أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 5














المزيد.....

السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 5


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 00:45
المحور: الادب والفن
    


- 7 -

بعد (أبيا) و(كريغ) استبعد المصممون والمخرجون التقنيات الإيهامية واستبدلوها بالمناظر المجسمة وعليه فأن المرحلة من 1880 الى 1920 حدث التغير التام في السينوغرافيا الغربية. وبعد عام 1900 ظهرت في روسيا المجلة الدورية المسماة (عالم الفن) عام 1898 لصاحبها (دياغليف) وقد انتشرت رؤيته بعد أن قدمت فرقة (باليدروس) عرضاً في باريس عام 1909 . مشتغلاً مع مصممين أمثال (باكست) و(غونشا روفا) و(بينوا) طور (دياغليف) أسلوباً سينوغرافياً تمت محاكاته بشكل واسع . رغم كونه تقليدياً بطرق عديدة (تكون المنظر من ستارة خلفية مرسومة) إلا أن السينوغرافيا كانت تميل الى التجريد. وبخلاف (آبيا) و(كريغ) فقد احتظنت (فرقة باليد روس) الفخامة والوفرة والألوان الجريئة والزخرفة الفنية رؤية لما هو شرقي مع المصمم (باكست) والرسومات البيزنطية الشعبية مع (غونشا روفا) وإعطاء أجواء نفسية حديثة وبدائية مقدسة ومنحطة ، ومناظر مثيرة مع موسيقى (سترافنسكي ورقص الراقص (نجنسيكي).
ومن الابتكارات التي ظهرت في روسيا بعد الثورة كانت التركيبية قد برزت حوالي عام 1920 . وفي عام 1920 أخرج (تابيروف) مسرحيته (روميو وجوليت) وكان تصميم المناظر لها متأثراً بالمذهب التكعيبي وبأشكال تجريدية أشبه بالدوامة للمصممة (اكستر) والتي مهدت للابتكارات الجريئة للمخرج (ميرهولد) في السنة نفسها وفي انتاجه لمسرحية ماياكوفسكي (مستبري – بوفه) .
وقام بتصميم المنظر لها (أنطون لافينسكي) و(فلاديمير خاراكونسكي) هنا فسح الرسم المجال لما هو معماري ، منصات بارتفاعات مختلفة وتقاطعها سلالم ومماشي ومنحدر يتجه نحو صالة المتفرجين . وفي السنة التالية برزت التركيبة عندما صممت المصممة (بوبوفا) مسرحية (ميرهولد) المعنونة (المخدوع الرافع) . وكان إبداع (بوبوفا) عبارة عن ماكنة مسرحية ذاتية الحركة يمكن وضعها في أي مكان أو يمكن استعمالها في أي إنتاج مسرحي كانت تلك الماكنة متعددة الوظائف ولا تمثل شيئاً بل تشابه تقاطعاً بين جمنازيوم محتشد وباطن ساعة كبيرة وهو تجميع يناسب تماماً تطبيقات ميرهولد للبايو ميكانيك . وكأن منظر المسرحية ماكنة للتمثيل احتفالاً بقدوة المكائن.
كانت السينوغرافيا التعبيرية من موروثات (آبيا) حيث أكدت على التجريد في الشكل والتبسيط في اللون والمبالغة في الصور المركزية والمؤثرات Chiaroscuro وبدلاً من الصورة الموضوعية قصدت التعبيرية إعادة خلق الجو الفرنسي للمنظر أو التبصر في كيفية احتمال ظهورها متوسطة بواسطة اقصى الحالات العقلية . اثبتت ابتكارات الإضاءة مثاليتها في مسار الوعي وهي النموذج في طروحات التعبيرية . ثم تبنى تقنيات التعبيرية في المانيا وشمالي أوروبا مع مخرجين أمثال (فيهلنع) و(جسنفر) ومصممين أمثال (بيرخان) .
أواسط العشرينيات من القرن التاسع عشر وفي ألمانيا قدم المسرح الملحمي لبيسكاتور رؤى جريئة عن الآلية الواسعة والتي استخدمت التصاميم المسرحية الوظيفية والآلية . وكان المقصد من سينوغرافيا (بيسكاتور) احتواء المهام الجريئة للجمهور بواسطة الكولاج والمسارح الدوارة والمصاعد والأحزمة والشاشات الشفافة والصور المنعكسة وتغيّرات الإضاءة الدرامية . وفي مناقشة تلك التطبيقات لذلك الطليعي (بيسكاتور) والطليعي الآخر (ميرخولد) كونها سلبية واستنساخية وغير ثورية ، قام (بريخت) بتطوير نظرية للسينوغرافيا مدينة لطروحاتهما . وبالنسبة له فأن المؤثرات المسرحية المتباينة يجب أن تُجمع لا لخلق مكان موحد بل لأجل إظهار الطبيعة التركيبية للحرفة المسرحية والمهمة المستقلة لكل عنصر من العناصر المسرحية بهدف تشجيع الجمهور لأن يتخذوا موقفاً نقدياً تجاه الأفكار الكامنة وراء العرض المسرحي . ومن بين السينوغرافيين الثلاثة الذي عمل معهم بريخت (منهر) و(اوتو) و(كارل نون آبين) ، كان (منهر) على علاقة وثيقة ببريخت من عام 1923 الى 1953 .



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 4
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 2
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 3
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا؟! 4
- شكراً للذين وثّقوا للمسرح العراقي
- إحياء الفرق المسرحية الخاصة ضرورة
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا ؟! 3
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا ؟!
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا ؟! 2
- مسرحيات هذه الأيام ؟!
- غابت المسرحية الواقعية فأنحسر الجمهور
- مسرحيات هذه الأيام؟!
- عن (مسرحيات السيرة) أيضاً 3
- عن مسرحيات السيرة أيضاً 4
- عن (مسرحيات السيرة) أيضاً
- عن (مسرحيات السيرة) أيضاً 2
- تبريرات منطقية في المسرح
- لِمَ لم يتم إعمار (مسرح الرشيد؟)
- مهام المخرج المسرحي عبر التاريخ


المزيد.....




- مقتل الفنان المصري سعيد مختار في مشاجرة
- الفرنسي فارس زيام يحقق فوزه السادس في بطولة الفنون القتالية ...
- الفيلم التونسي -سماء بلا أرض- يحصد النجمة الذهبية بالمهرجان ...
- الممثل بورتش كومبتلي أوغلو قلق على حياته بسبب -بوران- في -ال ...
- -أزرق المايا-: لغز الصبغة التي أُعيد ابتكارها بعد قرنين من ض ...
- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 5