|
أول مرة أحب
محمد أبو قمر
الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 09:25
المحور:
الادب والفن
اتنيلت علي عين أهلي وحبيت ، البنت بصراحة خبلتني ، خلتني عامل زي التايه ، دايما أنسي إني اتغديت واتخانق في البيت واحلف إن أنا حتي مافطرتش ، أبقي مزنوق وعايز أدخل الحمام ألاقيني بلبس هدومي وجزمتي وأخرج ولما أبقي في الشارع أفتكر إن أنا كنت عايز أدخل الحمام أروح راجع تاني وقالع هدومي وأقعد أقول لنفسي : هو أنا رجعت ليه ، البنت كانت حلوه حلاوه تجنن ، خدودها حمرا طبيعي وتقاطيع وشها فيها حاجه غريبة تبقي عايز تقعد تتأمل فيها وتشوف وش عصفورة ملونة دا ولا وش يمامه ولا وش ملاك ، لما الهوا يلعب في شعرها يتنطط قلبك في صدرك ويدق دقات يخليك تبقي عايز ترقص ، قوامها إيه ده ، معدول ومدور ومرن ومتفجر ورشيق وكل إللي عايز تقوله قوله ، كانت بتعدي كل يوم الصبح رايحه المدرسة وهي حاضنة شنطتها يتهيألك إن الشنطة هي إللي خايفه عليها وحضناها ، كانت دايما لابسه جيبة لحد ركبها وبلوزة بيضا ، وكانت دايما بلوزتها داخله في الجيبة من ناحية ومن الناحية التانية لأ ، وكنت بستغرب خالص مع جمالها ورشاقتها دي ليه مش مهتمة تدخل البلوزه كلها جوه الجيبة ، بس المنظر ده كان مخليها زي غصن الورد إللي بارز منه وردة فوق كل الورد ، كنت أنا بنزل كل يوم الصبح أستناها لما تعدي علشان اشوفها ، وكل يوم أقول لنفسي النهارده هاكلمها ، هاقولها إني بفكر فيها وأنا صاحي وأنا نايم وأنا قاعد ، إني كل ما أفتح كتاب ألاقيها جواه ، ولما اتخض وأقفل الكتاب ألاقيها قاعدة ع المكتب ، أو واقفة مركونة بضهرها علي باب أوضتي وهي حاضنة شنطتها ، هاقولها إن لما حد من إخواتي في البيت يكلمني أقوله طيب ، حاضر ، أقول أي كلام وأنا مش فاهم هما قالولي إيه ، معدتش بسمع إلي وقع خطواتك وانتي معدية ، ولا عدت بشوف غير وشك لما تميلي براسك وترفعي خصلة شعرك وتبصي بعنيكي الواسعتين ناحيتي وتروحي طايره وكأنك عصفورة . شعرك بيطير في الغرفة وأحيانا يلمس وشي ، كل يوم أقول لنفسي هاكلمها عن حلاوتها ، عن شفايفها ، عن عودها ، عن مشيتها وهي بتتهز زي المهره ، لكن كانت لما تهل في أول الشارع قلبي يخوني وينط لغاية زوري ، وروحي ترفرف وكياني كله يتزلزل واتسمر في مكاني زي المذهول المخضوض وأفقد كل السيطرة علي روحي وأفضل أرتعش زي ماتكون الحمي مسكتني ، وبعد ما تعدي أقف زي التايه وكأني واقف علي شط محيط لا أنا عارف أنا فين ولا منين وأفضل ألف حوالين نفسي زي المخبول. لما زهقت ، ولما عرفت إن مفيش فايده فيا ، وإني مش هاتجرأ خالص ولا هاعمل فيها فالنتيو قلت في نفسي مش نازل بكره ، خليها تعدي احسن ما في مرة من المرات قلبي وهو بينط جوايا وهي معدية يقفل زوري ويخنقني واموت ، مش نازل ، وفعلا جيت علي نفسي ومنزلتش ، بس اليوم إللي منزلتش فيه ده لا أكلت ولا شربت ولا نمت ولا كنت طايق حد يكلمني ، كنت مولع زي ما يكون جوايا نار قايده ، في اليوم ده اتعذبت واتنيلت علي عيني وجالي إسهال رغم إني محطتش في بؤي حتي شربة ميه. في اليوم التاني لقيت نفسي غصبن عني لازم أنزل ، لازم أشوفها ، ولازم أكلمها ، مهو مش معقول هافضل كده متنيل علي عيني أعذب نفسي ، هاكلمها حتي لو قلبي نط من حلقي وسابني ، هاكلمها حتي لو روحي طلعت ، هامسك نفسي واكلمها ، نزلت ، وأول ما هل طيفها قلبي ابن الكلب نط في صدري وروحي بنت الصرمه بتنازع عايزه تطلع ، وجسمي اتخشب ، معدش فيا إلا عينين ، ولقيت نفسي تاني مش هاقدر وهي بتقرب ، بتقرب ، بتقرب ، ولما بقت قصادي بالظبط مالت براسها ميله خفيفة زي عادتها ورفعت بإيدها خصلتها ، وفجأة وقفت ولقيتها اتعدلت والشنطة حضناها وبدأت تمشي جايه عليا ، جايه عليا ، ياخرابي ، جايه عليا ، جايه عليا ، قلبي هايسبني ويهرب ، روحي هاتطلع ، الحمي مسكتني ، جايه عليا ، جايا عليا ، ولما بقت قدام وشي تماما قالت لي : صباح الخير ، أنا ساعتها بربرت وغرقت في عرقي ودوخت وجسمي اتحل من بعضه ، ومش عارف أنا رديت عليها ولا مردتش ، متهيألي إني قلت بورروم بورروم وأنا بمسح بربوري في كمي ، لقيتها بتقولي : إنت كنت فين إمبارح ، إيه؟!! ، كنت فين إمبارح ، أنا وقفت أستناك واتأخرت علي ميعاد المدرسة وإنت برضه مجتش ، إنت كنت تعبان؟ ، أنا كنت بس عمال أقول : إيه؟ ، إيه؟ ، إيه ، لكن لقيتها في الآخر بتقولي : أنا ماشية علشان متأخرش بس يكون في علمك اليوم إللي مش هاشوفك فيه هارجع ع البيت ومش رايحه المدرسة . لما مشيت فضلت أبص عليها ، كانت حلوه ، حلوه حلاوة البنت المصرية إللي بتمشي وشنطتها حاضناها من فرط جمالها ، مشيت ، بس أنا ساعتها لقيت شارعنا الضيق أوسع من كل الدنيا ، وبيتنا كان شكله بيضحك ، والناس إللي في الشارع حلوين ، والسما صافيه وكأنها ناوية تحضني ، وقلبي كان بيغني ، وساعتها افتكرت لأول مرة إن امي كانت دايما تقولي وأنا نازل إبقي روح الفرن هات عيش معاك
#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متخلفون أم مختلفون؟!
-
شقة في مدينة نور
-
أصل الحكاية
-
امتحان
-
ليس ممكنا
-
شيه دولة
-
شكل تاني
-
الخط الساخن
-
القانون والفتوي
-
أيوه أنا حبتها
-
أهم حدث في زنزبار السنة إللي فاتت
-
مجرد أسئلة
-
المناصفة
-
التفاحة
-
الوطن الجمر
-
مجرد رأي
-
السودان
-
غفوة عاشق
-
الفأر السمين
-
شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة
المزيد.....
-
طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب
...
-
المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
...
-
أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ
...
-
الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
-
كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
-
فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
-
قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
-
أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال
...
-
بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون
...
المزيد.....
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
المزيد.....
|