أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة














المزيد.....

تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 22:33
المحور: كتابات ساخرة
    


رُبَما هذهِ زَفرَةٌ تَفَلَّتَت فَفَلَتَت من كيسِ خلجاتٍ لي أصابَها قَرفٌ أو خَرف؟ فمُتَعَلِّمٌ أنا، وما أنا بِبَذيئِ حرفٍ، وأبنُ حَسبٍ ولستُ بثقيلِ طَرف،
فأرانيَ هنا أطلبُ العُذر فيما هو آتٍ من كَلِمٍ على غيرِ عُرف، رغمَ أنّيَ أرفضُ كلَّ عُذرٍ مَشفوعٍ بغَمزةِ طَرف، وأبغضُ كلَّ مُعتَذِرٍ وما حَوى عُذُرُهُ من صَرف،
فالمعاذيرُ عَيْبٌ إن قلَّت أو إن كَثُرَت وما هي بتَرْف.
وإنّما هذهِ تساؤلاتٌ قد تُعَدُّ في حَرَمِ الإعلامِ مَمنُوعةٌ غيرُ مَأذونة، وأعلمُ أنْ لن يَرغَبَ بِنشرِها إلّا صَاحِبُ صَحيفةٍ بِحُريّةِ الرَّاي أوداجُهُ مَشحُونَة، ويَهوى الحَقُّ حتّى ولو عَلى نفسِهِ، في حَركاتِهِ وحينَ سُكونه.
قبصةُ من تَساؤلاتٍ مُوجّهةً لخَليلٍ يهوى تعانق الأديان وحوار الحضارات وهَجَرَنا نَحو دِيارِ الغَربِ، دِيارُ ”سونيا” الحنونة،
وله حق الردِّ شرطَ أن تكونَ مبرراتُهُ راقيةً رفيعةً وبمنازلِ الجدِّ مسكونة، وغيرَ متخبطةٍ ولا تسوقُها نزواتُ هواهُ وهُرمونه :
“كيفَ هَجرتً الوَطنَ وتَركتَ خيراتَهُ لخَفافيشِ اللّيلِ مَرهُونة؟
ولمَ تَعرِضُ لنا صُوركَ تحتَ حُديداتِ ” إيفلَ” بإبتهاجِ النفسِ مَقرونة؟
وماذا لو سَألكَ فَرنسيٌّ قَسَماتُهُ منكَ مُستنكِفَةٌ، وبكَ ضَائقةٌ، وكادَ أن يَجُنَّ جُنونه؛
” أسعيدٌ أنتَ يا مُهاجرُ هنا تحتَ حُديداتِ بُرجِنا المَيمُونة؟
أشَاركَتنا تَشييدَها بِتَضحياتٍ منكَ بالإخلاصِ مَقرُونة؟
ولمَ لا تُشيِّدُ مثلَها في بلادِكَ الخَرِبةِ، وفي غَياهبِ الجَهلِ مَدفُونة،
وقد مَضى قَرنٌ على تَحَرُّرِكم، أو رُبَما تسعونَ أو رُبَما ثَمانونَ؟
ثمَّ هل ستَهجُرُنا نحوَ ” سِيدني ” لو غَزَا الألمَانُ ” باريسَ” المُدَغدِغةَ لشَهواتٍ فيكَ مَكنُونة، أو دَارَت على تُرابِ “الشانزليزيه” حَربٌ بأصَنافٍ من أسلحةِ التَدميرِ مَخزُونة؟
لا تُجبْني:
"أنَّي هُنا لاجئٌ وباحِثٌ عن كرامةٍ وأمنٍ وإحترامٍ للذاتِ وعن علومٍ في بُلدانِنا مَسجُونة! فَلَستُ تَافِهاً، وما أنا برجلٍ مِن بَني قَومِكَ لأصَدِّقَك ببلادةٍ مَدهُونة، وكلٌّ هنالك في بلدانِكم يَغمِضُ على السَّفاهاتِ عُيونَه، بل ستَهجُرُنا يا أنتَ صَوبَ ” هلسنكي” والى حَيثُ “ميمي” و”سُونة” الحَنُونة، والى حيثُ “فيفي” و”نونة” المَزيُونة. ستهجُرُنا أنتَ وكلُّ مهاجرٍ هنا، وتلكَ هي صِفةُ وَسِمةُ يَتَّسِمُ بها المُرَفرِفونَ “المُحَلّقونَ” ، الذينَ رَضُوا هَجرَ بِلادهِم لمّا أتاها الوَحشُ مُكَشِّراَ بأنيابٍ بالرّعبِ مَسنُونة، بل والعجبُ أنكم هُنا تَصرخونَ، وتهتفونَ بِنداءاتِ النّفاقِ لنا وجهرَةً بها تُصَرِّحونَ:
(نعم ل"حوارِ الحَضاراتِ وتَعانُقِ الأديانِ" معكم يا بني نونة الحَنُونة، وأخوةَ الشَّقراءَ سُونة المَصُونة)! وكَذَبتُمُ كَما تَكذِبُ دَائماً بفوزِها في سباقِ المَاراثونَ؛ تلك المُتَنَطِّعَة المُتَزَحلِقَة ” عجوزُ قبيلةِ الحَلزُونَ”، ذاكَ أنه لا حَقَّ لمَن ضَحّى بِأرضِه أن يَشُمَّ رائحةَ عقيدةٍ ولا أن يستمتعَ بحضارةٍ مَأمُونة، وما كانَ ” عُمَرُ المُختارُ” ولا الأشَياخُ في العِراق ومِصرَ ولا فِلسطينَ من عبرِ المحيطاتِ يكافِحونَ ويجاهدونَ .

