أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟














المزيد.....

أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" تاريخنا وبقايا صور" هو العنوان المثير الذي يجب أن نقرأه ونعيد القراءة فقد نتعلم من الماضي دروسا قد تفيدنا في الغد وتضعنا على جادة الصواب وتعيد للإنسان المسلم إنسانيته المفقودة . في مقال اليوم سنسلط الضوء على دنيا الثائرين المهملين والمهمشين في كتب التاريخ والجغرافيا فقد نستطيع أن نقارب الحقيقة الحقة بلا مواربة أو خجل من ذاتنا والأخر .
هل سمعتم بالخليفة عبد الله بن الزبير؟
بالتأكيد " لا " لأن تاريخنا لم ينصفه مع الكثيرين الذين حملوا راية الحق والثورة راية الفكر الإنساني المجيد والإسلام الحق .
عبد الله بن الزبير أول طفل يولد للمهاجرين بعد الهجرة إلى يثرب . والده الزبير بن العوام . والدته ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق.
يحكى أنه في أواخر عهد معاوية كان هناك ثلاثة رجال حكماء في الحجاز هم : الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير فبعث الخليفة الأموي خلفهم يدعوهم لمبايعة ابنه يزيد خليفة على المسلمين من بعده . بايع الناس جميعا يزيد الشاب خليفة في الأمويين إلا هؤلاء الثلاثة الذين رفضوا بشدة مبايعة يزيد . وقال معاوية ليزيد قبل أن يموت :" لست أخشى عليك من قريش إلا هؤلاء الثلاثة الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وخاصة هذا الأخير لأنه يجثم لك كالأسد ويراوغك كالثعلب يتحين الفرصة حتى يثب ." حفظ يزيد وصية والده عن ظهر قلب وأراد أن يحصل على بيعة الثلاثة عنوة فأرسل من يقوم بالمهمة الصعبة لكنه فشل مع الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير . وعندما أحس الحسين وعبد الله بخطورة يزيد انتقلا إلى مكة والكعبة إذ ليس ليزيد إليها سبيل .
وبعد سقوط الحسين شهيدا في كربلاء عام 61 للهجرة ، أدرك عبد بن الزبير أنه صار المرشح الأوحد للخلافة فبدأ حملة شعواء على بني أمية يعظم من مقتل الحسين ويعيب على أهل العراق والكوفة خذلانه ويعتبر نفسه المطالب بدمه ، وطالبه الناس بإظهار البيعة في بيت الله الحرام وصار يتقبل بيعة الناس له في كنف البيت العتيق سرا ويخطط لأركان دولته المقبلة .
يحكى أن يزيد قرر أن يقيد عبد الله بن الزبير بسلاسل من فضة ليؤتى به إليه فوجه له جيشا كبيرا بقيادة أخيه عمر بن الزبير لكنه هزم أمام قوة جيش عبد الله بن الزبير ثم رمي عمر في السجن وصارت بيعة الناس لعبد الله علنية وصار خليفة الحجاز بلا منازع .
ثم قرر يزيد بن معاوية أن يحسم أمر الحجاز دفعة واحدة فأرسل لها جيشا عرمرما من /12000/ مقاتل وأجزل لهم العطاء فكانت واقعة الحرة التي هزم فيها أهل المدينة ثم انتقل الجيش الكبير إلى مكة لحصارها الذي استمر شهرين وفي هذه الأثناء توفي يزيد بن معاوية فأضحى عبد الله بن الزبير القائد الأوحد بلا منازع حتى أن قائد جيش يزيد بايعه خليفة وطلب منه أن يذهب معه خليفة للشام لكنه رفض الخروج . صار الأمويون في حالة كبيرة من التخبط فقد تنازل معاوية الثاني عن الحكم ثم توفي عن الخلافة وفي هذه الأثناء كان عبد الله بن الزبير يرسل ولاته ورسله للأمصار وعين أخاه مصعب بن الزبير واليا على العراق وأعلن نفسه الخليفة الثامن من خلفاء الإسلام .
مضت تسع سنوات قبل أن يحاول الأمويون استعادة الملك الضائع وخلالها انتقلت السلطة السياسية من آل أبي سفيان إلى آل مروان بن الحكم . بدأ عبد الملك بن مروان حربه الشعواء لاستعادة الملك الضائع من الثورات والثائرين في مصر والعراق التي استعادهما بصعوبة بالغة بعد مقتل مصعب بن الزبير ثم تفرغ لقتال عبد الله بن الزبير في مكة . أرسل عبد الملك جيشا إلى مكة بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي فاحتل المدينة وحاصر مكة وقصفها بالمنجنيق ولم تسلم جدران الكعبة المشرفة من القصف ليخرج منها عبد الله بن الزبير بعد أن تعرض الناس في مكة للأمراض والجوع وفقد الغذاء وبدأ أنصاره يهربون منه الواحد تلو الآخر . ذهب عبد الله إلى أمه الكفيفة وقال لها : " أماه . لقد خذلني الناس فماذا أعمل ؟" قالت له : " هل قاتلت لغير الله ؟" أجابها :" كلا يا أماه. " قالت له :" إن كنت قاتلت لغير الله فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قالت لله فلا تسلم نفسك ."
خرج عبد الله بن الزبير لقتال الحجاج بن يوسف الثقفي المعروف بشدة ظلمه للناس والعباد وكان عبد الله في ذلك الوقت في الثالثة والسبعين من عمره . لم يكن يعرفه أحد من جند الحجاج . قاتل حتى قُتل . وعندما سَقط شهيدا صاحت إحدى جواريه : "يا أسفي على أمير المؤمنين " فعرفوه. قطعوا رأسه وطافوا به في مصر أما بقايا جسده فقد علقوها على الصليب داخل جدران الكعبة . وكان جنود الحجاج يرعبون الناس من الخوف في مكة المكرمة ، وبقي معلقا خمسة عشر يوما إلى أن مرت أمه الكفيفة بجانبه وهي في عامها التسعين فصاحت بأحدهم : " أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟ " فأنزلوه بأمر الحجاج عن الصليب ودفنوه وبذلك انتهت خلافته التي دامت / 12/ عاما ومن يومها تمت التعمية عليه وعلى أخباره . ولا يذكره أحد من مؤرخي السلطة في الإسلام .



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهارات إدارة الغضب
- الاقتصاد الأزرق مرة أخرى BLE ECONOMY ONCE MORE
- عظة النار ، ت س إليوت
- صوت العقل والحداثة في أوديب الملك
- تحدي الدين للسلطة السياسية ، أوديب الملك
- الوجه الذي أطلق ألف سفينة ، كريستوفر مارلو
- رسالة الراعي العاشق إلى حبيبته ، كريستوفر مارلو
- جواب الحورية لراعي كريستوفر مارلو العاشق السير وولتر رالي
- فردناند دو سوسور وعلم اللغة الحديث
- الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دائرة الضوء
- الأخلاق في منظور القبيلة
- فيزياء الفساد
- الجريمة التي لم ترتكبها بعد
- تدمر و عصور الحياة
- تدمر ، في ذكرى خالد الأسعد
- دعوة للفرح
- هل أنت صديق أولادك على وسائل التواصل الاجتماعي ؟
- الحرب العالمية الثانية والماضي الذي أمامنا
- مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي
- الفيزياء الرقمية للفساد في مواجهة النمو الكمي


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