما ينبغي أن يلزم السلطة السياسية بمشروعات التعاون والتكامل بل المبادرة به وهو صاحب الريادة في ميدان جمع الدول وتلاقيها بدروب التعاون والتكامل وتكافل قدرات الاستثمار..
إنّ المشروع الحقيقي للتعاون ينطلق من قدرة الشعب على التغيير وإنهاء زمن فصم البلاد عن عمقها الإقليمي بسياسة تقوم على الانتماء وخلق استراتيجيات التنمية بخلاف الانفصال عن عمق إقليمي قادر على صد ظواهر استغلاله كما تفعل جاراتاه إيران وتركيا وهي تقطع مورداً مهما وخطيرا بنهب حصصه المائية في الأنهار الدولية العابرة للحدود حيث يمثل العراق دولة مصب لتلك الأنهار وفي سطوة الدولتين بعد عملها على سيادة التصحر وتخريب الأرض الصالحة للزراعة بما مكنهما من فرض تصدير بضائع استهلاكية كان ومازال العراق قادرا على إنتاجها بوصفها مواد محلية طبيعية بل كان مصدرا لها فبات اليوم يستوردها كرها وإجباراً كما باستيراد الخضروات ومنتجات زراعية واستهلاكية أخرى!
وفرضوا عليه استيراد الطاقة وهو أحد ابرز بلدان إنتاجها بكل اشكالها التقليدية والحديثة البديلة النظيفة وطبعا لم يكتفوا بهذا التخريب المتعمد بل استغلوه مصدرا لنهب البلاد وثرواتها الغنية الدسمة مانعين عنه أي شكل للتعاون القائم على إرادة حرة وضمان للسيادة..
فلنتفكر اليوم بهذه المناسبة الأممية ولنتدبر وسائل فتح آفاق التعاون طريقا فعليا حقيقيا للتنمية ولخدمة مصالح شعوبنا معاً وسويا بمساعيها التكاملية..
وتحية لتعاون عادل نزيه بين دول الجنوب النامية يكفل فتح فرص مشروعات تشغيل اليد العاملة بدل بطالتها وإزالة الفقر ومعالجة قضايا الصحة والتعليم والمعضلات الأخرى ولنبدأ على سبيل المثال من مؤتمرات تعاون تفعّل وجودنا بمحيطنا المباشر وتمتد لمحيطنا الأبعد بعمق بلدان شرقنا الأوسط وشمال أفريقيا بل وبعمق آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية إلى افق جديد يحمي تطلعات شعوب كوكبنا وآمالها.
أكرر الإشارة الأهم أننا عراقيا إذا كنا سنقصي الحقائق ونشوهها بأضاليل واباطيل افتضحت وإذا كنا سنحجب فرص التعاون الحقة وسنبقى على نهج من خرّب فرص التعاون فإننا نسير حتما إلى هلاك وجودي ونسمح لمن خرب وهدم وفصل بلادنا عن رحمها الوجودي وفرص تقدمها..
فلنتنبه ونتفكر ونتدبر



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوازن بين قدرات المأسسة وانفراط عقدها!؟
- نترات بيروت هل أطاحت بمصير بلاد وأهلها أم تمضي إلى وقف جرائم ...
- ماذا يُراد من عبارة جرائم لا تسقط بالتقادم!؟
- العدالة الانتقالية في العراق!!؟
- بين ظروف كرنفالات الصحافة وما يُنتظر لها ومنها وواجباتها في ...
- الاتجار بالبشر جريمة بشعة تتفاقم بين الفئات الهشة وعلى حساب ...
- انتخابات تستجيب لمطالب الشعب أم أخرى تُفصَّل على مقاس إعادة ...
- ما الحل في استمرار جرائم التعرض لأبناء الشعب واغتيال نشطاء ا ...
- جريمة اغتيال أخرى لا علاج أو ردّا جديا فاعلا وحاسما إلا بدعم ...
- ما الذي ينتظره العراق من المنظمات الدولية الفاعلة؟
- عراقيون من طالبي اللجوء يقعون بفخ الصراع السياسي بين بيلاروس ...
- أين تكمن المشكلة في العراق وأين يوجد الحل وكيف نحققه؟؟
- رؤية مقترحة أولياً مبدئياً لحملة وطنية دولية دفاعاً عن حصة ا ...
- تشغيل الأطفال بظروف وشروط عمل تهدد صحتهم وحيواتهم!!
- نداء إلى قوى التنوير لعقد مؤتمرها وإعلان جبهتها الآن وبلا تأ ...
- هل القضية قضية حضانة الطفل أم مناورة تحاول سرقة القانون 188 ...
- بشأن سلامة ضم الميليشيا للمنظومة المسلحة النظامية من عدمه!؟
- التنوير وإشكاليات التنمية البشرية
- الدبلوماسية العراقية ترفض جعل البلاد منصة للاعتداء على دول ا ...
- الفساد يكتنف استقبال ملايين العمال الأجانب وسوء تشغيلهم في ا ...


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - اليوم الدولي للتعاون بين دول الجنوب واختلاق العقبات والعراقيل بوجهه