أوه ماي كاد! كيفَ سوّلت لكم أنفسُكم أيُّها المُتَعَلِّمونَ، أن تَهجُروا الأوطانَ وبحُضنِ العَدوِّ تستَسلِمونَ فتَسترخُونَ، وب “مَسِجاتِ” الهَاتفِ مع " عّدّوسَ الزّبالِ" ضدَّ المُحتَلِّ من هنالكَ (تُنَاضلونَ)، وتضحكونَ على "عَدّوسَ" بشهاداتِ رصَّكم بها "السوربونَ، وأنكم المفكّرونَ ورُبَما رسلٌ ونبيّونَ، والكارثةُ أنّ أكثَرَكم لفكرِ شبابِنا بكتاباتِهِ مُدَلِّسونَ ومُخَرِّبونَ! تعالوا لأوريكمُ الان كيفَ أنتمُ مِن وراءِ البحارِ مع "عَدّوسَ" تناضِلونَ:
(حبيبيَ يا ” عَدّوسَ الزَّبال” رَجاءً : أرى في “غُوغل إيرث” عَجَلَةً للمُحتلِّ مَركُونة، عندَ رَصيفِ نمرة 5 أرجو مِنك أستِهدافَها فَوراً، يا بَطل يا ” عَدّوس” ، و عَدُّوسُ لا يَهابُ المَنونَ) !

وَيْ! أنسيتم أنَّ العَجَلَةَ العسكريَّةَ المَركُونة، هيَ لمُحتلٍّ لنا ولكنَّهُ لكم هوَ أمٌّ محتَضِنةٌ مرضعةٌ وحنونة، وبإقامةٍ مفتوحَةٍ ومضمُونة!
لابأسَ، عَدّوسُ هو زَبَّالٌ لايعلمُ شيئاً عن الموضةِ وعن ملبسِ البارونة، بَيدَ أنّه بَطلٌ وغَيُورٌ ولا يَهابُ الإعتقالَ ويَسخرُ دائماً من “عمانويل ماكرونَ” ، كما سَخِرَ من قبلُ من القردِ “عمو أرييل شارونَ” ولا تَرتجفُ مِن المَوتِ شفتاهُ ولا ترمشُ منه جُفُونَه.
لكنَّ “عَدُّوسنا” يَبكي الآن مُتألّماً من هَجرِ أهلِ فِكرٍ يَزعِمُونَ أنَّهمُ مُتَعَلِّمونَ، هَجَرُوهُ وكانوا بهِ همُ ( الغَادِرونَ)، وهوَ الآنَ ناظرٌ لعَودةِ لهُم وسَيفرَحُ بِهمُ، إذ يُبايِعُهُمُ، وإذ هُمُ في بلدِهِ بفَهمِهمُ يَقُودونَه، وبِعِلمِهم يعملونَ لإسعادهِ بصِدقٍ ولا يتمنطقونَ.
وأرى إعتذاراً مِن”عَدّوسَ” يُلقيه بحَضرَة العَظيمُ الرّشيدُ سيّدَ الآفاقِ : هَارُونَ.

لِمَ تعتذرُ ياصديقي عَدّوسَ ! قد تعلمُ أني أبغضُ مَن يُدعَون ” المُعتِذرون” ! قد بقيتُ وإياكَ وحدنا في ازقةِ بغدادَ نتمايلُ وندندنُ بهمساتٍ موجعةٍ مطحونة.
لا تأسَ يا عَدُّوس، لا تأسَ يا صديقي..
يامَن في الزِّبالةِ مُتَرَعرِعٌ هُرمُونَه!



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُبَيْبَاتُ ” نَظَريَّةِ المُؤامَرة “
- الفَرحُ والسعادة
- (قَالَتْ نَمْلَةٌ)
- خَدُّ الشَّمسِ -
- مَسارِحُ اللَّيلِ
- (هَلَّا من مؤسسةِ نشرٍ أو ناشرٍ مكينٍ أمينٍ مُتَرَفِّع)؟
- تهنئةٌ لمناسَبةِ عيدِ الأضحى المبارك
- قَلائِدٌ مِن كَبَاب
- في المطعمِ: أنا وصديقتي النّملة
- مُزحَةُ دِلدِل
- وقائعُ جَلسةِ مُحاكمةِ النّملةِ:دِلدِلُ
- دِلْدِلُ .. أختُ عَنْبَسَة
- أَجَل: هَكذا تُورَدُ الإبِلُ ياغَزَّةَ
- رِحْلَةُ الفِنْجَانِ
- إعترافٌ مِن وَالِد
- حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ


المزيد.....




- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة