أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - حول المسرح البديل؟!














المزيد.....

حول المسرح البديل؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6986 - 2021 / 8 / 12 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


في الآونة الأخيرة أطلق المسرحي (طلال هادي) مصطلح (المسرح البديل) الذي يصنعه هو هذه الأيام من تأليفه وإخراجه، والمسرح البديل الذي يدعو له (طلال) هو نوع من الكوميديا المفتعلة التي تحاول حشر مشاهد هزلية بين مشاهد جادة كما حدث في العمل الذي أخرجه وسماه (ماكو مثلنا) المقتبس عن الدراما الشهيرة (زيارة السيدة العجوز) للالماني دورنمات . لا يا سيدي ليس هذا هو المسرح البديل الذي لا يختلف عن عروض المسرح التجاري القائمة حالياً في بعض مسارح بغداد . إلا بشيء من الاحتشام والقليل من التبذل.
المسرح البديل يا سيدي ليس غير المسرح نفسه، المسرح بكل أنواعه الأدبية – التراجيديا والكوميديا والميلودراما والفالس ، وأنواعه الجمالية الكلاسيكي والكلاسيكي الجديد والرومانتيكي والواقعي والرمزي والتعبيري واللامعقول والوجودي والملحمي. ربما تكون (الواقعة) هي البديل الوحيد للمسرح والواقعة عبارة عن مجموعة من فنون الأداء تقدم على منصات عديدة داخل صالة كبيرة يمر المتفرج لمشاهدة العروض المتنوعة مثل التمثيل الصامت والاكروباتيك والرقص الشرقي والموسيقى والغناء وتستمر تلك العروض لساعات. وظهرت الواقعة لأول مرة في اميركا أواخر الخمسينيات من القرن العشرين وذلك تعبيراً عن عدم الرضا بالحدود التقليدية للمسرح. والواقعة اشبه بالكولاج الذي يخلط أنواع مختلفة من الفنون السمعية البصرية. وكان (جون كيج) هو المؤسس لظاهرة (الواقعة). وقدم (كيج) اول واقعة عام 1955 وكانت عبار ةعن رسوم لبوب وموشنبرغ) ورقص لميرس كينغهام. وافلام سينمائية ، استمرت العروض تلك لمدة 45 دققة، وللعلم فأن (الواقعة)* كظاهرة فنية جديدة لم تدم طويلاً إذ سرعان ما اختفت جاذبيتها. أما المسرح فقد كان وما زال حياً ومعرضاً للتجديد على مر الأيام .
في الآونة الأخيرة ظهرت تيارات مسرحية دخلت في خانة تجديد المسرح ومنها (مسرح ما بعد الحداثة) ومن مبدعيه (بوب ويلسون) و(ريجارد فورمان) ولكن أصحاب هذا المسرح لم يدعوا أن مسرحهم هو البديل بل هو المكمل أو المطور لمسرح الحداثة ومسرح ما قبل الحداثة، ومن الجدير بالذكر أن (مسرح ما بعد الحداثة) لم يظهر خلافاً تاماً مع المسرح الأصيل وأن الكثير من تقنياته مقتبسة عن التيارات المسرحية السابقة ومنها السوريالية. فما هي أوجه الاختلاف بين المسرح الأصيل والمسرح البديل؟ هل في مضامين نصوصه التي تتناول هموم المواطن وتطلعاته نحو الأفضل؟ وهذا هو شأن الفن المسرحي منذ القدم وحتى اليوم . هل في أشكال الفرجة التي تستهوي الجمهور وقد اشبعها المسرحيون الاصلاء والمجددون بحثاً وتطبيقاً . ربما يقصد المسرحي (طلال هادي) من مسرحه البديل أن يمسك العصا من الوسط لا من طرف واحد وهذا ما فعله عدد من المخرجين من قبل حين جمعوا في عروضهم المسرحية الهزل بالجد، وحتى (شكسبير) نفسه فعل ذلك حين أدخل مشهد البواب الهازل في مسرحيته الجادة التراجيدية ( ماكبث).
لا يا سيدي (طلال هادي) إن مسرحك ليس بديلاً واسألك هنا لمن هو بديل؟ هل للمسرح الجاد . صح لبعض العروض المسرحية التي تقدم هذه الأيام في بلدنا ولا يفهم منها المتفرج شيئاً . نعم قد يكون بديلاً لعروض المسرح التجاري المتبذل الذي يعج بالتفاهات والخلاعة وتشويه الإنسان وفيه تدنيس لقدسية المسرح وتشويه لرسالته النبيلة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح المقهورين
- اختفاء حركة النقد المسرحي في بلادنا
- في الفن المسرحي التبرير المنطقي مطلوب
- لقاءاتي مع (وليام شكسبير) 2
- لقاءاتي مع (وليام شكسبير)
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 1
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 3
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !! 2
- شكراً للذين وثّقوا للمسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !!
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 5
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 4
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 2
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 3
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا؟! 4
- شكراً للذين وثّقوا للمسرح العراقي
- إحياء الفرق المسرحية الخاصة ضرورة
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا ؟! 3


المزيد.....




- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - حول المسرح البديل؟!