أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رياض اسماعيل - ما السبيل الى التنوير














المزيد.....

ما السبيل الى التنوير


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 14:11
المحور: المجتمع المدني
    


التنوير، كلمة تسمعه بكل اللغات، هو الأساس لترتيب البيت النفسي للإنسان، وبناء الشخصية القويمة، تلك التي ترقي المجتمع وتنتشله من الجهل والشعوذة.
التنوير لا يكون بالادعاء وهو ليس خصلة شخصية، فالذي يدعي بانه متنور ليس بمتنور، ان الانسان يدعي لنفسه كل القيم التي تُحمَد في المجتمع، وفي الوقت نفسه يبرئ ساحته من كل الصفات السيئة كالغرور، فهل يعقل ان يقول شخص مغرور عن نفسه بانه مغرور؟ لكن البشر تدعي الصفات الحميدة والنبيلة والنباهة والفطنة في الوقت عينه، تماشيا مع تقدير المجتمع لقيمة هكذا صفات. هذه خوارزمية صممت كأساس لوظيفة العقل البشري في الحفاظ على صاحبه وحمايته بكل طاقته، ويهدف في النهاية للسعي لبقاء النوع البشري منذ تواجد الانسان على الأرض، خصوصاً في المجتمعات التي تقدر القيم.
التنوير عملية مرتبطة بالزمن، والتنوير متشعب الخصوص، ويفترض ان نسأل المتنور، باي خصوص قد تنور؟ لنتناول ذلك بعقلانية، انا مثلا اقول بأنني متنور بعلاقتي مع الاخرين، اي ان لي صور عن الاخرين، وهي وقعت في عقلي لسنوات عديدة وكونت فكرة عنها، والاخرين يفعلون نفس الشيء معي. ثم تنشأ هذه العلاقة بيننا. حين اقول بأنني متنور عن العنف، يفترض ان أكون متنوراً على كل مسيرة العنف، ارى نشوئه وتطوره، أرى كيف يبدو الحزن الناجم عن العنف، لذلك تنورت، فانا متنور عن العنف. فالتنوير عملية مرتبطة بالزمن. للتفريق بين التنوير والاضاءة الداخلية نتناول الاتي:
التنوير عملية تدريجية للخبرة والمعرفة والجري الثابت في مسيرة الشخص من الماضي الى الحاضر ثم الى المستقبل، اذن السؤال هو: هل ان التنوير (اعلى مرتبة للارتقاء)، هو مسألة وقت اي مرهون بالزمن؟ هل هي عملية تدريجية اي عملية تطور تدريجي؟ إذا كان كذلك، اذن وجب ان نفهم طبيعة الزمن او بمعنى اخر فهم الهيكل النفسي الذي يتقبل الزمن، كأن تقول انا لدي امل وطموح ان أصبح كذا وكذا، فالرغبة التي هي جزء من الآمال والطموح ستقول يجب ان تصبح كذلك. ان تضئ ظلام النفس وتبصر طريقك للمضي بينها الى الهدف. مثل الغرفة المظلمة، التي تحوي موجودات ونفائس التحف لا تراها، والاضاءة تجعلك ان ترى اشكال الموجودات ومواقعها، ثم تبصر الطريق لتنظيم البيت وتتنور على المسارات السليمة وتدرك دالة وقيمة تلك النفائس، ثم تمضي دون ان تحطم الموجودات والتحف الثمينة، لأنك متنور بكل مفرداتها عبر الخبرة والمعرفة الكفيلتين بالزمن.
المتنور لا يدعي بانه تنور انيا ولحظياً! فاذا قال ذلك فهو غير متنور ومشعوذ، لان التنوير يحتاج الى المعرفة عبر الزمن، اي ينمو في العقل تدريجيا مع الزمن لحين النضوج. السؤال الاخر هو: هل التنوير الذي هو على المستوى العالي في العقل، يجعل صاحبه منفذا فوريا للفكرة المنورة، ام انه سيتعرض الى خصومة او خلاف او صراع للإنجاز؟ او بعبارة أخرى هل التنوير الأعلى، يتجذر في العقل ويجعل لقابليات الإنسان ان يحقق الفكرة المنورة مع الزمن، ام انه فعل آني فوري؟ اي إما يكون او لا يكون. عندما يتجذر ال (يكون) في العقل، سيجعل قابلياتك كلها مع الزمن ان يحقق الفكرة المنورة. لنقل انا عنيف، وسوف اكون غير عنيفا (مسالم)، إذا تجذرت فكرة العنف في العقل توجهت الفكرة الى اتجاه معين، لتبدأ بوضع الخطط، سأذهب الى طبيب نفسي، اتدرب، سوف افعل كذا وكذا واتناول العلاج .... اي تُكَونْ شيئا عكس الفكرة وهو عدم العنف. الحقيقة هنا هو العنف، وانت تخلق الضد له وهو اللاعنف (السلام). اذن الحقيقة هي ليست السلام بل العنف. القيمة الفعلية هي في الحقيقة، وغير ذلك ليست ذا قيمة. لمراقبة كل انواع حركة العنف في نفسك كالغضب، الكراهية، الغيرة، المنافسة وغيرها، لكي تراقب بدون اية رد فعل او حركة، إن فعلت ذلك فان العنف سينتهي. والمراقبة او الملاحظة هي الفعل المباشر للمعرفة.
حرر فكرك السيكولوجي وجهازك العصبي من عبئ الماضي الثقيل (ملايين السنوات)، لترى الاشياء بوضوح، لكي تتصرف وتفعل شيئا بشكل مباشر (فعل عقلاني ومنطقي)، إذا قلنا ان الحقيقة لا يمكن انجازها خلال زمن، لن يمكن انجازها، انه اما ان يكون هناك او لا يكون.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريد وهمس/ خاطرة واقعية تم تدوينها عام 2004/ من مذكرات موظف ...
- الاديان وخدعة الصور الفكرية للعقل في البقاء والانتفاع
- مدينة كركوك كما وعيتها/ من خواطري الشخصية
- عبارة عمي / خاطرة شخصية
- معالجة ديون العراق والاقتصاد المنهار بيد عصا البنك الدولي ال ...
- هل يمكن التغيير بهدف التعايش السلمي؟
- معالجة ديون العراق والاقتصاد المنهار بيد عصا البنك الدولي ال ...
- الى متى محاربة ( الاٍرهاب ) !
- وجهة نظر في الاقتصاد النفطي العراقي
- الوعي هو السبيل الى الحرية والاستقلال!
- غياب الإرادة الدولية سينهي الحياة على الكوكب الأزرق!
- السلاح الإعلامي الأمريكي والغربي يستهدف عقولنا
- استدراك النفس في ميلودرامية الحياة والموت
- الليبراليون الغربيون دعاة حرب!
- جدلية الانسان والخالق
- الكاظمي امام تحدي الدولة العميقة
- تداعيات انسحاب أمريكا من أفغانستان والعراق
- الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج
- المعاناة في العلاقات الزوجية
- السعادة على طريقة ابو خضير


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة
- مصدر: المملكة المتحدة لن تستعيد طالبي اللجوء من أيرلندا حتى ...
- القوات الإسرائيلية تقتحم عدة مناطق في الضفة الغربية وتنفذ حم ...
- الأمم المتحدة توقف أعمالها في مدينة دير الزور حتى إشعار آخر ...
- في غضون 3 أشهر.. الأمم المتحدة تكشف أعداد اللاجئين السوريين ...
- حميدتي: قواتنا ستواصل الدفاع عن نفسها في كافة الجبهات ومستعد ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رياض اسماعيل - ما السبيل الى التنوير